تصاريح الفرق الخاصة تثير أزمة ونقابة المهن التمثيلية تنهى ببيان توضيحي

تصاريح الفرق الخاصة تثير أزمة ونقابة المهن التمثيلية تنهى ببيان توضيحي

العدد 562 صدر بتاريخ 4يونيو2018

أنهت نقابة المهن التمثيلية برئاسة د. اشرف زكي جدلا طويلا ثار على صفحات الفيس بوك وبين المسرحيين حول ما فسرته الرقابة بانه وصاية من نقابة المهن التمثيلية على عروض الهواة والمستقلين باشتراط موافقتها على عروض تلك الفرق عبر تصريح منها.
 كان ذلك الجدل قد أثير من المخرج هانى مهران الذي  ذهب لمبنى الرقابة على المصنفات الفنية للحصول على موافقة بعرض “ بنطلون معالى الباشا” للكاتب الكبير سعد االدين وهبه وهو من النصوص غير الشهيرة للكاتب ونشر ضمن كتاب الوزير شال التلاجة مع مجموعة كبيرة من النصوص، وتقدمه فرقة فلسفة لرئيسها المخرج هانى مهران، وقبل ان  يعرف المسئول عن ترقيب النصوص اسم النص او يراجعه ، فوجيء بطلب إجرائي من الرقيب بأنه يشترط الحصول على تصريح من نقابة المهن التمثيلية حسب خطاب موجه من النقابة للدكتور خالد عبد الجليل رئيس الرقابة على المصنفات الفنية، بتاريخ 2 مايو ويطالب الخطاب عدم الترخيص للفرق المسرحية الخاصة إلا بعد الحصول على موافقة النقابة، والتأكد من عدم وجود مخالفات، وذلك ضمانا لحقوق النقابة وحماية للمهنة والعاملين بها.
وتوجه المخرج هانى مهران لنقابة المهن التمثيلية للحصول على تلك الموافقة او التصريح ، علما بأن فرقة فلسفة المسرحية هي فرقة حرة تأسست عام 2002 أسسها هانى مهران، وتقوم الفرقة بتبنى المواهب الجديدة ومن لديهم الإستعداد للتعلم والبدء فى تعليمهم مبادئ التمثيل بما يضمن ضخ دماء جديدة فى الوسط الفنى والمساعدة فى توسيع قاعدة الممارسين للفن، وقدمت  الفرقة عددا من العروض وشاركت فى العديد من المهرجانات المختلفة وحصلت على مجموعة من الجوائز المختلفة .
وحاول مهران ان يشرح أنه ليس فرقة خاصة بل هواة ومستقلين يقدمون عرضا لليلة واحده على احد المسارح المؤجرة، وبالفعل أثار الموضوع ازمة كبيرة وتخوف من الفرق الحرة والمستقلة بأن تخضع لرقابة ثنائية إضافة لعباء مالية تخص تصاريح النقابة والتي ترفض اعطاءها في بعض الاحيان للعمل بمبدأ تشغيل النقابيين اولاً.
وأوضح المخرج هانى مهران أن انفراجه بدت بعد بيان نقابة المهن التمثيلية الصادر بتاريخ  29 مايو والذي أوضح وأجلى اللبس حول طبيعة الفرق الخاصة والفرق بينها وبين فرق الهواة والمستقلين، وأشار مهران إلى أن هناك تدخلا للمخرجة روجينا باسيلي  وتواصلت مع د. اشرف زكي ود. خالد عبد الجليل وتم تفهم الأمر وتوضيح ما اعتوره من لبس، استتبع حسب رواية مهران توضيح رئيس الرقابة للمسئول عن ترقيب النصوص المسرحية الباحثة المسرحية هناء شافع للأمر مرفقا معها خطاب توضيحي لنقابة المهن التمثيلية مما يعني انفراج الأزمة وانتهاءها عند هذا الحد .
وأنهى مهران تصريحه بأنه سوف يذهب لمبنى الرقابة على المصنفات الفنية الأحد مرفقا مع نصا مسرحيا جديدا حسب قوله، ليعرف بشكل رسمي موقف الرقابة من الأمر .
بيان توضيحي من نقابة المهن التمثيلية
أصدر د. أشرف زكى ممثلا لمجلس إدارة نقابة المهن التمثيلية بيانا يوضح فيه اللبس الذي حدث ، في تفسير خطاب النقابة للرقابة على المصنفات الفنية وننشره نصا: 
“ بالإشارة إلى خطاب النقابة لرئيس الرقابة على المصنفات الفنية بخصوص ضرورة موافقة الفرق المسرحية الخاصة على موافقة النقابة، لضمن عدم وجود مخالفة للوائح وقوانين النقابة، يود مجلس النقابة التنويه إلى أن المقصود هنا بالفرق الخاصة لا يشمل من قريب أو من بعيد، الفرق المستقلة، إذ يؤكد مجلس نقابة المهن التمثيلية على تقديره التام للدور الحيوي الذي قامت به ولا زالت الفرق المسرحية الحرة كرافد لا غنى عنه للارتقاء بفن المسرح المصرى ، أما ما يعنيه خطاب النقابة إلى الرلاقابة على المصنفات الفنية، فهو تلك الكيانات الساعية الرباحية والتى يتم انشاؤها عشوائيا بهدف تحقيق الربح متجاهلين القواني واللوائح التى تنظم العمل المسرحى. لذا لزم التنويه وشكرا “ 
وفي السياق ذاته كانت مجموعة كبيرة من المسرحيين قد هالهم ذلك القرار وكتبوا الكثير حول رقابة مزدوجة قد تدفع الفرق الحرة والمستقلة للتوقف عن نشاطها الفنى نظرا لما يحمله القرار من عوار وضد حرية الابداع حسب ما نشره المخرج الكبير عصام السيد على صفحته منذ ايام، وقال فيه أن القرار يهدد الفرق الحرة والمستقلة وفرق المسرح الجامعى الذين يدفعون من جيوبهم لتقديم عروض مسرحية، وتدافع المسرحيون للحديث عن عدم مشروعية القرار بضرورة تصريح نقابي لعروض فرق الهواة والمستقلين، وانتهى الأمر ببيان توضيحي لنقابة المهن التمثيلية أنهى الأزمة قبل أن تشتعل أكثر .
أزمة انتهت قبل أن تتدحرج كرة الثلج أكثر وتكبر ولا نعرف مدى الحجم الذي كان من الممكن أن تصبح عليه، وتصرف حكيم من نقابة المهن التمثيلية ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية الذين تفهموا وجه الغضب الذي أبداه المسرحيون ، ويبقى السؤال إلى اي مدى تصل صلاحية الرقيب في تفسير الإجراءات والقوانين، والتي كان من الممكن أن تنتهي الأزمة بمطالبة النقابة بتفسير خطابها ، فهناك الكثير من الاجراءات الشائكة التى تنتظر التوضيح والحل من بينها أزمة سوف تبدو في الأفق حول تجديد الموافقة الرقابية السنوية للنصوص التي تقدم بالثقافة الجماهيرية مثلا مما يستتبع تنازلا سنويا من مؤلف لا يحصل على مبلغ كبير لقاء تنفيذ نصه لمدة خمس سنوات ومطالب خلالها ان يقدم تنازلا في كل مرة يتصدى مخرج لتقديم نصه المسرحي مما يستتبع تكلفة مادية إضافة لاجراءات الذهاب للرقابة مرة ومرات .
 


أحمد زيدان