المسرح الجامعى بين الأسئلة الملحة والإجابات المقترحة

المسرح الجامعى بين الأسئلة الملحة والإجابات المقترحة

العدد 581 صدر بتاريخ 15أكتوبر2018

عقدت بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا أولى ندوات ملتقى الدولى الأول للمسرح الجامعى دورة الفنان يحيى الفخرانى، وذلك يوم الثلاثاءالثانى من شهر اكتوبر، فى تمام الساعة الثانية عشر والنصف ظهراً، بحضور المتحدث دكتور محمد المديونى تونس، و دكتور هشام زين الدين لبنان، دكتور محمد سمير الخطيب مصر، دكتور علاء عبد العزيز مصر، دكتور عامر صباح مرزوك العراق، وتدير الندوه دكتور شيماء توفيق،وأيضا حضرعمرو قابيل ولفيف من المسرحين .
وقال د. محمد المديونى بعض السطور من ورقته البحثية تحت عنوان ( المسرح الجامعى مسارات ومنعطفات التجربة التونسية نموذجاً): تقوم مداخلتى على مساءلة المسرح الجامعى ملفوظاً ومصطلحاً وممارسة، وذلك من خلال مدخل أسعى من خلاله إلى النظر فى المسارات التى عرفها المسرح الجامعى فى العالم طارحاً أسئلته التى ما فتئت تشقه بشكل صريح او بصورة ضمنية مشيرا إلى تعرضه إلى تجربة محددة فى المسرح الجامعى من وجهتى نظر االباحث والشاهد معاً،وتتمثل هذه التجربة فى “ مركز المسرح الجامعى “ الذى كنت أحد أعضائه فى مرحلة أعتبرها مرحلة التجذر،وعودتى إلى هذه المرحلة ومعالجتها بالشكل الذى بينت لا يندرج ضمن أى شكل من أشكال منالحنين،وإنما يتنزل الأمر فى إطار جهد أرى من الضرورى أن يُعمم فى مختلف البلدان العربية وفى مختلف المراحل،وذلك لأن النظر المُدقق فى الممارسة المسرحية الفعلية المعيشة ومحاولة التفكير فيها من شأنها أن تجتنب الكلام العام من ناحية،وتلفت الإنتباه من ناحية آخرى .
واستطرد المديونى : : وبعد ذلك يمكننى أن أقارن مقارنة سريعة بين تلك المرحلة بذاتها مع ما آل إلية المسرح الجامعى فى تونس خلال العقدين الأخيرين لأطرح عدداً من التساؤلات والمساءلات تخص المسرح الجامعى التونسى لعلنى أتجاوزه إلى المسرح الجامعى فى البلاد العربية عامة وصلاته بمسارات الحياة الجامعية والأبعاد الثقافية المفترض قيامها فى المؤسسات الجامعية الحقيقة،تابع المديونى : أضحى المسرح الجامعى تعبيراً متداولاً فى لغات العالم ؛ تداولاً مطرداً،حيث أصبح معه مندرجاً فى معاجم المسرح وحاضراً فى شواغل عدد غير قليل من المعنيين بهذا الفن دراسة وتاريخاً، لئن ذهب عدد من الباحثين إلى العودة بالمسرح الجامعى إلى القرن الخامس عشر ميلادى وإلى ربطة بعدد من الجامعات فى برييطانيا وفرنسا وألمانيا بصورة خاصة ؛ فإن أنتشاره فى صيغته القائمة الآن يعود فى حقيقة الأمرإلى ما بعد نهاية الحرب العالمية الثانية،ولا يعنى أن ما ذهبنا إلية إنكاراً للجذور الذى ذكرها الباحثين فى نشاة المسرح فى المدارس والجامعات فى البلاد الأوروبية ولا دور من كان وراءه فى رسم بعض من معالم المسرح فى المدارس والجامعات ؛ لعل بعضها مازال قائماً بصورة أو بأخرى إلى حد الآن ؛ ولكن صيغة المسرح الجامعى المتداولة فى هذه الأيام مرتبطة بالتحولات التى عرفتها أوربا والعالم،ويبقى إنتشاره وإنتشار المؤسسات المعنية به وليدة تلك الظروف ذاتها،وكذلك الأمر بالنسبة إلى الأثر الذى تركه المسرح الجامعى وممارسته فى تلك البلدان،فيكفى أن نشير إلى نشاة الفيدرالية الوطنية للمسرح الجامعى فى فرنسا عام 1947، تابع : وهذه التوترات والزخم لا يمكن أن يدل ألا على المسرح الجامعى قد أضحى مندرجاً ضمن ماهو ضرورى لابد منه فى هذه المرحلة من التاريخ ؛ ولكن هل يعنى ذلك وضوحاً فى ما يقوم علية وهل يمكن أن نجزم له بتعريف جامع يحدد ماهيته ؟ هل سمة جامعى الواردة نعتاً لملفوظ، مسرح تعنى بالضرورة تمييزاً له عن مسارح آخرى ؟؟فتلك هى وظيفة النعت فى الكلام ـ فهل يعنى أن الأمر يتعلق ببنية جمالية مخصوصة تميز المسرح حتى يصبح جامعياً
