أخيراً في 2020 تم إيداع ملف رحلة العائلة المقدسة باليونسكو

أخيراً في 2020 تم إيداع ملف رحلة العائلة المقدسة باليونسكو

اخر تحديث في 4/12/2020 2:50:00 PM

 

فى عيد السعف عيد الشعانين أواخر أيام الصوم الكبير نَزُف لكم إحدي الأخبار المُبهجة حيث شاركت الهيئة العامة لقصور الثقافة فى إيداع ملف " الاحتفالات المرتبطة برحلة العائلة المقدسة" فى القائمة التمثيلية إحدي قوائم إتفاقية 2003 لليونسكو التي وقعتها مصر.

بدأت أولى إجراءات ترشيح العنصر للإدراج بالقائمة التمثيلية كرد فعل للاهتمام المجتمعي والحكومي العام برحلة العائلة المقدسة، ومن ثم تشكلت لجنة عليا عام 2018 لوضع ملف الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني من خلال قرار السيد وزير والآثار أنذاك.

 وفور صدور القرار تم عقد عدة ورش تدريبية نظمتها العلاقات الثق فية الخارجية بوزارة الثقافة لمجموعات متنوعة ذات صلة بالعنصر من ممثلين عن الجمعيات الأهلية ومراكز البحوث القبطية والباحثين في مجال التراث الثقافي غير المادي والطلاب والمهتمين بمشروع رحلة العائلة المقدسة.

وكان الهدف الرئيسي لهذه الورش هو تكوين فريق للعمل الميداني والتعريف باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي، واستعراض جميع ما يرتبط باحتفالات العائلة المقدسة، ثم تحديد العنصر وتعريفه، ثم البدء في جمع البيانات الخاصة بالعنصر وما يتعلق به من مواد مصورة وفيديو. وقدم هذه الورش الخبير المصري المعتمد من قبل اليونسكو مع مجموعة من المتخصصين، وقد تأسس على ذلك تكوين فريق عمل متكامل مثل مجموعات متنوعة بعدة قطاعات حكومية وغير حكومية، على النحو التالي:

  • وزارة الثقافة: أطلس المأثورات الشعبية (شاركت في عمليات الجمع الميداني، وإقامة الورش التدريبية، وإعداد الفيلم الوثائقي)- أكاديمية الفنون (المعهد العالي للفنون الشعبية- المعهد العالي للسينما).
  • وزارة الخارجية: إدارة المنظمات الدولية (تقديم الدعم حول إجراءات ترشيح الملف)
  • وزارة السياحة: هيئة التنمية السياحية (التواصل مع المؤسسات المرتبطة بمناطق انتشار العنصر)
  • الكنيسة القبطية (مراجعة البيانات وتسهيل عمليات جمع البيانات من المحتفلين)
  • الملتقى الفكري لإحياء مسار العائلة المقدسة (البيانات التراثية حول الملف)
  • مركز الدراسات القبطية الفرنسيسكاني (المصادر المرجعية واشتراك الباحثين في توثيق البيانات)
  • وزارة التعليم العالي: اللجنة الوطنية لليونسكو- جامعة حلوان (المساهمة في توثيق العنصر بقائمة الحصر الوطنية)
  • وزارة التنمية المحلية (تيسير عمليات جمع البيانات من المحافظات المرتبطة بالاحتفالات)
  • وزارة الآثار: إدارة التنمية الثقافية والوعي الأثري- الإدارة العامة لنظم المعلومات الجغرافية- قطاع المشروعات- مناطق الآثار بكل من: مصر القديمة- المنيا- الدلتا- الوجه البحري- أسيوط (اشتركت جميع هذه القطاعات في توفير البيانات التاريخية والجغرافية حول العنصر)

 واستمرت ورش العمل المكثفة على هذا النحو خلال عام 2018، ثم توسعت، ثم بدأت أولى عمليات جمع البيانات بعقد لقاءات بين فريق البحث الميداني والجماعات المرتبطة بالاحتفالات لمناقشة فكرة ترشيح العنصر على قائمتي الحصر والقائمة التمثيلية، والذين أبدوا حماسهم الشديد في المعاونة وتقديم المعلومات، وقاموا بالفعل بتقديم مقترحات ميدانية لصون العنصر منذ منتصف 2018 حتى قبيل تقديم العنصر للإدراج.

أثناء مراحل جمع البيانات تواصلت السيدات من فريق العمل بصورة فعالة مع السيدات المشاركات بالاحتفاليات، وقمن بتسجيل العديد من المظاهر التي شارك فيها النساء خاصة المشاهد التمثيلية التي تقوم فيها الفتيات بتمثيل مشهد العائلة المقدسة الشهير (تقوم فتاة بتمثيل دور السيدة مريم العذراء تمتطى حمارًا حاملة لفة بها الطفل (يسوع) ويسحب الحمار رجل ذو لحية بيضاء يقوم بدور(يوسف النجار) مُلتزمين بالمنظر فى الأيقونات الخاصة بالعائلة المقدسة).

عقدت اللجنة مع جميع الأطراف المعنية من هيئات وجماعات وأفراد عدة لقاءات خلال أشهر أكتوبر- نوفمبر- ديسمبر2019 لمراجعة مسودة ملف الترشيح. ثم عقدت اجتماعات أخرى خلال شهري يناير- فبراير 2020 للاطلاع على الملف في صورته النهائية ومراجعة الوثائق المطلوبة، حتى اكتمل الملف على هذا النحو.

