نائب رئيس الهيئة الدولية للسينوجرافيا حازم شبل: الحركة المسرحية ليست جيدة فنيا.. وسيئة تقنيا وإداريا

نائب رئيس الهيئة الدولية للسينوجرافيا حازم شبل: الحركة المسرحية ليست جيدة فنيا.. وسيئة تقنيا وإداريا

العدد 570 صدر بتاريخ 30يوليو2018

استطاع مصمم الديكور والإضاءة المسرحي المهندس حازم شبل، المشرف العام على المعرض الرابع لمصممي السينوجرافيا، ونائب رئيس الهيئة الدولية للسينوجرافيا، أن يحتل مكانة مهمة وبارزة في عالم المسرح والفنون المصرية، باعتباره مصمم ديكور لأبرز العروض المسرحية التي تقدم على خشبة المسرح وتشارك في مهرجانات قومية ومعارض فنية متميزة وآخرها المعرض الرابع لمصممي سينوجرافيا المسرح المصري، بمركز الهناجر للفنون، وذلك على هامش المهرجان القومي للمسرح في دورته الـ11 دورة «محمود دياب» الذي يقام حتى 2 أغسطس القادم بجاليري مسرح الهناجر للفنون في دار الأوبرا المصرية.
“مسرحنا” تعرفت من نائب رئيس وعضو مجلس إدارة الهيئة العالمية للسينوجرافيا ومعماريي وتقنيي المسرح OISTAT وهو المنصب الذي حصل عليه مؤخرا في الفترة من  2017إلى 2021 وذلك في انتخابات الجمعية العمومية للهيئة الدولية التي أقيمت في مدينة تايبييه عاصمة تايوان، على الكثير من النقاط والجوانب والرؤى المسرحية، علما بأنه حاصل على جائزة الدولة التشجيعية في الديكور المسرحي عام  2004وحاصل على منحة فولبرايت عام  2006 - 2007، والأمين العام للجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح  ITI، ومنسق شبكة سينوجرافي العرب، وشارك بعرض تصميماته المسرحية في عدة معارض دولية في كندا وبراج والصين وإنجلترا، وصمم الكثير من المسرحيات في القطاع الخاص وبمسرح الدولة، كما قام بتصميم احتفالات الدولة في ذكري السادس من أكتوبر، وتفاصيل الحوار في ما يلي:
- في البداية حدثنا حول أهمية إقامة المعرض الرابع لمصممي السينوجرافيا على هامش المهرجان القومي للمسرح؟

البداية كانت عام 2009 عندما كان هناك وفد من الهيئة الأمريكية لتكنولوجيا المسرح حيث كانوا يقومون برحلة كل عام وكانت في هذا العام الرحلة بالأردن حيث يلتقون زملاءهم المهندسين المسرحيين ومصممي الديكور، وكان مقررا أن يزورا مصر وكانوا على تواصل معي بصفتي عضوا في الهيئة الأمريكية للسينوجرافيا وعندما حضروا تعرفوا على عملي من خلال عرض أعمالي عبر شاشة بروجيكتور في حفل تحت رعاية الجامعة الأمريكية حيث عرض كل فنان أعماله وتعرفنا على بعضنا من خلال أعمالنا الفنية، وبعدها تم اختياري عضوا بالهيئة العالمية للسينوجرافيا ومعماريي وتقنيي المسرح، واستضفنا مجلس الإدارة الدولي وقمت بتنظيم زيارات لهم لمسارح ولقاءات مع مسرحيين وتعرفوا على أعمالنا الفنية، وجمعنا أنفسنا الفنانين المصريين وأقمنا معرضا للسينوجرافيا في مايو2012  وكان به 40 مصمما من مختلف الأجيال، وبعدها أردنا أن نحافظ على هذا التقليد ويكون هذا المعرض كل عامين وليس كل أربع سنوات، حتى يكون فرصة لمشاركة أعمال متنوعة وأقمناه مرة أخرى في 2014، وبعدها قمنا بإقامته مع أحد التظاهرات الثقافية بمصر حيث يكون هناك جمهور يشارك في كل الفعاليات، ويشرف على المعرض الدكتور محمد سعد، نعيمة عجمي والدكتورة مروة عودة، والفنان عمر المعتز بالله.

