نجوى سالم .. والبهجة المسرحية

نجوى سالم ..  والبهجة المسرحية

العدد 558 صدر بتاريخ 6مايو2018

الفنانة المصرية المتميزة نجوى سالم من الفنانات اللاتي اشتهرهن بطريقة آدائهن المتميزة، ولذلك قد لا يتذكر اسمها بعض شباب الجيل الجديد ولكن بمجرد ظهورها بإحدى الأدوار على الشاشة ورؤية صورتها أو حتى بمجرد سماع صوتها وضحكتها الشهيرة سيتذكرونها على الفور، كما سيتذكرون مجموعة من أدوارها المتميزة وآدائها الكاريكاتيري الفكاهي والمبالغ فيه أحيانا لبعض الشخصيات والأنماط الكوميدية، وكذلك سيتذكرون بعض عباراتها الساخرة وضحكاتها الساخرة المميزة أو زغروطتها الشهيرة.
تميزت الفنانة نجوى سالم بمهارتها في تجسيد عدة أنماط بصورة كوميدية محببة - وخاصة في مجال المسرح - ومن بينها شخصيات: الفتاة الطيبة الساذجة والشابة الدلوعة أو المرأة اللعوب، كما تميزت بأنها واحدة من الممثلات القلائل اللاتي يستطعن تحمل البطولات الكوميدية. وبالعودة للذاكرة ورصد مشاركات نجمات الكوميديا يمكنني تصنيفهن إلى ثلاث مجموعات، حيث تضم  المجموعة الأولى الممثلات اللاتي يقمن بأدوار المرأة الشعبية والحماة المشاكسة والفتاة الدميمة وتضم هذه المجموعة كل من الفنانات: زكية إبراهيم، ماري منيب، عقيلة راتب، زينات صدقي، وداد حمدي، إحسان شريف، ملك الجمل، سامية رشدي، جمالات زايد، ليلى فهمي، نعيمة الصغير، عائشة الكيلاني. في حين تضم المجموعة الثانية الممثلات اللاتي يشتهرن بخفة الظل وبجمالهن وقدرتهن على مساندة النجم الكوميدي - دون أن يقمن بمهمة الإضحاك - وتضم هذه المجموعة كل من الفنانات: ميمي شكيب، زوزو شكيب، زهرة العلا، ليلى طاهر، هناء الشوربجي، عايدة رياض. أما المجموعة الثالثة وهي تعد المجموعة النادرة التي تضم بعض الفنانات الجميلات اللاتي يقع عليهن مسئولية الإضحاك إعتمادا على كوميديا الموقف أو مهارتهن الشخصية وتضم هذه المجموعة كل من الفنانات: بديعة مصابني، سعاد حسين، نجوى سالم، خيرية أحمد، شويكار، سهير البابلي، ميمي جمال، نبيلة السيد، سناء يونس، سعاد نصر.
والفنانة القديرة الراحلة نجوى سالم واسمها الكامل: نظيرة موسى شحاتة شالوم، وهي من مواليد محافظة “القاهرة” في 17 نوفمبر عام 1925 لوالدين حاصلان على الجنسية المصرية، فوالدها يهودي لبناني الأصل، وأمها  يهودية أسبانية الأصل، وقد حصل الأبوان على الجنسية المصرية، فتمتعت ابنتهما بالجنسية المصرية هي وشقيقيها “شارل” و”يوسف”. وقد نشأت نظيرة أو نينات - وهو اسم الدلع الذي اشتهرت به بين الأقارب والأصدقاء - في أسرة فقيرة، حيث كان والدها يمتلك محل صغير للأحذية، وبسبب ظروفهم المعيشية الصعبة توقفت عن استكمال تعليمها بعد المرحلة الابتدائية.