وأوضح المديونى : مركز المسرح الجامعى فى تونس لم يكن يعنى هيكلاً إدارياً أو جهازاً قائماً،مثلما تبادر إلى ذهن بعض المؤرخين للحركة المسرحية التونسية ؛ شأن منصف شرف الدين الذى تكلم عن مديرين لهذا المركز بمنطق السلمية الإدارية غير الغريب عن الرجل إدارة مثله؛ وأنما كان فريقاً للعمل المسرحى تابعاً للاتحاد العام لطلبة تونس من حيث إندراجه ضمن نشاطاته الثقافية لم يكن مركز المسرح يخضع إلى سلمية إدارية ولا يتقاضى العاملون فيه أى أجر ؛ ولقد أطلقت عليه هذه التسميه بعد أن كان يعرف بـ “الفرقة الطالبية للتمثيل” سيراً على منوال التسميات القائمة إلى ذلك العهد، وقد أطلاق إسم مركز المسرح الجامعى على هيكل المسرحى الطلابى تعبير عن تطلعات جديدة بدأت تبرز لدى الشباب الذين عاشوا تجربة المسرح المدرسى فى المؤسسات التربوية التونسية من ناحية، وعن رغبة فى مضاهاة ماهو قائم فى البلدان الأوروبية والأمريكية من ناحية آخرى ؛ويمكننا أن نتكلم عن مرحلين هامين فى مسار التأسيس الهيكل المسرحى الجامعى، أنطلقت لمرحلة الأولى عام 1961( مرحلة التأسيس ) إى بعيداً عن نشأة المؤسسات التعليم العالى فى البلاد التونسية وحينما أنطلقت المرحلة الثانية إبتداءاً من عام 1966وأستمر إلى عام 1971 ( مرحلة التجذر ) التى تخرج فى جوهرها عن سمات المقارنة المدرسية
وفي السياق ذاته طرح د. عامر صباح المرزوك ورقته البحثية المعنونة بـ” المسرح الجامعى وآفاق المستقبل .. رؤية سوسيولو جية “وقال : ينفرد المسرح من بين الفنون الأخرى بارتباطه المباشر مع مجريات الحياة اليومية وتغيراتها الإجتماعية والسياسية والإقتصادية وبهذا يكون جزءاً لا يتجزء من الحياة، ولدراسته لابد من متابعة المتغيرات التى تصيب المجتمع،كما تاتى أهمية المسرح من كونه وسيلة من وسائل تغيير المجتمعات وتثقيفها ؛وهذا ماوعى إلية الكتاب المسرحيون الأوائل وأدركوا أنه لعب دوراً خطيراً فى تطور الأداب العالمية منذ أن ظهرت الملاحم التى أنبثقت منها الأعمال الدرامية على يد الإغريق ؛ تلك التى أرتبطت بالغاية التعليمية والوعيظة والتربوية المستندة إلى قيم إجتماعية وأخلافية ودينية وبذلك الفن المسرحى ومايزال،ومن هذا المنطلق يُعد المسرح الجامعى رافداً من روافد الفن المسرحى الذى يراد منه بث الوعى والجمال فى أروقة الجامعات من جهة ،وملامسة ما يدور فى المجتمع من قضايا آنية وتقديم الحلول لها بطريقة فنية إرشادية ممتعة من جهة آخرى، تابع مرزوك: والدور الكبير الذى يحمله المسرح الجامعى ككيان فنى لا يدركه غالبية المشتغلين فيه ؛ لذا فإنهم يطلقون عليهم إسم “مسرح الهواه” وهذه التسمية تقلل من إمكانيات هذا المسرح،وتجعله لا يحتكم للقواعد والشروط الفنية التى تجعلنا ننظر إلية كفن مسرحى حقيقى ؛ ودليلنا على ذلك هو تلك المشاركة الفاعلة لتجارب المسرح الجامعى فى مهرجانات مسرحية محلية وعربية وعالمية أستطاعت أن تحصد على جوائز عدة، والأهم من ذلك أنها لاتزال فى ذاكرتنا الحية كنموذج للمسرح الجاد الذى نريد
ويضيف المرزوك عن أهمية المسرح الجامعى : كما تكمن أهمية المسرح الجامعى فى خلق أجيال إيجابية تخدم المجتمع وتساهم فى تنشيط الواقع العلمى والتربوى، كما يساهم المسرح الجامعى بكل أشكاله وأنواعه فى بناء الحس الفكرى والجمالى فى نفوس المتلقين، وينمى عملية التذوق الفنى لديهم،تابع ك ومن أجل تقديم صورة واضحة للنهوض بالمسرح الجامعى وأعطائه مساحة أكبر للاشتغال المسرحى مستقبلاً نضع بعض النقاط الهامة ....
“الجانب الإدارى” استحداث وحدة إدارية فى رئاسة الجامعات تحت مسمى ( فرقة المسرح الجامعى ) ترتبط بقسم النشاطات الفنية، ويكون عملها تفعيل وتنشيط المسرح الجامعى فى الكليات كافة، وتفعيل دور النشاطات الفنية فى الكليات وإختيار كادر مسرحى متخصص ( مؤلفين ـ مخرجين ـ ممثلين ـ تقنيين ) لتطوير الطاقات الطلابية، إصدار مطبوع خاص بالمسرح الجامعى فى طورة مجلة أو جريدة أو نشرة بشكل فصلى أو شهرى، إقامة موقع رسمى وصفحات على مواقع التواصل الإجتماعى متخصة بالمسرح الجامعى وتغطى جميع الفعاليات التى تقام به، حث الباحث فى مرحلة الدارسات الدولية والعليا على كتابة البحوث الأكاديمية عن عروض المسرح الجامعى، ثانياً : “الجانب الفنى “ تشجيع الكلاب على كتابة النصوص المسرحية وتقديم تجاربهم وأرائهم وأفكارهم بكلل حرية، الإنفتاح على المجتمع ونقده وتقديم المعالجة الدرامية للحياة اليومية،والإهتمام باللغة العربية الفصحى بشكل النص المسرحى وضبطه لغوياً، إختيار موضوعات وافكار لا تتعارض مع توجهات الحرم الجامعى، إستضافة عدد من المؤلفين والمخرجين والممثلين والتقنيين المحترفين وإشراكهم مع الطلا ليستفيدون منهم، إيجاد أشكال وأساليب فنية جديدة تواكب مايدور فى العالم من ثورة فنية لنخرج بنتاجات مسرحية جديدة تتسم بالحيوية والأصالة والمغايرة وهذا بدورة يفرز إتجاهات جديدة تضاف إلى مصاف التجارب المسرحية التجريبية المهمة، التنوعىفى التجارب المسرحية والخروج من مسرح العلبة الإيطالية والتوجه صوب المسارح المفتوحة ومسرح الشارع من أجل التواصل مع المتلقى، التركيز على دور المرأة ومعالجة القضايا الخاصة بها، التوازن فى التعامل مع الأعمال المسرحية بكل مفرداتها الفنية، الإهتمام بسينوغرافيا العروض المسرحية وإعطائها مساحة واسعة وتجسيدها بكل فنى يتلاءم مع بقية مفردات العرض المسرحى .
واستهل د. محمد سمير الخطيب ورقته البحثية بقوله : تهدف هذه الورقة إلى قراءة المسرح الجامعى فى إطار شروطه الموضوعية وإعادة تجذيره مرة آخرى فى المجتمع، بغرض أن نفك عزلته بوصفه مسرح ينتمى إلى كيان تعليمى، لا يرقى إلى مستوى المسرح المحترف الذى تقدمه المؤسسات المسرحية فى مصر ؛ ولكى تتم قراءة المسرح الجامعى علينا وأن نفتحه على الخطابات المختلفه فى المجتمع من خطابات ثقافية وتعليمية ومسرحية ن لندرك كيف خضع لها وتمرد عليها، بالتالى ننحى جانباً بعض القراءات التى تركز على اهدافه وفوائده التى لا تخطئها عين .
