حدث في مصر.. أوبريت في حب الوطن

حدث في مصر.. أوبريت في حب الوطن

العدد 540 صدر بتاريخ 1يناير2018

ضمن عروض مهرجان أعياد الطفولة، قدمت مدرسة المستقبل الرسمية للغات أوبريت “حدث في مصر” الحائز على الكثير من جوائز المهرجان أهمها حصول الأوبريت على المركز الأول في مسابقة أعياد الطفولة، الأوبريت تأليف وإخراج محمد جمال الدين، يدور الأوبريت حول ما قدمه الجيش المصري في حرب أكتوبر وما قام به الشعب المصري في ثورة يناير؛ حيث يقدم الأوبريت دعوة لاستكمال المشوار والتصدي للإرهاب عن طريق بعض القيم والمبادئ التي يجب أن تُبث في نفوس أطفالنا فهم المستقبل الذي قامت الثورة من أجله.
بدأ الأوبريت - مسرحية تمزج بين الغناء والحوار الشعري – باستعراض لأبطال الجيش المصري على أغنية “تسلم إيديك” للمطرب حسين الجسمي، ثم يبدأ الحوار الشعري الذي يدور حول ما مرت به مصر من حروب ونزاعات، وعن الوضع الراهن الذي تعيشه البلاد بعد ثورتي 25 يناير و30 يونيو، وكيف يتصدى الشعب المصري ويقف يدا واحدة لمحاربة الإرهاب، وكيف أن الشعب المصري يبحث عن تحقيق الحرية والعدالة ويُكافح من أجل الارتقاء بمصر لتظل دائمًا وأبدًا بلد الأمن والأمان، ومن ثم ينتهي أوبريت “حدث في مصر” كما بدأ باستعراض لأبطال الجيش المصري وكلمة موجة للشعب المصري أن يستمر في البناء وأن يسعى للتقدم فما زال الطريق طويلاً، ولكننا سنكمل الطريق من أجل مستقبل أطفالنا.
قام المخرج باستخدام شاشة عرض كبيرة في عمق المسرح لعرض مجموعة من الفيديوهات عن ثورتي 25 يناير و30 يونيو التي قامت بإعداده بجانب الإعداد الموسيقي للأوبريت هاجر أحمد وشاركتها دعاء عزت بالإضاءة لاستكمال الصورة المسرحية «الوطنية»؛ حيث هتاف جموع الشعب في الميدان وكأنهم رجلاً واحدًا. والجدير بالذكر أن استخدام هذه الفيدوهات كان سببا رئيسيا في جذب انتباه الجمهور الذي كان معظمه من الأطفال وبالأخص المشهد الأخير الذي استخدم فيه مخرج العرض محمد جمال الدين فيديو لطائرات الجيش المصري أثناء ثورة يناير مع استعراض لمجموعة من أبطال الجيش المصري، لينتهي العرض بوجود جميع ممثلين الأوبريت على خشبة المسرح وهم يرفعون الأعلام المصرية، ويمكننا القول إن وضعية الشاشة وسط ديكور العرض الذي قام بتنفيذه ضياء مدني المتمثل في مجموعة من الأعلام المصرية خلق روحا وطنية في نفوس جمهور العرض، أما عن الملابس فقد عبرت منال طارق التي قامت بتصميم الملابس والتي صممت هي ذاتها الاستعراضات عن محافظات مصر؛ حيث نجد أن كل ممثل جسد محافظة ما من خلال ملابسه فأحدهم ارتدى عباءة صعيدية وآخر ملابس بحرية حيث نجد أنفسنا أمام ستة وعشرين ممثلا وممثلة يرمز كل منهم من خلال الملابس واللهجات المختلفة إلى إحدى محافظات مصر كما نجد الفتاة التي ارتدت علم مصر وهي رمز لبلدنا التي تُنادي أبناءها للارتقاء والتقدم، مع وجود الطفلة الصغيرة التي شاركت في الأحداث وكأنها المستقبل الذي نسعى ونضحي بحياتنا فداءً له ليحيا حياة كريمة في مجتمع متقدم آمن خالٍ من دماء الأبرياء. على الرغم من أن ممثلي الأوبريت أطفال فإن أداءهم كان مليئا بالإبداع كما لو كانوا ممثلين محترفين بشكل أو بآخر، فإن صعوبة الحوار الدرامي للأوبريت تكمن في كونه أشعارا، وربما كان هذا أحد الأسباب التي أظهرت براعة هؤلاء الأطفال لإتقانهم الحوار دون أن يظهر منهم أي خطأ، حتى إن الاستعراضات ظهرت بشكل مُتقن.
ومن ثم قد حول مخرج الأوبريت محمد جمال الدين خشبة المسرح إلى ميدان اجتمع فيه الشعب المصري بكل طوائفة المختلفة أو بالأحرى من كل ركن في مصر، بصوت واحد، وهو ما يذكرنا بما كان يحدث أثناء ثورة يناير حين اجتمع شعب مصر في الميدان على قلب رجل واحد فقط من أجل مصر دون أن ينظر أي منهم إلى مطالب فردية، وهو ما أبرز فكرة العرض الذي يدعو لوحدة الجموع للتصدي للإرهاب وتقدم البلد، فالكل مسئول عن حماية أم الدنيا.
قد يظهر من الظروف المحيطة بالعرض أنه عرض بسيط الهدف منه تربوي “من أطفال لأطفال”؛ حيث إنه مقدم ضمن مهرجان أعياد الطفولة، كما ذكرنا من قبل، ولكن الجدير بالذكر أن فريق العمل استطاع أن يطرح الفكرة التربوية بشكل مُبدع ومُتقن مما حاز على إعجاب وتفاعل الجمهور ككل.

 


رنا أبو العلا