تنتصر لقيمة العلم والعمل.. مناقشة رواية "جبل التيه" للعساسي بنادي أدب أبو حماد 

تنتصر لقيمة العلم والعمل.. مناقشة رواية "جبل التيه" للعساسي بنادي أدب أبو حماد 

اخر تحديث في 2/26/2022 11:25:00 AM

آلاء عراقي

عقد بيت ثقافة أبو حماد بالشرقية، أمسية أدبية، لمناقشة رواية "جبل التيه" للكاتبة منى العساسي، إحدى رائدات نادي الأدب بالبيت، وذلك بحضور الشاعر أحمد سامي خاطر مدير عام ثقافة الشرقية، بهاء الصالحي رئيس نادي الأدب، د. محمود سعيد، المترجم محمد علي ثابت، الكاتب محمود الديداموني، د. صادق النجار، سوزان الشافعي مدير بيت أبو حماد ولفيف من الأعضاء والمشاركين والمتابعين.

تعد الرواية من الأعمال التي لها سلوك انفعالي بين الواقع الحالي والخرافات والحكايات الشعبية، وحول هذا قدم الشاعر أحمد سامي خاطر رؤيته عن الرواية أنها ذات واقعية سحرية لأسطورة مختلقة تحكي عن مكان متخيل اسمه جبل التيه، تنسج فيه أمينة الممرضة بطلة العمل عالما أقرب إلى المدينة الفاضلة في مواجهة قوى الشر بعدما فقدت زوجها وأبناءها في حادث الغرق، ما أدى إلى انفصالها عن الواقع وخلق عالم مواز كحيلة دفاعية مرضية للتغلب على الألم، وأنها بذلك تشبه دور الأم الحامي أو رمانة الميزان، ورأى "خاطر" أن الرواية تشتبك مع عقلية القارئ العادي لتمرير مجموعة من القيم والأفكار التي تنتصر لقيمة العلم والعمل.

وشرح "خاطر" رؤيته للعمل بفكرة الكتابة في لحظات الإنسان الحرجة، كالتصدي لصعود جبل وعر للمرة الأولى على غير دراية أواستعداد، فتصور الجبل والتخطيط له في الواقع شيء رائع، أما الفعل قد يكون حليفه الفشل المتكرر، بسبب الاكتفاء فقط بالمشاهدة دون التعرف على طبيعة نتوءاته ووعورته، فما أبأس الإنسان محور هذا الوجود، وما أكثر وعورة النفس البشرية الناتئة كجبل، يكتنفه الغموض والأسرار. 

وأكمل "خاطر" بأن الإنسان في لحظاته الحرجة، يصاب بفجوة الانفصال عن الواقع المحكوم بقيمه الأكثر ثباتا، والاتصال بعوالم أخرى أكثر تعقيدا واشتباكا مع هواجس الخوف والشفقة، فيقع أسير دماره، ويصبح أكثر هزالا وضعفا، فهو كفراشة الضوء التي تلمست طريقها دون أن تعلم أن في نورها نارها، فتحترق وتسقط كبطل تراجيدي في دراما إغريقية قديمة.

أما الكاتب والناقد محمود الديداموني فيرى أننا في هذا النص الروائي للكاتبة منى العساسي أمام أمرين (الواقع / المتخيل)، فالعمل الروائي يراه الديداموني كحالة فنية متخيلة توازي لعالم الواقع، وهو يعني بالمتخيل العالم المفترض الذي يخلقه الكاتب الذي يحاكي به عالم الواقع.

ومن جانب آخر  أكد الكاتب والناقد بهاء الصالحي أن الرواية تعد من الروايات المركبة التي تقدم أكثر من مستوى للوعي، وهو ما أرادته الروائية حيث شهد البناء الرئيس للرواية شكلا هندسيا لتبرير تبدل العوالم الروائية من خلال خرافية العالم وفجائيته كتقنية لتكريس فكرة الزمن . 

وأضاف "الصالحي" كذلك لفكرة تطبيع ذلك العالم الخرافي بوعي يشرح ما طرأ من مسلمات لشريحة من المجتمع قصدتها القاصة بروايتها التي تتناول مجموع العقل الجمعي القائم على العرف أكثر من التعاليم الصحيحة للإنسانية من الدين والقوانين.

شاهد بالصور


الاء العراقي

الاء العراقي

راسل المحرر @