في ندوة «القطط» بمترو بول مخرج العرض: التعدد وقبول الآخر رسالتنا في العرض

في ندوة «القطط» بمترو بول مخرج العرض: التعدد وقبول الآخر رسالتنا في العرض

العدد 573 صدر بتاريخ 20أغسطس2018

أقام المركز القومي للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية  برئاسة المخرج محمد الخولى  الأسبوع  الماضي، عقب تقديم عرض “القطط” بمسرح متروبول ندوة حول العرض، ناقش فيها الناقد جلال الهجرسي والشاعر والناقد أحمد زيدان، وأدارها الباحث على داود،  بحضور أبطال ومخرج العرض ومجموعة من المسرحيين و النقاد.
القطط” بطولة ميرنا وليد، سيد جبر، محمود حسن، جلال عثمان ، وائل إبراهيم، ديكور و ملابس فادي فوكيه، ألحان صلاح الشرنوبي ، توزيع موسيقي محمد الشرنوبي و أحمد عبد العزيز، إستعرضات مصطفى حجاج، مادة فيلمية محمد الجباس، تأليف و أغاني صفوت زينهم و إخراج صفوت صبحى.
استهل الندوة الناقد جلال الهجرسي موضحا أن المسرح القومي يقدم عروضه للطفل والأسرة وليس للطفل فقط ، و دعى الهجرسي الأطفال وأسرهم إلى الحديث عن العرض، مشيرا إلى أن أهم تعليق مؤثر من الجمهور ستكون جائزته الحضور مرة أخرى لمشاهدة العرض مجانا.    
قالت الطفلة هدى أن أكثر ما تعملته من العرض هو عدم إيذاء القطط أو الحيوانات لأنها مخلوقات خلقها الله ، أضافت: جذبتني شخصية “ماو” القط الكبير و ملابس بطلة العرض “ميزنا وليد”
بينما قال الطفل محمد: أكثر ما جذبني فى العرض هم القطط فأنا أحبهم كثيرا.
و قال الطفل آدم: تعلمت من العرض حب الخير لي ولجميع الكائنات، والحفاظ عليها.
علق الناقد جلال الهجرسي: هذه عينه تسمى عشوائية في البحث العلمي وهم الأطفال ،  المتلقى المستهدف من العرض، وخرجنا منها أن الرسالة قد وصلته، رسالة السلام والمحبة.
توجه الهجرسي بالشكر لفناني العرض وعلى رأسهم المخرج صفوت صبحى والمؤلف صفوت زينهم مشيرا إلى أن فكرة التعامل مع الحيوان من أهم معالم خيال الطفل في العالم ، على سبيل المثال تراث “ديزنى” وأبطاله من الحيوانات والكائنات البشرية .
أضاف: شاهدنا عرضا من فصلين عن انتهازية الإنسان واستغلاله للبيئة و رغبته في التخلص من الكائنات الأخرى غير مدرك لأنها تحافظ على التوازن البيئي، بالإضافة لعدم معرفته بالحكمة الإلهية في خلق تلك الكائنات وتسخيرها للإنسان، مشيرا إلى أن هذه الحكمة التي تدعو إلى السلام لجميع المخلوقات على كوكب الأرض، عندما يكسرها الإنسان أو يتجاوزها يبدأ الموقف الدرامي.
وأكد الهجرسى أن بطل العرض  خرج على الحكمة الإلهية التي تعمل على توازن الطبيعة ، كما احتوى العرض كذلك على فكرة الرحمة والتسامح والسلام والمحبة. استخدم فيه المخرج تكنيك الفيديو أو السينما والديكور التقليدى الذى يتم تغيير الديكورات به من المكتب إلى الصحراء إلى مجلس المدينة، مشيرا أن هناك إشاعة تقول أن هناك مرض ما للقطط يجب التخلص منه ومن خلال العرض يظهر لنا صراع بين شخص انتهازى وبين شخصية أخرى تحمل قيم الحق والخير التى تتمثل فى بطلة العرض ميرنا وليد، وفيما يتعلق بمعلومة اضطهاد القطط، واستمر هذا التطويل وصولاً إلى نهايات الفصل لتتضح لنا فكرة المسرحية الرئيسية وهى الصراع بين الخير والشر وتقبل الآخر وانتهى بوجود أجزاء متكررة في الفصل الثاني، والقاعدة في المسرح تقول ما يمكن الاستغناء عنه يجب الاستغناء عنه، ولكن المتلقي هنا له خصوصية تتطلب التكرار نظراً لوجود العديد من الأسباب المختلفة التي من الممكن أن تجعل الطفل يتغيب عن العرض لوقت ما، فيأتي التكرار هنا لصالحه ليعوضه عن ما فقده، ومن هنا نستطيع القول أنه من الجائز أن يخرج نقد مسرح الطفل عن مفهوم النقد المتعارف عليه  فى فكرة البناء الدرامي التقليدي وعلاقة العناصر بعضها ببعض.
وتابع الهجرسى : النقد ليس قوانين ملزمة إنما وجهة نظر تطرح قابلة للجدل، والهدف منه تنموي وليس الهدم، فالنقد يختلف عن الانتقاد، فالأول يضيف للعرض ويكون العنصر المكمل للعملية الإبداعية والانتقاد هو البحث عن العيوب وإبرازها وإنكار كل الجماليات وهو سلوك غير علمي
وأشاد بعدم حدوث أي اختلال بالعرض بعد استبدال أحد الممثلين بآخر لظروف حالة وفاة، وأشار الهجرسي الى أن الهدف الاساسى هو استمتاع الطفل والاستفادة وهو هدف يضعه أساتذة ومتخصصين الأطفال نصب أعينهم، فالطفل هو ملك عرض مسرح الطفل .
أما الناقد أحمد زيدان فأشار إلى أن جمهور العرض المقياس أو المؤشر لنجاح العرض، بما شاهده من متعة واستحسان وتفاعل الأطفال مع الممثلين على خشبة المسرح، مما يؤكد وصول الرسالة والهدف لهم، وهو جزء كبير من نجاح التجربة، وبرغم التطويل فكل ما يسعى إليه الناقد هو وجود الأفضل، وبالتأكيد سيكون هناك الأفضل والحقيقة أن مداخلات الأطفال أوضحت أن رسالة العرض قد وصلت الى جمهوره المستهدف.  
وأشاد زيدان بمؤلف العرض الشاعر صفوت زينهم مؤكدا استمتاعه بأشعاره، وأنه يعد من الشعراء الذين لديهم قضية وأثنى على براعته فى طرح الفكرة: هل يستطيع أن يعيش المجتمع بحجب أحد عناصره؟ حتى وان كانت عبارة عن إسقاطات بواسطة الحيوان .
وقدم زيدان التحية لمدير المسرح الفنان حسن يوسف معتبرا العرض مغامرة منه حيث تبدو الفكرة تخص الكبار، مؤكدا أن براعة تقديمها أدى الى سهولة وصولها للأطفال والأسرة. أضاف:  الفكرة تشير إلى الإقصاء أو الحجب و المنع، واختيار القطة هذا الكائن الأليف الذى تحبه الأطفال كان ذكيا. وذكر  زيدان أن رسالة العرض وصلت فى مساحة زمنية كبيرة في البداية.
وتساءل: كيف تم تقديم الفكرة؟ ففيما يخص الاستعراضات فعلى الرغم من أنها ليست كثيرة فإنها قامت بعمل دفقات داخل العرض،  وأرى أن هناك حرص من المخرج على تقديم رسالة المؤلف فى حالة من التكرار والإعادة وذلك لغرس المعلومة داخل عقول الأطفال سواء بالغناء أو عن طريق وضعية ممثل أو أسلوب إضاءة معين، وهو ما نجح الفريق بشكل كبير في تقديمه، مشيرا إلى أن  مهندس الديكور فادى فوكيه استخدم ثلاثة مناظر بالرغم من أن مسرح الطفل يحتاج دائما إلى التغيير فى المشاهد،  وأرجع الأمر لضعف الميزانية، مضيفا: وما يهمني هو وصول المعلومة،  وقد شاهدنا على مستوى التمثيل مجموعة متميزة مثل الفنانة ميرنا وليد والفنان جلال عثمان والفنان سيد جبر، وهناك مشاهد كوميدية قدمها الممثلين مثل مشهد المسئول فى بداية الاجتماع، و القط ماو الذي يقوم بخطف المسئول ومشاهد تجمع كل فنانين العرض لكي يؤكدوا على معلومات معينة للطفل.
