الهجان وعواض يفتتحان الدورة العشرين لمؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى

الهجان وعواض يفتتحان الدورة العشرين لمؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى

اخر تحديث في 9/23/2020 12:25:00 AM

 

شيماء الطويل 
افتتح اللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، ظهر الثلاثاء، الدورة العشرين لمؤتمر أدباء إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي دورة الشاعر الراحل مجدي الجابري بعنوان "الأدب واستلهام الموروث الثقافي"، بقصر ثقافة بنها.

يعقد المؤتمر برئاسة الدكتور جمال القصاص وأمانة الشاعر أحمد عامر في الفترة من الثلاثاء ٢٢ حتى ٢٤ سبتمبر ٢٠٢٠.

بدأت أولى الفاعليات بافتتاح معرض لفناني القليوبية.
وفي كلمته توجه أمين عام المؤتمر بالشكر لكل أعضاء المؤتمر والحضور، ثم تحدث عن عودة الحياة الثقافية بعد فترة الحظر لجائحة كورونا، ليدرك العالم أهمية الثقافة بمفهومها الواسع ولقد راهن الجميع في الأيام السابقة على وعي وثقافة المواطن في مواجهه الجائحة، وأن الهيئة العامة لقصور الثقافة هي بيت الأدباء ولها دور كبير في رفع الوعي الثقافي لدى المواطن.

 وأشار الشاعر جمال القصاص رئيس المؤتمر، في كلمته إلى أن المؤتمر يعقد في فترة عصيبة قلبت العالم رأس على عقب، وفرضت علينا جميعا إحساسا مقيتا بالعدم وبدأت كأننا حزمة أنفاس في قبضة كورونا، معربا عن سعادته باختيار اسم الشاعر مجدي الجابري لتحمل الدورة اسمه.

وقال جلال عثمان رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي إن هذا المؤتمر استثنائي ونأمل من مناقشات أبحاثه أن نصل إلى توصيات تخدم محاوره.

تحدث الدكتور أحمد عواض رئيس الهيئة، عن التحدي في عودة الأنشطة في ظل ظروف الجائحة وأهمها المؤتمرات الأدبية وعودة جميع المؤتمرات وفي انتظار توصيات المؤتمر لتوضع محل التنفيذ، مشيرا إلى أن القليوبية تشهد تطورا ثقافيا ملحوظا تحت قيادة اللواء عبد الحميد الهجان وتوجه في ختام كلمته بالشكر لكل الضيوف وأعضاء المؤتمر.

وأشار اللواء الهجان محافظ القليوبية إلى سعادته بدعوة الدكتور عواض لحضور المؤتمر مرحبا بإقامته على أرض القليوبية، وأكد على أهمية الثقافة في حياتنا متمنيا للحضور مؤتمرا ناجحا.

وفي ختام الفعاليات تم تسليم درع الهيئة العامة لقصور الثقافة لكل من اللواء عبدالحميد الهجان محافظ القليوبية، والشاعر جمال القصاص رئيس المؤتمر، وتكريم اسم لشاعر الراحل مجدي الجابري، والشاعر ربيع عبد الرازق، والشاعر أسامة بدر.
هذا وبدأت أولى جلسات المؤتمر بمناقشة كتاب الشخصية المكرمة مجدي الجابري، أدارها الناقد والروائي سيد الوكيل، تحدث فيها أنه منذ بدء جائحة كورونا، وأصبح التعامل والتواصل الثقافي يتم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فهذا المؤتمر هو الأول بعد تخفيف الإجراءات الاحترازية، أعقبته كلمة الكاتبة صفاء عبدالمنعم، والتي تحدثت عن تجربتها الشخصية مع الشاعر مجدي الجابري، زوجها الراحل، كما قدمت نصا بعنوان "كنبة جديدة"، أعقبها دراسة بعنوان "أسطورة مجدي الجابري الأخيرة، وهتافه القاتل" للشاعر محمود الحلواني، تحدث فيها عن الجابري، الذي لفت انتباهه بشده، فهو الشاب الذي حسبته أجنبيا في بادئ الأمر، ومع مرور الوقت عرفه عن قرب، فهو الشاعر الذي أدرك أن "الحياة مش بروفة" فجعلها قضيته، ومنذ تلك اللحظة لم يعد يرى سائرا إلا في أحد اتجاهين لا ثالث لهما، إما متحسسا وجوده، متربصا بأي ظل سلطوي يلوح هنا أو هناك، وإما مقلبا عن شئ صغير يخصه، فقد آمن أن الحياة "هنا والآن" لا تتحقق إلا عبر تلك الأشياء الصغيرة، وقدم الدكتور محمد السيد إسماعيل، بحثا بعنوان "شعرية الأشياء البسيطة" قراءة في الحياة مش بروفة لمجدي الجابري، أشار فيها أن قصيدة النثر ليست مجرد تخل عن الوزن التفعيلي بل هي رؤية جديدة للشعر، تقوم على اصيطاده مؤكدا أن الشاعر مجدي الجابري يعد رائدا لكتابة لجديدة وأنه كان يتحدث أن الشاعر كائن ماكر في الأساس، والشعر مكر تكفي إشارته فالذات تبدو في الظاهر مذعنة لقوة الأخلاق والتقاليد وقرابة الدم.

