معركة الإسماعيلية لوحة فنية تلاحمت فيها دماء الشرطة والشعب

معركة الإسماعيلية لوحة فنية تلاحمت فيها دماء الشرطة والشعب

اخر تحديث في 1/20/2021 12:49:00 PM

مروة سعد
أيام قليلة وتبدأ احتفالات الشعب المصري أجمع بعيد الشرطة المصرية الذي يعد تخليدًا لذكري موقعة الإسماعيلية 1952 التي راح ضحيتها خمسون شهيداً وثمانون جريحًا من رجال الشرطة المصرية علي يد الاحتلال الإنجليزي في 25 يناير عام 1952 
حيث رسمت معركة الإسماعيليية عام 1952 لوحة فنية تلاحمت فيها دماء "الشرطة والشعب" في أثناء تصديهم للعدوان، لتوضح للعالم أجمع بأن المصريين يد واحدة أمام العدوان الغاشم، ليصبح هذا اليوم عيداً يحتفل المصريون بكل طوائفهم وثقافاتهم به كل عام.

وفي تلك المناسبة أقام بيت ثقافة العمدة التابع لفرع ثقافة السويس بالقطاع الريفي، محاضرة بعنوان (عيد الشرطة المصرية) حاضرتها د. فاطمة يوسف عبد الغني، والتي تحدثت مسرده عن قيام القوات البريطانية بمحاصرة مبني محافظة الإسماعيلية، بسبعة آلاف جندي بريطاني مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة في الثكنات وثمانين في المحافظة، لا يحملون غير البنادق العتيقة من طراز ‏(لى إنفيلد‏)‏. رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية، مما أسفر الاشتباك بين الشرطة المصرية والقوات البريطانية عن مقتل 50 شرطياً مصريا و80 جريحا، 
استمرت المعركة ساعتين كاملتين هاجم فيها الإنجليز قوة الشرطة الصغيرة بدباباتهم ونيران مدفعيتهم، بينما لم يمتلك الرجال سوى أرواحهم وبنادق قديمة، ولم يستطع الإنجليز أن يتقدموا خطوة واحدة بتسليحهم الهائل، إلا بعد سقوط 50 شهيداً و80 جريحاً من رجال الشرطة البواسل، هم كل قوة القسم.
 130 من الأبطال بقسم شرطة الإسماعيلية واجهوا حصار قوات الاحتلال البريطاني  لمبني القسم الصغير، رفضوا الانصياع لإنذار عدو متغطرس لتسليم أسلحتهم والرحيل عن المنطقة، حيث كانوا ضمن أقوى قوة استعمارية في العالم آنذاك «بريطانيا العظمى».
عقب انتهاء معركة الإسماعيلية الشهيرة. لم يستطع الجنرال إكسهام أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏ لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعا ضباطاً وجنودا. وقام جنود فصيلة بريطانية بأمر من الجنرال إكسهام بأداء التحية العسكرية لطابور رجال الشرطة المصريين عند خروجهم من دار المحافظة ومرورهم أمامهم تكريما لهم وتقديراً لشجاعتهم‏، كما خرج جموع الشعب المصري فى الإسماعيلية لاستقبال الأبطال بمحطة السكة الحديد، وسط هتاف لا يتوقف لهم، بسبب شجاعتهم وصمودهم في وجه العدو.
ثم تحول يوم 25 يناير إلى عيد للشرطة يحتفل به كل عام، كما أنه أصبح عيداً قومياً لمحافظة الإسماعيلية، وفي 2009 أصبح يوم 25 يناير من كل عام يوم عطلة رسمية في مصر، ووصلت قمة التوتر بين مصر وبريطانيا إلى حد مرتفع عندما اشتدت أعمال التخريب والأنشطة الفدائية ضد معسكراتهم وجنودهم وضباطهم في منطقة القنال فقد كانت الخسائر البريطانية نتيجة العمليات الفدائية فادحة، خاصة في الفترة الأولى، وكذلك أدى انسحاب العمال المصريين من العمل في معسكرات الإنجليز إلى وضع القوات البريطانية في منطقة القناة في حرج شديد، وحينما أعلنت الحكومة عن فتح مكاتب لتسجيل أسماء عمال المعسكرات الراغبين في ترك عملهم مساهمة في الكفاح الوطني سجل 91572 عاملاً أسماءهم في الفترة من 16 أكتوبر 1951 وحتى 30 من نوفمبر 1951، كما توقف المتعهدون عن توريد الخضراوات واللحوم والمستلزمات الأخرى الضرورية لإعاشة ثمانون ألف جندي وضابط بريطاني.
 لتظل بطولات الشهداء من الشرطة والشعب فى معركتهم ضد الاحتلال الإنجليزى ماثلة فى الأذهان ليحفظها ويتغنى بها الكبار والشباب وتعيها ذاكرة الطفل المصرى وتحتفى بها.

شاهد بالصور


مروة سعد

مروة سعد

راسل المحرر @