الختان فى الأديان السماوية وسبق مصريته التى تعود  لـ4500 عام

الختان فى الأديان السماوية وسبق مصريته التى تعود  لـ4500 عام

اخر تحديث في 3/19/2020 9:59:00 PM

الختان فى الحضارة.. الثقافة.. الأديان

 

ختان الذكور عادة مصرية تعود  ل4500 عام تقريبًا .. تسكن بيوتنا بل أجسادنا. مَن يعلم أن حضارتنا المصرية القديمة وليس ثقافتنا فحسب تزخر بالعديد من العادات القديمة التى تمتد إلى حاضرنا وتسكن بيوتنا بل أجسادنا؟ إننا نتحدث عن عادةٍ شعبية قديمة، أكدت عليها الأديان السماوية ومن قبلها أكدت عليها الحضارة المصرية القديمة من خلال النقوش الجدارية، التى تعني أن للحضارة المصرية القديمة السبق فى ممارسة تلك العادة، وهى ختان الذكور من سن العاشرة، حيث كان الاعتقاد السائد أن الختان من ثوابت الطهارة والنظافة.

من الألفاظ الشائعة فى اللغة العربية: (الختان، الختن، الخفاض،  الخفض، الإعذار) كما أن هناك ألفاظ من قبيل الثقافة الشعبية أهمها: (الطهارة، التطهير، القطع)..

الختان فى الثقافة الشعبية:

تُحتم علينا ثقافتنا الحالية والتى تتأثر بالأديان السماوية ضرورة تختين الأطفال الذكور، فيُستحب تختين الأطفال حديثى الولادة فى الاسابيع الأولى؛ لكي لا يشعر بالألم الشديد عند الالتئام، لذلك لا يُستحب التأخر فى عملية الختان وهذا لآثاره السلبية على الفرد لأن الختان طهارة ونظافة وهو من أُسس الصحة والنظافة الشخصية، وهذا كما قال أحد الإخباريين، أن إزالة الجلد الأسفل الذي يغطى الحشفة وتخييطها بشكل مثلث يؤدي إلى تحاشى تراكم (النجاسة).

الختان فى الطب:

كما أن وِجهة النظر طبية تحتم على الجميع من الذكور الختان فإن الختان يمنع تراكم مادة غُدية المنشأ، جُبنية القوام، كريهة الرائحة، تُشعر صاحبها بضيق وشعور دائم غير مُستقر، وهذا لتراكم البكتيريا والإفرازات الغُدية بين الجلد والحشفة.

الختان فى التاريخ المصرى القديم:

توثق جدارية بمقبرة الطيب "عنخ ماحور" لختان الذكور، وهو أحد وزراء الدولة القديمة، فقد كان وزيرًا ومشرفًا على البيت العظيم (قصر الملك) وطبيبًا وكاهنًا فى عهد الملك تيتى من الأسرة السادسة منذ 2400ق.م، يصف المنظر فى

رسمين مُتقابلين لتمثيل عملية الختان فى المنظر على يساره يقف الشاب يضع يده على رأس الطبيب ويد أُخرى على أسفل خصره ويقوم الطبيب بختانه، فى الجانب الأيسر من المنظر يقف الطبيب على ركبته والمُختن أمامه وخلف المُختن رجلاً يمسك بيديه أمام وجهه، وفى المنظرين يقبض الطبيب على النصل ويقوم بعملية الطهارة.

الختان فى الأديان السماوية:

الختان فى الشريعة التوراتية:

نص فى(سفر اللاويين_ 1،2)

كما فى سفر التكوين (11،17)

ذكر الدكتور عبدالوهاب المسيرى بموسوعته (اليهود واليهودية والصهيونية) فى شأن الختان وإختص ختان الأطفال لأنه المقصد والبداية: حيث يُختن الطفل إبن سبعة أيام حتي لو وقع اليوم السابع وصادف السبت أو عيد الغفران، أكثر الأيام المقدسة، كما ذكر الدكتور سعود خلف فى كتابه (دراسات فى الأديان اليهودية والنصرانية) أن الله تعالى قال لسيدنا إبراهيم عليه السلام فى سفر التكوين (17،11) {يُختن منكم كُل ذكر فتُختنون فى لحم غرلتكم فيكون علامة عهد بيني وبينكم.. وأما الذكر الأغلف الذى لا يختن فى لحن غرلته فتقطع تلك النفس من شُعبها إنه قد نكث عهدى}.

الختان فى الشريعة المسيحية:

لم يعُد الختان فريضة على مؤمني العهد الجديد ويوضح هذا أعمال الرُسل (غلاطية، كورنثوس، كولوسى، فيلبي) وتوضح مقاطع العهد الجديد فى أعمال الرُسل: أن الخلاص من الخطايا هو نتيجة الإيمان بالمسيح، فإن عمل المسيح التام على الصليب هو المُخلص وليس مُمارسة أو عادة أو طقس ظاهرى.