وتابع الخطيب: يعد المسرح الجامعى صيغة لتقديم عروض مسرحية فى إطار الجامعات ؛ أى تمويل من المؤسسة الجامعية وعلى مسارحها أو لتجمع مجموعة من الطلاب المهتمين بالمسرح فى الوسط الجامعى وفى هذه الحالة يكون المسرح الجامعى، لا يعنى مصطلح المسرح الجامعى إقتصاره على هموم طلابية عنصرية إقليميه،ولكن يعنى أن القائمين عليه هم شباب يعرضون وجهة نظرهم فى كل ما يحيط بهم، حيث يشكل العنوان بوابة الدخول لقراءة أى ظاهرة وإنطلاقاً يتحدد مسعى البحث فى رصد ظاهرة المسرح الجامعى فى مصر، حيث يحيلنا إلى مشهد يقوم على التجاور بين مفاهيمه ويحتوى على ثلاث مواقع مختلفة وهى المسرح ـ الجامعى ـ المصرى فهذا التجاور نهدف منه إقامة بناء منطقى حتى تتحول العبارة إلى مشهد يتطلب التركيز فيه بعد إضافة الخطوط المائلة الآن التى تعطى له طابعاً علاماتياً كما يطرح الخطوط الفاصلة غير المنظورة فى الكتابة مواقع تتطلب التأنى عندها وتحضربقوة نتيجة الخطوط الفاصلة التى تجعلها علامات تستدعى فك شفراتها اولها أن كل موقع يحتل لما قبل ولما بعد للموقع الآخر ؛ كما يمكن القول أن لفظ “ المسرح “ جديدة فى الثقافة المصرية، بل أن المسرح ككيان تعبيرى ـ معرفى يطلق عليه الفنى الوافد ؛ لأنه بداياته الحقيقة كانت فى نهاية القرن التاسع عشر على يد الخديوى إسماعيل الذى قام دور تحديثى فى مصر من أجل أن تصبح قطعة من أوربا فى إطار سعيه لذلك أهتم بالفنون، حيث قام الجديوى إسماعيل برعاية الفنانين ودعمهم مادياً بالإضافة إلى الإهتمام بإنشاء البنيات المسرحية المختلفة ؛ لذلك يعد المسرح أحد تجليات الحداثة،وذو صلة وثيقة بالدولة القومية وأحد مؤسساتها فى تحديث وعى المواطن عبر تغيير وعية وذائقته الجمالية،أما بالنسبة باللفظ “الجامعة فهى لفظة حديثة نسبياً والتى تشأت فى الرابع الأول من القرن العشرين، وتقع لفظة “الجامعة “ فى التباس دلالى مع لفظة “الجامع “الممثل للثقافة الدينية السائدة ؛ وأن إضافة تاء المربوطة الملتصقة بالمرأة، فالجامع مؤسسة مهيمنة فى المجال العام ويمتد وجوده خارج جدرانه ليسهم فى صناعة الإنسان فى المدينة طبقاً لقواعد،وفى ظل التحولات التى تحدث فى الجامعة نتيجة التزايد المتسارع فى بناء الجامعات والمعاهد الخاصة، تم إستخدام المسرح احياناً كوسيلة للدعاية للمؤسسة التعليمية الجديدة لترويج أسمها إعلامياً ويمكن أن نرصد النشاط الجامعى بمصر من ثلاث منظورات،أولها( المنظور الكمى ) زاد النشاط المسرح بدرجة كبيرة ففى كل جامعة بمصر مهرجانين فى العام الدارسى الواحد مثل جامعة القاهرة وعين شمس، ثانياً ( المنظور الفنى ) فتأسست حركة المسرح المستقل التى ظهرت فى أواخر الثمانينات والتى أسسها الفنانين خالد صالح ونورا أمين ومحمد أبو السعود ومحمد عبد الخالق من فرق المسرحية الجامعية، ثالثاً ( المنظور الثقافى ) تأثر المسرح الجامعى بالتحولات العرفية التى حدثت نتيجة تقلص دور الدولة القومية وبروز العولمة وطغيان طوفان الصورة منذ بدايات التسعينيات حتى القر ن العشرين
