المسرحي الفلسطيني كامل الباشا: سيستمر حبي للمسرح وعملي فيه طالما أستطيع ذلك

المسرحي الفلسطيني كامل الباشا: سيستمر حبي للمسرح وعملي فيه طالما أستطيع ذلك

العدد 524 صدر بتاريخ 11سبتمبر2017

بعد فوزه بكأس «فولبي» لأحسن ممثل في مهرجان فينيسيا السينمائي:

المسرحي الفلسطيني كامل الباشا: سيستمر حبي للمسرح وعملي فيه طالما أستطيع ذلك

قبل أيام حصل المخرج المسرحي الفلسطيني المقدسي المخضرم كامل الباشا، على جائزة كأس فولبي لأحسن ممثل من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي الرابع والسبعين عن دوره في الفيلم اللبناني الفرنسي المشترك “القضية رقم 23” الذي عرض تحت عنوان The Insult. بعد حصوله على الجائزة قال لي: الجائزة فرحة غامرة وإحساس بمزيد من المسئولية وربما شهرة ستمكنني من تقديم المزيد.

علاقة الباشا بفن التمثيل بدأت قبل أكثر من 30 عاما عندما قام بدور في مسرحية “الحقيقة” عام 1984 في المسرح التجريبي بالقدس، إثر تخرجه من أكاديمية الفنون الجميلة، جامعة بغداد. واشتغل منذ ذلك التاريخ بالمسرح والسينما كاتبا ومترجما وممثلا ومخرجا، ثم أستاذا للمسرح، ومديرا فنيا للمسرح الوطني الفلسطيني/ الحكواتي – القدس بين 2008 - 2011، وأستاذا للدراما في كلية دار الكلمة – بيت لحم 2011. وشارك في الكثير من المهرجانات السينمائية والمسرحية، ,وحصل على الكثير من الجوائز من أهمها جائزة أفضل عمل مسرحي لمسرحية “قصص تحت الاحتلال” من مهرجاني القاهرة للمسرح التجريبي وقرطاج، وجائزة جمعية النقاد في فرنسا لأفضل عمل مسرحي ناطق بلغة أجنبية عن الموسم المسرحي 2011 - 2012 لمسرحية “أنتيجونا”. ويشغل حاليا منصب المدير الفني لمسرح قدس آرت منذ 2013.
شخصية كامل الباشا هي مزيج من الحماس والجهد الدؤوب، فنظرة خاطفة على سيرته الذاتية تكشف عن عدة أرقام دالة في حياته الفنية: فقد قام بإخراج 29 مسرحية، وقام بالتمثيل في 32 مسرحية، وكتب 17 نصا مسرحيا وحاز 12 جائزة من مهرجانات محلية وعربية ودولية وشارك في 9 مسلسلات وأفلام سينمائية، وترجم 8 نصوص.
عن بداياته في مجال التمثيل قال: بدأت التجربة أولا في النوادي والجمعيات النقابية منذ عام 1977، حيث كنت أشارك في أداء بعض المشاهد التوعوية وكنت حينها في مراحل المدرسة النهائية، سافرت بعدها لدراسة المسرح في بغداد ثم مررت بتجربة الاعتقال في فلسطين والمنع من السفر، ثم عدت لاحتراف المسرح منذ عام 1987 ممثلا أولا ثم كاتبا منذ عام 1990 ثم مخرجا منذ عام 1992، وكانت البداية الاحترافية عام 87 في مسرحية “الاستثناء والقاعدة” مع فرقة الحكواتي.
عن شخصية ياسر سلامة التي قام بأدائها في فيلم insult، قال كامل الباشا: ياسر سلامة لاجئ فلسطيني يعيش في لبنان اليوم ولكنه مر بالكثير من المحطات: حرب 1967، عمل في الخليج بعد حصوله على الماجستير في الهندسة، إلى آخر ذلك من التفاصيل. حال انتهائي من قراءة النص في المرة الأولى شرعت بمشاهدة ما توفر على الإنترنت من أفلام عن الفلسطيني اللاجئ في لبنان وعرّجت على أفلام ووثائق ترتبط بمسار حياة الشخصية، حللتها ودرستها وراقبت شهادة لاجئين تضمنتها هذه الوثائق والأفلام وخزنتها في ذاكرتي، ثم سعيت للتوفيق بين ما رأيت وقرأت وبين سيناريو الفيلم، وبناء عليه استخرجت ملامح للشخصية التي أود أن أؤديها، النظرات، الالتفاتات، طريقة المشي، أسلوب الكلام، الاختلاف في طريقة التصرف وفقا لمن يقابلها من شخصيات.. إلخ، من التفاصيل التي أعرفها وأمارسها في المسرح، حاولت أن أتقمصها في حياتي اليومية وفي التصوير، في بداية التصوير كان هناك بعض مبالغة اعتدنا عليها بوصفنا مسرحيين، ولكن المخرج كان واعيا بدرجة كبيرة وكلما كان يطغى الممثل المسرحي على الأداء كان المخرج يعيدني إلى الكاميرا وإلى الأسلوب الصحيح للأداء أمامها، أثناء التصوير لم أكن أفكر أو أخطط لما سأفعل كنت أعيش ياسر سلامة هنا والآن.
سألت الباشا عن الكيفية التي أثر بها المخرج في الممثل، وإلى أي مدى أفادته تجربته الإخراجية، فقال: الممثل أضاف للمخرج الكثير، ولكن أهم ما أضافه هو تسامحي مع هفوات الممثلين وإدراكي لصعوبة مهمتهم، وهذا ما سهّل أمامي الكثير من العقبات في إدارة الممثل وكسب احترامه وتوجيهه بما يخدم العمل الذي أخرجه، أما المخرج فقد أضاف للممثل سعة الصدر وضرورة التحير المسبق والاهتمام بالتفاصيل والشعور الغامر أنني جزء من كل ولا بد أن أتقن ما أقوم به ليكون الكل متقنا.
عن السينما وبريقها، قال الباشا: لا أتصور أن تأخذني السينما بعيدا عن المسرح ولا أريد ذلك. سيستمر حبي للمسرح وعملي فيه طالما أستطيع ذلك من الناحية الجسدية والذهنية إن شاء الله، فهو بيتي الأول والأخير.
سؤالي الأخير كان عن مدى الاختلاف الذي وجده بين المهرجانات السينمائية والمسرحية، فقال: الاختلاف كبير، السينما صناعة ضخمة ومهرجاناتها تعكس طموحات هذه الصناعة من دعاية وإشهار وبريستيج ضروري لها، أما مهرجانات المسرح فتميل إلى التواضع والتقليل قدر الإمكان من الاستعراضات اللافتة، وهذا خطأ كبير حسب تصوري فلا بد من تحول المسرح إلى صناعة والاهتمام بأدق تفاصيل مهرجاناتها لتلفت الأنظار كما مهرجانات السينما... ربما.


إبراهيم جلال

Ibrahim@gmeil.com