اليوم العالمي للمتاحف.. التعافي وإعادة التخيل 

اليوم العالمي للمتاحف.. التعافي وإعادة التخيل 

اخر تحديث في 5/18/2021 7:13:00 PM


محمود أنور 

"مستقبل المتاحف: التعافي وإعادة التخيل".. شعار ترفعه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو" وبدعم من مجلس المتاحف العالمي، احتفالا باليوم العالمي للمتاحف لهذا العام 2021.
نعم التعافي من واقع صعب، حيث طالت جائحة كوفيد-19 المتاحف بشكل خاص، إذ اضطر قرابة 90٪ منها، أي ما يزيد على 85 ألف منشأة، إلى إيصاد أبوابها لفترات زمنية متفاوتة خلال الأزمة بحسب موقع اليونسكو. 

تاريخ الاحتفال:

خلال اجتماع الجمعية العمومية للمجلس الدولي للمتاحف ICOM تم تحديد اليوم العالمي للمتاحف في يوم 18 مايو من كل عام رسميا في عام 1977 بهدف توحيد التطلعات الإبداعية وجهود المتاحف والمعارض ولفت انتباه الجمهور العالمي إلى نشاطها كصروح ثقافية مهمة، تصل بين أفراد المجتمع وتاريخهم الغني وتراثهم الأصيل.
والمجلس الدولي للمتاحف مؤسسة دولية غير حكومية تم تأسيسها في باريس عام ١٩٤٦ ويهتم المجلس بصورة أساسية بالعرض المتحفي والحفاظ على المقتنيات المتحفية ويضم ممثلين للمتاحف من مختلف دول العالم.

المتاحف في اللغة:

تعني كلمة متحف في اللغة العربية مكانا تجمع فيه التحف والتحفة شيء نادر ثمين تتزايد قيمته كلما بعد الزمن الذي يعود إليه والمعنى أو الموضوع الذي يدل عليه.
والمتحف بالمفهوم الحديث الآن لم يكن موجودا لدى العصور الإغريقية القديمة الكلاسيكية وحتى 529م فلم يكن الإنسان على أيامهم بحاجة إلى أن يعرض الأعمال الفنية كالتماثيل والنقوش والرسومات وغيرها في مبنى خاص يزوره الناس ويتبينوا الجوانب الفنية أو التاريخية التي تحتويها فالفن لديهم كان في كل مكان. 

التربية المتحفية:

ظهرت التربية المتحفية في عام ١٩٧٩ عندما أقام المجلس الدولي للمتاحف أول مؤتمر لتحديد مفهوم التربية المتحفية والذي انتشر بعده في كثير من متاحف العالم ولحقت أقسام التربية المتحفية بالمتاحف وصممت لها البرامج التعليمية والتربوية، حيث تعد المتاحف من أهم مصادر التعليم في البيئة ووسيلة تعليمية تستخدم في تعزيز العملية التعليمية عن طريق الخبرات الواقعية الملموسة التي تهيؤها للطلاب في جميع المراحل الدراسية، فالمتحف في الوقت الحالي بمثابة معهد للعلوم ومركز للثقافة ومدرسة للفنون المختلفة فضلا عن كونه وسيلة للترفيه والمتعة، فهي ليست مخازن لحفظ وعرض الأشياء الثمينة بل هي مؤسسات تعليمية وثقافية تقدم المعلومات بشكل جذاب وشيق وتوضح الأشياء التي لا تتضح في الكتب المدرسية والتدريس التقليدي فهي ثرية بالمعلومات النادرة التي قد لا تتوافر في مكان آخر غير المتحف. وتعد فكرة جاذبة لا سيما للناشئة فتنمي عقولهم وتساعدهم على الاستكشاف وتمهد لهم الطريق للتفكير الصحيح والولاء للوطن الذي ينتمون إليه.

أقدم وأشهر متاحف العالم 

المتحف البريطاني:

يعد من أشهر متاحف العالم وله ثلاث وظائف رئيسة وهي حفظ الآثار والروائع والبحث العلمي والثقافة والتعليم وتبدأ قصته بوصية لطبيب لندني كان زائع الصيت على أيامه وهو Sir Hans Sloane سجل فيها رغبته في أن تبقى مجموعته النادرة من التحف والكتب والمخطوطات كوحدة واحدة وأن تكون لتنفع الناس علما وفنا وثقافة وافتتحت أبوابه في يناير ١٧٥٩م.

