قصور الثقافة تسدل الستار على ملتقى شباب المخرجين و«هاملت وأشباحه» يحصد المركز الأول

قصور الثقافة تسدل الستار    على ملتقى شباب المخرجين و«هاملت وأشباحه» يحصد المركز الأول

العدد 948 صدر بتاريخ 27أكتوبر2025

على مسرح السامر بالعجوزة، أُسدِل الستار على فعاليات الدورة الرابعة من ملتقى شباب المخرجين الجدد، الذى أُقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، ونظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة على مدار عشرة أيام مليئة بالإبداع، على مسرحى السامر وقصر ثقافة روض الفرج. 
شهد حفل الختام حضور اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والمخرجين الكبيرين خالد جلال وعصام السيد، والفنان الدكتور أيمن الشيوى عميد المعهد العالى للفنون المسرحية ومدير المسرح القومى، وسمر الوزير مدير عام الإدارة العامة للمسرح، وأعضاء لجنة التحكيم: الفنان عزت زين، الكاتب سامح عثمان مدير الملتقى ومدير إدارة التدريب بالإدارة العامة للمسرح، والمخرجين حسن الوزير، إسماعيل مختار، وعادل حسان، إلى جانب لفيف من المسرحيين والنقاد والإعلاميين. 
وأعرب اللواء خالد اللبان عن سعادته بما شهده الملتقى من إبداع بعد عشرة أيام من العمل الجاد، مؤكدًا أن ما شاهدناه من عروض خلال هذا الملتقى يبعث على الفخر، ويؤكد أن لدينا جيلًا جديدًا من المخرجين يمتلك الوعى والجرأة على طرح الأسئلة وإعادة اكتشاف النصوص الكلاسيكية برؤى معاصرة ومتفردة. 
استهل الحفل الذى أخرجه سامح بسيونى وقدمته الفنانة إيمان رجائى بفقرة رستاتيف مسرحى بطولة الفنانين كريم أدريانو وخالد محروس تأليف طارق على، أعقبها فقرة غنائية للفنان سامح يسرى وسط تفاعل كبير من الجمهور. 
جوائز ملتقى شباب المخرجين أعلنت لجنة التحكيم نتائج الملتقى وجاءت كالتالى: 
حصل عرض «هاملت وأشباحه» لفرقة قصر ثقافة بنى سويف على المركز الأول لأفضل عرض مسرحى، وجاء فى المركز الثانى عرض «من يكون» لفرقة مركز الجيزة الثقافى، بينما نال عرض «إطار لم ينكسر» لفرقة قصر ثقافة دمياط الجديدة المركز الثالث. 
وفى فرع النص المسرحى فاز الكاتب أحمد الغندور بالمركز الأول عن نص «حكاية منزل محطم» لفرقة بيت ثقافة بولكلى، بينما جاء فى المركز الثانى الكاتب أحمد الملوانى عن نص «ظل الأمير» لفرقة قصر ثقافة المحمودية. 
أما جائزة الديكور فحصل عليها إسلام جمال عن عرض «إطار لم ينكسر» بالمركز الأول، وعبدالحميد عماد عن عرض «من يكون» بالمركز الثانى. 
وفى فرع التمثيل للرجال، فاز محمود رفعت بالمركز الأول عن دوره فى عرض «هيموفيليا» لفرقة قصر ثقافة الزقازيق، بينما جاء المركز الثانى مناصفة بين أحمد الخطيب عن دوره فى «إطار لم ينكسر»، وعمرو فوزى عن دوره فى «حكاية منزل محطم». 
وفى فرع التمثيل للنساء، نالت هايدى زكى المركز الأول عن دورها فى عرض «هاملت.. المحطة الجاية» لفرقة قصر ثقافة دمنهور، فيما حصلت رنا خالد على المركز الثانى عن دورها فى عرض «هيموفيليا». 