وفى ورقته قال د. هشام زين الدين حول المسرح الجامعى: أن المجتمع الديمقراطى الذى نسعى للوصول إليه بشتى الوسائل ؛ ليس فى الواقع مجتمعاً يسير بدون خطة محدودة الأبعاد للعمل، بل هو مجتمع ديناميكى يستثمر كل موارده لخدمة المواطنين ؛ ومن هنا يأتى دور المسرح الجامعى فى تحقيق أهداف المجتمع الطامح إلى التطور والتقدم ومواكبة العصر ؛ خصوصاً وأنه على تماس مباشر مع فئة الشباب العمرية التى تعتبر محرك عجلة التغير والتطور فى أى مجتمع،وتزداد أهمية المسرح الجامعى الإجتماعية والتنموية نظراً لانه يتعاطى مع فؤة الشباب المتعلمة والمثقفة فى الجامعات، وأستناداً إلى ما سبق يمكن تحديد بعض العناصر البناءة المؤثرة فى تكوين شخصية الطالب الجامعى والذى يلعب المسرح دوراً أساسياً قى تحقيقها وهى : الثقة بالنفس لدى الطالب المشارك فى العمل المسرحى، القدرة على التعاون مع الأخرين ضمن المجموعة، التعبير عن النفس بحرية، وعى الجسم والذات، التفكير الإبداعى، المرونه والعفوية فى التعاطى، المهارة فى تنظيم وتشكيل مجموعات من الناس، أكتساب روح القيادة، التنفيس عن ضعوط الحياة اليومية والمشاكل النفسية،تابع زين الدين حول المسرح الجامعى وتحديات مواجهة التطرف : يلعب المسرح الجامعى دوراً محورياً فى التوعية المجتمعية ن حيث من المعروف إن جيل الشباب هو المحرك الأساسى لكل الثورات والحروب والإنتقاضات فى العالم، ففى المجتمعات التى تغلب عليها طابع الجهل تعانى من نقص فى التعليم الأساسى والجامعى يسهلل دخول التفكير المتطرف إليها ؛ ويكون شباب هذه المجتمعات هم الضحايا للفكر المتطرف الذى يستخدمهم كوقود لتنفيذ المشاريع السياسية المشبوهة التى تخدم عادة أجندات مخابرايته عالمية تسعى لتطويع الشعوب فى البلدان الفقيرة والنامية
وفى ورقته ( أسئلة ملحة وإجابات مقترحة ) حول المسرح الجامعى فى مصر قال د. علاء عبد العزيز سليمان: يبدو الحديث عن ضرورة المسرح كواحد من أهم الأنشطة الطلابية فى جامعات مصر ـ سرداً متكررأ لعدة حقائق يلح المتخصصون من المسرحين والتربويون فى ذكرها وتتردد على أفواه المسؤليين عن إدارات الجامعات والقائمين على نتظيم النشاط المسرحى ؛ أكثر هذه الحقائق تكراراً على المستوى الإعلامى هو ما تضمنه قوائم أسماء المشاهير من المشتغلين بالصناعة المسرحية الإحترافية وكافة أشكال اللدراما والإعلام المسموعة والمرئية ممن شهدت خشبات المسرح الجامعى أولى خطواتهم نحو النجاح، أما اكثر هذه الحقائق جوهرية هو الدور الذى قام به المسرح الجامعى فى مصر ولا يزال فى مواجهة الافكار الرجعية والمتشددة التى ينمو فى مهدها العنف والإرهاب الفكرى والجسدى،وأول ما يلفت الإنتباه فى عملية إنتاج عروض المسرح الجامعى هو التفاوت فى الميزانيات العروض بين الكليات والمعاهد الجامعة الواحدة ؛ هل يعكس هذا الأمرتباينا فى الموارد المالية للجامعات ؟ وغذا كان إختيار النص هو بالضرورة أمر فنى من صميم سلطة المخرج آخذا فى إعتباره عدد وقدرات أفراد الفريق المسرحى للكلية من الجنسين،فان هذا النصوص لابد لها من الحصول على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية وفى الغالب تأتى هذه الموافقة دون ملحوظات أو ربما تكون مشروطة أحياناً بالقيل من الملحوظات العابرة الغير مؤثرة


شيماء سعيد