بعد العودة لنظام المسابقة الواحدة في المهرجان القومي المسرحيون يختلفون

بعد العودة لنظام المسابقة الواحدة في المهرجان القومي المسرحيون يختلفون

العدد 566 صدر بتاريخ 2يوليو2018

تقام فعاليات الدورة الحادية عشر للمهرجان القومي للمسرح المصري في الفترة من 19 يوليو إلى 2 أغسطس المقبل على جميع مسارح القاهرة، وتحمل الدورة هذا العام اسم الكاتب محمود دياب، يتنافس فيها 35 عرضا مسرحيا، وقد تقرر دمج كلا من مسابقة العروض المختارة مع العروض داخل المسابقة الرسمية بعد إلغاء جائزتي النقاد والجمهور والعودة إلى اللائحة القديمة. كما تم إلغاء المشاركة العربية. مسرحنا قامت استطلعت رأي المسرحيين حول الأمر و تنوعت الآراء بين مؤيد ومعارض.
قال المخرج سعيد منسي عن عمل مسابقة واحدة و دمج كلا من مسابقة العروض المختارة مع العروض داخل المسابقة الرسمية أنها فكرة محفزة، فهناك سنوات عديدة حققت عروض الهواة جوائز في المهرجان القومي للمسرح، وهو ما يحفز الهواة على التنافس مع المحترفين وهناك تجارب سابقة نستطيع أن نستشهد بها على سبيل عرض “روميو وجوليت” “وعرض 1980 وانت طالع” وعرض “القروش الثلاثة”، فمسألة الاحتراف أو الهواة لا يقف عليها مستوى العرض
وعن أمنياته للدورة المقبلة قال منسي:
 أتمنى أن يتم استضافة أفضل العناصر من الأقاليم لمشاهدة المهرجان، و فيما يخص التنظيم تمنى أن يكون هناك تنظيم محكم خاصة في العروض التي تشهد إقبالا جماهيريا عريضا، مثل عروض الجامعات.

مضمار التسابق الأكبر
اتفق الكاتب سامح عثمان مع رأى سعيد المنسي مؤكدا أن “فكرة عودة المهرجان لشكله الأول أمر محمود، لأنه وفقا لمسماه كمهرجان ( قومي ) فمن حق الجميع التسابق في مسابقة واحدة ولا يخشي في ذلك من منافسة بين محترفين وهواة، في نهاية الأمر ( القومي ) مهرجان محترف في ذاته، وكثيرا ما يفوز الهواة وفرقهم سواء جامعة أو ثقافة جماهيرية أو غيره، قبل فكرة الهامش هذه، الآن الأمر عاد لأصله، خاصة وان القومي صار مضمار التسابق الأكبر بعد تخلي التجريبي عن فكرة التسابق، وبغض النظر عن من مع ومن ضد الفكر التنافسي فالأمر محمود ان يكون لدينا اختلافات بين المهرجانات، و أتكلم هنا بلسان الفنان الممارس للمسرح الذي يبحث عن نافذة لتقديم عرضه في مهرجان مهم، لا بلسان المنظر المفرق بشكل وجوبي بين فلسفة وآليات القومي والتجريبي وخلافه.
أضاف: اما عن إلغاء جائزة الجمهور والنقاد فلا ادري حقيقة لماذا تم هذا الإلغاء؟ فلا تعارض أبدا بين إعطاء هذا الحق للجمهور ولمجموعة شابة من النقاد، وبين العودة لنظام المسابقة الأساسي وهو الأفضل من وجهة نظري. ما الأزمة ان يطبق نظام المسابقة الواحدة ومعه أيضا فكرة جائزة الجمهور و النقاد..؟! اللهم إلا إذا كانت إدارة المهرجان قد لمست خللا ما العام الماضي علي ارض الواقع استوجب الإلغاء..فالأرض دائما هي الحاكم علي تطبيق الأفكار
اما عن القومي نفسه فأنا من محبي وعشاق هذا المهرجان الذي بات الفاعلية المسرحية الأكبر في مصر واتمني له كل التقدم والتوفيق .