الختان فى الشريعة الإسلامية:

لقد أكدت دار الإفتاء المصرية بالفتوى المنشورة على موقع دار الإفتاء المصرية بتاريخ 2-6-2016 أن الختان يحدث من قبيل الدين و العادات والتقاليد الموروثة وليس الشعائر الدينية فقط، فكما نعلم هناك إختلاف جوهرى بين (الشعيرة والعادة) فالشعيرة هى من الأوامر والنواهي التى مرجعيتها القرآن والسنة، وهي غير قابلة للتجديد والإبداع الشعبى، نظرًا لمرجعيتها بآيات قطعية الثبوت أو أحاديث صحيحة ذات أسانيد.. ولم ترد فى القرآن الكريم آيات فتشير إلى الضرورة والحتمية سوى آية كريمة تُشير إلى شمولية الأمر فى أحكام متعددة {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (123)} (سورة النحل)، كما قال بن قُدامة في حديثٍ {فأما الختان فواجب على الرجال، ومكرمةٍ فى حق النساء وليس واجبٌ عليهن} هذا يُشير إلى مُعالجة الإسلام لثقافة الجاهلية بالمنع ولكن بدرجات الجواز فى عدم الوجوب، كما نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أم حبيبة المُختنة (أن لا تُنهكن أى لا تبالغ فى الخفاض) مع جواز تركه.

وعودة إلى رأى دار الإفتاء بعدم جواز ختان الإناث إلى فى الحالات الضرورية التى تحتاج إلى تحسين المنظر والوظيفة والتى بالضرورة لا تتعارض مع السنة فى جواز ختان المرأة بعدم المُبالغة فى الخفض أو جواز تركه.

الختان كعادة تؤثر فيها الأبعاد الثقافية:

فالعادات تحتكم للقيم المجتمعية الموروثة كما أنها قابلة للتجديد وتؤثر فيها عوامل الهجرة والإزاحة، مثل البعد (المكاني، والزماني، والنفسي) فلكل منطقة أو محافظة أو إقليم عادات تختلف أو مستنسخة مع إضفاء بعض الإبداع والتجديد الشعبى وهذا ما يُعد من التفرد والتجديد والتنوع الثقافى على نفس ذات العنصر، فإذا نظرنا بعين التاريخ بإمعان لوجدنا أنه، أصل الختان فى العالم كعادة أصيلة مُستلهمة من الحضارة المصرية القديمة والتى أوصت فقط بختان الذكور، أما ختان الإناث فلا، ومن الضروري البحث والتدقيق

تاريخ ختان الإناث:

تجرى عمليات ختان الإناث على اعتبار عادات قديمة موروثة دخيلة على المجتمع المصرى والتى تأصلت فى الثقافة المصرية عن طريق الهجرات والثقافات الدخيلة التى بدأت من عصر الهكسوس بين الأسرات 14و17 كذلك الغزو النوبى فى عهد الأسرة ال25 وغيرها من المؤثرات التى تمتد إلى الجذور الإفريقية، كما يُعتقد أن عملية ختان الإناث بنزع البظر كجزء من طقوس وعادات موروثة تؤدي إلى تهدئة المرأة شهوانيًا وأن هذا يحول بين إحتكاك إحدي أعضاءها بملابسها فلا تُستثار، وغيرها من الأقاويل فى هذا الصدد.

الجدير بالذكر كخلاصة أن الختان الحكم فيه الثقافة: فالثقافة فى حقيقة الأمر تسبق الحضارات والأديان لأن الثقافة بمثابة أنماط وأساليب للعيش تفرضه إحتياجاته والحتمية البيئية بما لها من عوامل أساسية تُعد فى جوهرها المُحرك الأساسى فى تشكيل ثقافة البشر، وهى المُؤثر الأساسي فى حياة الأفراد وهذا الرأى ناتج عن إحتكاكنا المباشر بالجماعة الشعبية، فالجانب الديني له دورٌ ولكن ليس محورى، فليس القائم بعمل الطهارة أو الختان شيخ!  ففى السابق كان المزين وأصبح التمارجي وعندما أشتدت الرقابة أصبح مسؤلية الطبيب لتقليل عوامل الخطر واستخدام مُعدات مُعقمة ونظيفة حتى لا يتعرض الأطفال أو الكبار للعدوى أو النزيف.

ننصح الجميع بإتباع الأسس والأساليب الأمنة عند ختان الأطفال وتجنب ختان الإناث لما له من مضرة نفسية وسلبية على نفس البنت، فهناك حالات نادرة جدًا للإناث يقرها الأطباء فى سن البلوغ لضرورة الخفض لتحسين الشكل والوظيفة.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @