محمد الشرقاوي: بشهادة النقاد «ولاد البلد» قدم شكلا جديدا للكباريه السياسي

محمد الشرقاوي: بشهادة النقاد «ولاد البلد» قدم شكلا جديدا للكباريه السياسي

العدد 540 صدر بتاريخ 1يناير2018

محمد الشرقاوي مخرج مسرحي حصل على ليسانس الآداب قسم اللغة العربية في 2006 وحصل على بكالوريوس الفنون المسرحية تمثيل وإخراج 2010 بالإضافة إلى دبلومة في الإخراج في 2012. قدم الكثير من العروض المسرحية في جامعة طنطا والبيت الفني للمسرح، كما قدم العرض الناجح «عاشقين ترابك» الجزء الأول والثاني، وحاليا يقدم عرض «أولاد البلد» بقاعة صلاح جاهين بالبالون، بالإضافة إلى تقديمه الكثير من الأدوار التمثيلية في مسلسلات منها أفراح إبليس وأبناء الحب والفضة وطرف ثالث وكلابش والجماعة وغيرها..


 - كيف بدأت تجربة عرض ولاد البلد؟
تولدت الفكرة أثناء جولات عرض «عاشقين ترابك» فقد كان هناك احتكاك كبير بالناس والتعرف على مشكلاتهم في أنحاء الجمهورية، وقد تواصلنا مع رئيس البيت الفني للمسرح إسماعيل مختار ومدير المسرح الحديث أشرف طلبة حتى نستكمل نفس المنهج الذي اتخذناه، وقمت بمحادثة الدكتور مصطفى سليم أستاذ الدراما والنقد بمعهد الفنون المسرحية وناقشته في الفكرة التي أود تقديمها، كما اجتمعت مع بعض شباب الممثلين في البيت الفني للمسرح والجامعات وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، وقمنا بتحديد أكثر من 36 موضوعا ووقع الاختيار على خمسة موضوعات تدخلنا إلى 36 موضوعا، فاعتمادنا على ستة عناوين رئيسية.
 - اعتمدت على فكرة اللوحات المتصلة المنفصلة.. ما أهم الأهداف التي كنت تريد تحقيقها؟
في أولى جلساتي مع الدكتور مصطفى سليم لم يكن لدينا فكرة محددة ولكن بعد أول جلسة مع الشباب الذين كان يقرب عددهم من 60 شابا وتم تكثيفهم فيما بعد إلى 22 شابا، وبعدما استمع إليهم الدكتور مصطفى سليم لمدة خمس ساعات، بدأ يكتب اللوحات ويرسلها لي واحدة تلو الأخرى، وخلال رمضان الماضي انتهينا نص مبدأي، وقد استعنت بدماء جديدة تشارك لأول مرة في البيت الفني للمسرح، ومنها الملحن حازم الكفراوي وأميرة صابر مصممة الملابس وهي طالبة بالمعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى نخبة متميزة منها محمد بركات للدعاية والإعلان والمهندس عمرو الاشرف للديكور.
ما أبرز الصعوبات التي واجهتها في عرض ولاد البلد؟
أولى الصعوبات كانت في إقناع فريق العمل بالفكرة التي أريد تقديمها، بالأخص للشباب في المرحلة العمرية من 19 إلى 22 عاما، فلديهم أفكار متمردة ومتوهجة وغير مرتبة، وكان علينا ان نرتب هذه الأفكار، بالإضافة إلى مجموعة الشباب الذين لديهم خبرات فردية وكيف نقوم بإخضاعهم للعمل الجماعي، حتى نخرج بحالة عرض ولاد البلد، اما ثاني الصعوبات فتمثلت في الصعوبات الإنتاجية، حيث المناخ الحكومي وما يسيطر عليه من بيروقراطية وهو ما أقوم بمعالجته في إحدى اللوحات في العرض، هناك أيضا صعوبات تنسيق ورقة العمل، والتنسيق يشمل الجهات المتخصصة كالهيئة العامة لقصور الثقافة، وقطاع الإعلام في وزارة الداخلية ووزارة الشباب والرياضة والبيت الفني للمسرح وقطاع الإنتاج الثقافي ومؤسسة اسمعونا وهى إحدى مؤسسات المجتمع المدني وذلك لعمل جدول لتقديم العرض لمدة عام أو عامين وعمل جولات في المحافظات والقرى النجوع، وتقديم العرض للمحرومين من النشاط الثقافي، ومعسكرات الأمن المركزي وقوات الأمن، وهى مهمة في غاية الأهمية والأمر يتطلب جهد وعمل كبير لتخطى المعوقات وقد نجحنا في ذلك.
 - استخدمت في عرضك تكنيك الكباريه السياسي فكيف قمت بتوظيفه؟
إذا رجعنا إلى أصل الكلمة «الكباريه السياسي» نجدها تعنى المنتدى الثقافي الذي تناقش فيه هموم الأمة، سواء ثقافية أو اجتماعية أو سياسية، ويخرج من الكباريه السياسي مجموعة أشكال للمسرح ومنها مسرح الشارع، ويحتاج استخدام الكباريه إلى فهم دقيق لقضايا الوطن وكيفية التعامل مع المادة الجامدة وهى السياسة وكيف نبسطها فنجعل المتلقي يضحك وهو يشاهدها، وهنا تمكن الصعوبة. وعندما أقيمت الندوة التطبيقية الخاصة بالعرض كانت هناك جملة هامة استوقفتني من الأساتذة الذين تحدثوا عن العرض: الناقد محمد الروبى والفنان جلال الهرجسى، وقد قيل إن ما يقدم هو شكل جديد من أشكال الكباريه السياسي
 - ما مدى أهمية تقديم عروض في المناطق الحدودية؟
المبدع أو الفنان دوره أن يخدم المجتمع، انا أدعو الجميع لقراءة تاريخ الأمم في لحظات الأزمات ورؤية ماذا يفعل مثقفيها ومبدعيها، وهو الواجب الذي يجب أن نقدمه وأود أن أقول إن الصعوبة فيما أقدمه أنني لا أقدم نصوصا معلبة، ولكني أقدم صناعة مصرية، مؤلف يفكر ومهندس ديكور يقدم تصميما ومجموعة شباب تقدم عرضا ارتجاليا وتتدرب على الرقص والارتجال والتفكير في جميع القضايا، سواء اقتصادية أو سياسية، ليتفهموا اللحظة الراهنة وما يمر بها، وهنا تمكن الصعوبة التي لا يستطيع كثيرون القيام بها، فحتى نتحدث عن قضية على سبيل المثال مثل تعويم الجنيه فيجب أن نكون دارسين للاقتصاد، وعلى سبيل المثال أيضا حين نريد الحديث عن موضوع الإرهاب يجب أن نكون دارسين للأديان، فللحديث عن جميع هذه القضايا يجب أن نكون ملمين بما يحدث، وقد وضع الناقد محمد الروبى أثناء الندوة التطبيقية يده على ما أقول حين قال في الندوة التطبيقية إن العرض يبدو سهلا وبسيطا على الرغم من أن صناعته غاية في الصعوبة، لأنه يحتاج إلى مجهود بدني وعصف ذهني ومجهود مادي، وهي صعوبة لا يستطيع الجميع خوضها، وفيما يخص المناطق الحدودية فهناك مشكلة كبيرة وهي المركزية، ووجود كل شيء في القاهرة، بينما الأقاليم مهمشة، رغم إن مصر كبيرة، إضافة إلى أن عمل وزارة الثقافة يرتكز على منطقة وسط البلد، وواجبنا إذا أردنا تكوين رأى عام ومجتمع صالح هو أن نذهب لجميع الناس وجميع الفئات والشرائح المجتمعية، وقد بدأت خطة منذ عرضت عاشقين ترابك، وهي أن نذهب إلى المناطق الحدودية مثل حلايب وشلاتين والنوبة والعريش وفي قلب معسكرات الأمن المركزي، فالأهم من الدور الأمني هو الدور الثقافي، فنحن نحارب التيارات المتطرفة في أماكن نفوذها، لذا أدعو القائمين على الثقافة أن يهتموا بهولاء الناس، فمن هناك تكون بداية الحل، فالجماهير في جميع أنحاء مصر متعطشون للفنون والمسرح.
 - هل تؤدي الثقافة الجماهيرية دورها في مواجهة التطرف؟
