نادى أدب دمياط الجديدة يناقش عوامل نجاح الرواية البوليسية

نادى أدب دمياط الجديدة يناقش عوامل نجاح الرواية البوليسية

اخر تحديث في 3/12/2022 5:16:00 PM

آلاء عراقي 

ليلة أدبية جديدة شهدها نادي أدب قصر ثقافة دمياط الجديدة بحضور عدد من كتاب وشعراء المحافظة منهم عمرو الجندي وصلاح مصباح وفكري داود ووداد معروف وسمير الفيل وأحمد الإكيابي وحسام شوشة ورنا حسام شوشة وسيد نبيه وهشام الخميسى ونورة بركة ومريم محمد صلاح الزهداني، وعمر فرحات وبإدارة محمد طاهر عشعش. 

ونعى أدباء النادي الراحل الكبير يسرى الجندي الذي فقدته الحياة الثقافية والتى ستظل أعماله باقية تخلد ذكراه بالوقوف دقيقة حداد على روحه. 

بدأت الندوة بجلستها الرئيسة عن "الرواية البوليسية وعوامل نجاحها"، وقدمت وداد معروف خلالها ورقتها البحثية عن الرواية البوليسية بملخصها منذ القرن التاسع عشر مع أسماء لنماذج غربية مثل إدجر ألان بو وأجاثا كريستي، كما قدمت نبذة عن تطور الأدب البوليسي إلى أن خرج من تحت عباءته أدب الجاسوسية بسبب الحربين العالمية الأولى والثانية، وتحدثت "معروف" عن أشهرهم في ذلك الوقت جيمس بوند وشارلوك هولمز، وأشارت أيضا إلى أن كاتب الأدب البوليسي له صفات خاصة لينجح فى كتابته منها، الجريمة وتفاصيل حدوثها والتحقيق وما يتضمنه من ملابسات وحل ألغازها والقبض على الجاني، وأضافت "معروف" أن الرواية البوليسية تكتب لقارئ مرفه لا يعاني من بحث عن حلول لمشاكل اجتماعية وتضاف له فئة المراهقين كمرفهين من نوع آخر، كما ذكرت أنه من بين ثلاثة كتب في المملكة المتحدة يوجد كتاب واحد يتناول عالم الجريمة، وأنه هناك جيل جديد ظهر بالتسعينيات ممن كتبوا الأدب البوليسي منهم عرب كمصطفى ذكري ومي التلمساني ونورا أمين لكن هذا المشروع خفت بسبب استهجان النقاد به.

وانتقلت بعدها الكلمة للكاتب والروائي عمرو الجندي شاكرا مدير الجلسة على مشاركته بأولى جلساته بنادي أدب الجديدة، فهو صاحب رسالة ماجستير في الأدب الإنجليزي من جامعة ليفربول، كما درس السيكو دراما وكتب الخاطرة والقصة القصيرة والرواية، كما له من الأعمال الرواية "٣١٣" الصادرة عن الدار المصرية اللبنانية والتى تم اختيارها من قبل القراء لتكون من أفضل خمس روايات، وصدر له أيضا رواية "فوجا" صاحبة المركز الأول بمهرجان القلم الحر للإبداع العربي ورواية "مسيا" وكذلك رواية ٩ ملي ثم رواية الآلة.

وتحدث "الجندي" عن تجربته في كتابة الرواية البوليسية وعوامل نجاحها، مشيرا إلى أنها من أكثر الروايات انتشارا وجذبا للقراء، فهي تتطلب معرفة كبيرة بعلم النفس وعلم نفس الجريمة كي يقنع الكاتب القراء بالحبكة التي تقدم شغفا حقيقيا، وأشار لأهمية دراسة السيكو دراما التي كانت داعمة لفهم الكتابة البوليسية، وأن الرواية البوليسية الآن تكتب من وجهة نظر المجرم مما يجعلها أكثر تشويقا وإثارة، وأشار لبعض مؤلفاته مؤكدا على أهمية متن السرد في إضفاء عنصر نجاح حقيقي، حيث إن الرواية البوليسية كغيرها لها تقنياتها الخاصة بها لكنها تبقى عملا سرديا يتطلب حبكة درامية ولغة سردية تجذب القارئ.

وشارك الكاتب والروائي الكبير فكري داوود بحديثه بعد مباركة الحضور له على رائعته الأخيرة رواية "المحارم" ومناقشتها منذ أيام بنادي أدب دمياط، بعدها قدم داوود كلمته عن الأدب البوليسي بأنه له جماليته التي تعتمد على جذب القارئ وإدخاله في مغامرات عقلية تجد النفس معها لذة اللعب وتكون بمثابة تمارين للفكر، فضلا عن اندماجه مع الشخصيات في محاولة فك اللغز والوصول للمجرم الحقيقى مما دفع النقاد لتسميته بأدب التسلية أو أدب الجريمة، فالرواية البوليسية من وجهة نظر "داوود" تبدو في معظمها كأحداث مرتبة ارتدادية عكسية، لأنها تبدأ بجريمة قتل وتنتهي بكشف القاتل فلا تسير من السبب للنتيجة لكن بالعكس من القتيل للقاتل فهي تعتمد على المخبر السرى الذي كشف حل اللغز بذكائه، ويجد أيضا أن الرواية البوليسية تعددت مسمياتها منها رواية المخبر السرى ورواية التجسس ورواية العميل السري ورواية التشويق والإثارة وراوية اللغز ورواية الجريمة والرواية السوداء.