-  وما هي تطورات وتحديثات المعرض التي حدثت بعد ذلك؟

أقمنا المعرض على هامش المهرجان القومي للمسرح في عام 2014 وكان المهرجان برئاسة المخرج ناصر عبد المنعم، وأقمناه بتنوع أكثر في2016  حيث أتيح مشاركة أجانب في المعرض على هامش مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي والمعاصر في دورته الثالثة والعشرين، وهذه المرة يقام على هامش المهرجان القومي للمسرح، حيث يقدم الديكور والإضاءة التي تم تنفيذها خلال الأربع سنوات حيث يهتم المصممون بتوثيق أعمالهم والمصورون المهتمون بتصوير الفراغ المسرحي كله حيث يتم توثيق للأعمال الفنية والعروض المسرحية بشكل فني ومهني محترف، كما أن المعرض يستضيف تصميمات مسرحية مميزة للفنان مجدي رزق ومنها ديكورات مسرحيات: المتزوجون، وعش المجانين، وموسيقى في الحي الشرقي، وغيرها، كما يتشرف المعرض بعرض واستضافة تصميمات إيميل جرجس خريج الدفعة الأولى قسم الديكور من المعهد العالي للفنون المسرحية عام  1963بالإضافة إلى استضافة تصميمات ترجع لفترة الستينات والسبعينات والثمانينات من القرن الماضي.

كما أن المعرض يضم لأول مرة مجموعة نادرة وأصلية من تصميمات الفنان الدكتور أحمد إبراهيم، التي تُعرض لأول مرة، ومنها مسرحية الزلزال، والندم، والضفادع، بالإضافة إلى مخطوطاته لأوبرا عايدة عام 1963  وعدد كبير من تصميمات الملابس، بالإضافة إلى مجموعة من الصور الشخصية له في روسيا بصحبة المخرج الكبير جلال الشرقاوي والفنان نجيب سرور وكثير من الأساتذة والمسرحيين الكبار، علما بأننا نقيم المعرض بشكل بسيط وتقليدي إلى أن يخرج المعرض بشكل مميز، ويقوم المركز القومي للمسرح بتوثيق المعرض ويحضره مسئولون وفنانون ومخرجون ومسرحيون، حيث نقوم بتقديم المعرض كتوثيق لعملنا في الديكور المسرحي وليس معرضا تنافسيا بل يقام المعرض بحب وروح فنية.

· حدثنا عن رؤيتك للمهرجان القومي للمسرح وما يمر به من تطورات في الحياة المسرحية؟

 - لدي اختلاف مع المهرجان من حيث اختيار العروض المسرحية المشاركة، وطريقة اختيار العروض بتشكيل كل جهة لجنة لاختيار عروضها التي تشارك في المهرجان، ومن الأفضل أن تكون كل جهة لجنتها التي تختار، مثل ما جلب البيت الفني للمسرح لجنته وهي التي تقوم باختيار العروض المسرحية التي تشارك في المهرجان، بالإضافة إلى أنه يجب أن تقوم كل لجنة طوال العام بالعمل على اختيار العروض من مواقعها الفعلية وبعدها تخرج النتيجة في الآخر باختيار العروض المشاركة.

- وكيف ترى وضع الحركة المسرحية الحالية في مصر؟ ومدى تطورها من عدمه؟

أرى أن الحركة المسرحية في مصر الآن معقولة، وليست جيدة، بالإضافة إلى أنها تقنيا وإداريا سيئة جدا وأصبحنا نرجع إلى الوراء كثيرا في وقت لا يصح أن نعود فيه إلى الوراء، وخصوصا أننا نحتاج إلى أشياء كثيرة جدا جدا لتطور الحركة المصرية حتى تكون أفضل من ذلك بكثير، وخصوصا أننا نحتاج إلى عودة البعثات مرة أخرى إلى الخارج لأن مهنة المسرح عامة هي ليست مهنتنا وأنها مهنة غربية كتصميمات وتصنيع وتفاصيل وتقنيات، وبالتالي لا يمكن أن نبتعد عن صناعها ونقدم صناعة مشوهة، وبذلك نكون قد ضحكنا على أنفسنا، مثل ما حدث في الستينات من سفر مسرحيين إلى إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا، وعادوا وقدموا لنا أنواعا مسرحية آثارها ما زالت موجودة، إنما عندما قل الاحتكاك بالبعثات الخارجية فأصبحت جودة المنتج المسرحي ضعيفة جدا، وأصبحت الصورة سيئة جدا، وخصوصا أن أغلب مسارح مصر لا تتوافر لها التطورات والتقنيات الحديثة، وهو ما يصب في عدم توافر السياحة الثقافية التي يجب أن يوفرها وجود مسارح حديثة ومتطورة، وتقدم عروض وفق إدارة مسرحية جيدة، وأن تكون هناك إجراءات متطورة بعيدة عن الروتين الإداري والوظيفي، التي تحتاج إلى إعادة صياغة.