بدأت حياتها الفنية مع نهاية ثلاثينيات وبداية أربعينيات القرن الماضي، وذلك من خلال المسرح وبالتحديد من خلال فرقة” نجيب الريحانى”، والتي كانت تعد آنذاك من أكبر وأشهر الفرق الكوميدية، حيث لعبت الصدفة دورا كبيرا في إتجاهها للتمثيل.  كان منزلها مجاورا لمكتب متعهد الحفلات المشهور “فيتسايون”، الذي أهدى ذات يوم لأسرتها بون مجاني لحضور أحدى عروض فرقة “الريحاني”، وبالتحديد لمشاهدة مسرحية “حكاية كل يوم” التي يقوم ببطولتها الفنان القدير نجيب الريحاني، وبمجرد انتهاء المسرحية - وبعد انبهارها بأضواء المسرح - طلبت من “فيتسايون” بل وأصرت أن يقدمها لهذا الفنان الكبير، وبالفعل قابلته وأخبرته بأنها معجبة به جدا وأنها تعشق التمثيل، كما أعلنته برغبتها في الإلتحاق بفرقته، ولكن “الريحاني” ضحك حينذاك ولم يأخذ الموضوع مأخذ الجد وأخبرها بأنها ما تزال صغيرة، فقد كانت في الثالثة عشر من عمرها. لكنها لم تشعر باليأس بل واظبت على زيارة “الريحاني” كل أسبوع، حتى شعر بصدق رغبتها وإصرارها فألحقها كهاوية بفرقته، التي ظلت تعمل بها عاما كاملا بلا أجر، حتى قرر لها مع بداية عامها الثاني بالفرقة مبلغ أربعة جنيهات في الشهر، كما اختار لها الاسم الفني الذي اشتهرت به: “نجوى سالم”.
كان أول ظهور لها على المسرح في مسرحية “إستنى بختك” بطولة نجيب الريحاني، وظلت تلعب أدوارا صغيرة بفرقة “الريحاني” حتى لعبت الصدفة مرة آخرى دورا في منحها فرصة المشاركة بالبطولة المطلقة أمام النجم نجيب الريحاني، وذلك حينما مرضت بطلة الفرقة الفنانة ميمي شكيب قبل حفل افتتاح أحد العروض المسرحية التي تقدمها الفرقة، فحدثت مشكلة كبيرة وضعت الفرقة في حرج، وكاد “نجيب الريحاني” أن يقرر إلغاء حفل الافتتاح، ولكن أحد العاملين بالفرقة اقترح عليه إعطاء الفرصة لنجوى سالم. تردد “الريحاني” في البداية ولكنه سألها إذا كانت تستطيع أداء دور البطولة الذي كانت تتدرب عليه نجمة الفرقة ميمي شكيب، ففاجئته بأنها تحفظ الدور جيدا وأنها كانت تتابع جميع التفاصيل والملاحظات أثناء البروفات، فوافق على قيامها بالدور، وبالفعل نجحت نجوى سالم في أداء الدور بأفضل صورة، مما أسعد “نجيب الريحاني”. ومنذ ذلك اليوم أصبحت إحدى نجمات الفرقة، ومن أشهر الأدوار التي قدمتها بفرقة “الريحاني” دور بنت “كوهين” فى مسرحية “حسن ومرقص وكوهين”، وكذلك أدوارها في مسرحيات: “إلا خمسة”، “ياما كان في نفسي”، و”لو كنت حليوة”. ويجب التنويه في هذا الصدد إلى حقيقية فنية مهمة وهي أن الفنانة القديرة نجوى سالم والتي تعد أحد التلاميذ النجباء بمدرسة رائد الكوميديا المصرية نجيب الريحاني قد أسعدها الحظ بالوقوف أمام هذا العملاق الفني في أكثر من عمل - سواء على خشبة المسرح أو في السينما - فتأثرت به كثيرا وتتلمذت في مدرسته الرائعة. وقد توقع لها “الريحاني” بأنها ستصبح ذات يوم ممثلة جيدة وصاحبة أسلوب مميز، وبالفعل فقد تحققت توقعات هذا الفنان الكبير، خاصة بعدما نجح من خلال فرقته في توظيف قدراتها في بعض الأدوار الثانوية المهمة، تلك الأدوار التي وفق من خلالها المبدع بديع خيري في تحديد ملامح الشخصية الفنية المستقلة لها، ولتصبح  بمرور الوقت أحد الأعمدة الفنية للفرقة مع كل من الفنانين: ماري منيب، عباس فارس، ميمي شكيب، عبد الفتاح القصري، محمد كمال المصري (شرفنطح)، حسن فايق، زوزو شكيب، سراج منير، محمد شوقي، أدمون تويما، عادل خيري، محمود لطفي، عدلي كاسب، أديب الطرابلسي، سعاد حسين، محمد الديب، فيكتوريا حبيقة، سيد سليمان، جمالات زايد.
