"دور الأدب في تجديد الخطاب الديني "..  ندوة بنادي أدب قصر دمياط الجديدة

"دور الأدب في تجديد الخطاب الديني "..  ندوة بنادي أدب قصر دمياط الجديدة

اخر تحديث في 5/29/2022 4:08:00 PM

آلاء عراقي

عقدت آخر الجلسات الأسبوعية لنادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة نفذت خلالها ندوة أدبية بعنوان "دور الأدب في تجديد الخطاب الدينى" بحضور كل من محمد بربر، د. عيد صالح، صلاح مصباح، أحمد راضي اللاوندي، دينا لطفي، وائل ندا، محمد الفناجيلي، فيفي فاروق، سمير إبراهيم، هدي بدوي، أحمد الإكيابي، ولاء نبيل، مريم شبارة، أحمد عبد اللطيف، محمد سليمان، محمد لاشين، محمد مهدي، تامر عامر، أدار الندوة محمد طاهر عشعش، وذلك ضمن أنشطة نوادي أدب فروع وأقاليم الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة الفنان هشام عطوة.

تناولت الندوة رؤية الحاضرين وآراءهم تجاه علاقة الأدب بالخطاب الديني، حيث أبدى الشاعر أحمد اللاوندي اهتماما بهذا الموضوع عبر تجاربه الشعرية ذاكرا منها الرباعيات، فرأى اللاوندي أن الدين ثابت وراسخ بقوة الخالق وأن الشاعر الحقيقي ما هو إلا مبلغ عن رسالة موحية له، فالخالق أرحم بنا من أنفسنا ومن دعاة التخويف.

عقبت الكاتبة فيفي فاروق برؤيتها عن موضوع الجلسة، رابطة إياها بما حدث في مصر بالعقد الماضي كما صوره وحيد حامد بأعماله منها "الإرهاب والكباب، طيور الظلام"، وكذلك لينين الرملي في "الإرهابي"، فقد رأت أن الفن ما هو إلا كشف لواقع مصر الممزق بين أدعياء الدين والنخب متخلفة، لذا ظهرت هنا أهمية تجديد الخطاب الديني.

انتقلت الكلمة بعدها للصحفي والأديب محمد بربر مشاركا إياه برؤيته عبر بحثه "الخطاب الديني واستثمار ممكنات النص الإبداعي"، وأهم ما جاء به هو الخطاب ومفهومه، المعني اللغوي للخطاب ومعناه دينيا، بناية الخطاب الأدبي ذو الحمولة الإسلامية.

فعن مفهوم الخطاب، أوضح بربر أنه ما هو إلا أداة للتواصل، وعلينا فهم ثقافة المتلقي لبناء الخطاب والرسالة المناسبة للتبليغ، كما وصف المعنى اللغوي للخطاب الديني بأنها طاقة إبداعية لغوية تساهم في نشر الوعي والاستيعاب لتفتح آفاقا جديدة أكثر رحابة.

ورأى أيضا أن العنف والتكفير واستبدال القلم بالسيف ما هي إلا أدبيات دخيلة علي الدين مستشهدا بكلامه عن حادثة قتل جاهل للكاهن في رمضان دون فهم أو وعي، وذلك بسبب برمجة أصحاب الفكر الظلامي  لصغار العقول لتجعل منها نيرانا وقنابل بدلا من أن تكون معاول بناء ورسائل رحمة.

انتقلت الكلمة بعد ذلك للأديب والشاعر العربي د. عيد صالح ذاكرا تاريخه كابن الأزهر اليساري وكيف كان لديه الحرية في طفولته بالقراءة حتي أثناء اليوم الدراسي، فكان لقرآته المتعددة سبب في فتح آفاق جديدة مهدت له كأديب فهم العالم والتعامل مع متغيراته.
كما حكى عن تأثره الشديد بالشيخ محمد الراوي والشيخ الغزالي وعن تجربته من داخل الأزهر، وانتقل للحديث عن الأدب ومحاولات طيور الظلام في السيطرة عليه من دور نشر ومؤسسات ثقافية واتحادات وغيرها من منارات ثقافية تحاصرها الأفكار الظلامية، كأنها تريد تثبيط الأدب عن دوره المنوط له بتجديد الخطاب الديني لخلق مناخ أكثر تسامح وقبول الآخر، وفهم الدين بقدسيته الشريفة بدلًا من اختطافه بأياد ملوثة بالدماء شوهت صورة الدين السمح.
وقد ذكر صالح أربعة من شعراء العصر الحديث من أصحاب العقل ورفض الظلم وحب قيم الجمال منهم أمل دنقل ونزار قباني، محمود درويش، مظفر النواب.
وجاء في كلمة الكاتب والأديب والناقد صلاح مصباح إشادة كبيرة عن موضوع الندوة وتمنى لو اتسع المجال ليشمل دور الفن بدلًا من الأدب في تجديد الخطاب الديني.
كما طرح مصباح المعني اللغوي لكلمة "تجديد" لتعني أننا أمام شيء موجود وراسخ، لكن علينا إعادته للصورة البهية التي كان عليها، لذا كان من الضروري خروج الخطاب من شكله التقليدي وإعادة إنتاجه ليواكب رسالة الدين السمحة، وقد أكد على أهمية أمر التجديد كما قال عنه النبي الكريم في حديثه "إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ لِهَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا".
علق مدير الندوة بكلمة مختصرة مفادها أن الخطاب الديني يعتبر أداة نقل للدين الصحيح من جيل لآخر بفهم يليق بمقتضيات العصر، كما يلزم تطوير الخطاب الديني ليظل الدين الحنيف في صورته البهية مع تطور الأزمنة بلا خوف فالدين محفوظ من الله "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون".

وفي الختام قدم شعراء النادي عددا من أعمالهم الشعرية منهم الشاعرة دينا لطفي بقصيدة حبة بهجة وتفاؤل، الشاعر وائل ندا بقصيدة عامودية، وشارك الشاعر أحمد اللاوندي بقصائد: "ليه قلبي عاصى"، "خايف".

شاهد بالصور


الاء العراقي

الاء العراقي

راسل المحرر @