إدراج الخط العربي باليونسكو.. إنجاز كبير في مجال صون الهوية

اخر تحديث في 12/16/2021 10:45:00 PM

محمد إبراهيم

أدرجت منظمة اليونسكو ملف الخط العربي الذي شاركت فيه 16 دولة عربية على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، طبقًا لاتفاقية 2003 والتي وقعت عليها مصر عام 2005، تم ذلك خلال الاجتماع السادس عشر للجنة الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي الذي انعقد من يوم 13 وحتى 18 ديسمبر2021. تم تقديم الملف كاملًا لمنظمة اليونسكو في مارس 2020، حيث اختارت الدول المشاركة المملكة العربية السعودية منسقًا عامًا للملف بإشراف المنظمة العربية للثقافة والعلوم، وقد شاركت مصر مُمثلة في عدة جهات ومؤسسات رسمية وغير رسمية كذلك من خلال أفراد. 

وصرحت الفنانة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة أن خطوة إدراج الملف تُعد إنجازًا في مجال صون الهوية، باعتبار الخط من أهم مفردات الحضارة العربية وأحد وسائل التعريف بها مما يُسهم في الحوار بين الثقافات العالمية ويدعم جهود إلقاء الضوء على تاريخنا الإنساني المشترك.

وقد كانت من أبرز المشاركات الخاصة بالمؤسسات الحكومية مشاركة الهيئة العامة لقصور الثقافة مُمثلة في أطلس المأثورات الشعبية بمادة ميدانية من مناطق المعمور المصري كافة، عبر باحثي ومراسلي المحافظات الذين جمعوا مادتهم من مدارس الخط العربي والخطاطين والرسامين والمهنيين، حيث إن الخط العربي يعد فنًّا له قواعد تتشابك في منطقة التُراث الثقافي، حين يتم توظيفه في سياق شعبي مثلًا في العناصر التشكيلية الثقافية كالتهاني بالعمرة والحج التي يتم رسمها علي الحوائط كنوع من الاحتفال بالحاج، أو الكتابة بالحناء أو الاستخدام في الانتخابات كذلك دخولها في أعمال الحفر والطرق على النحاس ومثالًا (طاسة الخضة) وغيرها من الحرف والمُعتقدات والعادات والفنون والأدب إنه وسيلة الاتصال والمُشكل الرئيسي للكلمة.
 
تمر المادة الميدانية بعدة مراحل طبقًا لسياسة أطلس المأثورات الشعبية في التعامل مع الملفات التي يتم تقديمها على قوائم التراث العالمي غير المادي لليونسكو، وأهمها الجمع الميداني من مناطق التمثيل الكاتوغرافي طبقًا لدليل عمل ميداني مُكون من أسئلة يتم إعدادها من قِبل باحثين مُتخصصين، كذل التفريغ للمادة الميدانية المُسجلة أو المكتوبة أو المُصورة ثُم الانتقال إلى مرحلة الاستخلاص، وهي تلك المرحلة التي تتحول فيها المادة المُفرغة إلى مادة ذات تركيب فصيح يتم استخدامه في الكتب والمراجع، ثم يعكف بعض الباحثين على تلك المادة المُستخلصة في استخدامها للإجابة علي أسئلة الاستمارة الخاصة بملف اليونسكو والتي يقوم بصياغة بنودها الخبراء المُتخصصون في إعداد وتقييم الملفات بمنظمة اليونسكو، كذلك الموافقات وهو بند مهم جدًّا من قبل الأفراد والمؤسسات والذي يُدعم شرعية الملف وقوته بموافقة الشعب أو الجمهور  المستهدف. 

يعد فن الخط العربي من الفنون الضاربة في عمق التراث العربي والتي تناقلت وتطورت عبر الأجيال، وتنوعت من حيث الأشكال والأدوات والمضامين، كما ارتبطت بمدارس فنية عربية متعددة، وشهد المجتمع العربي مجموعات من الفنانين المهرة والحرفيين في هذا المجال الذين توارثوا مهارات ومعارف الخط العربي وأضافوا له وقاموا بالتعريف به ونشره. 

وقد قررت المجموعة العربية في اجتماع ضُبّاط اتّصال البوّابة الإلكترونية والملف العربي المشترك بالقاهرة (24- 26 ديسمبر 2019)، برئاسة الدكتورة حياة القرمازي ممثلة الإليكسو- ومديرة إدارة الثقافة، البدء الفوري في إعداد ملف (فنون الخط العربي) المعارف - المهارات- الممارسات، وتقديمه لليونسكو على القائمة التمثيلية للتراث الإنساني قبل 31 يناير 2020. وأشارت المجموعة العربية إلى أن هذا العنصر من المهم تقديمه في المرحلة الراهنة، لما يمتلكه من أهمية في المحافظة على نقل الثقافة العربية عبر الأجيال، والتأكيد على مفهوم الهوية الثقافية العربية المشتركة، وقد وافقت اللجنة الدائمة للثقافة العربية التي أقيمت بتونس في الفترة من 19- 20 ديسمبر2019 على مقترح المملكة العربية السعودية على إدراج هذا العنصر كملف عربي مشترك بإشراف الإليكسو، ترتيبًا على ما تم مناقشته باجتماع المجموعة العربية على هامش الدورة الـ14 بكولومبيا 18 ديسمبر 2019.