وفى جائزة الإخراج، حصد عبد الرحمن أشرف المركز الأول عن عرض «هاملت وأشباحه»، وجاء عبد الخالق أحمد فى المركز الثانى عن عرض «من يكون»، ومحمد موسى فى المركز الثالث عن عرض «إطار لم ينكسر». 
ومنحت لجنة التحكيم جوائز خاصة لكل من الشاعر ناظم نور الدين عن أشعار عرض «هاملت وأشباحه»، والفنان أدهم صلاح عن الموسيقى والألحان فى نفس العرض، كما حصل عرض «حكاية منزل محطم» على جائزة تقديرية، ونال عرض «هاملت.. المحطة الجاية» جائزة أفضل أداء جماعى. 
كما منحت اللجنة شهادات تميز لكل من إسلام جمال عن تصميم الأزياء فى عرض «إطار لم ينكسر»، ومحمد على عن تصميم الدعاية لعرض «هاملت وأشباحه»، وأحمد صلاح عن دوره فى عرض «جحر الأفاعى». 
وشهد الحفل كذلك تقديم شهادات اعتماد لستة من شباب المخرجين هم: ماركو فؤاد (الشرقية)، محمد أبو شعرة (البحيرة)، محمد موسى (دمياط)، عبد الرحمن أشرف (بنى سويف)، عبد الخالق أحمد (الجيزة)، وأحمد محمد أحمد (الإسكندرية). 
كما جرى تكريم المخرج الكبير خالد جلال باعتباره «شخصية ملهمة» لشباب المخرجين الجدد ولمشروعات التدريب، والمخرج الكبير عصام السيد «صاحب الأثر» فى مضمار الورش التدريبية وقد التكريم الدكتور أعلن الدكتور أيمن الشيوى خلال كلمته مفاجأة حفل ملتقى شباب المخرجين، الذى أقيم ختامه اليوم بمسرح السامر حيث قال: لكل جيلٍ ألفة ورمز، وإذا تأملنا تاريخ المسرح المصرى منذ بداياته سنجد فيه أسماء عديدة صنعت الفارق، وألفة الجيل الحديث عرفته منذ أن كان طالب بكلية التجارة بجامعة القاهرة، ثم رأيته كمخرجٍ منفذ أثناء تخرّجى، وشعرت آنذاك أننا أمام قائد حقيقى يمتلك مقومات المسرحى الكبير.
ثم تابعت أعماله لاحقًا فى مجالات متعددة داخل المعهد العالى للفنون المسرحية، وفى إيطاليا، حتى قيل عنه على لسان الفنان فاروق حسني: «هذا هو من سيغير وجه المسرح المصرى. تولى العديد من المناصب، من بينها إدارة مركز الإبداع الفنى، وأسهم فى إحداث حركة مسرحية حقيقية، إلى أن وصل فى نهاية المطاف إلى منصب نائب بمجلس الشيوخ، فرحبوا معى بالمخرج الكبير خالد جلال أحد مكرمى الملتقى  المخرج الكبير عصام السيد وقدم تكريمه الفنان أيمن الشيوى مدير المسرح القومى، وسط تفاعل كبير وتصفيق حار من الحضور من شباب المخرجين وقال عنه الفنان أيمن الشيوى المخرج عصام السيد يعد من أهم مخرجى المسرح المصرى المعاصر، وصاحب بصمة فنية مميزة تجمع بين الفكر والخيال البصرى. 
 بدأ مشواره منذ أواخر السبعينيات، وقدم عشرات العروض التى أثرت الحركة المسرحية المصرية شارك فى تدريب وتأهيل جيل جديد من المخرجين من خلال ورش وزارة الثقافة وملتقيات الشباب المسرحى، تميزت أعماله بالاهتمام بالإنسان وقضاياه وبالاعتماد على السينوغرافيا الحديثة والتجريب الواعى، ويُعتبر من أبرز المخرجين الذين جمعوا بين الإبداع الفنى والدور التنويرى فى المسرح المصرى .

