اخر تحديث في 10/12/2025 9:48:00 AM
مبدعون شباب يحولون المخلفات إلى قطع فنية تنبض بروح التراث
شهدت قاعة آدم حنين بمركز الهناجر للفنون بدار الأوبرا المصرية، افتتاح معرض "اليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي"، تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن احتفالات وزارة الثقافة باليوم العالمي للتراث الثقافي غير المادي.
افتتح المعرض الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، بحضور د. حنان موسى رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، الفنانة فيفيان البتانوني مدير عام الإدارة العامة للفنون التشكيلية، د. بدوي مبروك مدير عام الإدارة العامة لثقافة القرية، الدكتور محمد غالب، أستاذ ورئيس قسم البرنامج الخاص بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، إلى جانب نخبة من الفنانين التشكيليين والإعلاميين.
استهلت الفعاليات بتفقد المعرض الذي ضم 78 عملا فنيا نتاج الورش الخاصة بمبادرة "دوّر تتطور" التي نفذتها الهيئة في عدد من محافظات الجمهورية، من بينها: الأقصر، الإسكندرية، البحيرة، أسوان، كفر الشيخ، الفيوم، مطروح، البحر الأحمر، الإسماعيلية، شمال سيناء، وجنوب سيناء.
وأكد الفنان أحمد الشافعي، أن المعرض يأتي في إطار توجه الهيئة العامة لقصور الثقافة نحو دعم الإبداع المرتبط بالهوية المصرية، وإتاحة مساحة حقيقية للفنانين والحرفيين للتعبير عن أفكارهم بأساليب معاصرة مستمدة من التراث.
وأضاف أن ما يميز هذه التجربة هو قدرتها على تحويل الخامات البسيطة والمهملة إلى أعمال فنية راقية تحمل روح الابتكار وتحافظ في الوقت نفسه على جوهر التراث وبما يعبر عن خصوصية كل محافظة وتميزها، مشيرا إلى أن هذا النوع من الفعاليات يمثل رسالة وعي بأهمية إعادة اكتشاف التراث وتقديمه للأجيال الجديدة في صورة جمالية تواكب العصر.
وقالت الفنانة فيفيان البتانوني إن فكرة المشروع تقوم على تطوير المهارات الإبداعية للفنانين والحرفيين من خلال استغلال الخامات البيئية وإعادة تدويرها لإنتاج أعمال فنية تجمع بين الطابع التراثي والمعاصر في آن واحد، وإعداد "الفنان الحرفي" القادر على تجاوز حدود الحرفة التقليدية وتحويلها إلى منتج يحمل بصمته الخاصة ويؤسس علامة تجارية مميزة له.
وأشارت أن المشروع يسعى إلى تقديم منتجات جديدة تنافس بقوة في السوق، مؤكدة أن الإبداع والتميز في التصميم هما سر النجاح والاستمرارية خاصة في ظل التحديات التي تواجه الحرفيين.
ويضم المعرض مجموعة من الأعمال الإبداعية التي جسدت فكرة تحويل المخلفات إلى منتجات منزلية فنية، منها أنتريه مبتكر من مواد معاد تدويرها وتشكيلها ودهانها بطريقة جمالية، إلى جانب قطع أثاث متنوعة منها طاولات، كراسي، ومكتبة، تم تصميمهم من ورق معاد تدويره.
كما قدم المشاركون نموذجا لغرفة نوم متكاملة من خشب الخوص، تضمنت سريرا وكرسيا وطاولة وسجادة فنية بتصميم فني يعكس روح الحرفية، بالإضافة إلى غرفة سفرة من قشر الخشب.
وشملت المعروضات أيضا قطعا من الخزف والخوص، وطاولات ومقاعد مصممة من إطارات السيارات القديم بعد تغليفها بالخيوط والخيش، إلى جانب أعمال مصنوعة من الألومنيوم المثقوب والزجاج، كالمرايا ووحدات الإضاءة التي أضيفت إليها إضاءة داخلية بأسلوب يجمع بين البساطة والإبداع.
المعرض تنفذه الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، بالتعاون مع الأقاليم الثقافية، وتستمر فعالياته حتى 21 أكتوبر الحالي، لإتاحة الفرصة للجمهور للتعرف على تفاصيل تلك التجربة الفنية التي تبرز طاقات الشباب وتدعم الوعي المجتمعي بأهمية حماية التراث الثقافي غير المادي وصونه للأجيال القادمة.