ويرى "داوود" أن الكاتب العربي لم يكن مهتما بهذا النوع إلا لأنه بهدف التسلية ولا يوجد فيها المساحة التي يضع فيها الكاتب فكره وفلسفته، ولابد للكاتب الذي ينوي أن يخوض في كتابة الأدب البوليسي أن يكون ملما بالقانون حتي يجيد حبكته الدرامية بلا ثغرات تفقد بنية الرواية، لأن أي خلل تخرج القارئ من شغفه، كما أشار لفكرة الترجمة وأثرها في إيجاد  تواصل مع الآخر كي يفهمنا ويستوعب أفكارنا ومن ثم يكون التواصل في اتجاهين لا في اتجاه واحد وأشار لترجمة بعض قصصه، لعلها تجد من يقرأها ليفهم هؤلاء الذين نكتب عنهم ولهم فى بلادنا. 

وتحدث الناقد صلاح مصباح من وجهة نظر مغايرة أن الغرب قدم هذا النوع ببراعة بحكم أن له أسلوب حياة مختلف عن العرب والشرق بصفة عامة، فالمجرم الغربي ضليع في إجرامه يحكم أدواته فترى جريمته معقدة بلا إنسانية ومدبرة بإحكام حتى فى الأفلام الأمريكية الجاذبة تجد لديهم بالتتر سيناريو فلان بلا غضاضة ليدس للمتلقي ما يحلو له حتى وإن غير ذائقته وسلب هويته دون أن يشعر، كما أشار "مصباح" أيضا للمجرم العربي كونه مسكينا يفعل الجريمة دون وحشية ويندم ويعترف، لذا سابقا لم يكن الكتاب العرب عندهم الواقع الأليم من سجلات جرائم محكمة تلهمهم كي يعبروا بها عن واقع لم يعرفوه، لكن الآن استطاعت الميديا ومحاولات التغريب وغيرها من العبث بسلام و أمان الإنسانية للنفس العربية.

كما علق الأديب سمير الفيل على هذا النوع من الأدب، بأنه معروف في الغرب وله كتابه الذين أثروا في الكتابات العربية مثلما قدم لنا الكاتب الراحل نبيل فارق روايته والتى جذبت الشباب فكان لها أثرها التي ساعدت على حب القراءة، وذكر الفيل أيضا أن الأدب ابن بيئته فلن يعرف كاتب المدينة أن يكتب عن الريف كالكاتب القروى الذي عاش في تلك البيئة التى فهمها، وبالتالي هو من يستطيع أن يعبر عنها، فعلى سبيل المثال صبرى موسى رائد أدب الصحراء الذي قضى سبعة وعشرين أسبوعا يكتب روايته الشهيرة "فساد الأمكنة" بعد المعايشة وفهم البيئة التي يكتب عنها.

ودارت مناقشات على المنصة في حوارات ملخصها 
وجود الورش الفنية بين الأدباء ظاهرة صحية تسعى للوصول لأفضل شكل فني قبل الطبع وهو دور تحريري للنصوص كنصيحة من أدباء كبار وهو أمر معروف ومتداول بالغرب وموجود منذ القرن الماضى، على سبيل المثال ما كان يحدث بين نجيب محفوظ وتوفيق الحكيم . 
 
كما ذكر الكاتب عمرو الجندى تجربته فى رواية "٣١٣" والتى استغل فيها تطبيق ما درس في "السيكو دراما" .

جدير بالذكر أنه تم على هامش الجلسة نقاش لمدير الجلسة مع الحضور عن ذكرى يومي الشهيد والمرأة، وقد تحدث الكاتب أحمد الإكيابي قائلا إنه من الجيد أن تسجل أسماء الشهداء في كتيب كي يكون مرجعا للطلاب وذلك بتأييده من الكاتب والروائي عمرو الجندي، وذكر الكاتب والناقد صلاح مصباح أن يوم الشهيد جاءت فكرته للتذكير بأن الجندى المصري الشهيد لم يكن يوما معتديا ولابد أن يكون حاضرا في وجداننا طوال الوقت، كما تكلم عن يوم المرأة كونها تعين الرجل بالحياة ودورها بالديانات السماوية الرئيسة وعن أم موسى وعن السيدة مريم والسيدة خديجة.

شاهد بالصور


الاء العراقي

الاء العراقي

راسل المحرر @