بناء وعي المرأة المصرية في ثالث جلسات مؤتمر المرأة العربية وعصر الرقمنة 

بناء وعي المرأة المصرية في ثالث جلسات مؤتمر المرأة العربية وعصر الرقمنة 

اخر تحديث في 2/9/2022 10:56:00 PM

محمد شومان 

استمرت مساء اليوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر العلمي التاسع لثقافة للمرأة الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة المخرج هشام عطوة، ممثلة في الإدارة العامة لثقافة المرأة برئاسة الدكتورة دينا هويدي، التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة الدكتورة حنان موسى، تحت عنوان "المرأة العربية وقضايا عصر الرقمنة" والذي أقيم خلال يومي 8، 9 فبراير 2022 بالهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية وبالتعاون مع الشبكة العربية لمحو الأمية وتعليم الكبار.

جاءت الجلسة البحثية الثالثة في ثاني أيام المؤتمر تحت عنوان "بناء وعي المرأة المصرية مدخلا للجمهورية الجديدة وحياة كريمة" برئاسة الأستاذ الدكتور أيمن زهري خبير السكان ودراسات الهجرة، ومُعقب للجلسة الأستاذة الدكتورة أمل شمس رئيس قسم الفلسفة والاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس، ناقش خلالها أ.د. خالد عبد الفتاح عبد الله أستاذ ورئيس قسم علم الاجتماع كلية الآداب جامعة حلوان ورقته البحثية بعنوان "بناء وعي المرأة في المجتمع المصري: نحو مدخل للجمهورية الجديدة والحياة الكريمة" حيث بدأ حديثه بضرورة الوقوف على مفهوم الوعي موضحا تنامي الحديث عن قضايا المرأة على المستويين العالمي والمحلي، وزخم التقارير الدولية والمحلية برصد هذه القضايا وتحليلها، وتحاول كل الرُؤى أن ترتقي بوضعية المرأة وترقيتها إلى مكانتها التي تستحقها باعتبارها نصف المجتمع أو تزيد على ذلك، وشغل بال المُدافعين عن قضايا المرأة الحديث عن التمكين وسُبل تمكين المرأة في جميع المجالات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، وجميع أوجه وجوانب التمكين، 

وأضاف "عبد الفتاح": يُدرك المُتأمل للحقبة الراهنة التي بزغ فيها الفضاء السيبراني أن الفُرص باتت أكثر اتساعًا أمام المرأة، فنجد أن ثمة مواقع وصفحات ومجموعات تخص المرأة دون غيرها، وصفحات ومواقع أخرى تُعد فيها المرأة شريكًا أساسيًّا، فقد منح الفضاء السيبراني الفرص للمرأة، ومن أهم هذه الفرص هي الحرية، وفتح مجالات جديدة للتعبير عن الرأي والقضايا، بل وتبادل الدعم النسوي في العديد من المشكلات التي تخص المرأة. 

ثم ناقشت الأستاذة الدكتورة سهير صفوت أستاذ علم الاجتماع بكلية التربية جامعة عين شمس في ورقتها تحت عنوان "مُتطلبات بناء قدرات المرأة الريفية في عصر التحول الرقمي لاستثمار مُبادرة حياة كريمة"، حيث تحدثت عن انطلاق  مُبادرة حياة كريمة من الاستراتيجية التي قدمها عالم الاقتصاد السياسي المصري الفرنسي سمير أمين في نظريته حول المركز والمحيط والذي يقترح فيها أن تقوم على تفضيل مبدأ التقدم في تنظيم قوى الإنتاج على مبدأ السعي وراء قدرة تنافسية عالمية مباشرة، وإعطاء أولوية لإنجاز ثورة زراعية قائمة على أكبر قدر ممكن من المساواة الاجتماعية من أجل تفادي الهجرة إلى الحضر، ومن أجل تحويل الأنشطة غير الشكلية من موقفها الخاضع والمستغل إلى اقتصاد شعبي، كما تدعو هذه الاستراتيجية إلى الجمع الفعال بين التخطيط والاعتماد على السوق و"دمقرطة" السياسة على أساس إنجازات اجتماعية تقدمية. 

وأضافت أن "حياة كريمة" هي عملية تنموية تخص الأطراف فقط وتستثني المركز، الذي هو العاصمة، وهذا يجعلنا أمام استراتيجية تنموية مختلفة تبنى على الوعي لتعيد تصحيح كثير من الأخطاء التي جعلت خطط التنمية السابقة قاصرة على المركز، مما نتج عنها تكوين حزام ناسف من الفقر بكل درجاته، ينتشر على الأطراف ويحيط بالمركز.

وتحت عنوان "الفلسفة الرقمية بين تحديات الواقع وممكنات المستقبل" ناقشت د. آمال محمد ربيع مدرس الفلسفة الإسلامية كلية التربية جامعة عين شمس، دور الفلسفة في تحقيق سعادة الإنسان، موضحة كيف أصبح واضحًا أن آلام الإنسان ومعاناته لها طابع اجتماعي ونفسي، وهو ما يُشكل القلق الأكبر للإنسانية، وأصبح الإنسان يتساءل لماذا كانت المؤسسات التي أقامها تشكل قوة غريبة غير خاضعة له ولا تُحقق له السعادة المنشودة، وفقدان السعادة واشتداد الخوف والقلق وانتشار الأمراض النفسية، هو ثمن باهظ يدفعه البشر لقاء إنجازات الحضارة العالمية المادية والتكنولوجية، ولا شك أن تطور المدنية وازدياد التحضر، على الرغم من أهميته البالغة وحاجة الإنسان الشديدة إليهما، إلا أنه يرافقهما نشوء العديد من التناقضات والصراعات.

شاهد بالصور


محمد شومان

محمد شومان

راسل المحرر @