مع الإلغاء
وقالت الكاتبة صفاء البيلى عن عمل مسابقة واحدة تتنافس فيها كل الفرق المشاركة إن إدارة المهرجان بذلك تكون قد رفعت الظلم الذي يقع على العروض التي كانت توضع على الهامش وبينها عروض تكون أقوى من العروض التي داخل المسابقة الرسمية، وكأن المعيار التي اختيرت به عروض الهامش ( العروض المختارة) ليس هو نفس المعيار الخاص بالعروض داخل المسابقة الرسمية! وفي عمل مسابقة واحدة لكل الفرق تكون إدارة المهرجان قد حققت نوعا من العدالة،
وعن إلغاء المشاركة العربية قالت : أنا مع إلغاء المشاركة العربية وأرفض تسمية المهرجان بالقومي فهو مهرجان وطني خاص بالعروض داخل محافظات مصر كلها، يتلاقى فيه الجميع ويحدث تبادل خبرات مختلفة، وأضافت: المشاركات العربية والشخصيات العربية لها مهرجانات متخصصة مثل المهرجان التجريبي ومهرجان هواة المسرح. وعن فكرة إلغاء جائزة الجمهور قالت : ليس هناك معاير ثابت نستطيع من خلاله قياس أراء الجمهور، فالجمهور متغير واذا تم الاعتماد او قياس أراء الجماهير باستمارة الاستبيان فستختلف الآراء والذوق، فجمهور “أ” اليوم ليس هو جمهور “ب” غدا، كذلك في جائزة النقاد فبرغم التخصص فالتذوق مختلف، إضافة إلى أن لجنة التحكيم تضم في عضويتها نقادا وعن أمنياتها للدورة الجديدة قالت:
اتمنى ان يكون مسمى المهرجان هو “الوطنى” بدلا من القومي، وأتمنى أيضا ان تكون هناك أجيال جديدة وان يجذب المهرجان فئات أخرى سواء على مستوى لجان التحكيم أو النشرات.
و قالت الناقدة داليا همام: المشاركة العربية على الهامش هو نوع من الدعاية و إلغاءها غير مضر، ولكن وجودها يزيد من حالة الثراء، أما عن إلغاء جائزة الجمهور فأوضحت أن جائزة الجمهور مهمة حيث تتيح التعرف على رأى الجمهور بوسائل متقدمة، أما عن جائزة النقاد فكما نعلم أن لجنة التحكيم بها متخصصين، فمن الممكن الاستعاضة عن ذلك بلجنة التحكيم ذاتها.
وفيما يخص الرجوع لنظام التسابق القديم بوجود مسابقة واحدة قالت: ذلك أمر جيد يسلط الضوء على جميع العروض، فهناك من يفضل متابعة العروض داخل المسابقة الرسمية ولا يتابع العروض الموازية، على اعتبار أنها اقل في الجودة، ووجود نظام واحد للتسابق يجعل هناك حالة من الانتعاش والرواج لكل العروض، ولكن الأمر قد يكون غير منصف إذا لم نضع في الاعتبار اختلاف وجود أنماط مختلفة للإنتاج، فهناك عروض أنتاجها كبير مقارنة بعروض أخرى إنتاجها متواضع، هناك عروض منتجة من البيت الفني وهى تختلف عن العروض التى أنتجت من الجامعة أو فرق الهواة أو الفرق المستقلة، ويجب وضع هذه الأمور فى عين الاعتبار وأتمنى استحداث جائزة للممثلين الكبار أو المخضرمين “ الجراند” من أي نمط انتاجى، سواء ثقافة جماهيرية أو مسرح هواة أو مستقلين أو بيت فني.

 شىء غير منصف
اختلف المخرج أكرم مصطفى مع عمل مسابقة واحدة تضم جميع العروض حيث أوضح أن هذا غير منصف، فهناك فرق بين الفرق المتنافسة، هناك الاحتراف سواء على مستوى المخرجين أو الممثلين او العناصر الأخرى وهناك الهواة أو فرق الثقافة الجماهيرية، وهؤلاء ليس لديهم نفس آليات الإنتاج الخاصة بعروض الاحتراف، فقد قدمت العام الماضي مونوداما وصلت ميزانياتها لما يقرب من 80 ألف جنيه، وهناك عروض على سبيل المثال في الثقافة الجماهيرية تضم أكثر من 40 ممثلا لاتصل تكلفتها لـ 40 ألف جنيه، شروط الإنتاج ليست متناسقة
وعن الدورة المقبلة وما يتمناه قال: أتمنى أن تكون هناك دماء جديدة في المهرجان وخاصة أننا لدينا طاقات مسرحية شبابية هامة يجب أن يتم تفعيلها لأننا نحتاج إلى رؤى جديدة ومختلفة وبالأخص فى لجان التقييم.

