خلاصة أبو حيان التوحيدي للمؤلف جمال الغيطاني بثقافة السويس

خلاصة أبو حيان التوحيدي للمؤلف جمال الغيطاني بثقافة السويس

اخر تحديث في 8/8/2020 11:10:00 PM

مروة سعد
عقد بيت ثقافة العمدة التابع لفرع ثقافة السويس مناقشة كتاب بعنوان "خلاصة التوحيدي" تأليف جمال الغيطاني، ويضم الكتاب مختارات من نثر هذا المفكر والأديب الذي عاش في عصر شهد الكثير من الاضطراب السياسي والاجتماعي رغم ازدهار الثقافة العربية فيه، وهو عصر القرن الرابع الهجري. للمشاهدة :

https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=3052776188153289&id=671567702940828&sfnsn=scwshwa&extid=BFqQzlruiCzW3im7&d=w&vh=e
في مقدمة كتابه يقول الغيطاني: اسمه علي بن محمد بن العباس التوحيدي البغدادي، وقد غلبت كنيته اسمه فاشتهر بأبو حيان التوحيدي، وقد قيل إن أصله من شيراز، أو من نيسابور، حيث ولد في مدينة بغداد عام 310 للهجرة، وقد نشأ يتيما بعد أن توفي والده، وانتقل ليرعاه عمه، وأما سبب نسبته إلى التوحيد؛ فيرجع ذلك إلى أن أباه كان يبيع نوعا من التمر في العراق، يقال له تمر التوحيد، يعد أبو حيان التوحيدي من أبرز الأدباء والفلاسفة في القرن الرابع الهجري، ويعتبر أيضاً من مجددي ذلك العصر ورواده في الأدب، والتصوف، وقد امتاز بسعة ثقافته، وحدة ذكائه، وجمال أسلوبه التعبيري اللغوي وتنوعه، وامتازت مؤلفاته بذلك أيضاً؛ إذ إنها غزيرة المحتوى، ومنوعة الأسلوب والمضامين، وقد كان التوحيدي حريصاً على حضور مجالس العلم، والفكر، والفلسفة، والأدب، وحريصاً أيضاً على التواصل مع أدباء زمانه، وعلماء عصره.
ليتعلم النحو، والأدب، والعلوم الشرعية، وقد حاول أن يسير على خطى الجاحظ في الأسلوب التعبيري، واعتبره البعض متفوقاً على الجاحظ، وتعلم أيضاً من الثقافة اليونانية، فكان يقرأ كتبهم من بعدِ ترجمتها للعربية، وكان يرى أن الفن من أهم خصائص الإنسان المفكر؛ إذ إن الفنان يحاكي الطبيعة التي خلقها الله وأبدعها أيما إبداع، والفن يعبر عن مكنون مشاعر الإنسان، وأفكاره، ورغباته، وهو بذلك يكون قد ترجم ما بداخل الفنان من أحاسيس، وانفعالات.
ومنها انتقل الغيطاني إلي عرض مصنفات أبي حيان التوحيدي قائلا للتوحيدي العديد من المصنفات والكتب، منها ما وصل إلينا وتمَّ نشره بعد طِباعته، ومنها ما لم يطبع ولم يصل إلينا، وفيما يأتي ذكر لتلك الكتب التي تم نشرها:
 كتاب الإمتاع والمؤانسة وهو من أمتع وأنفع كتب التوحيدي، ويعد من المصادر الثمينة التي ساهمت في الاطلاع على البيئة الاجتماعية، والبيئة الثقافية، والبيئة الفكرية التي كانت سائدة في عصره. 
كتاب البصائر والذخائر وفيه مجموعة من الحكم، والنوادر، والشعر، والتاريخ، واللغة، والتصوف، كان قد جمعها التوحيدي مما قرأَ وسمع، في خمسة عشر عاماً.
 كتاب المقابسات يحتوي هذا الكتاب على أكثر من مئة اقتباسٍ من الحوارات التي عايشها التوحيدي بين العلماء، في موضوعات شتى، وقد غلبت فيه الصياغة الأدبية الرفيعة. 
كتاب الهوامل والشوامل وهو يتيح لك الاطلاع على المسائل التي شغلت عصر التوحيدي حيث احتوى على عدد من الأسئلة في مجالات الأدب، واللغة، والفلسفة، وقضايا المجتمع النفسية، والأخلاقية، والمعرفية، والاجتماعية.
ولكنه للأسف أحرق كتبه جميعها في نهاية حياته ولم يصلنا منها إلا عدد قليل والسبب أنه في قديم الزمان كانت العرب تقول لمن ساء حاله ووقع في حبائل العوز والحاجة والفقر «أدركته حُرفة الأدب»، وكأن رجال الأدب هم أشد الناس فقرا على مر الزمان حتى صاروا مضرب المثل في شدة الحاجة والحرمان.
وكان التوحيدي يسميها «حرفة الشؤم». فعلى الرغم من أنها أتاحت له التزود بالمعارف العظيمة التي جعلت منه مثقفا موسوعيا فإنها لم ترض طموحه، ولم تلب حاجاته فانصرف عنها إلى الاتصال بكبار رجال السلطة في عصره من أمثال ابن العميد والصاحب بن عباد والوزير المهلبي يتكففهم، وهو عارف بأن استجداءهم ضرب من ضروب المذلة الفادحة، فعل ذلك ربما لجهله بمكانته الأدبية، وكان يعود في كل مرة صفر اليدين، خائب الآمال، ناقما على عصره ومجتمعه. 
وله نصوص منتشرة في كتبه تقطر مرارة وألما من شدة الشكوى من الفقر والعوز والحرمان، ومن الحياة والناس، ويبدو أن أحدًا لم يصغ إلى توسلاته وصرخاته، ولم يتحقق له ما يريد فبلغ به اليأس مبلغه، فأحرق كتبه ومؤلفاته، وقال حينها: «إني جمعت أكثرها للناس لطلب المثالة منهم، ولعقد الرياسة بينهم، ولمد الجاه عندهم، فحرمت ذلك كله… لقد أمسيت غريب الحال، غريب اللفظ، غريب النحلة، غريب الخل، مستأنسا بالوحشة، قانعا بالوحدة، معتادًا للصمت، ملازما للحيرة، محتملًا للأذى، يائسا من جميع ما تري.
وقيل عن جمال الغيطاني روائي وصحفي مصري ورئيس تحرير صحيفة أخبار الأدب المصرية. صاحب مشروع روائي فريد استلهم فيه التراث المصري العربي ليخلق عالما روائيا عجيبا يعد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجاً وقد لعب تأثره بصديقه وأستاذه الكاتب نجيب محفوظ دورا أساسيا لبلوغه هذه المرحلة مع اطلاعه الموسوعي على الأدب القديم وساهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربي القديم بنظرة معاصرة جادة.
بدأ النقاد بملاحظته في مارس 1969، عندما أصدر كتابه أوراق شاب عاش منذ ألف عام والذي ضم خمس قصص قصيرة، وأعتبرها بعض النقاد بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة.
توفي في 18 أكتوبر 2015

شاهد بالصور


مروة سعد

مروة سعد

راسل المحرر @