حكاية الوصايا الثلاث بمدرسة توشكى الابتدائية

حكاية الوصايا الثلاث بمدرسة توشكى الابتدائية

اخر تحديث في 12/22/2022 9:39:00 PM

تزخر المناطق الحدودية والنائية بالتراث الشعبي البكر، حيث يحافظ أهل تلك المناطق على ثقافتهم بشكل يختلف عن مناطق أخرى كالمناطق الحضرية وهذا ما يظهر بشكل جلي في اللهجة والزي والحلي والفنون. 

في هذا الإطار نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم، ورشة ألعاب شعبية ضمن خطة الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى وتنفيذ الإدارة العامة لأطلس المأثورات الشعبية برئاسة الدكتورة الشيماء الصعيدي، أداها المراسل مصطفي كامل بمدرسة توشكى غرب الإعدادية.

تأتي الفعالية ضمن جهود التعاون بين الهيئة ومؤسسات الدولة وأهمها وزارة التربية والتعليم والمنفذة لأطفال المدارس لغرس القيم الإيجابية والتذكير بالحكايات والقصص التراثية والفنون القولية التي تنم عن تراثنا الثقافي.

دارت الورشة حول حكاية "الوصايا الثلاث" ونصها:
"في يوم من الأيام أراد أب لبنتين وولد أن يوصي ولده وهو على فراش الموت، فقال له: يا بني أوصيك بثلاثة أشياء لا تفعلها قط في حياتك، لا تسكن بجوار شيخ القبيلة، لا تزوج أختك الرجل الغني، لا تفشي سرك لأحد.
تعجب الابن من هذه الوصية الغريبة وقبل أن يفهم مات الرجل، وبعدها بفترة خرق الابن الوصية ولم يعمل بها وقام بتزويج أخته للرجل الغني، وأيضا قام بالسكن بجوار شيخ القبيلة ليكسب وده وحبه.

كان للشيخ نعامة يربيها ويحبها، وكان لهذا الابن أخت مريضة في ساقها وقد سأل عن العلاج فقيل له دهن النعام هو العلاج، فقام بسرقة النعامة وأعطاها لأخته وصارحها بفعلته وطلب منها ألا تخبر أحدا وهكذا أفشى سره رغم وصية أبيه له، وعندما رجع شيخ القبيلة ولم يجد النعامة غضب واشطاط غيظا وذهب إلى العرافة وقال لها أريد معرفة سارق النعامة، وهنا احتارت العرافة فهي لا تعرف شيئا ولكنها ذكية حيث أذاعت بين الناس أنها تريد دهن النعامة بمبلغ ضخم، هنا سمعت أخت الابن بالخبر وذهبت إليها طمعًا في المال وحكت سر أخيها، وعلى الفور أخبرت العرافة شيخ القبيلة بسارق النعامة، فأمر شيخ القبيلة الرجال فأحضروا السارق وقال له سنأخذ أختك رهينة وتأتي بعشرة جمال فدية، وقال الابن ليس معي إلا جمل واحد سأقوم بقصه وأدهنه كأنه مريض وأذهب إلى زوج أختي الغني، لأنه سوف يعطيني الجمال العشر، ولما ذهب إليه نهره وقال له اذهب فإني ليس معي شيء، وأعطاه نعجة ضعيفة.

احتار الابن وقال أين أذهب ومن يعطيني؟ وقال ليس أمامي خيار غير زوج أختي الفقير فذهب إليه فقال الرجل ليس عندي سوي اثنين من الجمال ولكني سوف أدعو أهل القبيلة ليعطوني وبالفعل جمع له الجمال الغشر فأخذها الابن ودفع الغرامة وفك أسر أخته.

هنا فهم الابن معنى الوصية من الأب وقام بالرحيل من جوار الشيخ، ولم يعط سره أحدا. وعرف أن الفقير أفضل من الغني لأنه يحس بمعاناة الآخرين.

شهدت الورشة تفاعلا من الأطفال وتناقشوا مع الباحث في بعض تفاصيلها وهو الهدف من إقامة هذه الأنشطة لتحقيق الاستفادة والمشاركة.


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @