في ليلة تكريمها سهير المرشدي: التكريم ينقصه وجود «مطاوع»

في ليلة تكريمها سهير المرشدي: التكريم ينقصه وجود «مطاوع»

العدد 551 صدر بتاريخ 19مارس2018


استمرارا لتكريم الرواد، نظم المركز القومي للمسرح برئاسة المخرج محمد الخولي على خشبة المسرح القومي بالعتبة، حفلا لتكريم إيزيس المسرح المصري «سهير المرشدي»، تزامنا مع يوم المرأة العالمي، وذلك يوم الأربعاء قبل الماضي الموافق 7 مارس. حضر الحفل وزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، والمخرج خلال جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، والمخرج إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح.

 

أعربت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزير الثقافة، عن سعادتها بوجودها وسط قامات عظيمة، يقومون بتشكيل تاريخ الفن وإثراء الحالة الفنية للمسرح المصري.
وروت وزيرة الثقافة بعض ذكرياتها مع الفنانة سهير المرشدي وزوجها الراحل كرم مطاوع أثناء وجودهما في فرنسا، ووجهت حديثها للمرشدي قائلة: لن أنسى يوم اللقاء الأول، وسعيدة بحضور هذا التكريم الذي هو حلم كل فنان.
المخرج خالد جلال قال: المخرج الراحل كرم مطاوع كان أستاذي ومثلي الأعلى، وسرت على خطاه منذ أن درس لي في المعهد، وكان سببا من الأسباب في أن أكون حاضرا في المشهد اليوم، مشيرا إلى أن حنان مطاوع من أهم الفنانات على الساحة الفنية، وهذا ليس بغريب على ابنة كرم مطاوع وسهير المرشدي أعظم فنانات المسرح المصري. تابع جلال: في ذهن كل مخرج بطلات يتمنى العمل معهم، وكان في ذهني ثلاث من أيقونات المسرح المصري تمنيت العمل معهن، وهن سميحة أيوب، سناء جميل، وسهير المرشدي، مؤكدا أن سهير المرشدي قامة كبيرة جدا، وأنه كان يشاهدها منذ السبعينات والثمانينات، ويتابع إحكامها لطريقة وقفتها على خشبة المسرح، متمنيا أن يقوم بعمل واحد يجمع بين سهير المرشدي وسميحة أيوب على خشبة مسرح واحد، واصفا إياه بـ«لقاء السحاب».
ووجه إسماعيل مختار، رئيس البيت الفني للمسرح، التحية لوزير الثقافة والحضور، قائلاً: يسعدنا أن نشارك ونحتضن تكريم نجمة من نجوم المسرح المصري وهي الفنانة الكبيرة «سهير المرشدي»، فكل تكريم لفنان يقف على خشبة المسرح هو تكريم أيضا للمسرح القومي، ولكل من يعمل داخل هذا المسرح العظيم.
وقال الدكتور محمد الخولي، رئيس المركز القومي للمسرح، إن القامات العظيمة من الفنانين بالحفل استطاعوا أن يقدموا نماذج للقيمة الإنسانية، وأن يؤثروا في الحياة الفنية عامة، والمسرحية خاصة.
استهلت فقرات الحفل بتقديم فيلم تسجيلي عن الفنانة “سهير المرشدي” تحدثت فيه عن مشوارها مع المسرح ووقوفها على خشبة المسرح القومي، وأنها دخلت المسرح القومي وعمرها 9 سنوات مع عمها وأخيها الشهيد صلاح، وحضرت وقتها مسرحية عالمية كانت تؤديها الفنانة سناء جميل، والفنان محمد الطوخي، وقد عبرت عن سعادتها بتلك اللحظة قائلة: «فرحت يومها فرحة دخلت قل ماطلعتش لحد دلوقتي».
وأضافت المرشدي أنها في المسرح لم تكن ممثلة فقط، وإنما متفرجة أيضا؛ حيث شاهدت كبار الفنانين منهم سميحة أيوب، أمينة رزق، حمدي غيث، عبد الله غيث، كرم مطاوع، نبيل الألفي. وأشارت المرشدي إلى دور لجنة تحكيم المسرح المدرسي، في اكتشافها قائلة: «أنا بنت المسرح المدرسي»، وكانت اللجنة تضم الفنان نور الدمرداش، عبد الرحيم الزرقاني، وحسين رياض، وكان لي الشرف أن رأيت هؤلاء الكبار، وقالوا لي وقتها «لازم تدخلي المعهد». تابعت: وهناك أيضا لجنة التخرج بالمعهد وكانت تضم جلال الشرقاوي، وسعد أردش، وتخرجت وقتها بالعرض المسرحي «ميس جوليا»، مشيرة إلى أن الفنان المثقف وصاحب القضية هو الذي يعطي بُعدا آخر للفنان.
