بما أن الثقافة هي نتاج مجتمعي وملك وراثي لأفراد المجتمع كافة وليس لفرد واحد؛ فإنّها لا تموت بموت الفرد الواحد، ولا يمكن القضاء عليها إلا من خلال القضاء على الجماعة التي أنتجت واتّبعت ومارست هذه الثقافة، وبما أنّها إرث مجتمعي جماعي؛ فهي قادرة على الانتقال من جيل الأجداد إلى الأبناء من خلال عمليات التثقيف والتنشئة والتربية والإعداد الثقافي والمجتمعي لهم، كما أنّها قادرة على الانتقال من جماعة لأخرى عن طريق وسائل الاتصال المتنوعة والمختلفة. وانتشار المراكز والمواقع والمقرات الثقافية الراعية لبقاء المجتمع متماسكا ومتحضرا وخلاقا.
إنّ وجود موقع ثقافي ما مرتبط بوجود المجتمع والعكس صحيح، وبالرغم من أنّ لذلك تأثيراً في بعض العوامل الجغرافية والسيكلوجية للمجتمع إلا أنّها السبيل لحياة الجماعات، وترسيخ نمط متجانس ومتكامل لحياة الأفراد.
إنّ لإنشاء أو تطوير المواقع الثقافية أهمية كبرى متمثلة في ما يلي:
إنجاز وحدة متكاملة بين أفراد المجتمع واحترام اختلاف الآخرين. وإيجاد الميول والاهتمامات المشتركة بين أفراد المجتمع.
تشكيل الطابع القومي والتراثي الذي يُميّز أبناء المجتمع عن غيرهم من المجتمعات.
تمكين الكيان الاجتماعي ودعم تماسكه.
لذلك فإن الهيئة العامة لقصور الثقافة تقدر هذه الأهمية الوطنية لانتشارها وتبذل في سبيل ذلك الجهد والمال الذي يجعل الأجيال القادمة عوامل لبناء الوطن لا معاول لهدمه.