تحليل أعمال معرض ملتقى سيوة للتصوير بمركز الهناجر بأرض الأوبرا

تحليل أعمال معرض ملتقى سيوة للتصوير بمركز الهناجر بأرض الأوبرا

اخر تحديث في 3/19/2021 12:53:00 PM

د. بدوى مبروك

استكمالا للنجاح المستمر الذى تحققه الملتقيات الفنية التى تقيمها الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلال الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية ومنها ملتقى سيوة للتصوير 2020، والذى يتم بترشيح عدد من الفنانين المتميزين وأساتذة كليات الفنون المختلفة، بالإضافة إلى بعض الفنانين التلقائيين من أبناء واحة سيوة، وعقب افتتاح معرض إنتاج الملتقى بقاعة آدم حنين بمركز الهناجر الأربعاء الماضى والذى يستمر حتى ٢١ مارس ٢٠٢١م، نستعرض تحليلا للوحات الفنانين المشاركين فى الملتقى كالتالي:

إبراهيم العطار: فنان يعشق الطبيعة ودائمًا ما يرسمها فى لوحاته وهنا نجد في لوحته أنه قد رسم مزارع النخيل المنتشرة في واحة سيوة ومدى ارتباط الأهالي بهذه المزارع وحياتهم اليومية المتعلقة بها، منها النخيل والزيتون وهذا ما قصد الفنان أن يطرحه في لوحته وهو مدى أهمية مزارع النخيل والزيتون والعيون الكبريتية للأهالي وللحركة الاقتصادية بالواحة إلى جانب جذب وتنشيط السياحة.

أحمد صقر: أستاذ أكاديمي بكلية الفنون الجميلة وله تجارب عديدة في نقل بيئات مصر المتنوعة ووسيطه المميز به هو تراب مصر أو بالأحرى رمالها فيشكل منها تكوينات وتصميمات تبين مدى جمال وعظمة تاريخ مصر، فعند زيارته لواحة سيوة في هذه المراسم وضع يده على رمال الواحة البيضاء ورسم بها على شكل دائرة ذات خلفية سوداء، وبهذا يرسم ويعبر عن تراث وعادات وتقاليد وحروف اللغة الأمازيغية التى يتحدث بها أهالي الواحة وقد كانت تجربة فنية معبرة عن الواقع الواحاتي.

أنيس الزغبي:  فنان مرهف الأحاسيس، تعبيري الطباع، ونجد ذلك واضحًا في لوحته التي أنتجها في هذه المراسم والتى عبر فيها عن عفة ووقار واحترام وأخلاق سيدات الواحة؛ فقد رسم من خياله وجه سيدة واحاتية وهو لم ير أيا منهن لاحتفاظهن بعادات وتقاليد مجتمعية تجبرهن على ألا تظهر السيدات وجوههن، ولكن الفنان هنا تحدى نفسه في التعبير عن هذا الجمال الكامن خلف أستاره، وهذا التحدي نبع من أهمية دورهن الملحوظ في إعمار بيوتهن وتحريك كل ما هو ساكن، فهن السند والمحرك الأساسي لأشياء كثيرة بناءة ومهمة بالواحة فكانت النتيجة لوحة تشكيلية رائعة من إنتاج الفنان.

بدوى مبروك: قومسيير الملتقى والمعرض، وقد شارك فى المعرض بلوحة فنية عبر فيها عن أطفال وفتيات الواحة أثناء تسويقهم لمنتجات أمهاتهم اللواتى يعملن عليها فى بيوتهن كمشروعات صغيرة والمشغولة من الخوض أو سعف النخيل أو الخيوط أو الخرز وغيرها من الخامات المختلفة، ومدى سعادة هؤلاء الأطفال فى الترحيب بكل زوار الواحة، وقد وضع الفنان فى خلفية اللوحة بحيرات الملح المسطحة ومن وراءها مزارع النخيل المنتشرة فى الواحة، وقد شارك أيضا بعمل طباعة بارزة مستخدما مفردات وعناصر البيئة المصرية الأصيلة.

حسام سكر: نحن أمام فنان يعبر بالخطوط الملونة المتداخلة ومساحات اللون ليشكل لنا تكوينات معبرة على البيئة المحيطة بالواحة ومزارعها وأهاليها وكذلك الحياة اليومية التى يعيشونها ونجده قد استخدم مفردات وعناصر في لوحته قد لا يفهمها الإنسان العادي؛ لأنه يستخدم حروف ورموز تشكيلية خاصة به ويعبر بها عما بداخله وهذا ما تتميز به بعض اتجاهات الفن التشكيلي فى كونه فنا غير مقروء للعامة فى كثير من الأحيان.

سيف الإسلام صقر: أستاذ أكاديمي له باع كبير في التعبير عن بيئته الريفية فى دلتا مصر، وهذه المرة الأولى لزيارته لواحة سيوة، وقد أنتج لوحة عبر فيها عن انطباعه الأول ناحية الواحة وهي انتشار البحيرات ومساحات الملح المستوية على أرض بحيرات الواحة ومن بعيد نجد الخضرة والمزارع تحيط بالواحة، وقد قام الفنان بالتعبير عن هذا الانطباع بطريقة تجريدية بحتة وبالمختصر المفيد عن كل ما رآه واحتك به أثناء زيارته للواحة من خلال المراسم.

