اليوم العالمي للمرأة والحياة 

اليوم العالمي للمرأة والحياة 

اخر تحديث في 3/23/2019 3:48:00 AM

محمد إبراهيم 

اليوم العالمى للمرأة والتسمية الحقيقية التى يجب أن تطلق على مثل هذا اليوم "اليوم العالمى للحياة" أينما وُجدت المرأة وُجدت الحياة والمحبة والرعاية، عندما نسرد قصة لا يخلو منها سيرة المرأة، فهى أحيانًا السبب فى كل شيء، هى الوعاء والمنبت والمنأى عن الأذى، هى الثقافة "المؤنثة لغويًا ومعنويًا"؛ بالفعل المرأة هى الثقافة هى المُجسد الحقيقى فى كل عناصر الثقافة.. هى ليست الجزء وإنما الكُل، هى العنصر المؤثر فى دوام الثقافة والحافظة للمأثور القابع فى فكرها وتصرفاتها هى الوريث والمُورث الفعلى بل هى حرفيًا المسئول.
 
يرجع تاريخ اليوم العالمى للمرأة لعام 1856م عندما شهدت مدينة نيويورك خروج آلاف العاملات للتنديد بالظروف اللا إنسانية اللائي كن يعملن فيها ونجحت مسيرتهن فى طرح المشكلة للرأى العام رغم مقاومة السلطات لهن ومحاولة تفريقهن، وبرز هذا اليوم ليكون القضية المُلحة فى كل عام، كذلك تكرر هذا المشهد "التمرد والتظاهر" عام 1908، اليوم العالمى للمرأة يصادف يوم 8 من مارس من كل عام، بدأ الاحتفال باليوم العالمى للمرأة فعليًا 8 مارس عام 1909 بالولايات المُتحدة الأمريكية وكان يعرف باليوم القومى للمرأة، تذكيرًا باضطهاد النساء العاملات فى قطاع النسيج حيث تظاهرن تنديدًا بالاستبداد وفرض ظروف العمل القاسية. 
يتجسد دور المرأة بشكل كبير فى "عادات دورة الحياة"، نرى أن مُعظم القائمين بالسرد للفنون القولية من العنصر النسائى، فهى صاحبة الأمثال الشعبية والتجويد فيها وتطويع الظروف والحاجات فى أقوال من شأنها المُحاكاة، بنوع من الفلسفة فى تطويع حكمتها وإنشاء كلمات ربما هي جودتها أو ألفتها أو توارثتها، هى صاحبة التراث من الأغانى الشعبية التى يتغنين بها فى مجالسهن في الفرح والطهور والولادة وغيرها، هى التى تحمل الهموم فى وهنٍ وضعف ليَنبتُ منها حياةٌ جديدة، هى التى تُشيع الكبير والصغير والشاب والبُنية والأم والأخت.

بيرم التونسى والمرأة 
من بين الكثيرين مما كتبوا عن المرأة يبرز لنا بيرم التونسى مُناصرًا للمرأة المصرية بشكلها وثقافتها وأزيائها ولونها ولغتها، مُجسدًا ذلك فى أن ميت ألف رجل لا يساوى ضافر صباع واحده من الستات فيقول:
ميت ألف راجل بما فيهم من الشنبات
ما يجوش فى ضافر صباع واحده من الستات
مهوش عجب كل يوم تتقلب البورصات
سعر النهارده الأراضى تنقلب سماوات

عندما يعبر بيرم عن إعجابه ببنت البلد يتصاعد بهذا الإعجاب من خلال المقارنة بينها وبين أجمل نساء العالم، (نساء هوليود) فيقول:
أحــب بنــت البلــد من فـرط خفتهــا
هليود على بدعها ماتجيش عَصبتها
ولا بنات لندن تتلف لفتها
آدى اللى جاب لى البلا آدى اللى هابلنى

يشير التونسي لعدة صفات بعينها فى بنت البلد المصرية كخفة الدم والفُكاهة وطريقة حبكتها لعصبة رأسها "ولفة طرحتها، ولفة ملايتها"، ولا يمكن أن تُقارن ببنات هوليود ولندن.
فى إطار رفض بيرم للمرأة التى تجمع بين الأصالة والمعاصرة (القديم والجديد) على أساس أن هذا المزج لم ينجح فى تكوين موحد بل هو عشوائى ومُشتت، ولا يستطيع أن يأخذ منه ما يتناسب مع ترثنا وقيمنا فيقول:
 ياعمى لما تبقى مراتى
 مخلوطة من قديم وجديد
حركتها تنقلب لى زواتى 
 وكلامها مألته وتعديد 

وصورة أخرى يخضع فيها بيرم مستسلمًا مُصارحًا بالحنين الشديد للمرأة التى تجمع بين العفة الصادقة والتربية القومية والجمال الصادق، وقد يكون هذا متمثلًا فى بنت البلد، متمثلًا على المستويات الدنيا والوسطى والراقية كافة، فيقول:
لكِ صنعة فى العين والحاجب  بيها تتعاجب
وتقول وجود الله واجب مين بُه يكفر
ويا أم نص ملاية حريري والنص يطير
على الكتاف أنا عقلى صغير غطى المرمر

وصورة جديدة من الفُكاهة يظهر فيها بيرم كعريس يُدلى للخاطبة "الخالة أم هلال" عن مواصفات بنت الحلال تكون لطيفة وعال ... وغيرها:
جدع معلم قال لخالتك أم هلال
شوفيلنا بنت حلال تكون لطيفة وعال
بنات كتير حلوين عند أهلهم قاعدين
ما بين طبيخ وعجين وبختهم بطال


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @