تجارب وابتكارات مسرحية مصرية قديمة

تجارب وابتكارات مسرحية مصرية قديمة

العدد 581 صدر بتاريخ 15أكتوبر2018

من معاني التجريب المسرحي، تجاوز ما هو مطروح .. وأغلبنا يعلم أن (عزيز عيد 1884 - 1942) هو شيخ المخرجين المسرحيين في مصر؛ بوصفه أول مخرج مسرحي يتقلد هذه الوظيفة بصورة حديثة، متجاوزاً الوظيفة القديمة، التي كان يُطلق عليها اسم (المدير الفني)، وهي التسمية الأولى للمخرج المسرحي في بدايات المسرح في البلدان العربية. وربما أيضاً يظن البعض أن عزيز عيد، كان مخرجاً بدائياً تقليدياً، ولم يكن مجدداً في مهنته وفنه!! والحقيقة إنه كان مخرجاً متطوراً، مارس التحديث في مهنة الإخراج!!
الإخراج المبتكر
في عام 1930 نشرت مجلة (الصباح) إعلاناً مسرحياً هذا نصه: “ بدعة مدهشة في حياة المسرح المصري، تقدمها فرقة فاطمة رشدي صديقة الطلبة، ابتداء من الأربعاء 29 يناير سنة 1930 والأيام التالية، على مسرح تياترو حديقة الأزبكية، في رواية (إبراهيم باشا بطل مصر) .. في 15 منظر على قسمين، تأليف وداد بك عرفي، ترجمة الأستاذ فؤاد سليم. أحدوثة عجيبة في نوعيها التأليفي والمسرحي، إخراج غير مسبوق ابتكرته عبقرية فنان مصر الأستاذ عزيز عيد”.
ولضيق المساحة في هذه المقالة، سنتجاوز عن بعض العبارات الواجب الوقوف عندها وتفسيرها، مثل وصف فاطمة رشدي بأنها صديقة الطلبة، وأن اسم المؤلف وداد عرفي ورغم ذلك المسرحية ترجمها فؤاد سليم، وأن المسرحية أعجوبة في نوعها التأليفي ونوعها المسرحي، ناهيك عن الخطأ المطبعي في الإعلان فكتبت سنة 1920 بدلاً من سنة 1930 .. إلخ، وسنتوقف (فقط) عند العبارة الأخيرة الموجودة في الإعلان، وهي أن الإخراج: “إخراج غير مسبوق ابتكرته عبقرية فنان مصر الأستاذ عزيز عيد”!!
وربما يتمنى القارئ الآن أن يكون موجوداً في هذا الزمن ليرى هذه المسرحية، ويشاهد بنفسه هذا الإخراج المبتكر غير المسبوق!! وبالرغم من استحالة تحقيق هذا الآن، إلا أن وصفاً لهذا الإخراج المبتكر وجدته منشوراً في أحد أعداد المجلة نفسها، ونشرته المجلة تحت عنوان (طريقة إخراج)!! وعلى الرغم من أن الطريقة الموصوفة، تُعد من الحلول الإخراجية المنتشرة الآن، والتي تنال إعجاب الجمهور؛ بوصفها أسلوباً إخراجياً حديثاً، أو حلاً من الحلول الإخراجية المعاصرة، إلا أننا (ربما) ندين بالفضل - لهذا الأسلوب أو الحل - إلى عزيز عيد، منفذها الأول في مصر – على ما أظن – وحتى لا أطيل، لن أتدخل بالشرح أو الصياغة في الطريقة المنشورة، بل سأنقلها كما نُشرت من 88 سنة!! وها هي الطريقة، وعنها تقول المجلة:
“ أشرنا إلى أن الأستاذ عزيز عيد سيتبع طريقة جديدة للإخراج، ونذكر اليوم هذه الطريقة التي سيتبعها الأستاذ، وهي أن يستبدل بعض المواقف الكلامية بالمناظر، فينقسم المسرح إلى قسمين في الغرف: القسم الأمامي منظر الرواية، والقسم الذي في المؤخرة ستار من الشاش الأبيض. فعندما يبدأ الممثل في سرد القصة بالطريقة المعتادة (ديالوج)، يُطفأ النور كله في القسم الأمامي، ويُضاء في قسم المؤخرة، ثم يتسلل الممثل في الظلام إلى وراء ستار الشاش ويمثل الحادثة التي يسردها. حتى إذا انتهى فيها، أُطفئ النور في المؤخرة، وأُضيئ في الأمام، وعاد إلى مكانه”. ومن الواضح أن هذه الطريقة من ابتكار عزيز عيد في مصر، ولا أظن أن أحداً سبقه إليها، وإلا كانت المجلة – وهي متخصصة – أشارت إليه!!
ومن الواضح أن هذه الطريقة المبتكرة، اعتمد عليها الفنان فوزي الجزايرلي، عندما تحايل على القانون، وأراد أن يعرض مسرحياته في دار سينما غير مصرح لها بوضح ستارة بين شاشتها وبين الجمهور!! لذلك استغل الجزايرلي ابتكار عزيز عيد، وأضاف إليه من بنات أفكاره ما جعله يبتكر شيئاً جديداً عام 1931، وهذا الشيء أصبح منتشراً في مصر انتشاراً كبيراً، عندما تم - في كثير من العروض - إلغاء غلق الستارة وفتحها مع فواصل المسرحية!! وهذا الأمر شرحته تفصيلياً مجلة (الصباح) عام 1931، قائلة: “ كان الأستاذ الجزايرلي يقيم حفلات مسائية في سينما عباس بمدينة الإسكندرية، ولما كانت هذه السينما ليست لها رخصة بالتمثيل من البلدية، وغير مسموح لها بعمل ستار يحجب المسرح عن الجمهور (سباريو)، فإن فوزي اخترع اختراعاً لمداواة هذا النقص، وهو أن يظل المسرح مظلماً كله إلى بدء الفصل الأول من الرواية، وبعد الدقات الثلاث المعروفة يُضاء المسرح وتُطفأ في نفس الوقت الصالة. فإذا انتهى الفصل استعيض عن نزول الستار بإطفاء المسرح ثانية، وإضاءة الصالة في وقت واحد، ثم يتسلل الممثلون إلى الكواليس وهكذا”.
والجدير بالذكر إن عزيز عيد كان – في هذه الفترة - صاحب ابتكارات وأساليب إخراجية متنوعة، وأنه كان صاحب مدرسة إخراجية، تعلم فيها كثير من المخرجين وأصحاب الفرق!! ففي أواخر سنة 1931 نشرت مجلة (الصباح) أيضاً، خبراً تحت عنوان (الفرقة المصرية للغواة)، قالت فيه: “ أقامت الفرقة المصرية للغواة حفلة تمثيلية (سواريه)، مساء يوم الجمعة الماضي. مثلت بها رواية (المغتصبون) تأليف الأديب مصطفي أفندي أحمد، وقد أخرجها على الطريقة الحديثة التي ابتكرها شيخ المخرجين الأستاذ عزيز عيد، فكان التمثيل على المسرح والصالة والبناوير. وقام أعضاء الفرقة بأدوارهم خير قيام، وقوبلت الرواية من جمهور النظارة بعاصفة من التصفيق في كثير من مواقفها”.