متولى عصب: فنان، أستاذ أكاديمي، عبر في لوحته عن السيدة الواحاتية التى تتجمل وتتزين وتظهر في أحسن صورها داخل بيتها، وفي نفس الوقت تهتم ببيتها وأرضها ومزارعها وتقف بجوار زوجها سندا وحرصا على استمرار الحياة، وكأنها هي التى تحكي تاريخ وتراث وعادات وتقاليد الواحة ومن وراءها مباني الواحة القديمة ومن أمامها العربة التقليدية التى يستخدمونها في الانتقال داخل الواحة والتي يجرها الحمار ويذهبون بها إلى الأسواق وإلى المزارع لقضاء حوائجهم.

محسن أبو العزم: فنان تعبيري له تجاربه التعبيرية والكاريكاتيرية التى يعبر بها عن المناسبات والعادات والتقاليد فى البيئات المصرية المتنوعة، وأثناء زيارته لواحة سيوة فى هذه المراسم تأثر بالمباني القديمة في الواحة وبالمزارع المحيطة وبعربات الانتقال التقليدية داخل الواحة وهي عبارة عن صندوق خشبي على عجلتين يجرها حمار، وقد اهتم فى رسمه بتجميل وتزيين الحمار الذى يجر العربة لاهتمام أصحابه به لأهميته بالنسبة لهم ولوحة الفنان معبرة عن بساطة البيئة الواحاتية بمزارعها المنتشرة ومبانيها البسيطة وسماءها الصافية.

محمد ثابت بداري: أستاذ أكاديمي عبر في لوحته عن مزارع النخيل المحيطة بواحة سيوة من كل جانب والبحيرات والعيون المائية المنتشرة داخل الواحة ومزارعها ومبانيها القديمة والتراثية واللوحة بصفة عامة تعبر عن صفاء الجو العام في الواحة والخضرة والخير الذى يعم الواحة.

محمد دسوقي: نحن أمام فنان له خبرة كبيرة في رسم الطبيعة ونقلها بواقعية من كل بيئات مصر المتنوعة وهنا فى لوحته نجده قد استقر على مشهد من مشاهد المباني القديمة بمنطقة شالي بواحة سيوة ومدى تأثير آشعة الشمس عليها، وكأنها قطعة ذهبية تنير ما حولها مما أعطاها قيمة فنية وتشكيلية عالية وظهور بعض الأهالي في المشهد يدل على أن الحياة تعم في أرجاء الواحة بالرغم من قدم مبانيها كما يدل على ضرورة الاحتفاظ بعادات وتقاليد وتراث الواحة.

محمود الببلاوي: فنان دائما ما يرسم لوحاته وبداخلها إحداثيات في خيال الفنان يصنع بها مقارنات بين الواقع والخيال والحلم، وهنا فى لوحته نجده قد رسم أجزاء من المباني القديمة بالواحة ويظهر في الأفق أعلى السماء على يسار اللوحة جزء من هذه المباني الصريحة التي كانت موجودة قديما في الواحة، وكأنها تشهد ما يحدث من قدم لها على أرض الواقع ورؤية ومعالجة الفنان في لوحته تؤكد لنا مدى تأثره بالواحة واهاليها وحياتهم الايومية وعاداتهم وتقاليدهم.

منى أحمد: فنانة رسمت فى لوحتها جزءًا من المبانى القديمة بالواحة وهي مبانى شالي القديمة والعمارة المنتشرة في هذه الفترة وهو استخدام الصخور والرمال وخشب النخيل وأشجار الزيتون الجافة في إقامة المبانى القديمة البسيطة والمتداخلة والمتراكبة على بعضها البعض، واستطاعت الفنانة أن تنقل لنا ببساطة روح هذه البيئة وتراثها العتيق.

ولاء فرج: فنانة دارسة للفنون الجميلة؛ وهذا ما يظهر في لوحتها التى تأثرت فيها بعناصر ومفردات البيئة الواحاتية التى شاهدتها ومساحات الفراغ المحيط بالواحة عندما رسمت مزارع الزيتون أو النخيل وظلها على بحيرات المياه والملح بالواحة، وباحتكاكها بسيدات الواحة داخل بيوتهن تعرفت على بعض أسرارهن في اختيارهن للمفردات اللاتي يقمن بتطريزها على ملابسهن، وهذا ما ظهر فى لوحتها عندما رسمت السيدة الواحاتية بملابسها وتأثرت كثيرا بالمفردات التطريزية على هذه الملابس واستخدامها لتحليل الظل والنور داخل اللون الواحد في الرسم يدل على دراستها لأهمية الخط والكتلة في العمل الفني على اعتبار أنها دارسة لفنون الجرافيك وتاريخ الفن، واهتمامها بمعرفة المزيد من أسرار الواحة وتسجيلها وتوثيقها.

يوسف إبراهيم: فنان تلقائى ابن من أبناء واحة سيوة وعندما جاءت الفرصة ليعبر عن واحته وواقع بيئته على سطح لوحة سرعان ما سجل ووثق أهم ما عنده في الواحة من نخيل ومباني تراثية قديمة ومزارع زيتون أو نخيل والسلال المصنوعة من سعف النخيل والبحيرات والعيون الكبريتية ومساحات الملح ومن فوقهم السماء الصافية وبهذا يكون قد جمع كل أدوات الخير والنعم التى حباها الله للواحة.

وفى نهاية افتتاح المعرض استلم الفنانون المشاركون شهادات التقدير الخاصة بهم مع الالتزام بكافة الاجراءات الاحترازية جراء الوقاية من فيروس كورونا المستجد.

 

شاهد بالصور


بدوى مبروك

بدوى مبروك

راسل المحرر @