- وماذا عن رؤيتك للمسارح الموجودة التابعة للبيت الفني للمسرح ومستوى الأداء العام بها؟

نحن نعيش الآن إداريا في عصر “الهيصة” الشكلية التي يقوم بها بعض المسئولين بتنظيم مهرجانات ومعارض شكلية فقط، ولكن بدون الغوص في الجوهر وخواء شديد جدا في المضمون، وخصوصا أنه لا يوجد فنيون مدربون يقومون بتشغيل المسارح وتطويرها، ونقوم بافتتاح مسارح بدون وجود مختصين في المسرح ولا يدرون ماهية الإدارة المسرحية، وليس لدينا مسارح متنوعة من مسرح مفتوح ولا التجديدات الحقيقية التي تحتاج إلى توظيف صحيح، وأنواع المسارح من مسرح دائري ومسرح روماني ومسرح إغريقي، ومسرح صغير ومسرح متغير ومسرح متعدد الأغراض، ولكن للأسف لدينا إنفاقا كبيرا على المسارح بشكل سيء ولا ينفع ولا يضيف لصناعة المسرح جديدا، ولكن هي مشكلتهم أننا نحتاج مسارح سهلة وواسعة يمكن أن نشكل فيها على كل المستويات وتكون مسارح مرنة وشبابية ونحتاج أماكن لإسقاط خشبة المسرح من أعلى خشبة المسرح، وأن يتم إنشاء مسارح مطورة بشكل جيد، وكذلك يتم مراعاه التوزيع الجغرافي للمسارح بأن يتم إنشاء مسارح بالمولات والفنادق حتى يمكن تطور الحركة المسرحية في مصر وتعود السياحة الثقافية لمصر مثل كرة القدم.

- وماذا عن استقالتك من منصب الأمين العام كعضو في الجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح  ITI؟

 - استقلت من منصب الأمين العام كعضو في الجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح ITI مع الاحتفاظ بحقي الشخصي في عضويتي الفردية في الهيئة العالمية للمسرح، أنا لست حزينا أن أدعي إلى الاحتفالية العالمية المقامة في باريس احتفالا باليوم العالمي للمسرح.. بينما مسرح الدولة الرسمي في مصر يحتفل بدعوة وزير الثقافة وكبار المسئولين للاحتفال دون دعوة أي من الأعضاء المصريين في الهيئة العالمية للمسرح  ITI، وخصوصا أن المسرح حق للجميع دون أي وصاية، بل حزين لتوقف حال الدولة عند الاحتفال فقط، بينما نبذل جهدًا كبيرًا من أجل أن توفر وزارة الثقافة مقرًا ودعمًا لأنشطة الجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح ITI دون أي جدوى منذ سنوات!، فضلاً عن سوء أحوال أغلب المسرحيين والمسارح، وسوء أحوال كثيرة الأغلبية أعلم بها مني وذكرت مرارًا وتكرارًا «مع كامل الاحترام لكل من اجتهد أو أنجز عرضًا ناجحًا» بشكل عام.. أكون كاذبًا لو قلت إن المسرح سعيد في مصر “إلا من بعض الاجتهادات”.. ولكن بالفعل أشعر بحزن وإحباط وفشل شديد، ولذلك ولغيره ولم أذكره هنا. أعتذر لكل من وثق بي يومًا وشارك في حلم تكوين الجمعية المصرية للمعهد الدولي للمسرح  ITIأعتذر أولاً لروح الفاضلة الدكتورة نهاد صليحة «رحمها الله» المحترمة التي كانت تقدر جهدنا وتعلنه وعملت بكل جهد وأمانة من أجل وجود هذا الكيان.


محمد خضير