وبنظرة يسيرة إلى هذا الخبر، وما فيه من طريقة إخراج حديثة ابتكرها عزيز عيد، سنعلم أنها طريقة (كسر الحائط الرابع). ولو أمعنا النظر في الخبر بصورة معمقة، سنلاحظ أن عزيز عيد – بوصفه صاحب هذه الطريقة في مصر – جاء بما يفوق المعنى المعروف بكسر الجدار الرابع!! لأن كسر الجدار الرابع – ربما – المقصود به تداخل الممثلين وتبادل أدوارهم في مستويين فقط، أي بين خشبة المسرح والصالة. ولكن طريقة عزيز عيد – ربما – تفوق ذلك لأنها تعني تداخل الممثلين وتبادل أدوارهم في ثلاثة مستويات: الخشبة والصالة والبناوير!! ولا أظن أن عرضاً مصرياً حدث فيه ذلك التداخل الثلاثي قبل ظهوره على يد عزيز عيد ومدرسته في ثلاثينيات القرن الماضي.
مسرح الفونوغراف
كان جورج أبيض مبتكراً ومجرباً مسرحياً، حيث تجاوز العرض المسرحي المرئي على خشبة المسرح، إلى العرض المسرحي المسموع في المنازل من خلال أسطوانات الفونوغراف!! لا تتعجب عزيزي القارئ، وهيا بنا نقرأ عن هذه التجربة المسرحية، التي حدثت عام 1930، وتحدثت عنها أغلب الصحف المصرية، عندما أراد جورج أبيض أن يُخلد أدواره المسرحية العظيمة، التي اشتهر بها منذ عام 1910 – عندما عاد من فرنسا – وتحديداً أدواره في مسرحيات: لويس الحادي عشر، وعطيل، وماكبث، وأوديب الملك. وعن هذه الفكرة، قالت مجلة (الصباح) في مايو 1930 – تحت عنوان (الأستاذ جورج أبيض .. مسرح في الفونوغراف) – قائلة:
“ عهدنا بالفونوغراف إنه أداة من أدوات التسلية واللهو، ينقل إلينا أصوات المطربين والمطربات بما يودعونه فيها من سحر وطرب. ولكن أبى على شيخ الممثلين في مصر الأستاذ النابه جورج أبيض - فضله وأثره في النهضة المسرحية المصرية - إلا أن يجعل من أداة اللهو هذه مدرسة تُعلم الهواة كيف يمثلون، ويُغيرون نبرات أصواتهم حسب المواقف ومخارج الكلمات، وتلقي على جمهور الشعب دروساً في العظة الخالدة، والحكمة البالغة. فقد أخرجت لنا شركة أوديون أسطوانات للأستاذ أبيض تحمل أهم أدواره المأثورة في روايات لويس الحادي عشر، وأوديب الملك، وعطيل، وماكبث. وتنقل لنا صورة صادقة من أروع مواقف هذه الروايات الأربع الخالدة. استطاع الأستاذ أبيض، أن يقيم لنا مرسحاً، أروع ما يكون مناظراً، وأكثر ما يكون استعداداً في ذلك الحيز الصغير الضيق، الذي يشغله الفونوغراف. ومن ذا الذي يسمع دور لويس الحادي عشر، ولا يقف من لهجة الأستاذ في إخراجه على ما كان عليه هذا الملك في موقف الاعتراف الأخير من خوف من الموت ورغبة ملحة في الاستزادة من أيام الحياة؟ ومن ذا الذي يسمعه في عطيل، ولا تتمثل في ذهنه صورة ذلك القائد المغربي الأسود، وقد قتلته الغيرة حتى امتدت يداه إلى زوجته خنقاً؟ ومن ذا الذي يسمع دور أوديب، وقد عميت عيناه وسالت منهما الدماء، ولا يتصور منظر هذا الملك المنكوب الذي أوجد للعالم من بطن واحدة آباء وأولاد وإخوة وأخوات. وأخيراً من ذا الذي يسمع تصورات ماكبث وخيالاته، ولا تكفي نبرات الأستاذ في تكوين أروع صورة لهذا البطل المضطرب؟ في الواقع أن عمل الأستاذ، الذي كان أول من قام به في مصر، قد أدخل على الأسطوانات روحاً جديدة، روح التمثيل السامية النبيلة. ونعتقد أنها سُنّة محمودة، سيترسمها سائر الممثلين في المستقبل، وسيخلدون بها أصواتهم وقدرتهم التمثيلية في أسطوانات، تكون أحسن ذكرى لهم وأبلغ إعلان عنهم. وقد نال الأستاذ أبيض عن جدارة واستحقاق فضلاً عن اعتراف الأمة بفضله، وتقديرها لأياديه على الفن والفنانين، تشجيع حضرة صاحب الجلالة الملك، الذي تفضل زيادة على تشجيعه الأدبي السامي بمنح إعانة مالية قدرها مائتان من الجنيهات للأستاذ أبيض، بعد أن سمع جلالته هذه الأسطوانات وأعجب بها، وأظهر رضاءه السامي وسروره منها. وتفضل دولة الزعيم الجليل مصطفى النحاس باشا بأن زود الأستاذ بعبارات التشجيع والتأييد، ونفحه نفحة مالية أخرى قدرها خمسون من الجنيهات. ونحن نهنئ الأستاذ أبيض بهذا الإعجاب، الذي هو جدير به، ونثني على مجهوداته الصادقة، ونهنئ الأمة بنبوغ الأستاذ وقدرته”.