أنا تربيت في الثقافة الجماهيرية، وعلى يد أساتذة كبارا وقد تعلمنا منهم الكثير ولكن الثقافة الجماهيرية اختلفت كثيرا الآن، انعزلت عن الناس بينما من المفروض أن تكون الدرع الأول لوزارة الثقافة. وهناك ضرورة لإعادة تصحيح الأوضاع بها، وإعادة هيكلتها حتى تؤدي الدور المنوط بها، وهو محاربة الأفكار الظلامية، فعندما أنشأ جمال عبد الناصر الثقافة الجماهيرية كان الغرض منها تحقيق العدالة الثقافية، وهي جهاز هام يجب أن يفتح للمبدعين والمثقفين الحقيقين.
 - ما رأيك في الموسم المسرحي لعام 2017 للمسرح المصري؟
في الحقيقة، كانت هناك مجموعة متميزة من العروض منها عرض «يوم أن قتلوا الغناء» وأحيي فريق العمل على هذا العرض الرائع، أيضا عرض «قواعد العشق الأربعون» وهو حالة جميلة وأيضا عرض المخرج خالد جلال سلم نفسك وكذلك بعض عروض الجامعات، ولكنني آسف على وصلت إليه عروض الجامعات، أنا ابن المسرح الجامعي في كلية الآداب جامعة طنطا وأتابع بعض العروض الأخرى، والعامل المشترك إن الشباب هم من يقومون على هذه الأعمال وهم من يصنعون النجاحات. هناك مشروع هام يتبناه إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح يتيح لكثير من الشباب تقديم عروض على مسارح البيت، وهناك عروض ننتظرها مثل جمهورية الطوب الأحمر للمخرج إسلام سعيد، ووسيد البلد للمخرج محمد مرسي، هناك حالة حراك جميلة أتابعها وأتمنى أن تحقق هذه العروض نجاحا كبيرا.
 - هل تعمل مسارح البيت الفني للمسرح وفقا لهويتها التي أنشئت على أساسها؟
لا تعليق، وكل ما أستطيع قوله هو أن هناك ورقة عمل يتبناها الأستاذ إسماعيل مختار وتفاصيلها لا أستطيع الحديث فيها، وأعتقد إذا نفذت هذه الورقة فستحل هذه الإشكالية
 - تحرص من خلال عروضك على تقديم الوجوه الشابة فما رأيك فيما تقدمة الفرق الحرة والهواة؟
تجارب لها الاحترام وبها الكثير من التميز ولكنني أود أن أهمس في أذنهم بضرورة صقل مواهبهم بالدراسة، ليس فقط على المستوى الأكاديمي ولكن على الموهوبين في الفرق الحرة تلقي ورش مختلفة لمفردات العمل المسرحي، كالورش التي تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، ومركز الإبداع، وحضور الندوات التطبيقية التي يقيمها المركز القومي، فنحن نحتاج ان نفهم بعضنا البعض وتكون هناك لغة للتواصل مع الأجيال ويجب أن تكون هناك فرصة للتدعيم وإتاحة الفرص.
 - ما رأيك في المهرجانات المسرحية التي تقام في مصر؟
نحتاج إلى تحديد الهدف المرجو من المهرجانات في البداية، وفهم هذه النقاط يؤدي إلى قيام مهرجانات تعود بفائدة على الحركة المسرحية.
-قدمت تجربة عاشقين ترابك في جزأين.. إلى أي مدى أثرت هذه التجربة فيك باعتبارك مخرجا؟
هذه التجربة قامت بتغيير أشياء كثيرة لدي باعتباري مخرجا، وزادت من وعيي كثيرا، فلأول مرة يكون هناك منتج ثقافي يذهب إلى جميع طبقات المجتمع، من رئيس الوزراء إلى المواطن العامل، وهنا تبرز فكرة العدالة الثقافية، وهي ورقة عمل أخلصت لها كثيرا ومثلت تحدى بالنسبة لى وبالفعل نجحت نجاحا كبيرا وتلقت تكريما من أعلى جهات في الدولة، فيما عدا وزارة الثقافة، وقد دعمها إسماعيل مختار رئيس البيت الفني للمسرح بورقة عمل فرقة مسرح المواجهة، وإدارة التجوال بالبيت الفني للمسرح ووافق عليها وزير الثقافة والأستاذ خالد جلال رئيس قطاع شؤون الإنتاج الثقافي، وهي الآن في الإدراج لدى المستشار القانوني للسيد الوزير ولدية بعض التحفظات عليها.


رنا رأفت