فيما قدم الشاعر مسعود شومان، بحثا بعنوان "الشعر هنا والآن، تفكيك الموت عبر المفارقة عند مجدي الجابري" تحدث شومان أن الجابري ركيزة أساسية في حركة شعر العامية في جيلة ووصفه بأنه أحد كبار المجددين في الشعر المصري، والذي وافته المنية وهو في ريعان شبابه تارك لنا خمسة دواوين هم أغسطس، بالظبط وكأنه حصل، عيل بيصطاد الحواديت، الحياة مش بروفة، طرطشات موجه حلم، ودراسه فلكلورية بعنوان "حكايات شعبية"، وتمثل تجربته الشعرية عينة دالة على جيل بكامله لأنها تلخص مرواحات عدة في الكتابة الشعرية.

وقدم الشاعر يسري حسان، دراسة بعنوان "عن مجدي الجابري الذي كنت أخشاه.. شهادة" اخيرا الشاعر يسري حسان اكتشفت انه إنسان غاية في الطيبة والبساطة، والجمال لكنه عند الشعر لا يعرف أباه، فهو حاد جدا تجاه أي شعر رديء وربما تجاه أي شعر مخالف، لكنه بمرور الوقت امتلك قدرا من المرونة ساعده على تقبل تجارب الآخرين، بشرط أن تكون تجارب حقيقية، لم يكن من أولئك الذين "يمشون أحوالهم ويسترزقون من الكتابة" كان رائد ثقة لجيل الثمانينات في شعر العامية استفاد الجميع من أفكاره وتجربته ومغامراته.
وعُقدت الجلسة البحثية الثانية تحت عنوان "الموروث الشعبي" أدارها الشاعر جمال العسكري، تحدث عن عشرين عاما مرت على رحيل الشاعر مجدي الجابري ولا يزال اسمه يتردد بقوة هنا وهناك، كلما تعلق الأمر بشعر العامية حيث لا يمكن أن يذكر أحد ما جرى في نهر هذا الشعر من مياه دون أن يذكر صاحب الضربة الأولى التي أطاحت بالكثير من المسلمات التي كانت قد استقرت حوله.

وقدم الشاعر مسعود شومان بحثا عن "شعر العامية وآليات استلهام التراث والمأثور الشعبي" أشار فيه أن شعر العامية على اختلاف توجهاته واراءه، هو شعر شاعر فرد يتبنى رؤية وموقفا تجاه العالم، العالم بمعناه المجرد، عالمه الرؤيوي الخاص، وتحدث أيضا عن الثقافة الشعبية من هنا يجدر بنا ان نعرج الى أنواع الثقافة الشعبية التي تعد أحدهم اهم مصادر شعراء العامية.

بينما قدم الدكتور حمدي سليمان، بحثا بعنوان "عبره التاريخ في رأس الملوك" تحدث فيه أن الاستلهام والمخاتله عندما تقيد الحريات ويضيق المجال السياسي وتنحصر مساحة الديمقراطية أو تتسع فجوة الغزو الثقافي في أي مجتمع، تحاول الفنون والآداب العودة للجذور، والترسيخ لهويتها الثقافية والحضارية، فتستعيد تراثها الشعبى بالمجالات الفنية المختلفة، وقد أخذ الخطاب الإبداعي المعاصر عملية استلهام التراث كمادة معرفية ومنجز إنساني لا بوصفه ركاما صامتا، واستعذاب العبودية بين المملوك والمثقف، في ان المثقف الحق لا يمثل أحد بل يمثل مبادئ كونية مشتركة لا تنازل عنها فهو يمثل نبض الجماهير وحقيقة المثقف الأساسية انه فريد يتمتع بموهبة خاصة يستطيع من خلالها حمل رساله ما.

وأخيرا قدم الدكتور خالد أبو الليل، بحثا بعنوان "الموروث الشعبي والتاريخي في الشعر العربي المعاصر" حيث تنطلق الدراسة الراهنة من التوقف على الأشكال المتنوعة التي تجلى بها الموروث الشعبي والتاريخي في الشعر العربي المعاصر، وهو مايعكسه تزايد إهتمام الشعراء بالتفاعل مع هذا الموروث، وتوظيفة توظيفا معاصرا تحقيقا لأهداف تتعلق بخدمة الواقع الجديد، وتحدث كذلك عن ثورة يوليو ١٩٥٢ وتحول الوعي الاجتماعي، واشار إلى انه لا يمكن أن نتحدث عن المدرسة الواقعية دون إلقاء نظرة سريعة على الظروف السياسية والتاريخية والإجتماعية، التي كانت تعيشها مصر في بدايات النصف الثاني من القرن العشرين، ومنها حادثة دنشواي والاستدعاء الشعبي الشعري، فالوجدان الشعبي لم يفته أن يخلد واحدا من المصريين البسطاء الذي صار بطلا شعبيا وهو محمود درويش زهران.
واختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر  بأمسية شعرية أدارها الشاعر مجدي أبو الخير، قدم خلالها مجموعة كبيرة من الشعراء لمجموعة من أعمالهم، ومنهم أحمد قورة، أيمن سالم، نجاة مبارك، عصام محمد، جمال ربيع، أحمد السلاموني، محمد إبراهيم، سيد عبدالسلام، السيد كامل، عبدالرحمن الكحلاوي، محمد سمير، خالد سلام.

شاهد بالصور


شيماء الطويل

شيماء الطويل

راسل المحرر @