إعادة النظر في جائزة الجمهور
وتمنت الناقدة أمل ممدوح أن تكون الدورة القادمة أكثر استعدادا لاستقبال الجماهير دون إرهاقها بالانتظار الطويل واستيعابها بتنظيم الأماكن، لتفادي بقدر الإمكان احتمالية ان يحضر البعض ولا يستطيع الدخول، والاهتمام أكثر بحسن التعامل مع الجمهور واحتواء انتظاره وقدومه بما يليق
كما أوافق على إلغاء جائزة الجمهور حيث تشجع على إزكاء الشللية، حيث يتم التنافس على جمع مشجعين مسبقين، مما يعطي مقياسا مخادعا ومنحازا وير فني او علمي، كما أتمنى تنويع مجال الكريمات لكل المؤثرين الحقيقيين قي العملية المسرحية، استنادا إلى تأثير لا إلى تاريخ زمني وأسماء اكتسبت قيمتها فقط بطول تواجدها.
كما اتمنى الاهتمام بوصول كتيب أو “بامفليت” عن العروض للجمهور العادي، اما النشرة فالحقيقة انا أرضى عنها عادة والحظ تطورها عاما بعد عام، فقط أتمنى عدم تقليص المساحة النقدية، بل الاهتمام بها بشكل اكبر، في ظني تواجدها يصبح مضاعف في الأهمية في أيام المهرجان ويضيف كثيرا لحالة التسابق ومتابعيه.
وفيما يخص عمل مسابقة لكل الفرق قالت: اعتقد ان اتساع نطاق شروط التسابق مفيد مع تضييق معايير الفوز ليصبح للتسابق معنى، لذا فسواء كانت هناك عروض خارج أو داخل المسابقة فألاهم هو وجود المعاير الجادة لاشتراكها، مع إتاحة اكبر لاشتراك من يتوفر فيه ذلك وجدية معايير الفوز على أسس فنية لا عاطفية أو حماسية، فالمهم أن يعرف المتسابق أين يقف فعليا وأن خطوته المتقدمة مقدرة من المتخصصين،
وأيدت ممدوح إلغاء المشاركة العربية مشيرة إلى أن مكانها غير ملائم في المهرجان القومي للمسرح،
اما بالنسبة لجائزة النقاد فقد فضلت بقاءها كمؤشر شديد التخصص والمعيار الفني الخالص الدقيق، مؤكدة أنه يتبع مثلا في الكثير من المهرجانات السينمائية، حيث هناك عروض شديدة التخصص الفني تستحق نظرة خاصة لها.

لجنه لمشاهدة العروض طوال العام
ومن وجهة نظر مختلفة قال مهندس الديكور حازم شبل إن عمل مسابقة واحدة فكرة ليست جديدة ولكن لدى رأى مختلف تماما في هذا الأمر، فمن الممكن أن تكون هناك لجنة تعمل طوال العام وتشاهد العروض في أماكنها ويتم إعلان النتائج، وذك لأن العروض عندما يتم إعادتها مرة أخرى لا تكون بنفس جودتها الفنية التي قدمت بها،
وفيما يخص إلغاء المشاركة العربية قال :إلغاؤها ليس به مشكلة، وعن
إلغاء جائزتي النقاد والجمهور قال: لا نستطيع وضع معيار ثابت للجماهير، اما إلغاء جائزة ما المانع من المشاركة العربية ؟
وقال المخرج فهمي الخولى: فى العام الماضي تم تقسيم المسابقة إلى مسابقة العروض المختارة وعروض المسابقة الرسمية واعتقد أنها تقسيمة ليس لها مبرر، وهو أمر شائك أوجد الكثير من الجدل، أضاف: المهم وجود معايير واحدة وجادة للتحكيم وأن لا تكون هناك تفرقة .
كما أبدى الخولى أعتراضة على حجب جائزة التأليف في الدورة الماضية، مشيرا إلى أنها ليست الدورة الوحيدة التي حجبت فيها جائزة التأليف، فقد تم حجب الجائزة في الدورة التي كان بها الكاتب يسرى الجندي هو رئيس لجنة التحكيم، واعتقد انه حكم جائر، لأن الفن وجهات نظر، كما أكد الخولى على ضرورة تنوع أعضاء لجنه التحكيم وأن تكون من رجالات المسرح متنوعي الثقافة والاتجاهات،
وفيما يخص إلغاء جائزة النقاد والجمهور قال “هناك تجربة للنقاد في المهرجان التجريبي وقد شكلوا لجنة وقاموا بتخصيص جائزة تطابقت مع لجنة التحكيم آنذاك على الرغم من ان لجنة التحكيم كانت دولية، وانا ضد إلغائها، ومع ان تظل موجودة واما بالنسبة لجائزة الجمهور فقد اتفق على إلغائها لاختلاف ذائقة الجمهور،
و عن إلغاء المشاركة العربية تساءل: لأ افهم لماذا تم وضع هذه المشاركة ولماذا تم إلغائها؟ فما المانع من المشاركة العربية؟ وذلك حتى يتعرف كبار المسرحيين العرب على مسرحنا المصري وما وصل إليه من تطور فى الرؤى والأفكار،
وأخيرا تمنى الخولي ان تكون هذه الدورة من المهرجان القومي دورة موفقة على جميع المستويات

