اخر تحديث في 8/19/2021 3:33:00 PM
شيماء الطويل
حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2008 يوم 19 أغسطس يوما عالميا للعمل الإنساني لإذكاء الوعي بشأن المساعدة الإنسانية في جميع أنحاء العالم وللإشادة بالأشخاص الذين يخاطرون بحياتهم في سبيل تقدمها.
ويأتي هذا الأمر تزامنا مع تاريخ وقوع هجوم إرهابي وحشي على مقر الأمم المتحدة في بغداد عام 2003، والذي أدى إلى مقتل 22 شخصا من بينهم مبعوث الأمم المتحدة سيرجيو فييرا دى ميلو، وفي عام 2009 قررت الجمعية العمومية للأمم المتحدة اعتماد هذا التاريخ كيوم عالمي للعمل الإنساني.
وخلال هذا اليوم يكرِّم العالم جميع العاملين في المجال الإنساني -الذين يعمل الكثير منهم في مجتمعاتهم المحلية- ويبذلون جهودا استثنائية في أوقات غير عادية لمساعدة النساء والرجال والأطفال الذين انقلبت حياتهم رأسا على عقب نتيجة للأزمات، فالعاملون في المجال الإنساني يتعرضون اليوم لاختبار لم يتعرضوا له من قبل، حيث يواجهون قيودا غير مسبوقة على الحركة ونقص الموارد الناجم عن زيادة الاحتياجات على الأموال المتاحة، كما أنهم في كثير من الأحيان يخاطرون بحياتهم لإنقاذ حياة الآخرين (نقلا عن الصفحة الرسمية لمنظمة الصحة العالمية).
• اليوم العالمي للعمل الإنساني وفيروس كورونا:
نشرت الصفحة الرسمية لوزارة الخارجية بيانا خلال العام الماضي في ظل أزمة كورونا قالت فيه:
"يأتي احتفال مصر بهذا اليوم متزامنا مع معاناة العالم من أزمة إنسانية غير مسبوقة؛ مُمَثلةً في استمرار تفشي فيروس كورونا؛ مما يدعونا جميعا لضرورة التمسك بالعمل متعدد الأطراف عبر المزيد من التكاتف والتعاون الدولي لمكافحة هذا الوباء القاتل. كما تُؤكِد مصر دعمها الكامل للمنظومة الأُمَمية ولجهود الأمم المتحدة الإنسانية لمواجهة الفيروس، وتبقي مستعدةً لتقديم أشكال المساندة اللازمة كافة لتعظيم دور منظمتنا الدولية لمجابهة هذا التحدي الإنساني الخطير".
وعلى الصعيد العالمي وجه أنطونيو جوتيريس الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة خلال العام الماضي أيضًا رسالة شكر إلى العاملين في مجال الرعاية الصحية خلال الاحتفال بهذا اليوم، وأكد أن العاملين الطبيين هم الأبطال خلال الاستجابة لأزمة فيروس كورونا المستجد وهم من يخاطرون بحياتهم من أجل إنقاذ غيرهم من المصابين بهذا الوباء القاتل.
• اليوم العالمي للعمل الإنساني والمرأة:
اتخذ اليوم العالمي للعمل الإنساني عام 2019 شعار "المرأة في العمل الإنساني" والذي جاء بهدف تكريم النساء العاملات في طواقم الإغاثة الإنسانية، حيث يشكل النساء عددا كبيرا من أولئك الذين يعملون في مجال الإغاثة ويخاطرن بحياتهن، فلا يخفى على أحد الدور المحوري الذي تقوم به المرأة في بناء وتماسك والنهوض بالمجتمعات، فغالبا ما تكون النساء أول من يستجيب للمساعدة.
• اليوم العالمي للعمل الإنساني عام 2021:
عنوان احتفالية هذا العام هو (سباق من أجل الإنسانية) حيث تتسبب حالة التغير المناخي الطارئ في فوضى على نطاق لا يمكن لمن يتصدرون جهود التصدي لتغير المناخ -والمجتمع الإنساني برمته- التحكم فيها. والوقت يمر بسرعة لأكثر الناس تضررا من حالة الطوارئ المناخية أولئك الذين هم في الحقيقة أقل الناس تسببا فيها، فقد لحقت الأضرار بمنازلهم وسبل عيشهم ومعايشهم، وفي ظل تركيز معظم الحملات المناخية على إبطاء تغير المناخ وتأمين مستقبل الكوكب، فإن اليوم العالمي للعمل الإنساني لعام 2021 يسلط الضوء على العواقب المباشرة لحالة الطوارئ المناخية على الأشخاص الأضعف في العالم وضمان التعريف بهم وبمشاكلهم ووضع احتياجاتهم على رأس جدول الأعمال في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ في نوفمبر (نقلا عن الصفحة الرسمية للأمم المتحدة).
وختاما اتسمت الفترة الأخيرة بظهور الكوارث الطبيعية والجرائم البشرية الغريبة على المجتمع الإنساني، فالعالم كله يفيض بالكوارث من دمار حروب وفيضانات هذا بجانب فيروس كورونا الذي أظهر الضعف البشري أمام هذا الوباء اللعين.
لذا وجب على الإنسان الوقوف جنبا إلى جنب مع أخيه الإنسان دون اعتبارات عرقية أو دينية ففي النهاية كلنا بشر.