قصة السمسمية في الإسماعيلية

قصة السمسمية في الإسماعيلية

اخر تحديث في 8/16/2021 2:58:00 PM

مروة سعد

ماهي السمسية :

هي آلة وترية مصرية تصنع بشكل محلي وتستخدم لإحياء المناسبات السعيدة في محافظات منطقة مدن القناة، وهي آلة موسيقية شعبية ذات خمسة اوتار، وهى موسيقيا تتبع السلم الخماسى مثلها مثل الربابة - الطنبورة - الارجول وتتكون أجزاء الآلة من: الحمال - السناد - الشمسية - القرص - صندوق الصوت - الحوايات – الاوتار . وأوتار السمسية الخمسة من سلك صلب و عزف آلة السمسمية يكون على مقام الراست أو الكرد او البياتي أو الحجاز او النهاوند او العجم.، وأسماء أوتار آلة السمسمية هي البومة - المتكلم - المتحدث - المجاوب - الشرارة.

 أصول العزف عليها :

 عازف السمسمية يقوم بعزف المقطوعة او الاغنية حسب مقام واحد ولا يستطيع الانتقال إلى مقام آخر داخل العمل وانما قبل البدء في العزف يقوم بضبط اوتار السمسية حسب المقام الذى سيتم العزف عليه واذا تغير المقام يتوقف عازف السمسمية عن العزف لاعادة الضبط . وتم زيادة عدد الاوتار بعد ذلك حتي يمكن التنقل بين المقامات بسهولة فيتم وضع الاصابع علي الاوتار التي يراد ألا تخرج نغما، أي يكتمها ويترك الوتر الذي يراد إظهار نغمته، وذلك علي عكس جميع الآلات الوترية الاخري مثل العود والكمان والجيتار.

يرجع أصل السمسمية إلى القيثارة الفرعونية :

هناك آراء تقول ان اصل آلة السمسمية هى آلة الكنارة ( او القيثارة) الفرعونية الا انها بعدد سبعة اوتار من امعاء الحيوان او آلة الهارب الفرعونية، ثم تطورت إلى آلة الطنبورة النوبية الحالية، وهى عبارة عن علبة من الخشب او قصعة او طبق صاج مشدود عليه جلد رقيق ولها ذراعان متباعدتان تسميان المداد تربطمها ذراع ثالثة ويتم ربط الاجزاء بخيوط قوية ثم كان التطور إلى آلة السمسمية التقليدية الحالية مما يدل على انها آلة مصرية خالصة.

الضمة والحنة السويسي :

كانت حفلات السمسمية ( الضمة ) تبدأ عادة بعزف منفرد لعازف السمسمية بدون اشتراك أى آلات اخرى معه على الاطلاق، وكان هذا العزف بمثابة تنبيه للجمهور وتجميع لهم ( ضمهم ) إلى حلقة السمسمية ثم بعد اكتمال الحلقة وتنبيه المستمعين تبدأ الآلات الاخرى في العزف مع السمسمية، وتبدأ المجاملات بالرقص اى ان الراقص يجامل صاحب المناسبة بأداء رقصة له.. وكان الرقص تمثيليا وتقليدا للحرف المختلفة مثل صيد السمك ورمى الشباك او لحرفة البمبوطى وهو يجذف بقاربه ويلقى الحبل للسفن ليربطوه بها.. ثم بعد ذلك استراحة يعاد فيها توليف وضبط السمسمية وشد جلد الطبلة بتسخينها 
وفى حفلات الزواج تنتهى السهرة بحنة العريس او العروس ( ومن هنا يطلق السوايسة على حفلات السمسمية الحنه السويسى )، وكان يتم احضار صينية مليئة بالحنة الجاهزة للاستعمال ويوضع بداخلها شموع وتغطى الصينية بحنتها وشموعها بقماش التل وتحضر العروس وتكشف الصينية وتبدأ بتوزيع قطع من الحنة على المدعوات من النساء واهلها واهل العريس من الفتيات اللاتي يبدأن بالدوران حول الصينية وهن يرقصن ويزغردن على انغام السمسمية.


* تاريخ السمسية بالإسماعيلية: 

 ‏في لقاء مع الفنان يحيى مولر وهو قائد فرقة السمسمية بالإسماعيلية تحدث قائلا فى أربعينيات القرن الماضى تعرف أهل الإسماعيلية على آلة السمسمية عن طريق الفنان الراحل أحمد السواحلى ، فرقة الصامدين أول فرق السمسية ومنها الي الآلات الشعبية، وسرعان ما تم إنشاء فريق ضم السواحلى وأحمد فرج وروكا ومرسى بركة ومكى وغيرهم، وفى عام 1968  تكونت أول فرقه للسمسمية فى أربعينيات القرن الماضى بقيادة الملحن سالم على والمطرب فوزى الجمل وأطلقوا عليها فرقة الصامدين والتى بدأت المرحلة الثانية من أغانى السمسمية وهى أغانى المقاومة الشعبية فى ظل الحرب التى دارت رحاها على أرض القناة بعد نكسة يونيو 1967، واستمرت الفرقة تجوب المحافظات من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها تقدم أغانيها الوطنية للمهجرين من أبناء الإسماعيلية، وفى عام 1985 انفرط عقد الصامدين لتتوقف هذه الفرقة العريقة عن الغناء ويتفرق أعضاؤها لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ فن السمسمية فى الإسماعيلية ثم انشئت فرقة تراث السمسمية عام 1989 بثقافة الإسماعيلية بقيادة الفنان يحيى مولر.

 ‏ومن خلال هذه الآلة الساحرة التى ارتبطت بوجدان أهالينا فى ربوع مصر ومن منجزات الثقافة المصرية فى منطقة القناة تحديدا، استطاعت فرقة الإسماعيلية لتراث السمسمية أن تكون سفيرا فنيا للإسماعيلية داخل مصر.


مروة سعد

مروة سعد

راسل المحرر @