المسرح تحت دوي القنابل عروض من مسرح الحرب بدورة اليوبيل الفضي للمعاصر والتجريبي

المسرح تحت دوي القنابل عروض من مسرح الحرب بدورة اليوبيل الفضي للمعاصر والتجريبي

العدد 576 صدر بتاريخ 10سبتمبر2018

اعتادت المهرجانات العربية والعالمية أن تعقد ندوة فكرية تبحث في أمور المسرح وتخرج بتوصيات أو نتائج لدراسات، وتظل هذه الندوات حبيسة الأمور النظرية حتى لو تكلمت عن تجربة رجل مسرح أو منهج، ولكن مهرجان القاهرة في دورته الفضية كسر تلك القاعدة ليعقد ندوة عن المسرح في آتون الحرب تصاحبها عروض من مناطق ملتهبة في محور منفصل داخل المهرجان، ويقول الدكتور سامح مهران رئيس المهرجان إن اختيار هذا المحور لأننا ونحن نحتفل باليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر، لا يسعنا إلا تقديم التحية لصناع المسرح، القادرين على المقاومة لأن المسرح يلعب دورا هاما في مثل هذه الأوقات بقوة حضوره الآني وحميميته مع المتلقي وقدرته على تنمية الوعي والتثوير، وأن يكون سلاحا سلميا للمقاومة. فالمسرح مهمته الأولى هي محاكاة الحياة. وما أحوجنا إلى الحياة وسط مشاهد الموت اليومية.
وتقول الدكتورة أسماء الطاهر، المسئولة عن الندوات، إن المحور يطرح سؤالا (كيف تصنع مسرحا وسط الدمار، يلملم الأشلاء، ويحتفي بالحياة)، وذلك من خلال جلسات الحوار وشهادات المسرحيين وكذلك العروض التي اختارتها لجان المشاهدة، وهي: “رائحة حرب” من العراق، “مروح عَ فلسطين”، “حجارة وبرتقال” من فلسطين، “هن” من سوريا، مشيرة إلى أنه قد تواصلت إدارة المهرجان مع سفارتي اليمن وليبيا لتقديم عروض تحت نفس العنوان ولكن لم نحصل عبر التواصل على أية عروض.
حيث تقدم الفرقة الوطنية للتمثيل التابعة للمسرح الوطني ببغداد مسرحية «رائحة حرب» وعبر 60 دقيقة هي كل زمن العرض يقدم مجموعة من المشاهد تربطها حكاية واحدة عن رجل حرب سابق تحول لمتطرف ديني (الجد) يقوم بسجن ما تبقى من عائلته - زوجته (الجدة) وحفيده (اللقلق) - في غرفة في بيت جنب مقبرة ويمارس عليهم أساليب الترهيب الديني والاجتماعي معا محاولا إبقاءهم وترويضهم ليخضعوا لأفكاره المريضة والمتطرفة.
يناقش العرض فكرة (الالتباس) ديني واجتماعي وسياسي ونتائجه الكارثية عبر التطرف والإرهاب وداعش؛ مما يؤدي لضياع الهوية والمواطنة عبر الحروب، التي تدفع هموم وأحلام شباب للهجرة عن طريق البحر وكذلك التهجير القسري على أساس عرقي والنزوح، وفكرة تقسيم المنطقة العربية والخرائط الجديدة للمنطقة والإسلام السياسي والربيع العربي.

“رائحة حرب” عن رواية «التبس الأمر على اللقلق» للروائي الفلسطيني الشاب أكرم مسلم، كتابة يوسف البحري - مثال غازي، إخراج عماد محمد.
كما تقدم فرقة مسرح الحرية بمخيم جنين بفلسطين مسرحية «مروح عَ فلسطين» وعبر 45 دقيقة يحكي قصصا حقيقية تم اقتباسها من السكان الأصليين في فلسطين بأماكن متنوعة من الأغوار إلى المناطق المحاذية للجدار، فالمخيمات وصولا إلى تجمعات البدو، يقدمها مجموعة من الممثلين المحترفين؛ هم خريجو مدرسة مسرح الحرية في التمثيل، حيث تدور أحداث المسرحية حول شخصية جاد والمولود في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي قرر ولأول مرة في حياته زيارة وطنه، رغبة منه في معرفة المزيد عن شعبه وهويته، ليكتشف أن الواقع يختلف كثيرا عما تراه في الأخبار.

“مروح عَ فلسطين” تأليف نبيل الراعي، إخراج ميكائيلا ميراندا (البرتغال).
وعلى صعيد آخر تقدم فرقة مسرح عشتار بفلسطين مسرحية «حجارة وبرتقال» وهو عرض مدته 50 دقيقة يعتمد على لغة الجسد يصوّر واقع الاضطهاد في فلسطين، ويسافر بالزمن عبر سبعين عاما من الاحتلال والاستيطان، حيث يعود بنا في التاريخ إلى الهجرات اليهودية الأولى إلى فلسطين تحت ذريعة وعد بلفور، من خلال قصة رجل يصل إلى بيت امرأة كلاجئ معدم، قادما من أوروبا بعد الحرب العالمية الأولى، ويحاول تدريجيا السيطرة على منزلها، وطردها منه، بينما هي كانت تعيش بسعادة في بيتها وأرضها مع محصولها من البرتقال. يبدأ النزاع بينهما من أجل السيطرة على المكان والاستحواذ على ممتلكاتها.

مسرحية “هُنّ” تأليف وإخراج آنا عكاش.
وسوف يتم عرض هذه العروض جميعها على مسرح واحد بالتوالي في أثناء انعقاد الدورة الفضية من 10 إلى 21 سبتمبر 2018.

 


كاتب عام