وتذكر بعض المراجع - غير الموثقة - تفاصيل قصة حب نشأت بين كل من “الريحاني” و”نجوى سالم” في فترة من فترات عملها بالفرقة، وأن “الريحاني” أراد تتويج ذلك الحب بالزواج ولكنها رفضت لسببين الأول إختلاف الديانة (هو مسيحي وهي يهودية)، والثاني طلبه وإصراره على إعتزالها الفن.
وبعد وفاة “الريحاني” كان من الطبيعي أن تستمر في العمل مع المبدع بديع خيري، وبالفعل شاركت في بداية الستينيات بتصوير بعض المسرحيات من “ريبرتوار” الفرقة، وهي تلك المسرحيات التي قام بطولتها الفنان عادل خيري، ولكن رغم نجاحها وحرصها على الاستمرار بالفرقة إلا أن خلافا قد حدث بينها وبين “بديع خيري”، كانت نتيجته أن تركت الفرقة على أثره، وعملت مع عدة فرق آخرى وكانت البداية بإنضمامها إلى فرقة “المسرح الكوميدي” إحدى فرق مسارح التلفزيون، والتي قدمت من خلالها عدة مسرحيات ناجحة من أهمها: أصل وصورة، لوكاندة الفردوس، إزاي ده يحصل.
هذا وتعد فترة خمسينيات وستينيات وبداية سبعينيات القرن الماضي هي قمة سنوات نضجها الفني، حيث عرفت بأدوارها المتنوعة وخاصة في المسرح، حيث شاركت بالبطولة المسرحية بعدة فرق من بينها فرق: “الريحاني”، “المسرح الكوميدي”، “الفنانين المتحدين” و”أمين الهنيدي المسرحية”، وذلك بالإضافة إلى فرقتها الخاصة (المسرح الساخر).
عملت الفنانة نجوى سالم في السينما منذ فترة الأربعينات وكانت أول أفلامها السينمائية فيلم “أحلام الشباب” عام 1942، وقد نجحت من خلال السينما في تقديم عدة أفلام متميزة من بينها: “غرام وانتقام”، “الخمسة جنيه”، “شمشون ولبلب”، “حسن ومرقص وكوهين”.
والحقيقة أن حياة الفنانة نجوى سالم الخاصة كانت زاخرة بالأحداث والمفارقات الدرامية التي قد تفوق جميع الأدوار التي قدمتها، فقد واجهت أزمة نفسية كبيرة بعد وفاة والدتها التي كانت مرتبطة بها بشدة، ودخلت مستشفى “بهمان” للأمراض النفسية والعصبية وظلت في المستشفى فترة للعلاج، وذلك نظرا لمعاناتها من عقدة الإضطهاد، حيث كانت دائمة الشكوى من أن المخرجين يتجاهلونها ولا يسندون إليها الأدوار التي تتناسب مع إمكانياتها الفنية، كما لا يضعون اسمها في الأفيشات بالصورة التي تليق بتاريخها الفني. ولم تكن تلك هي العقدة الوحيدة التي عانت منها، حيث كانت تشعر دائما بأن هناك من يرغبون في إغتيالها لكونها يهودية، وذلك بالرغم من أنها قد أشهرت إسلامها قبل ذلك بفترة طويلة وبالتحديد منذ عام 1960. والحقيقة أن المسئولين بالدولة قد وقفوا بجانبها خلال تلك الأزمة، وتم علاجها على نفقة الدولة حتى تماثلت للشفاء، كما تم صرف إعانة مالية لها لحين عودتها للعمل بعد شفائها التام، كذلك قام الرئيس أنور السادات  بتكريمها تقديرا لدورها الفني ومنحها شهادة تقدير، وأمر أيضا بصرف معاش استثنائى لها طوال عمرها.
ومن المفارقات أيضا في حياتها الشخصية أنها تزوجت من الناقد الصحفى عبد الفتاح البارودى عام 1970، وتم إخفاء هذا الزواج بناء على طلبها لمدة سبعة عشر عاما، وبالتحديد حتى تاريخ وفاتها في يوم 12 مارس عام 1988، وطبقا لوصيتها فقد دفنت فى القاهره فى حى “البساتين”.
هذا يمكن تصنيف مجموعة الأعمال الفنية للفنان القدير شكري سرحان وطبقا لاختلاف القنوات الفنية (السينما التلفزيون المسرح) وطبقا للتسلسل الزمني كما يلي:
أولا - المشاركات السينمائية:
ساهمت الفنانة نجوى سالم بأداء بعض الأدوار المساعدة والثانوية المؤثرة فيما يقرب من خمسة وعشرين فيلما خلال ربع قرن تقريبا (الفترة من عام 1942 إلى عام 1967)، وتضم قائمة أعمالها والتي تصل إلى خمسة وعشرين فيلما تقريبا الأفلام التالية: أحلام الشباب (1942)، غرام وانتقام (1944)، ليلى بنت الفقراء، بين نارين (1945)، مجد ودموع، الخمسة جنيه، ما أقدرش (1946)، الروح والجسد (1948)، 30 يوم في السجن (1949)، فايق ورايق (1951)، ناهد، شمشون ولبلب (1952)، حكم قراقوش (1953)، حسن ومرقص وكوهين (1954)، أبو عيون جريئة، إسماعيل يس في دمشق (1958)، الأزواج والصيف، حياتي هي الثمن، حب وعذاب، السبع بنات (1961)، ملك البترول (1962)، حياة عازب، جواز في خطر (1963)، القبلة الأخيرة (1967).
ثانيا - الأعمال التلفزيونية:
للأسف الشديد أننا نفتقد لجميع أشكال التوثيق العلمي بالنسبة للأعمال التلفزيونية، وبالتالي يصعب حصر جميع المشاركات التليفزيونية المتنوعة لهذه الفنانة القديرة، والتي ساهمت في إثراء التليفزيون المصري ببعض برامج المنوعات والأعمال الدرامية ومن بينها المسلسلات التالية: مذكرات زوجة، غارة زوجية، ولدي، العابثة.
ثالثا - الإسهامات المسرحية:
1 - في مجال الإنتاج: قامت الفنانة نجوى سالم بتأسيس فرقتها المسرحية تحت عنوان فرقة “المسرح الساخر” عام 1970، وهي الفرقة التي قدمت عروضها على مسرح “ليسيه الحرية” بباب اللوق، واستمرت لمدة ثلاث سنوات (1970 - 1973)، قدمت خلالها عدة عروض ناجحة وهي: موزة وثلاث سكاكين، حاجة تلخبط، صاحبة العصمة، صديقي اللص، ممنوع لأقل من ثلاثين. وقد شارك في بطولة هذه العروض نخبة من كبار النجوم ومن بينهم الأساتذة: عماد حمدي، محمود المليجي، فريد شوقي، صلاح ذو الفقار، أبو بكر عزت، صلاح منصور، ميمي شكيب، محمد شوقي، سامية رشدي، كما يحسب للفرقة منحها الفرصة لبعض الوجوه الجديدة الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك ومن بينهم الفنانين: محمد صبحي، محمد نجم، محمد أبو الحسن، مظهر أبو النجا، حياة قنديل، سهير توفيق. وشارك بإخراج الأعمال السابقة نخبة من كبار المخرجين وهم الأساتذة: نور الدمرداش، كمال يس، السيد راضي، وقام بوضع الموسيقى التصويرية والألحان عبد المنعم البارودي، وكانت النصوص لنخبة من المؤلفين ومن بينهم: عزت عبد الغفور ورشاد حجازي.
وبخلاف المسرحيات السابقة قامت الفنانة نجوى سالم أيضا بإنتاج بعض المسرحيات للتصوير التلفزيوني.
2- في مجال التمثيل:
أ- بفرق القطاع الخاص:
- “الريحاني”: ما حدش واخد منها حاجة، الدنيا لما تضحك (1960)، الستات لبعضهم، الدنيا لما تضحك، الدلوعة (1954)، حسن ومرقص وكوهين، يا ما كان في نفسي (1960)، إستنى بختك، خليني أتبحبح يوم، الستات ما يعرفوش يكدبوا (1961)، إلا خمسة، لو كنت حليوة (1962)، ياريتني ما اتجوزت (1963).
