اخر تحديث في 11/9/2021 9:39:00 AM
محمد شومان
استكملت أمس الاثنين، فعاليات الملتقى الثقافي الثامن لشباب أهل مصر الذي تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بمحافظة دمياط بقصر ثقافة دمياط الجديدة، ضمن مشروع "أهل مصر" والذي وتستضيف به "100" شاب من المحافظات الحدودية وهي حلايب وشلاتين من محافظة البحر الأحمر وأسوان وشمال وجنوب سيناء والوادي الجديد ومطروح ودمياط إلى جانب القاهرة في الفترة من 5 حتى 12 نوفمبر الحالي.
بدأت فعاليات الفترة الصباحية بزيارة الشباب إلى مسجد عمرو بن العاص، صاحبهم خلالها مختار عادل مدير الآثار الإسلامية بدمياط، وتعرف الشباب على المسجد الذي يعد أحد مساجد دمياط وأقدمها ويطلق عليه أيضا الجامع الكبير أو الفاتح، وقد بني هذا المسجد عندما فتح عمرو بن العاص مصر عام 642م وهو يشبه في تخطيطه جامع الفسطاط بمصر القديمة.
يحتوى المسجد على عدد من الإيوانات تحيط بالصحـن المفتـوح أكبرها إيوان القبلة وبداخله عدد من الأعمدة المصنوعة من الرخام والمرمر، وهو يعد من أجمـل الآثار الإسلامية من حيث البناء والطراز المعماري والنقوش والزخارف الفاطمية الرائعة بجانب الكتابات الكوفية غير أنه مع مرور الزمن اندثرت الكثير من معالمه من أعمدة ونقوش، وقد قام الفاطميون بتجديده عام 1106م وظل قائما حتى عام 1250م، حيث أمر المماليك بتخريب دمياط ولكنهم ابقوا عليه وأعجـب ما في تاريخ هذا الجامع أنه تحول من مسجـد إلى كنيسة إلى مسجد بضـع مـرات حيث اتخذه جان دي براین عام 1219م كنيسة، ولما خرج الصليبيون من دمياط عام 1221م تحـول إلى مسجد، وأيضا جعله لويس كاتدرائية عام 1249م وأقام به حفلات دينية يحضرها نائب البابا وبعد جلاء لويس وجيشه عن دمياط عاد المسجد إلى سابق عهده.
ثم توجه الشباب المشارك إلى كنيسة القديس نيقولاوس والقديس جاورجيوس للروم الأرثوذكس بدمياط صاحبنا فيها الأنبا بندلايمون كاهن كنيسة الروم بدمياط تعرف الشباب على الكنيسة التي تقع في حارة النصارى ويرجع تاريخها إلى عام 600م وقد أعيد تجديدها عام 1845م ويوجد بها الكثير من الزخارف والنقوش القديمة، وفي كلمته أكد الأنبا بندلايمون على وحدة النسيج المصري وأن أهل مدينة دمياط خاصة والشعب المصري عامة يد واحدة وبينهم ترابط على مر العصور، كما أكد على مشاركة الطوائف كافة في مختلف المناسبات الدينية بينهم، واختتم لقاءه مع الشباب ب"تحيا مصر" ليهتف الشباب تلك "تحيا مصر" في سعادة كبيرة بالزيارة.
وفي ختام الجوالة الصباحية زار الشباب مسجد المعيني وصاحبهم خلال الجولة شريف أبو النجا مفتش الآثار بدمياط ليتعرف الشباب على المسجد الذي تأسس على يد التاجر الدمياطي محمد معين الدين عام 810هـ 1200م وهو دمياطي الأصل ولد في مدينة فارسكور في زمن الناصـر قلاوون وقد جاء في المخطوط القديم أنه كان مولى جوهر المعيني، وبذلك يرجع هذا المسجد للعصر المملوكي ويمتاز هذا الصرح العظيم بضخامة البناء وارتفاع الجدران والمأذنة وهو يعد من المساجد النادر وجودها في مدن الوجه البحري من حيث التخطيط والزخرفة وطريقة البناء ويرجع في تخطيطه إلى العصر المملوكـي وهو عبارة عن صحـن مفتوح تطل عليه من الداخل نوافذ مزينة بطريقة العاشق والمعشوق "المشربية"، كما إن أرضيته مزينه بالفسيفساء وهي عبارة عن أطباق نجميـة ومربعـات ومستطيلات متداخلة مع بعضها بالعديد من الألوان.
وفي المساء، بقصر ثقافة دمياط الجديدة، استكملت فعاليات الورش الفنية والحرفية التراثية منها ورشة أشغال النسيج المستحدث مع المهندسة ناهد أمين، ورشة المشغولات الجلدية مع الفنان مصطفى إسماعيل، ورشة الطرق على النحاس مع الفنان جلال عبد الخالق، ورشة فن الديكوباج مع الفنانة نسرين مجدي علام، ورشة فن الخيامية مع الفنان كريم خلف، ورشة أركت نحاس مع الفنانة رانيا المهدي بالإضافة إلى ورشة الدراما المسرحية مع المخرج حسن النجار والورشة الأدبية مع الشاعر صلاح بدران.