 إلغاء المشاركة العربية في محله
و قال المخرج هشام جمعه: كنت رئيس للجنة البرامج والعروض على مدى ست دورات وكنت عضو لجنه التحكيم بالدورة التاسعة وفيما يخص دمج المسابقتان فأعتقد أن الدكتور حسن عطية رئيس
المهرجان لديه وجهة نظر في هذا الأمر، ومن الممكن أن يكون طبق الأمر ورأى ان به سلبيات وإيجابيات فحاول أن يتلافى السلبيات هذا العام، وأرى من وجهة نظري أنه كلما كانت الفرصة متاحة لتنافس أكبر قدر من العروض كان ذلك أفضل. أضاف: وعلى مدار السنوات السابقة
كانت هناك حالة من الرضا في التسابق مابين الهواة والمحترفين ومابين القطاعات التي تنتج المسرح، وهناك سنوات كثيرة حقق الهواة نجاحات وحصلوا على جوائز، فالحياة لا تتوقف على مسرح الدولة أو على الجهات الرسمية، المهرجان متنفس هام للإبداع سواء للمخرج أو الممثل أو مهندس ديكور يثبت كفاءته، ويشكل حافزا .
و قال عن إلغاء المشاركة العربية: هذا شىء في محله لأن المهرجان هو المهرجان القومي للمسرح المصري وهو خاص بحصاد العام من العروض المسرح المصري،
وفيما يخص إلغاء جائزة الجمهور والنقاد قال “ أعتقد أنه شىء إيجابي وذلك لأنه من المستحيل أن يشاهد الجمهور كل العروض ومستوى الجمهور وتذوقه وثقافته تختلف من مكان لآخر ومن عرض لآخر، أيضا النقاد هم طرف فى العملية المسرحية سواء كتاب أو باحثين أو من يقيم الندوات وهناك نقاد لهم أعمال وهناك الكثير من النقاد كتاب مسرح، لذا أعتقد انه شىء إيجابي حجب هذه الجوائز وخاصة إذا كان هناك محاولة لتجريب واستحداث هذه الجوائز الدورة الماضية، ولكن إذا لم تكن مثمرة وتم تفاديها فهو شىء جيد. 
و تمنى جمعة أن تكون دورة موفقة لكل المسرحيين، وان يكون لها جانب مؤثر وفعال في تغيير التوجهات والثقافات، وفيما يخص التكريم قال: شىء هام أن نكرم كبار المسرحيين. 
المخرج تامر كرم : الرجوع للائحة القديمة 
و قال المخرج تامر كرم فيما يخص دمج مسابقة العروض المختارة مع عروض المسابقة الرسمية في مسابقة واحدة: 
الامر ليس جديدا فهذه هي اللائحة القديمة ولكن تم استحداث لائحة العروض المختارة العام الماضي فقط، ولكن هذا العام تم الرجوع للائحة القديمة وأعتقد أن ذلك أفضل بكثير وذلك لأن اى فرقة تقوم بالمشاركة لا تفضل أن تكون على هامش المهرجان، فالجميع يرغب في المشاركة فى المهرجان للتنافس على الجوائز، وأعتقد انه شىء جيد وجود العروض في تسابق واحد وهو أفضل نظام للمهرجان القومى 
وفيما يخص إلغاء المشاركة العربية قال: المهرجان القومي خاص بحصاد العام في المسرح المصرى، فأنا ضد وجود مشاركات عربية، ولكم الممكن دعوة ضيوف ليشاهدوا المهرجان و المنتج المسرحى المصري، و المشاركات العربية تكون مناسبة اكبر فى المهرجانات الدولية على سبيل المثال المهرجان التجريبي، وعن إلغاء جائزة النقاد والجمهور قال: اتفق على ذلك الأمر وجميعها أمور قمت بطرحها، وكانت ضمن مقترحات لجنة المسرح وتم الاستجابة لها. 
 


رنا رأفت