أحمد عبد الجليل: الفنان يجب أن يتفاعل مع قضايا مجتمعه

أحمد عبد الجليل: الفنان يجب أن يتفاعل مع قضايا مجتمعه

العدد 564 صدر بتاريخ 18يونيو2018

مخرج مسرحي يقدم عروضا مسرحية منذ قرابة الأربعين عاما، وبدأ مشواره الفني بمدينة المنصورة، وقدم مسرحيات من إخراجه في الكثير من مسارح مصر وللقطاع العام والخاص والشركات بجانب قصور الثقافة بالمحافظات.
أحمد عبد الجليل واحد من المخرجين الذين يمكن أن يطلق عليه لقب «ابن الثقافة الجماهيرية» عن جدارة، والدليل على ذلك أنه ما زال يقدم إبداعه المسرحي على مسارح الهيئة، ويشارك في المهرجان الختامي لفرق الأقاليم الدورة 43 بعرض مسرحي وهو «محاكمة واد من جنوة» لقصر ثقافة البحيرة، وسيكون هذا الحوار نافذة سريعة على عرضه الجديد، وطموحاته للمسرح الذي عاش عمره بالكامل في أروقته وخشباته..
- تعتبر واحدا من مخرجي الثقافة الجماهيرية المخضرمين في هذا المكان.. فمتى كانت بدايتك؟ وهذا العرض رقم كام في تاريخك الفني؟
قدمت أولى عروضي كمخرج مسرحي عام 1982، وهذا هو العرض رقم 116 منذ هذا التاريخ، وكانت المسرحيات من إخراجي للقطاع العام والخاص والشركات وقصور الثقافة.

- لماذا قررت اختيار هذا النص تحديدا..؟
هذا النص مأخوذ عن مسرحية “إيزابيل وثلاثة سفن ومحتال” لداريو فو، وقام الدكتور سيد إمام بعمل دراماتورج للنص ليصبح اسمه الجديد “محاكمة واد من جنوة”.
ولفت نظري أن النص يتحدث عن التطرف الديني في فترة محاكم التفتيش، وسلط النص الضوء على محاولة محاسبة فنان على أن يلهي الناس عن إطاعة الله، وقبل تنفيذ الإعدام في ممثل أمام الجميع يطلب منه أن يمثل ليتم العفو عنه، فيكشف هذا الممثل عن حكاية كولومبوس مكتشف الأمريكتين واكتشافه لطريق التجارة، ويبين النص بين طياته مساوئ الاستعمار وسلب إرادة الشعوب، وكيف أن الاستعمار فكرة تم خلقها لسلب الموارد والتجارة في جميع الأشياء التي لا تمت للإنسانية بصلة.
كما يؤكد العرض على أن القيم والأخلاق الموجودة في صلب الأديان ويجب أن تسود بين البشر، يتم انتهاكها وتشويهها، وأن هناك رجال دين يفتون لصالح مصالحهم الخاصة.

- حديثك السابق يؤكد على أنك اخترت هذا العمل تحديدا لما فيه من قيم ومشكلات تعاني منها الأوطان العربية في الوقت الحالي.. فهل تقوم بذلك عند اختيار النصوص التي تقدمها على المسرح..؟
يجب أن يكون الفنان متعاطيا مع مشكلات مجتمعه ووطنه وأمته بالكامل بالتأكيد؛ فـ”المسرحجي” الفاشل هو الذي لا يهتم بالمشكلات والقضايا الآنية.
ومع أنني قدمت عروضا كوميدية على مسرح القطاع الخاص، ولكنني على الجانب الآخر قمت بإخراج عروض أخرى كثيرة من أجل تقديم قضايا هامة تعنيني كمهموم بهذا الوطن بشكل خاص وبالعالم بشكل عام.

- ما رأيك في أن المخرجين الجدد بنوادي المسرح سيكون لديهم الفرصة بالتدريب بورش متخصصة لاعتمادهم..؟
أنا مع هذه الطريقة الجديدة لاعتماد المخرجين؛ فالطريقة القديمة اعتماد المخرجين من خلال تقديم عرض مسرحي يمكن أن يكون هناك مساعدات قدمت لهم من بعض الفنانين الآخرين مثلا، وسيكون هذا المخرج بعد اعتماده بالطريقة القديمة لا يستطيع أن يواجه إدارة الفرقة المنوط به إخراج عرضه بها، فالقضية الأهم هي كيفية إدارة إنتاج العروض وليس إخراجها فقط.
والدليل على ما أقول أن المخرجين الذين كان يتم اعتمادهم لم يستطيعوا جميعا النجاح والاستمرار فيما بعد لأنهم لم يتعلموا كيفية إنتاج عرض بالكامل حتى إخراجه كمنتج يقدم للجمهور؛ فالمخرج إدارجي في المقام الأول وهو ما يجعل الورش المسرحية هي الأقدر على تقديم مخرجين واعين بالإدارة والإبداع معا.

- ما هي المشكلات التي تراها في الثقافة الجماهيرية..؟ وما هو رأيك في إعلان الدكتور أحمد عواض، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة بالاجتماع بالقائمين على المسرح في المحافظات خلال الفترة القادمة لمعرفة مشكلاتهم والخروج بمشروع متكامل للنهوض بالمسرح..؟
ما يقوم به الدكتور عواض من محاولته لـ”فتح بطن مشروع الثقافة الجماهيرية واستخلاص أية أمراض فيه بعمليات جراحية” توجه نبيل، كما أنه معني بالفن ويحسب له أن يفكر بأفكار خارج الصندوق.
ومن أهم المشكلات التي نواجهها هي مشكلات إدارية في المقام الأول؛ فالمتحكمون في العملية المسرحية إداريون معطلون وكأنهم “طابور خامس”، كما أن هناك مديرين يكون كل هدفهم عدم اكتمال المسرحية التي تقدم بإدارته.
ولو قام الدكتور عواض باتخاذ قرارات في هذا الشأن وتم تنفيذها ستحدث نقلة نوعية للثقافة الجماهيرية، وها قد حان وقته ودوره فمسرح الثقافة الجماهيرية هو خط الدفاع الأخير والأهم عن المسرح المصري ونشر الثقافة الحقيقية بربوع مصر.


سلوى عثمان