وأشار زيدان إلى أنه لم يجد خلفيات للشخصيات،  وأن هذا النوع من الدراما لا يحتاج الغوص كثيرا في الشخصية ومعرفة خلفيتها، لأن الشخصيات تقدم بشكل كرتوني،  وقد استطاع  فناني العرض إبراز أنفسهم وتقديم متعة كبيرة .
مخرج العرض صفوت صبحى تحدث عن فكرة الفانتازيا في المشهد الثاني مشيرا لعملية الخطف ، إنها تمت الشخص اعترض على حكمة الله وتم خطفة كما هو ولم تقم القطط بتعذيبه، حيث القطط حيوانات أليفه، مؤكدا أنه يقدم فكرة هامة وملحة وهى فكرة تقبل الآخر، وأن الشخصية التي لعبتها الفنانة ميرنا دائما تسعى لتصحيح مفهوم الشخص الأنتهازى وأفكاره تجاه الغير “ القطط” .
وأوضح المخرج أن تقديم أعمال للأطفال أصعب بكثير من تقديم أعمال للكبار خاصة للمثل، لأن مجهود وطاقة الممثل تكون مضاعفة، ثم وجه الشكر لمهندس الديكور فادى فوكيه موضحا أن الثلاث مشاهد كانت بمثابة السهل الممتنع، وأن المسرح القومي للطفل متمثلا فى الفنان حسن يوسف قدموا كل ما فى استطاعتهم من جهد وذللوا كل الصعوبات وختم بشكر عناصر العرض الفنان الملحن صلاح الشرنوبى وفنان الاستعراضات  مصطفى حجاج.
و أعربت  الفنانة ميزنا وليد  عن سعادتها البالغة بالحضور المتفاعل والمتفهم لأجواء العرض موضحة أن التجربة جديدة و أن فريق العمل يود أن يقدم أفضل ما لديه ولكن العقبة فى ضيق الإمكانيات والتي بذلت إدارة المسرح جهدا كبير في تذليلها.
وأضافت: هناك ضرورة لمشاهدة تلك الندوات من السادة المسئولين للتعرف على مشاكل وصعوبات العرض، مشيرة إلى أن الفنان حسن يوسف حاول بكل طاقته أن يوفر الإمكانيات للعرض ولكنه فى النهاية محكوم بميزانية محددة، مشيرة إلى أن للنقاد دورا هام فى دفع المسئولين لتدعيم العرض، كما أشارت لضرورة بيع نسخة من العرض للقنوات و تسجيل الأغنيات الخاصة به حتى يحفظ الأطفال أغانيه وتترسخ رسالته في أذهانهم .
بينما أوضح الفنان حسن يوسف أن المسرح حصد العديد من الجوائز وحقق الكثير من  النجاحات، موضحا الدور الكبير الذي يقدمه والذى يعد دورا تنمويا ، مؤكدا إنه أهم مسرح لأنه يقدم عروضه للنشء وهى مهمة فى غاية الصعوبة والأهمية لتربية النشء مستقبل البلاد. موكدا على ضرورة وجود حركة نقدية متابعة لما يقدم لمسرح الطفل وأن يتم الدعم الأعلامى لعروض المسرح القومي للطفل وألا يقتصر الأمر على نشر الأخبار فقط ، ومشيرا إلى ضرورة اهتمام المسئولين بهذا المسرح ودعمه بكل الوسائل التقنية التى تتطلبها عروض الطفل،  موضحا أن الإبهار جزء هام بها .
المخرج إميل شوقي قال:  لم أرى قطط بل رأيت ممثلين مثل القطط ، وأشار إلى  أن استعراض الممثلين كان يتطلب إقامة ورشة تدريبه  على حركات القطط، معقبا: ولكن فنانين العرض  قدموا عرض متميز.
وأضاف الناقد محسن العزب أن “ القطط” من العروض الهادفة التى تقول كلمات جيده عن حب وتقبل الآخر ويحمل  فكرة في غاية الأهمية يحتاجها الواقع الراهن .
وأكد الكاتب جمال الفيشاوي أن الوطن فى أمس الحاجة إلى العروض التى تخدم البلد كعرض القطط على وجه التحديد، وذلك للتصدي لما تواجهه البلد من شائعات.

 


رنا رأفت .. وشيماء سعيد