توصيات لجنة التحكيم 
قال الفنان إسماعيل مختار فى كلمته باسم لجنة التحكيم إن اللجنة تُثمن الجهود الصادقة والسعى الواعى لإدارة المسرح وكل العاملين بها فى جميع الفعاليات والمهرجانات، وأخص هذا المهرجان الذى اتخذ النهج العلمى فى إدارة العملية الإبداعية وصهر طاقات المبدعين فى بوتقة معمليه ليلمع ذهب الموهبة براقًا ينير الوعى والوجدان بما لامس من معانى الحق والخير والجمال. كما أثنى على رعاية الإدارة العليا للهيئة العامة لقصور الثقافة ودعمها لوصول الثقافة إلى الورش المسرحية ومهرجاناتها، مؤكدًا أن كلمة اللواء خالد اللبان فى الافتتاح وتصريحه بدعم التجربة واستمراريتها كانت دافعًا قويًا للجميع. 
وأضاف مختار أن الملتقى جاء ثمرة أيام من الإبداع والبحث والتجريب، حيث اجتمع الحلم مع الحرفة، والرؤية مع الجرأة، فى اثنتى عشرة معالجة مختلفة لنص شكسبير الخالد «هاملت». وأثبت شباب المخرجين من مختلف المحافظات أن المسرح حيّ نابض قادر على التعبير عن قضايا الإنسان، مهما تنوعت الرؤى واختلفت المعالجات. 
وفى ختام أعمالها، قدمت لجنة التحكيم توصياتها التى تهدف إلى دعم وتطوير مهارات هؤلاء المبدعين، ليكونوا أكثر جاهزية للمستقبل وأكثر قدرة على صناعة مسرح يُعبّر عن الناس ويُلامس وجدانهم. وأكدت اللجنة ضرورة تكليف مشرف فنى متخصص لكل عرض يتابع مراحل التنفيذ ويوجه المخرج دعمًا للرؤية الإخراجية وتطويرًا للمشروع الفنى، مع تشكيل لجان متابعة فنية لمشاهدة العروض قبل تقديمها لضمان جودة العرض وتكامله الفنى. 
كما أوصت اللجنة بعدم فرض نص موحد على جميع المشاركين، بل طرح تيمة فكرية مثل الهوية أو الحرية وغيرها من القضايا الدرامية، بما يتيح للمخرجين حرية اختيار النصوص التى تجسد هذه الفكرة. وشددت كذلك على تطوير برامج التدريب، خصوصًا ما يتعلق بتوجيه الممثلين وتعزيز مهارات الدراماتورج لتقديم معالجة درامية متماسكة ومبتكرة. 
كما أكدت أهمية تقديم العروض فى المواقع الثقافية بالمحافظات قبل المشاركة فى الملتقى الختامى لاختبارها أمام الجمهور الحقيقى والاستفادة من ردود الأفعال لتطويرها، وأوصت بضرورة تحديد موعد ملائم وثابت للمهرجان سنويًا بما يضمن له التواجد الجماهيرى والمتابعة النقدية والندوات التحليلية، إلى جانب الاهتمام بجميع عناصر العرض المسرحى من ديكور وإضاءة وموسيقى وأداء، مع توثيق مراحل العمل لضمان التطوير المستمر. 
واختتم الفنان إسماعيل مختار كلمته مؤكدًا أن هذه التوصيات ليست نهاية، بل بداية جديدة لمسار أكثر نضجًا وإشراقًا فى رحلة شباب المسرح المصرى، موجهًا التحية لكل مخرج وممثل وفنى آمن بأن المسرح رسالة لا تعرف حدودًا، قائلًا: «أهمس فى أذن كل مبدع ومخرج يعتمد اليوم أو سيعتمد غدًا: أنت قائد فكر ووعى ومعركة، فضع الله نصب عينيك ووطنك وناسك ونفسك، واهتم بما يحدث حولك، وانغمس فى قضايا وطنك لتبدع بإخلاص وصدق. وإلى لقاء قريب فى دورة جديدة وأحلام جديدة... تحية من القلب لكل من شارك ودعم واحتضن هذا الملتقى. عاشت مصر، وعاش المسرح المصرى فى كل ربوعها.»
أُقيم الملتقى تحت إشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة الفنان أحمد الشافعى، وشارك فيه اثنا عشر عملًا مسرحيًا، هى نتاج ورشة اعتماد المخرجين الجدد التى أُقيمت العام الماضى من خلال الإدارة العامة للمسرح تحت عنوان «هاملت.. من أنت؟»، حيث قدم المشاركون نصوصًا مستوحاة من مسرحية هاملت لويليام شكسبير برؤى معاصرة اللقاء الرابع لشباب المخرجين هو تجربة مسرحية فريدة تُنظمها الإدارة العامة للمسرح، ويمثل المرحلة الختامية من ورشة اعتماد المخرجين الجدد التى امتدت على مدار عام كامل بثلاث مراحل من التدريب المكثف فى الإخراج والسينوغرافيا والنقد المسرحى. يشارك فى هذا اللقاء اثنا عشر مخرجًا من مختلف محافظات مصر، قدّم كل منهم رؤيته الخاصة لنص «هاملت» لويليام شكسبير، مما أتاح تنوعًا كبيرًا فى أساليب التناول والتعبير المسرحى. ويهدف المشروع إلى اكتشاف جيل جديد من المخرجين يمتلك الوعى الفنى والقدرة على صياغة رؤى مبتكرة للنصوص الكلاسيكية، مع تعزيز مفهوم الحوار والتبادل المعرفى بين شباب المسرح. ويُعد هذا اللقاء ثمرة جهد طويل من التدريب والبحث المسرحى، تتجسد فيه روح التعاون بين المدربين الكبار والمخرجين الشباب، ليصبح منصة حقيقية لإطلاق طاقات إبداعية جديدة تساهم فى تجديد الدماء داخل الحركة المسرحية المصرية.
 


رنا رأفت