والجدير بالذكر إن جريدة (السياسة)، ذكرت نصاً إن هذه الفكرة غير مسبوقة عربياً، قائلة: “ ونقل الروايات التمثيلية إلى الفونوغراف لم يُعرف في العربية من قبل. فللأستاذ أبيض السبق في هذا الباب”. وحسناً أن حددت الجريدة هذا السبق عربياً، لأن جريدة (اليوم)، ذكرت بأن الفكرة مطروقة عالمياً، قائلة في ذلك: “.... وهي طريقة سلكها كبار رجال الفن في الغرب، ومن بينهم الممثل العالمي العظيم (سير روبرت فورم)؛ حيث ملأ في السنوات الأخيرة أسطوانات، هي آية في الفن المسرحي في أرقى مستواه، رغم بلوغه سن الشيخوخة”.
والسؤال الذي يدور في ذهني – وفي أذهانكم أيضاً – أين هذه الأسطوانات الأربع الآن؟! من المؤكد أنها موجودة عند هواة جمع الأسطوانات القديمة!! لأن من غير المعقول وجود أسطوانات لأغاني الشيخ سلامة حجازي، وسيد درويش، ومنيرة المهدية منذ القرن التاسع عشر وحتى الربع الأول من القرن العشرين، ولا توجد أسطوانات جورج أبيض المسرحية المنتجة عام 1930؟!! ومن سيجد هذه الأسطوانات، سيجد كنزاً ثميناً، لأن الصوت الموجود بها، هو صوت جورج أبيض (منفرداً)!! أي إن الأسطوانات ليست بها تسجيل للمسرحيات كاملة، بل بها أهم المقاطع الطويلة الموجود في هذه المسرحيات، بصوت جورج أبيض .. أي إننا سنسمع مقاطع (مونودرامية)، ربما كانت إرهاصاً لانتشار وظهور (المونودراما) بمعناها المعاصر، ناهيك عن كون هذه الأسطوانات، هي البداية الحقيقية لفكرة نقل المسرحيات عبر الإذاعة المصرية. أما من وجهة نظري، فمن سيجد هذه الأسطوانات، سيقدم خدمة جليلة لجميع معاهد وأقسام المسرح في العالم العربي؛ كونها أبلغ تدريب عملي لفن الإلقاء المسرحي!! هنيئاً لمن سيكون له السبق في الحصول عليها!!