تطرقت بعد ذلك إلى الحديث عن أخيها الشهيد، قائلة: “كنت في الكواليس وجاء لي خبر أخويا (صلاح) الشهيد، وكنت وقتها أقدم مسرحية (حدث في أكتوبر)، وحسيت أن الوطن محتاج حد عزيز قوي يضحي بيه سواء كان أخويا أو أنت أو إنتِ”، متابعةَ: “المسرح ده زي ما ضحكت ورقصت فيه.. بكيت كمان من قلبي فيه”.
قالت المرشدي أيضا “لعبت على المسرح القومي الكثير من الأدوار، منها (حدث في أكتوبر)، (النسر الأحمر)، (سالومي)، ورقصت وغنيت في (إيزيس) في حضور رئيس الجمهورية وحرمه وكبار رجال الدولة في افتتاح المسرح القومي عقب ترميمه”.
وأشارت «سهير» إلى أن السينما عالم سحري رائع، تأرشف للمجتمع. أضافت: «أحببت الأفلام التي قدمتها وكانت محطات مهمة في حياتي، ومنها (البوسطجي، حكاية بنت اسمها مرمر، عودة الابن الضال، السيد البلطي، يا رب توبة، حكمتك يارب)». ووجهت الفنانة سهير المرشدي الشكر والتحية لوزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي على هذا التكريم، كما وجهت الشكر لكل الفنانين والفنانات الذين حضروا التكريم للاحتفال بها. وأعربت عن سعادتها بتكريمها في المسرح القومي. قالت المرشدي أيضا: المسرح هو حياتي، فكل أعمالي وتاريخي المسرحي بمثابة متنفس لي في الحياة، موضحة أن رقم 7 أصبح له دلالة جيدة، خصوصا أنه يوم تكريمها.
وبمناسبة اليوم العالمي للمرأة وجهت المرشدي التحية لكل السيدات اللاتي وقفن بجوارها وأثروا في حياتها الإنسانية والفنية، أوضحت «وكان أولهم (أمي) التي تعلمت منها معنى الأمومة والتحدي، ونور عيني (بنتي) حنان مطاوع زهرة حياتي التي أرى فيها نفسي»، مؤكدة على أن ما ينقص هذا التكريم هو وجود الفنان «كرم مطاوع» الذي خلق بداخلها روح التحدي، وبث فيها الثقة.
وأعربت الفنانة حنان مطاوع، نجلة الفنانة «سهير المرشدي»، عن سعادتها بتكريم والدتها، وقالت: أرى أمي اليوم عروسة تكرم في بيتها وزارة الثقافة، وفي أم الدنيا مصر، وقد كُرمت في معظم الدول العربية من قبل، ولكن تكريمها في بلادها هو التكريم الحقيقي الذي أعتبره تكريما شخصيا لي.
وتابعت: فهي بعيدا عن الفن سندي في الحياة، وكاتمة أسراري، ومستشاري الأول، وكانت تشاركني أحلامي منذ طفولتي، وفي فترة المراهقة كانت تعلمني الكثير من القيم والمبادئ، مؤكدة أن سهير المرشدي كفنانة ما زال لديها الكثير والكثير من الفن والعطاء، وقريبا سترونها في أعمال مختلفة.
وأكدت حنان على أن والدتها الفنانة «سهير المرشدي» مثالا للإخلاص بشكل عام، إخلاصها لزوجها الفنان الراحل كرم مطاوع، وإخلاصها لأسرتها وأهلها في طنطا ولجيرانها، مشيرة إلى أن والدتها لديها الإحساس بالمسئولية والقدرة على تحمل الأعباء طول الوقت.  وقالت الدكتورة نشوى الهجرسي إن أول لقاء جمعها بالفنانة سهير المرشدي كان أثناء مرض الفنان الراحل كرم مطاوع، وكانت وقتها رئيس قسم القلب بمستشفى الشارقة في دبي. وتابعت: جاءني اتصال من السفير المصري، ومن سهير المرشدي تطلب النجدة، فذهبت إلى الفنان «كرم مطاوع» وطمأنته بأنه سيمثل، ولكن بعد أسبوعين من التوقف التام عن التدخين. أضافت: كنت أعالج الكاتب الراحل «أسامة أنور عكاشة»، وقال لي: أنا أعطيت «سهير» دورا صغيرا في مسلسل «ليالي الحلمية»، فقلت له «ماتقلقش.. سهير هتخلي الدور الصغير حاجة كبيرة»، وبالفعل فعلت هذا وقدمت الشخصية بشكل رائع بشهادة «عكاشة».