متحف الأرميتاج بروسيا: 

ويرجع الفضل في تأسيسه للإمبراطورة كاترين (١٧٦٢ - ١٧٩٦) والتي كانت من هواة الفن وجمع الأعمال الفنية.

متحف اللوفر باريس:

وكلمة اللوفر تعني "قصر الذئب"، وقد حوى قصر فرنسوا الأول الكثير من التحف والنوادر ويعتبر النواة الأولى للمجموعة التي قام عليها متحف اللوفر وتسابق الملوك بعد ذلك في إتمام هذا الصرح الثقافي الكبير.
 
متحف برلين: 

في عام ١٨١٠ صدر قرار ملكي بإنشاء متحف وطني في برلين فيما عرف بالمتحف القديم وافتتح عام ١٨٣٠.

متحف المتروبوليتان بنيويورك:

أنشيء عام ١٨٧٠ وأعد لكي يكون سجلا وافيا لحضارة الإنسان وتطورها وبه قسم رائع للآثار المصرية.

متحف الفنون الجميلة ببوسطن:

أنشيء عام ١٨٧٠ وتمتاز المتاحف الأمريكية بكونها معاهد حقيقية للتربية والتعليم.

المتاحف المصرية: 

المتحف القبطي: 

أسس عام ١٩١٠ ويعد أكبر متحف في العالم لآثار مصر من المرحلة التي نسميها بالقبطية وهي التي تقع بين العصر اليوناني الروماني والعصر العربي الإسلامي ويضم أقسام الأحجار والرسوم الجصية والمخطوطات والعاج والأيقونات والأخشاب والمعادن.

المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية:
 
افتتح رسميا عام ١٨٩٥ ومجموعة المتحف من عصر وفترة زمنية تقع ما بين القرن الثالث قبل الميلاد والثالث بعد الميلاد أي عصر البطالمة والعصور المسيحية الأولى في ظل الحكم الروماني ويضم إلى جانب ما أخرجته الحفائر من الإسكندرية العديد من الآثار جاءت من منطقة الفيوم والبهنسا ومناطق أخرى بمصر.

متحف الفن الإسلامي:

افتتح رسميا عام ١٩٠٣ ويضم آثارا من مصر وبلاد عربية وإسلامية والفترة التي ترجع إليها مجموعات التحف تمتد من بدايات العصر الإسلامي وحتى أواخر القرن التاسع عشر ويضم أروع الفنون الإسلامية.

المتحف المصري بالقاهرة:

بعد أماكن عدة سابقة افتتح المتحف المصري في مكانه الحالي بالتحرير عام ١٩٠٢ من أكبر متاحف مصر والعالم  وخصص الدور الأرضي للآثار الثقيلة والطابق الأعلى للآثار الخفيفة والمجموعات الكاملة وتعتبر مكتبة المتحف المصري واحدة من أكبر المكتبات المتخصصة في الآثار المصرية.

المتحف القومي للحضارة المصرية:

 يوجد بمدينة الفسطاط بالقاهرة ويستوعب المتحف آثارا كثيرة تحكي مراحل تطور الحضارة المصرية بالإضافة إلى عرض لإنجازات الإنسان المصري في مجالات الحياة المختلفة منذ فجر التاريخ حتى وقتنا الحاضر، افتتح جزئيا عام ٢٠١٧ ثم افتتح هذا العام ٢٠٢١ بالتزامن مع نقل المومياوات الملكية إليه من المتحف المصري في حفل مهيب ويضم آثارا من العصر الحجري والمصري القديم واليوناني الروماني والقبطي والعربي.


ومصر على موعد مع افتتاح وشيك للمتحف المصري الكبير في منطقة الأهرام بالجيزة وسيكون أكبر متحف للآثار المصرية في العالم.

وهناك المتاحف التعليمية التثقيفية مثل المتحف الزراعي ومتحف البريد ومتحف السكك الحديدية والمتحف الحربي وغيرها، ولدينا عدد من المتاحف الكبيرة في المحافظات المصرية من أشهرها متحف النوبة ومتحف الأقصر ومتحف شرم الشيخ ومتحف تل بسطا وغيرها.

وتعد رسالة المتحف من أهم الأعمال التي تقدمها الدول للشعوب تعليميا وثقافيا ولتنمية الذوق الرفيع.

..................

مصادر: 
- علي رضوان، المتاحف والحفائر، دار الحريري للطباعة، 2009.


محمود أنور

محمود أنور

راسل المحرر @