بِس مش مسخرة وبس!

 بِس مش مسخرة وبس!

اخر تحديث في 1/19/2020 8:24:00 PM

في فيلم "عريس من جهة أمنية" قال خطاب النجاري –عادل إمام- لإحدى السائحات فى بازاره السياحي معرفًا أحد التماثيل بأنه تمثال بس إله المسخرة عند الفراعنة، وأصبحت هذه الجملة مثارا للسخرية حتى يومنا هذا، فبس عند رواد مواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر وغيرها هو إله المسخرة، فمن هو هذا البس.
هو معبود مصري قديم على شكل قزم له وجه كبير ملتح، يمسك فى يديه سكاكين أو سيفين، له ملامح مرعبة ومضحكة فى نفس الوقت. وقد ارتبط بحماية السيدات أثناء الولادة وكذلك حماية الموتى والى جانب دوره كمعبود للموسيقى والمرح والرقص والغناء. 

 

دوره كحام للسيدات والأطفال

 


ينتشر كثيرا بين عدد كبير من السيدات الحوامل أنهن فى حاجة إلى الحماية كونهن في خطر، وتختلف وسيلة الحماية من فئة إلى أخرى، فمنهن من يضعن أحجبة تحت وسائدهن أو فى ملابسهن، وأخريات يبتهلن إلى الله أو يدعون أولياء ليسهلوا عليهن الولادة، ويعتقدون أيضا أنهن يحطن بالملائكة، وهذا كله تحوير عما اعتقده المصريون القدماء، وكان لبس الدور الأكبر فى ذلك. 
فمن تكون على وشك الولادة، وشعرت بآلام المخاض تضع تماثيل بس في أرجاء غرفة الولادة لحمايتها وطفلها من الأرواح الشريرة، والثعابين والحشرات المؤذية. 
كما كن يضعن تحت وسائدهن سكاكين بس وقد نقش على أحدهها (اقطع رأس العدو الذكر، واقطع رأس العدو الأنثى اللذان يدخلان على الأطفال الذين ولدتهم "فلانة"). 

 

حمايته للنائمين

 


يضع فى بعض الأحيان فى وقتنا هذا بعض الذين يعانون من الكوابيس أو الأحلام المزعجة سكاكين تحت وسائدهم، لطرد هذه الأحلام، وهو ما كان يفعله المصريون القدماء، حيث كانوا يضعون تميمة بس أو سكاكينه تحت وسائدهم لطرد هذه الأحلام. 


دوره فى حماية الموتى

 


نسمع كثيرا من المنقبين غير الشرعيين، أنه خلال تنقيبهم عن الكنوز يظهر لهم مارد يشهر سيفين فى وجههم، فيتركوا التنقيب ويهربون. 
الذي يقولوه ما هو إلا حكاية من دور بس فى حماية الموتى، فهو كان يشهر سيفه ليحمى الموتى من الأرواح الشريرة. 

 

ارتباطه بالمرح والموسيقى

 


ظهر بس فى العديد من صوره ممسكا بآلة موسيقى "الدف، الطبل، القيثارة، الناي المزدوج" إلى جانب تصوير فى حالات الرقص والغناء. 
وقد ارتبط بها لدوره فى أسطورة هلاك البشرية، حيث ذهب برفقة جحوتي وأنوريس لتهدئة حتحور-سخمت، فرقص بس بحركات مضحكة، واستخدام السيستروم (الشخشيخة) لتهدئتها، أما عن ارتباطه بالنبيذ، فإن جحوتي قدمه لحتحور- تفنوت- مخلوطا بتعاويذ سحرية، فشربتها وهدأت. وظهر بس يشرب من الجعة أو النبيذ من إناء كبير مستخدما ماصة "شاليمو"، ولأنه ربا للمرح فليس من المنطقي أن يكون شربه للنبيذ للتهدئة، وإنما لارتباطه بالبعث لأنه حامي الميلاد.
وعلى الرغم من أدواره المتعددة إلا أن الناس يعرفونه ربا للمسخرة.


محمد إمام

محمد إمام

راسل المحرر @