الكاتبة سكينة فؤاد قالت إن مصر تجدد قوتها الثقافية بمبدعيها وفنانيها وكتابها الذين أصبحوا من قوة هذا الوطن العظيم، وجزءا من مكونات القوى الثقافية، أضافت: ومن هؤلاء الفنانين «سهير المرشدي». وتابعت: من الأدوار التي أحبها لـ«سهير» “سالومي” و”إيزيس”، و”فاطمة” في «عودة الابن الضال»، ودورها في «حكاية بنت اسمها مرمر»، و«البوسطجي» مع حسين كمال.
الدكتورة درية شرف الدين، وزير الإعلام الأسبق، قالت إن اسم «سهير المرشدي» مرتبط بالجودة والإتقان والموهبة، فقد استطاعت مع زوجها الفنان الراحل كرم مطاوع، ونجلتها الفنانة حنان مطاوع، أن يمثلوا عائلة منفردة ومتفردة جدا، وجميعهم يتميزون بهذه المثالية الفنية.
وتابعت: عندما نتذكر «سهير المرشدي» قطعًا لا بد أن نتذكر معها «ليالي الحلمية»، «البوسطجي»، «عودة الابن الضال»، «حدث في أكتوبر»، فهي تؤرخ لمسيرة طويلة في الوسط الفني، ولها بصمة واضحة على صورة المجتمع المصري التي قدمتها عن طريق أعمالها الفنية.
وقال الفنان عبد السلام الدهشان إن الفنانة سهير المرشدي تعشق تراب الوطن، أضاف: تجمعني بالفنانة سهير مواقف وأعمال فنية كثيرة، كان آخرها مسلسل «موعد مع الوحوش»، فهي فنانة تتمتع بحب الناس، وتمثل الأم المصرية الطيبة الأصيلة، وتعتبر من القلائل الذين قدموا لنا قيمة فنية. وأشار الدهشان إلى أن الفنانة زارتهم أثناء تقديم عرض «عبور وانتصار» وصعدت على المسرح وأمسكت بعلم مصر وهتفت بمنتهى الإخلاص «تحيا مصر.. تحيا مصر» لما بداخلها من وطنية كبيرة.
كما قالت الفنانة مديحة حمدي إن سهير المرشدي هي أجمل فنانات جيلها، موضحة أنهما أبناء جيل واحد، وأنها اشتركت مع المرشدي في أعمال كثيرة سواء على المسرح أو التلفزيون، ولنا مع بعض ذكريات جميلة.
بينما قال الفنان عبد الله مشرف إن سهير المرشدي فنانة كبيرة وقديرة، علاقتي بها بدأت عندما كنا زملاء في المعهد العالي للفنون المسرحية.
أوضح مشرف أن كل من تعامل مع الفنانة سهير تنبأ لها بمستقبل كبير وباهر، وهو ما حدث، وأن تكريمها اليوم يؤكد صدق نبوءتهم. تابع: وعندما يكرم الفنان في مجده يكون ذلك تأكيدا لجمهوره بأن فنه كان فنا حقيقيا يستحق الاحتفاء.
وقالت الفنانة مشيرة إسماعيل إن الفنانة سهير المرشدي تستحق هذا التكريم، فهي فنانة مسرحية كبيرة وتعد رمزا من رموز المسرح المصري، مشيرة إلى أنها عملت معها في «حكاية بلا بداية ولا نهاية».
كما قال الفنان أحمد عبد الوارث إن الفنانة سهير المرشدي من أهم فنانات المسرح المصري، وأن تكريمها تأخر لكنه حدث، مشيرا إلى أنها قامت بتجسيد الكثير من الأعمال العظيمة سواء في المسرح أو السينما أو التلفزيون.
وناشد عبد الوارث وزارة الثقافة أن تهتم بتكريم الفنانين الكبار قبل أن يرحلوا، لأن هذا التكريم هو الذي يجعل الفنان يشعر بأن ثمرة إنتاجه قد نضجت.
حضر الحفل عدد كبير من الفنانين: سميحة أيوب، أمال بكير، أمال رمزي، أنوشكا، أحمد عبد العزيز، ويوسف إسماعيل مدير فرقة المسرح القومي، وآخرون.


محمود عبد العزيز - ياسمين عباس