بين رواج التوزيع وابتكار آليات تسويقية... كيف يقارن الكتاب بين قصور الثقافة ودور النشر

بين رواج التوزيع وابتكار آليات تسويقية... كيف يقارن الكتاب بين قصور الثقافة ودور النشر

اخر تحديث في 12/18/2020 5:44:00 PM

تحقيق / أحمد سليمان

النشر الثقافي خطوة تربك حسابات الكتاب ، خاصة إذا كانت هى التجربة الأولى للكاتب الشاب الذى يخوضها دون خبرة  سابقة بدهاليز النشر وما يشمله من توزيع وإعلام وترويج للمنتج ودور مؤسسات النشر الرسمية الخاصة، ذلك الجانب الذى يمثل مدى قناعة الكاتب وثقته فى تسليم منتجه ضامنا لتحقيق هدفه المنشود.

فهل يفضل الكتاب النشر المؤسسى متمثلا فى  هيئة قصور الثقافة أم يميلون الى الدور الخاصة؟

طرحنا التساؤل على عدد من مبدعينا حيث أكد الشاعر محمد رضا العوضي أنه طبع تجربته الأولي مع الهيئة  لأنها ترعى التجارب الشابة دون النظر للاسم كما أن لها منافذ بجميع أنحاء مصر، إضافة الى  سعر الكتاب المقبول وفي متناول القارئ العادي، وأضاف الشاعر محمد خالد الشرقاوي الذى أصدرت الهيئة ديوانه "زمار الحي" أنه كان سيضطر لدفع مبلغ مالي في أي من الدور الخاصة لنشر تجربته الأولى.

أما الكاتبة دينا سليمان التى نشرت مجموعتين قصصيتين مع الهيئة العامة لقصور الثقافة "فعل مؤنث منتصب٢٠١٤ - بنت يعقوب٢٠١٩" فترى أن النشر في الهيئات الثقافية الحكومية تجربة مهمة لأي كاتب، يشوبها بعض الروتين، لكنها تنصح بها حيث توفر الكتاب بسعر مدعم على مستوى الجمهورية بما يتيح فرصة كبيرة لجذب قارئ جديد، لكن ما ينقص التجربة هو وجود منافذ توزيع في المكتبات الخاصة، ففترة أسبوعين بأكشاك الجرائد غير كافية لعرض الكتاب وخصوصا لسكان الأقاليم بعيداً عن منفذ القاهرة الدائم.

الشاعر محمود رأفت الذي يطبع عمله الثاني مع الهيئة بعنوان "التجربة أسرار" يؤكد أن توزيع الهيئة جدير بالاحترام والكتاب متوفر لدى باعة الجرائد وبأسعار رمزية تشجع على القراءة وهو ما يعتبره نجاح حقيقي، مضيفاً أن التجربة ينقصها بعض اللمسات الفنية في تنسيق المعارض والإعلان بشكل جيد عن الكتب وخاصة الدواوين الشعرية التي لا تعلن عنها الهيئة بالشكل المناسب ولا تبتكر أساليب تسويقية جديدة.

و يفضل الشاعر حاتم مرعي النشر الحكومي بشكل عام سواء فى هيئة قصور الثقافة أو هيئة الكتاب، مضيفاً أن دعم الكتاب أكبر في قصور الثقافة بما يقلل سعره ليكون في متناول الجميع علاوة على جودة التوزيع وفى كل الحالات لا يكلف الكاتب شيء بل يتقاضى مكافأةً لقاء نشره على عكس دور النشر الخاصة التى يدفع لها الكاتب مقابل النشر وشراء نسخه الخاصة.

وخلافا للآراء السابقة تفضل الشاعرة ياسمين الشاذلي دور النشر الخاصة التى تراها أسرع وتمنح الكاتب حق اختيار كل ما يتعلق بمنتجه بدءاً من الغلاف مشيرة إلى تجربتها محاولة النشر فى الهيئة التى انتظرت على إثرها أربع سنوات بما أجبرها على النشر لدى دار خاصة.

بينما يرى الروائي فكري عمر أن التنويع في أماكن النشر مطلوب شريطة أن تكون دار النشر الخاصة هي من ينتج الكتاب ويدفع العائد للكاتب، مؤكداُ أن النشر في هيئات وزارة الثقافة يحقق مميزات كثيرة منها جودة الإخراج الفني، والتوزيع الجيد، وسعر بسيط يشجع على الشراء، إضافة الى وجود لجان قراءة تختار الأفضل، إلا أن التجربة –رغم أفضليتها- بحاجة للدعاية والمتابعة، وإعادة نشر الكتب التي تنفذ نسخها.

الشاعرة هناء جودة تقول أنها أصدرت ثلاثة عشر كتاباً منهم كتاب واحد صادر عن الهيئة بعد عام ونصف من التقدم به لإدارة النشر كما أن لها كتاب منذ ثلاث سنوات لم يصدر بعد نظرا لقائمة الانتظار الطويلة مشيرة أن الهيئة لها تسويق مضمون إلى حد كبير كما أنها ترحم الكاتب من دفع مبالغ كبيرة لدور النشر الخاصة ولها مدقق لغوي جيد وفاحص جيد .

ويرى الكاتب مصطفى البلكي أن النشر في الهيئة يتيح الكتاب بسعر مناسب للقارئ، وتكمن مشكلته  في قوائم الانتظار، والمرء في حياته لا يملك رفاهية الوقت، مضيفاً أنه نشر في الهيئة ثلاثة أعمال ويرحب بالنشر في دور النشر الخاصة المحترمة التي تحترم الكاتب وحقوقه.

وأشاد الكاتب الصحفي طلعت طه بمشروع النشر في الهيئة لضمان الجودة الشاملة في البيع والتوزيع وقلة التكلفة مضيفا : "يكفي أن الكتاب يخرج من الهيئة التي قدمت عباقرة الكتاب" وانتقد في التجربة  تأخير الإصدار لسنوات طويلة برغم محاولات الهيئة وضع قواعد جديدة وسريعة.

ويرى طه أن دور النشر الخاصة تتعامل بشكل تجاري بحت رغم توفر عنصر السرعة الا أن مشكلاتها تكمن فى التكاليف المادية وعدم ضمان جودة المنتج وانعدام التسويق.

شاهد بالصور


أحمد سليمان

أحمد سليمان

راسل المحرر @