المسارح المتنقلة
نشرت مجلة (الصباح) عام 1931، تحت عنوان (مسرح في عوامة)، قائلة: “ يذكر رواد السينما إنه قد عرض فيلم سينمائي في الموسم الماضي، أو الذي قبله، يُمثل مسرحاً متنقلاً في باخرة. ولا شك أن الذين شهدوه على لوحة السينما ما كانوا يتوقعون مطلقاً أن يرونه في الحقيقة، وكانوا يحسبون إنها فكرة خيالية من مخيلة مخرج سينمائي ماهر. ولكن ممثلاً مصرياً حقق هذه الفكرة وأخرجها إلى حيز الوجود في رأس البر، هو أحمد المسيري صاحب الفرقة المتنقلة الصغيرة التي تحمل اسمه. كان المسيري إلى الشهر الماضي يعمل بفرقته في الإسكندرية فعاكسه الحظ في كل مسرح عمل فيه، وكانت آخر معاكساته مصادرة فراندة أوتيل كامب شيزار برمل الإسكندرية، التي كان يمثل بها، لأنها لا تملك رخصة تخول لها التمثيل على مسرحها الصغير. فلما ضاقت به الحال، رحل بفرقته إلى رأس البر، ولم يجد هناك مسرحاً خالياً، أو مسرحاً يقبله للعمل فيه، فاستأجر عوامة أقام فيها مسرحاً صغيراً، اشتغل عليه بفرقته، ولا زال يشتغل حتى الآن. ولا شك أن هذا المسرح هو الأول والوحيد من نوعه في مصر”.
وإن كان أحمد المسيري ابتكر فكرة المسرح المتنقل في عوامة مائية من أجل الفن، فإن هناك من ابتكر أسلوباً من أجل لقمة العيش، مضحياً بالفن!! ففي أوائل ثلاثينيات القرن الماضي، تأثرت مصر بالأزمة اقتصادية العالمية، وهذه الأزمة أثرت على المسرح تأثيراً سلبياً كبيراً، مما جعل أغلب الفرق المسرحية المصرية الكبرى تسافر إلى بلاد الشام والمغرب وإلى البرازيل أيضاً. ومن أهم هذه الفرق (فرقة رمسيس) ليوسف وهبي، التي سافرت – كعادتها في كل عام – في الصيف. وكان السفر محدداً بالأبطال والنجوم فقط – تقليلاً للنفقات – تاركين الكومبارس والعمال دون مرتبات، مما جعلهم يكونون فرقاً مسرحياً صغيرة جوالة، تمارس العمل المسرحي أياماً محددة - وفي أجازات الصيف، وأثناء سفر الفرقة إلى الخارج - من أجل إيجاد قوتها اليومي. ومن هؤلاء كان ريجسير مسرح رمسيس (محمد حجازي)، الذي صنع مسرحاً خشبياً نقالاً، متكوناً من صالة وعدة ألواج. وأمام الأزمة الاقتصادية، حوّله إلى شقة سكنية، كما حوّل ألواجه إلى غرف للإيجار!! أظنك عزيزي القارئ تبتسم الآن، ولا تتخيل حدوث هذا!! عموماً، إليك ما نشرته جريدة (أبو الهول) في ديسمبر 1932 – دون أي تدخل مني، حتى الكلمات بين الأقواس، فهي من وضع الجريدة – والخبر، نشرته الجريدة تحت عنوان (مسرح يتحول إلى شقة)، قائلة:
“حتى المسارح الخشبية الصغيرة (النقالي)، لم تسلم هذا الموسم من التلاشي. فإن لمحمد أفندي حجازي (ريجسير) مسرح رمسيس مسرحاً خشبياً متنقلاً، كان يسرح به في ضواحي القاهرة وبلاد القطر، بعد أن يؤلف له فرقة مؤقتة. وينصبه في ميدان البلد الذي يختاره، وكان يدر عليه ما يساعده على تحمل مرارة العطلة الصيفية. في هذا الموسم أصابه ما أصاب زملاءه الكبار، فلم يجد حجازي وسيلة لاستغلاله إلا أن يحوله لشقة، أقامها فوق سطح المنزل، الذي يملكه، وقسم (ألواجه) إلى غرف صغيرة أجرها لفقراء العمال!!”.


سيد علي إسماعيل