- “المتحدين”: البيجاما الحمراء (1968).
- “نجوم الكوميديا” (حسن أبو داود): شقة وخمسين مفتاح (1969).
- “المسرح الساخر” (نجوى سالم): موزة وثلاث سكاكين (1970)، حاجة تلخبط (1970)، صاحبة العصمة (1972)، صديقي اللص، ممنوع لأقل من ثلاثين (1973).
- “الهنيدي”: أنا آه أنا لأ (1977).
ب- بفرق مسارح الدولة:
- “الكوميدي”: أصل وصورة، زيارة غرامية (1963)، جنان وسلك ودكتور، لوكاندة الفردوس (1964)، حركة ترقيات (1965)، إزاي ده يحصل (1968)، أربع مواقف مجنونة (1971).
- “الحكيم”: شلة الأنس (1964).
- “الطليعة”: سلك مقطوع (1975).
وقد شاركها بطولة هذه المسرحيات نخبة من كبار نجوم الكوميديا في مقدمتهم الأساتذة: عبد المنعم مدبولي، محمد عوض، أمين الهنيدي، أبو بكر عزت، سعيد أبو بكر، عقيلة راتب، حسن مصطفى، زهرة العلا، ثريا حلمي، محمد أحمد المصري (أبو لمعة)، محمود التوني، إبراهيم سعفان، عادل إمام، سعيد صالح، صلاح السعدني.
ويذكر أنها قد تعاونت من خلال المسرحيات السابقة من نخبة من كبار المخرجين الذين يمثلون أكثر من جيل ومن بينهم الأساتذة: فتوح نشاطي، نور الدمرداش، سعيد أبو بكر، كمال يس، محمود مرسي، عبد المنعم مدبولي، السيد راضي، عادل خيري، أحمد حلمي، علي الغندور، أحمد طنطاوي، فهمي الخولي.
جدير بالذكر أيضا أن للفنانة نجوى سالم إسهامات كثيرة في مجال الأعمال الخيرية، كما كان لها كثير من المواقف الإنسانية النبيلة مع زملائها، ومن بينها على سبيل المثال مشاركتها في رعاية الفنان عبد الفتاح القصرى، ويحسب لها أنها الفنانة الوحيدة التي حضرت جنازته عام 1964، وبخلاف مساندتها لعدد من زملائها في بعص محنهم الشخصية كان لها إسهامات خيرية أخرى ومن بينها قيامها بدعوة عدد كبير من مرضى المستشفيات الخيرية لمشاهدة المسرحيات التي تقدمها فرقتها، وكذلك تنظيمها لجولات فنية لتقديم عروض فرقتها ببعض المستشفيات بالأقاليم للترفيه عن مرضاها.
ويضاف إلى رصيدها الإنساني وتاريخها أيضا عدة مواقف وطنية لا تنسى، ومن أهمها مبادرتها بتقديم عدة عروض مع فرقتها على الجبهة في منطقة “قناة السويس” بعد نكسة 1967، وذلك للمشاركة في الترفيه على الجنود أثناء مرحلة “حرب الإستنزاف”، ولهذا فقد تم منحها “درع الجهاد المقدس” تقديرا لدورها الوطني الكبير. كذلك حرصت بعد نصر أكتوبر على توجيه الدعوة لمجموعات من أبطال حرب أكتوبر وبعض الجرحي لمشاهدة مسرحيتها “ممنوع لأقل من 30”، وكانت تقف كل ليلة مع أعضاء فرقتها ليبادروا باستقبال الضيوف من أبطال “نصر أكتوبر” بالزهور والتحية.
رحم الله هذه الفنانة القديرة جزاء ما أخلصت واجتهدت في عملها، وسعت في إشاعة جو من البهجة وخلق البسمة فوق شفاهنا بأدوارها الكوميدية التي يمكن تصنيفها تحت مسمى “الكوميديا الإجتماعية”.


د.عمرو دوارة

esota82@yahoo.com‏