تعد الصالونات الثقافية من أبرز النشاطات التي يحاول المثقف من خلالها مناقشة القضايا والتطورات التي يمرّ بها المجتمع، ليساهم بشكل أو بآخر في خلق الوعي المناسب للمرحلة، وتنمية القدرات والمهارات الإنسانية، واكتساب مهارة الاتصال والحوار، وتبادل الخبرات وتنمية القدرات العقلية، وإجادة التحليل للمواقف الحياتية، وممارسة الهوايات الثقافية والفنية، وتكوين أصدقاء يتشاركون في نفس الاهتمامات والميول.
أما الملتقيات فهي وسيلة اتصال ثقافي مختلف حيث تسهم في تعميق التواصل بين المبدعين والكشف عن التجارب الإبداعية الجديدة، فيجتمع في مكان وزمان واحد نخبة من المختصين والمهتمين، يستمعون إلى أطروحات وفنون بعضهم بعضا ويناقشونها بعمق وإسهاب، سواء في قاعات الملتقى أو اجتماعاتهم المثرية على الهامش، والتي لا تقل أهمية عن الملتقى، وفي الختام يخرجون بتوصيات مهمة. ولا يعتمد الخطاب فيها على عنصري الإرسال والاستقبال والتجاذب الفكري فقط، فالملتقى يمكن أن يجمع كل أنوع الفنون، ويمكن أن يقتصر على فن واحد، وقد يستمر انعقاده أكثر من يوم تخضع الرسالة الثقافية المكتسبة منه للتجريب والتفكير والبحث والاختبار ولا يمكن أن يخرج المشارك فيه بعد هذه الأيام كما دخل، حيث لابد أن يترك الملتقى أثراً في نفس، أو فكر، أو موهبة، أو صداقات كل مشارك.