كورونا Covid 19 .. تُحيى وربما تَقتُل

كورونا Covid 19  .. تُحيى وربما تَقتُل

اخر تحديث في 4/12/2020 1:28:00 AM

 

 

 

كورونا Covid19 تُحيى وربما تَقتُل.. ليس المفهوم كما يُفترض أن يُفهم وإنما ما وراء القصد، المضرات والمنافع، جميعنا يعلم ما هى المضرات وطُرق الوقاية أو بالمعني الأقرب طرق النجاة؛ حيث تقوم وسائل الإعلام وأجهزة الدولة بالحملات والتوعية المناسبة فضلاً عن السوشيال ميديا وما تحويه من طرائق مختلفة للوقاية و(العلاج!) والأخبار والتسجيلات والصور والفيديو حول العالم.

كورونا تُحيى:

يتصور البعض أن كورونا قضت على التجمعات وال(قعدة الحلوة) وجنت على روح المرح والتنزه وغيرها من العادات التى كانت تتعلق باستهلاك المجتمع لمقدراته وموارده ووقته فى الملاهى والمقاهى والمولات والزيارات المختلفة والسلع الاستهلاكية.

علمتنا كورنا Covid19:

- فُرض علي الشعب المصرى حظر التجول طوال أيام الأسبوع من الساعة السابعة ثُم الثامنة مساءً حتى السادسة صباحًا، ليكون بداية نشاط الإنسان وهجوعة عند طلوع الشمس وحتى  المغيب أو بعده بقليل.. أليس هذا بإحياء؟

- تم تحجيم عدد ساعات العمل فى المحال التجارية والشركات الخاصة فى خلال الساعات التى يُسمح فيها بالتجول.. أليس هذا بإحياء للإنسانية؟

- قل الإسراف الناتج عن الخوف من الغد وضيق مصادر الرزق على الجميع وبالتالى قل التبذير على شراء السلع الإستفزازية وحتى بعض السلع الأساسية.. أليس هذا بإحياء؟

- فُرض على الأسرة لم الشمل وظهور قيم جديدة، طالما كانت غائبة، وهي قُرب الكبير من الصغير والأب من أبناءه ..أليس هذا بإحياء؟

- أُغلقت المقاهى والحانات وعاد مرتادوها إلى مساكنهم وأسرهم وأبنائهم ..أليس هذا بإحياء؟

 

ما سبق إنما هو على سبيل العادات المجتمعية التى قد تُفرض فى المُستقبل القريب إذا استحسنتها الجماعة الشعبية؛ فنعلم جيدًا أن من شروط العادة أن تكون وليدة الظرف أو يتفق عليها جماعة من الناس لتُصبح نهجًا أو طريق يسلكه الجميع. ليس النفع فى هذا النطاق وحسب وإنما  فعلت كورنا Covid19 فى البيئة (مَعروفًا) فقد إستعادت البيئة نشاطها وحيويتها..

 

ماذا فعلت كورنا Covid19 فى البيئة:

كما تعودنا فى دراسة البيئة بأبعادها الثلاث اليابسة والمسطحات المائية والمُناخ.. هذه هى الابعاد التى تهُمنا، فقد قلص (كورنا Covid19) من النشاط الإنسانى بقدر كبير قد يصل إلى 80% وهذا لو رصدنا مجالًا واحدًا من المجالات المؤثرة فى الإقتصاد كقطاع السياحة: نرى مدي التأثير على البيئة فقط وسائل النقل والمواصلات وتأثيرها على البيئة بابعادها الثلاث فالسياحة البحرية والنيلية ومَسير البواخر والمراكب والكروزات، من صرف فى الماء وعادم فى الهواء وإستهلاك مقدرات البيئة بشكل يومي كل هذا توقف؛ لينعكس على الأحياء المائية وإزدهارها بشكل ملحوظ ونقاء المياه، كذلك وسائل النقل الجماعية والخاصة كالأتوبيسات والسيارات والتى تُطلق عادمها فى وجه البيئة بشكل يومي ودائم فى الليل والنهار؛ ليتوقف كل هذا وتطل علينا البيئة والهواء النقى بوجهٍ أصبح وجميل، من خلال دراسة الأنماط السياحية وطبيعتها التى تعتمد على غزو الأنسان لها والتعدي على خصوصيتها بدعوي التمتع، ظَنًا منه أنها ملكٌ له ولكن ثبت العكس أن الإنسان ضمن المُقومات البيئية والذى قد يُصبح أحد عناصرها الطبيعية والعضوية التى تدخل فى السلسلة الغذائية.

 

يدعونا كورونا Covid19:

يدعونا كورنا Covid19 بإعادة النظر فى طريقة العيش وتناول الطبيعة بدلًا أن تتناولنا هى، يدعونا كورنا Covid19 أيضًا إلى التراحم والوعي بقيمة الحياة والصحة والمال والولد، يدعونا كورنا Covid19 إلى النظر إلى الأولويات وتطويع مُقدراتنا فى العيش بحكمة، يدعونا كورنا Covid19 إلى الوعى بقيمة الدول المُتحضرة (صاحبة الحضارة) وطريقة تعامُلها مع الأزمات كأزمتنا الراهنة.

 

وأخيرًا شكرًا كورونا فقد أحييتي فينا ما أمتناه.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @