اليوم العالمي للبيئة وتعزيز سبل الحياة 

اليوم العالمي للبيئة وتعزيز سبل الحياة 

اخر تحديث في 6/5/2021 4:03:00 PM

شيماء الطويل 

منذ الاحتفال الأول في عام 1974، ساعد اليوم العالمي للبيئة برنامج الأمم المتحدة للبيئة على زيادة الوعي وتوليد زخم سياسي حول المخاوف المتنامية مثل استنفاد طبقة الأوزون والمواد الكيميائية السامة والتصحر والاحترار العالمي. تطور اليوم ليصبح منصة عالمية لاتخاذ إجراءات بشأن القضايا البيئية العاجلة. شارك الملايين من الناس على مر السنين، مما ساعد على إحداث تغيير في عادات الاستهلاك لدينا، وكذلك في السياسة البيئية الوطنية والدولية – نقلاً عن الموقع الرسمي للأمم المتحدة.

•  بداية الاحتفال باليوم العالمي للبيئة:
يُعد عام 1972 بمثابة نقطة تحول في تطوير السياسات البيئية الدولية، حيث عقدت الأمم المتحدة في هذا العام  -في الفترة من 5 الى 16 يونيو- المؤتمر الرئيسي الأول حول القضايا البيئية والمعروف بمؤتمر البيئة البشرية، أو مؤتمر ستوكهولم والذي كان يهدف إلى صياغة رؤية أساسية مشتركة حول كيفية مواجهة تحدي الحفاظ على البيئة البشرية وتعزيزها.
وفي 15 ديسمبر من نفس العام، اعتمدت الجمعية العامة قرارها رقم 2994 بوصف 5 يونيو باليوم العالمي للبيئة وتحث الحكومات والمنظمات في منظومة الأمم المتحدة على الاضطلاع بهذا اليوم كل عام، بالقيام بنشاطات على المستوى العالمي، وتؤكد حرصها على الحفاظ على البيئة وتعزيزها، بهدف زيادة الوعي البيئي ومتابعة القرار الذي تم الإعراب عنه في المؤتمر. ويتزامن هذا التاريخ مع تاريخ اليوم الأول للمؤتمر.
كما اعتمدت الجمعية العامة في اليوم نفسه قرارا آخر، أدى إلى إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، وهي الوكالة المعنية بالقضايا البيئية -    الموقع الرسمي للأمم المتحدة.


•  التأثير الإيجابي لجائحة كورونا على البيئة:

قد تتعجب من العنوان ولكن رغم كل السلبيات والمخاطر التي يتعرض لها العالم بأسره جراء تلك الجائحة، لكن يظل داخل كل محنة منحة وهذا ما حدث مع كورونا، 
حيث قالت إحدى مؤسسات الطاقة في تقرير لها أنه على الرغم من التأثيرات السلبية للجائحة على القطاعات الاقتصادية كافة والسفر والسياحة، لكن هناك قرائن تؤكد أن التدابير الاحترازية المشددة التي اتخذها العالم خلال العام الماضي من وقف للغالبية العظمى من الأنشطة وتعليق حركة الطيران والتنقل اليومي قد أظهرت بعض الآثار الإيجابية على البيئة على المدى القصير وقلة مستوى التلوث في الهواء والتقليل من ظاهرة الاحتباس الحراري، حيث عاشت الأرض فترة نقاهة من الآثار البيئية الضارة التي يتسبب بها الإنسان. 

•  التأثير السلبي لجائحة كورونا على البيئة :

بعد أن تناولنا الشق الإيجابي لتلك الجائحة لا بد أن نتناول آثارها السلبية على البيئة والتي تتلخص في:
-    رغبة الدول في إعادة إنعاش الاقتصاد العالمي ستتسبب في زيادة إنتاج الغازات الدفيئة المسببة للاحتباس الحراري، حيث تعود إلى مستوياتها قبل انتشار الوباء، عند احتوائه. وهذا حدث بعد الحرب العالمية الثانية والأزمة المالية لسنة 2008 والمعروفة باسم أزمة الرهن العقاري.
-    التداعيات والنتائئج الاقتصادية السيئة لجائحة كورونا ستؤدي إلى إبطاء الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالطاقة الخضراء وهو ما حذرت منه وكالة الطاقة الدولية.
فمن المؤكد أن العالم بعد انتهاء تلك الأزمة سيشهد صراعا بين تيار الخضر وتيار الصناعيين، الذي سيدافع عن قناعاته الراسخة بضرورة حماية البيئة، وتيار الصناعيين الذي سيدعو إلى تأجيل تطبيق كل القوانين التنظيمية البيئية الصارمة لإصلاح ما أصاب الاقتصاد، وبالتالي فإن المشاكل والمخاطر التي سوف تعترض العمل المناخي ستكون في عصر أكثر شدة حتى مما كانت عليه من قبل.

•  اليوم العالمي للبيئة 2021:

أعلنت الأمم المتحدة عبر موقعها الرسمي أنه ستُتخذ إجراءات عاجلة لإحياء أنظمتنا البيئية المتضررة وذلك خلال اليوم العالمي للبيئة لهذا العام – والذي تستضيف باكستان الاحتفال الرسمي به - فهو بداية عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظام البيئي (2021 - 2030)، وهي مهمة عالمية لإحياء مليارات الهكتارات (الهكتار يعادل 10000 متر مربع ويساوي ما يقارب فدانا على النظامين البريطاني والأمريكي) من الغابات والأراضي الزراعية، من أعالي الجبال إلى أعماق البحار.
كما أكدت أن استعادة النظام البيئي تعني منع ذلك الضرر وتغيير عواقبه: انتقالا من استغلال الطبيعة إلى علاجها، فمن خلال النظم البيئية الصحية يمكننا تعزيز سبل عيش الناس ومواجهة تغير المناخ ووقف انهيار التنوع البيولوجي.

•   قصور الثقافة والبيئة:

تقدم قصور الثقافة عددا من الندوات المتعلقة بضرورة الحفاظ على البيئة وكذلك ورش فنية لإعادة التدوير حفاظا على البيئة وأخرى باستخدام مواد طبيعية. 
وختامًا لا بد لكل الدول أن تهتم بالحد من التلوث والمحافظة على التوازنات الأيكولوجية بخاصة بعد انتهاء جائحة كورونا لأن الدراسات كشفت أن 70% من الفيروسات أصلها من الحيوانات الناجمة عن اختلاطها بالإنسان أو اختلال في نمط حياتها الذي خُلقت عليه.


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @