الألعاب وسيلة لتجاوز الأحزان

الألعاب وسيلة لتجاوز الأحزان

اخر تحديث في 11/22/2021 5:14:00 PM

محمد إبراهيم
بحرفية بالغة يسرد لنا الباحث أحمد توفيق في كتابه "فنون الوداع.. من أغاني الفراق في جنوب مصر" الصادر عن سلسلة الدراسات الشعبية بالهيئة العامة لقصور الثقافة، الأغاني والعديد وأناشيد الوداع بأنواعه، ويتخلل كتابه بعض ملامح الثقافة الشعبية بتفاصيل دقيقة وصلت إلى ألعاب الأطفال أثناء العزاء وبشكل خاص في الليل، حيث كان يتقابل الأطفال في تلك المناسبات ليقوموا بإدارة وقتهم بما يتناسب مع نشاطهم ومتعتهم الخاصة. لتكون المشاعر الغالبة هي الحزن والبكاء ولكن تغلب الطبيعة الطفولية لتمارس ما تهواه من نشاط يتطلبه الجسم من قفز ورمح كنوع من التنفيس عن النفس ومحاولة التحايل على الحزن والهروب من مظاهره.

لعبة "دارت"
وفيها يجلس أحد الصبية على الأرض، تكون حدود حركته داخل دائرة، أما باقي الصبية فيدورون حوله وهم يضربونه في أي جزء من جسمه، إما بالأيدي الخالية أو بحبل من الليف المفتول، تعقد في نهايته عقدة تسمَّى "شقة"، وعندما يمسك اللاعب الذي في الدائرة بأحد اللاعبين الذين يلفون حوله من خارج الدائرة ويضربونه، يجلس بدلا منه على الأرض داخل الدائرة، وتعاد الكرة بأن يدور الآخرون حوله وهم يضربونه بالأيادي أو بالشقة ويفرون بعيدًا عن الدائرة حتى لا يمسك أحدهم وهكذا..
لعبة "اللقم"
وتتكون من كرة صغيرة من ليفِ النخيل الملفوف بالقماش، يتم ضربها بالكرنيفة أو العكف (الجزء السميك من جريدةِ النخلةِ)، يقوم أحد اللاعبين بقذف الكرة للاعب المنافس الذي يقوم هو بدوره في ضربها بالعُكف (المضرب) على أن يجرى معها زميله، وعليه أن يصل إلى المكان المتفق عليه، ويسمَّى هذا المكان "ريد"، قبل أن يتلقفها الصبي الآخر المنافس ويضربه بها وبالتالي يسقط، وتعاد الكرة بالتبديل.
وعدد اللاعبين أربعة أو ستة أو ثمانية. وهى لعبة تشبه لعبة البيسبول مع اختلاف نوع الكرة ونوع المضرب.
لعبة "دلك"
وينحني فيها أحد الصبية، ويَثِب من فوقه باقي الصبية على أن ينحني كل واحد منهم في مكانه ويثبت، ثم يَثِب من فوقه الصبي الآخر الذي عليه الدور، واللاعب الذي يلمس اللاعب المنحني يخرج من اللعبة، وعدد أفرادها أكثر من ثلاثةِ لاعبين.
لعبة "النطيطه"
عدد أفرادها أربعة أفراد.. يجلس اثنان على الأرض، يفردا قدميهما بحيث تلامس بطن القدم بطن قدم الفرد الآخر، زميله في اللعبة، ويقوم الآخران المنافسان بالوثوب، ثم تتصاعد اللعبة وتزداد صعوبتها تدريجيًا، بأن تضم القدمين لكليهما ويزاد عليهما وضع قبضة يد كل منهما فوقها، في البداية تكون مضمومة، ثم توضع اليد الأخرى فوقها أيضًا مضمومة، ثم تفرد أصابع اليد الواحدة ثم توضع اليد الأخرى فوقها مفرودة الأصابع إلى أن يتم رفع الأقدام عالية بحيث يلامس بطن قدم كل زميل زميله، في كل مرحلة يثب المتنافسان فوقهما إلى أن تتم الملامسة، فيتم التبديل وتستأنف اللعبة وهي لعبة تشبه الوثب العالي.
لعبة "الحجلة"
تتكون تلك اللعبة من فريقين، فريق يقف في أحد الجهات، والفريق المنافس يقف في الجهة المقابلة، وعندما يعطي الحكم البدء في اللعب، يبدأ الفريقان في الحجل، كل فريق يحجل في اتجاه الفريق الآخر، بحيث يبدأ الفريقان الحجل مع بعضهما، في نفس الوقت الذي أمر به الحكم، على أن يقوم كل لاعب بالإمساك بقدمه اليسرى وضمها إلى فخذه ويبدأ الحجل (الحجل هو وثوب اللاعب على قدم واحدة) متحركا إلى الأمام محاولا إعاقة لاعبي الفريق المنافس، وكل من يقع أو تفلت منه قدمه يخرج من اللعبة، والفريق الفائز هو الذي يستمر أحد أفراده إلى آخر اللعبة، ويكسب نقطة، ثم يعاد بعد ذلك اللعب على نقطة جديدة.
لعبة "النكيسة"
وهي لعبة الاستغماية المعروفة التي يضع فيها أحد الأفراد -الذي يختاره اللاعبون بواسطة عمل قُرعة- يده على عينيه حتى يختبئ الآخرون، ثم يتابع البحث عنهم، وعندما يستطيع الإمساك بأحدهم، يتبادل معه الدور وتعاد الكرة.

المراجع
1-    أحمد توفيق، "فنون الوداع.. من أغاني الفراق في جنوب مصر"، سلسلة الدراسات الشعبية، الهيئة العامة لقصور الثقافة، 2016.

شاهد بالصور


محمد ابراهيم

محمد ابراهيم

راسل المحرر @