 

العنصر تم إدراجه مؤخرًا بقائمة الحصر الوطنية، في ديسمبر 2019، وقد تم تحديث بعض البيانات به خلال العمل بملف الترشيح مرة واحدة، وذلك في فبراير 2020، حيث استغرقت عمليات الجمع الميداني للعنصر ومشاركة الجماعات عام كامل قبل إدراج العنصر بقائمة الحصر، وسوف يتم تحديث العنصر بصفة دورية كل عامين على الأقل.

 

الموقع الجغرافى

ارتبط الموقع الجغرافي بالاحتفالات بكثير من الأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة بمصر ذهابًا أو عودة قادمة من بيت لحم، حيث بدأت رحلتها بمنطقة رفح شرق العريش مرورًا بمنطقة الفرما بشبه جزيرة سيناء، ثم انتقلت إلى منطقة شرق الدلتا والدلتا في مناطق: تل بسطا، بلبيس (الشرقية)- سمنود (الغربية)- سخا (كفر الشيخ)، ثم انتقلت إلى الصحراء الغربية عند منطقة وادي النطرون (البحيرة). ثم وصلت العائلة إلى القاهرة الكبرى عند مناطق: المطرية- مسطرد- حارة زويلة- مصر القديمة (حصن بابليون)- منف (ميت رهينة)- المعادى. ومنها اتجهت العائلة المقدسة إلى منطقة مصر الوسطى: محافظة المنيا (جبل الطير- الأشمونين- كوم ماريا "قرية دير أبو حنس")، ثم محافظة أسيوط (جبل قسقام "الدير المحرق"- مير- جبل درنكة) ثم عادت العائلة في رحلة العودة إلى موطنها، وقد ارتبطت بعض هذه الأماكن بوجود مغارات وآبار مياة وأشجار وأحجار، وقد تأسس في بعضها كنائس وأديرة احتضنت الاحتفالات المرتبطة بالعائلة المقدسة حتى الآن.

 

قصة هروب العائلة المقدسة

يرتبط هذا العنصر بقصة هروب العائلة المقدسة (السيد المسيح- العذراء مريم- يوسف النجار) إلى مصر، ثم العودة إلى موطنها. والأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة في أرض مصر تمثل حتى الآن تراثًا ثقافيًا وحضاريًا واجتماعيًا مهمًا يُقام فيها احتفالات شعبية بمشاركة جميع فئات الشعب، حيث تأسس في أغلب الأماكن التي مرت بها العائلة المقدسة (كنيسة أو دير أو بئر ماء) يمارس حولها تلك الاحتفالات التي تتمثل في احتفالين أساسيين، الأول: احتفالات ذكرى قدوم العائلة المقدسة الذي يقام في أماكن رحلة العائلة المقدسة كما سبقت الإشارة، وتقام في شهر يونيو (شهر بشنس حسب التقويم القبطي)، كما تُقام الاحتفالات نفسها بمنطقة كوم ماريا فقط خلال شهر فبراير (شهر طوبة/ أمشير حسب التقويم القبطي). الثاني: احتفالات مولد السيدة العذراء (عيد العذراء) في شهر أغسطس (شهر مسرى بالتقويم القبطي). يعكس العنصر الهوية الثقافية المصرية من خلال بعض الطقوس المرتبطة بالعادات والمعتقدات الشعبية، كالنذور وتعميد الأطفال وإقامة زفة شعبية لللأطفال الذين تم تعميدهم، حيث يُرمى عليهم الحلوى مصحوبة بزغاريد النساء. هناك أيضًا ما يعرف بـ "زفة الأيقونات" عبارة عن موكب يشارك فيه جموع المحتفلين يتقدمهم رجال الدين المسيحي بملابسهم المميزة وهم يحملون الشموع والمجامر "المباخر" والصلبان والرايات، والأيقونات المزينة بالورود والمرتبطة بالمناسبة، حيث يرددون بعض الألحان والتراتيل. كما يشمل العنصر الكثير من فنون الغناء الشعبي والتراتيل والمدائح التي يصحبها إيقاع الدفوف، والمهارات المرتبطة ببعض الحرف والفنون كالوشم، ورسم الأيقونات الخاصة بالعائلة المقدسة، واللعب بالعصا، والأكلات الشعبية. كما يتم محاكاة هيئة العائلة المقدسة في رحلتها إلى مصر- من قبل المحتفلين- حيث كانت تمتطي العذراء مريم والطفل يسوع حمارًا صغيرًا يجره يوسف النجار. ويتداول أثناء الاحتفال الكثير من الروايات الشعبية المتداولة عن الرحلة بين المحتفلين.  وقد تناقل هذا العنصر على هذا النحو من جيل إلى جيل يتم التجديد فيه كل عام من حيث المظهر العام والاستعدادات، ويقوم المحتفلون بجميع هذه الطقوس بدافع قوي من الاحتفاء بهويتهم الثقافية التي يفتخرون باستمراريتها حتى الآن، بل أنهم يعيدون إنتاج تراثهم ويحكون عنه بتنويعات أدائية تعكس اعتزازهم بهذا التراث خاصة عندما ينقلونه إلى جيل الأبناء من خلال هذا الشكل الاحتفالي. ويعد هذا العنصر من العناصر التي تتسق مع المواثيق الدولية، بل أن هذه الاحتفالات مرتبطة بشكل مباشر بمشاريع التنمية المستدامة.

 


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @