ختام ورشة الكتابة المسرحية والدراماتورج

ختام ورشة الكتابة المسرحية والدراماتورج

اخر تحديث في 2/8/2020 8:38:00 PM

شيماء الطويل

اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة ورشة "الكتابة المسرحية والدراماتورج" والتي استمرت لمدة 5 أيام بمكتبة البحر الأعظم بالجيزة، والتى بمشاركة الناقد المسرحي د. ياسر علام، الكاتب محمود جمال الحديني، الفنان أحمد مختار، والمخرج شاذلي فرح.

قال د. ياسر علام فى محور "الكتابة بين الإلهام والمواد الخام" أن هذه الورشة تعمل على معرفة طبيعة احتياجات المتدربين كخطوة لتطوير وخلق جيل جديد من كتاب المسرح، فهناك بعض من الكتاب يأخذ التاريخ كمادة مقدسة لا تخضع للإضافة أو الحذف، ولكن على الكاتب أن يأخذها كوسيلة للإبداع، كما طرح فكرة كيفية استخدام المادة الخام من التراث العربي في تكوين عمل مسرحي، فعلى سبيل المثال عرفنا قصة عنترة بن شداد من خلال كتاب الأغاني للأصفهاني - فلم يكن علم التاريخ قد ظهر بعد – كما أن الكتاب عبارة عن مجموعة من الحكايات مكتوبة بالشعر الملحمي، الغنائي، والدرامي، قبل نشأة الرواية تستلهم من الأسطورة وتسلم للتاريخ.

أما الملاحم مثل "كاهنة البربر" اعتمد فيها المؤلف على فكرة الحلم، فلابد من مراعاة التكوين النفسي للشخصيات في الكتابة بشكل عام، والأخذ فى الحسبان نظرية التحليل النفسي عند فرويد التي تتكون من ثلاثة عناصر الهو، الأنا، الأنا الأعلى، وتعرض المتدربين للنصوص المسرحية التى لها علاقة بالتاريخ والتراث كمواد خام تستلهم الكاتب عند كتابة النص المسرحى.

وفي محور "الكتابة بين تصعيد حدث وبناء شخصية، أوضح علام أشكال وأدوات تساعد الكاتب في توصيل الهدف من تقديم المشهد الدرامى، فعند بناء الأحداث على زمان  تسمى "حدوتة"، ولوعلى أسلوب معمارى هندسى تسمى الحبكة، مؤكدا على ضرورة بناء الشخصيات بشكل علمي مع مراعاة الجوانب الفسيولوجية والنفسية والاجتماعية عند كتابتها، وأن الفن ليس إبداعا فقط ولكنه أيضا صنعة لها أصولها ومصادرها من خلال تراكم المعارف والمخزون الحياتي للمبدع، وأن الاستلهام من الإبداع السابق للمسرح فى التأليف يشترط فيه ذكر صاحبه.

وأوضح الناقد محمود جمال الحديني أن فكرة الإيقاع في العرض المسرحي من العناصر الهامة بجانب الحوار، الدهشة، طريقة الكتابة، اللغة وتقنية الحوار، والذوق الشخصي التي تستدعي فكرة اختيار قراءة نص عن آخر. وفلابد للكاتب أن يكون لديه إسهاب في كتابة كل مشهد، لأن المشهد الواحد يعتمد على صورة وفكرة وحوار.

وأكد على ضرورة قراءة مسرحيات متنوعة لكتاب المسارح الأجنبية، مع قراءة كل مسرحية أكثر من مرة لأن في كل مرة يتم اكتشاف معانى وأفكار جديدة ومختلفة، فقراءة النص المسرحى قبل مشاهدة المسرحية ، يؤدى إلى معرفة الفرق بين كتابة النص والتطبيق على خشبة المسرح.

 كما ناقش فكرة تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي  أو عرض مسرحى، فالفيلم يحتاج إلى حركة كاميرا، مونتاج، مكساج، وطريقة وشكل مختلف من الكتابة، ويحمل تفاصيل دقيقة للشخصيات، أما المسرح فيركز على حركة الممثل وأدائه، وديكور أقل، وطريقة كتابته مختلفة شكلاً ومضمونا عن السينما.

وقد أوضح الفنان أحمد مختار مفهوم الدراما والفرق بين الحوار اليومى والحوار الدرامى، ولايجب كتابة المشهد على وتيرة واحدة، فلابد من التنوع حتى لا يصاب المشاهد بالملل. كما استعرض عناصر العرض المسرحى وهى النص، الإخراج، الملابس، السينوغرافيا، الموسيقى، الممثلين، الإكسسوارات، الديكور، الملابس، موضحاً خصائص كل عنصر مع كيفية تطويعه في العمل المسرحي، وعند تحويل الرواية إلى مسرح ضرورة إخضاع الرواية لقواعد المسرح واستخدم لغة السرد المسرحى مع تدفيق الأحداث والبعد عن الغموض.

ثم تطرق إلي التجارب المسرحية في مصر والتي تواكبت مع الحركات المسرحية في العالم مثل: تجربة مسرح الشارع التي تبناها حزب التجمع، "مسرح الجرن أو الفلاحين وتبناها المخرج أحمد إسماعيل، وسبقهم أشكال وفنون الفرجة المسرحية التي تبناها الكاتبين محمود دياب ويوسف أدريس، ثم ظهور المسرح التجريبي عام 1989 الذى تبناه وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني.

كما أشار إلى عناصر تكوين الشخصية كونها العوامل الذاتية كالدوافع، التجارب الشخصية، مع العوامل الموضوعية كالبيئة الخارجية المحيطة بالشخصية والأسرة، فلكل شخصية ثلاثة أبعاد وهي الحالة النفسية والاجتماعية مع البعد الشكلي.

أما المخرج شاذلى فرح فأوضح الفرق بين الحوار الدرامى والحوار اليومى، حيث يتميز الحوار الدرامى بأن له إيقاع، ثم تناول بالشرح تجربته الشخصية مع الدراماتورج، موضحاً كيفية تحويل نص عالمى إلى نص محلي من خلال مراعاة الطبيعة الجغرافية والبيئية للمكان حتى يتم رسم الشخصيات بطريقة سليمة تتماشى مع البيئة.

 وقال أن الكتابة للمسرح هى مرحلة نضج للكاتب بينما الكتابة للتلفزيون فهي مهنة "صنايعي شاطر" يستطيع كتابة ٤٥ حلقة، مشيرًا إلى أن معظم كتاب الدراما التلفزيونية هم في الأصل كتاب مسرح كالراحل سعد الدين وهبة، مطالبا كل مخرج مسرحى بدراسة علم النفس سيساعده على فهم سيكولوجية شخصيات العمل المسرحي، كما يجب على المخرج المسرحى أن يكون ممثلا حتى يستطيع توجيه أداء شخصياته المسرحية.

وقد شاهد المتدربون خلال أيام الورشة عروض (البخيل لموليير بمسرح أوبرا ملك - "أفراح القبة" تأليف نجيب محفوظ، إعداد وإخراج يوسف المنصور-"قواعد العشق الأربعون" بمسرح السلام) كحالات للتدريب الواقعي على محاور الورشة.

قال محمد جمال الدين –أحد المتدربين- كاتب وممثل ومخرج من أسيوط، أن الورشة على المستوى الشخصي خلقت حالة من التقارب بين المتدربين وبعضهم، وساهمت فى التعرف على ثقافات مختلفة، أما على المستوى الفني فقد تناولت المسرح منذ بداياته حتى هذه اللحظة، وأوضح إبراهيم محمد من الإسماعيلية وجدت خلال الورشة تجارب مختلفة تعلمت فيها الكتابة لمسرح الطفل المختلفة تماما عن مسرح الكبار، وما هو الفرق بين الإعداد والدراماتورج وكيف أحمي نصي من أن ينسبه آخر لنفسه والأروع مشاهدة تلك العروض المشهورة لمعرفة عوامل نجاحها.

 وأضافت مي عمر من أسيوط أنها تعلمت  فى الورشة كيفية التفاعل والتعامل مع فريق عمل جديد، وكذلك مسرحة الرواية بشكل احترافي، وهو ما سيساعدها في تطوير نفسي.

أما محمود فيشر من الإسكندرية فقال أنا في الأصل مخرج والآن أصبح لدي وعي بالنص المسرحي وحلول للنص عندما أريد عمل دراماتورج لفكرة معينة بداخلي.

وتعد هذه الورشة المرحلة الأولى وسوف يعقبها مراحل أخرى، فهي بمثابة كشاف يلقي الضوء علي الكتاب الموهوبين لاكتشافهم، وسيتم عمل برنامج أكاديمي متخصص لهم بهدف الاستعانة بنتاج أعمال ونصوص المتدربين في المواسم المسرحية القادمة.

يذكر أنه أعلن عن الورشة فى أكتوبر الماضي، تضمنت شروطها أن يكون المتقدم لها من أعضاء الفرق المسرحية ونوادي المسرح بمواقع قصور الثقافة وممن لديهم تجارب سابقة في الكتابة في فرق الهواه والمسرح الجامعي، تقدم لها ٨٠ فنان وتم اختيار 30 منهم للمشاركة بها.

 

شاهد بالصور


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @