نحو سياسة وطنية لتطوير المسرحى المدرسى المسرح المدرسى على المائدة المستديرة بالمركز القومى للمسرح

نحو سياسة وطنية لتطوير المسرحى المدرسى  المسرح المدرسى على المائدة المستديرة بالمركز القومى للمسرح

العدد 942 صدر بتاريخ 15سبتمبر2025

 تحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، افتتح المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح، صباح يوم السبت الماضى الموافق 30 أغسطس 2025، فعاليات مؤتمر: “نحو سياسة وطنية لتطوير المسرحى المدرسى”، الذى نظمه المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، برئاسة المخرج عادل حسان، وبمشاركة فعالة من وزارة التربية والتعليم، وبالتعاون مع مجلس الأعلى للثقافة.
شهد الافتتاح حضور نخبة من رموز المسرح من كُتاب ونقاد ومخرجين، إلى جانب مجموعة بارزة من قيادات وزارة التربية والتعليم المعنيين بملف المسرح المدرسى.

فى البداية تحدث المخرج خالد جلال، رئيس قطاع المسرح، قائلًا: “المسرح المدرسى كان دائما الوعاء الأول الذى انطلقت منه مواهبنا منذ الصغر، وهو ما يستدعى إعادة تفعيله من خلال شراكة حقيقية بين وزارة الثقافة ووزارة التربية والتعليم، بحيث تتحول توصيات المؤتمر إلى خطوات عملية قابلة للتنفيذ”.
بينما أكد المخرج عادل حسان، رئيس المؤتمر أن انعقاده يمثل خطوة جادة لإعادة إحياء المسرح المدرسى وإعطائه المكانة التى يستحقها، باعتباره أحد أهم أدوات غرس القيم الثقافية والفنية فى نفوس النشء. ودعمًا لدور المدرسة فى بناء شخصية متكاملة تجمع بين التعليم والفنون، وأضاف حسان، “المؤتمر يطمح إلى بلورة القضايا المطروحة وصياغة توصيات قابلة للتنفيذ تسهم فى تطوير المسرح المدرسى وتعزيز حضوره داخل العملية التعليمية وفى المجتمع ككل.
 بينما أكد أمين عام المؤتمر الفنان عزت زين، أن المسرح المدرسى يمثل أداة رئيسة لاكتشاف وصقل المواهب المبكرة، بما ينعكس مباشرة على شخصية الطالب وتنمية قدراته.
شهدت الجلسة الافتتاحية، التى قدمتها الفنانة القديرة عزة لبيب، مشاركة فاعلة من وزارة التربية والتعليم من خلال حضور عدد من الموجهين التربويين من مختلف المحافظات، وقدم أمين الدسوقى، مدير عام التربية المسرحية بالوزارة، عرضًا تقديميًا تناول فيه رؤية وأهداف إدارة التربية المسرحية، موضحًا أن أنشطة المسرح المدرسى تسهم فى تنمية القدرات الفنية والاجتماعية للطلاب، وأن الوزارة تعمل على تطوير برامجه عبر مبادارت تشمل المسرح التفاعلى والمسابقات والورش التدريبية.
وشدد الدسوقى، على أن التعاون بين وزارتى الثقافة والتعليم مستمر لإعادة إحياء المسرح المدرسى على أسس واضحة، مؤكدًا أن مشاركة الموجهين فى جلسات المؤتمر تأتى لضمان ربط التوصيات المنتظرة بالواقع العملى داخل المدارس.
استعرض المؤتمر على مدى يومين 27 ورقة بحثية تناقش عددًا من المحاور المهمة من بينها : المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم، المسرح المدرسى والهوية الثقافية، قضايا المسرح المدرسى وتحدياته.
انعقدت الجلسات بالمجلس الأعلى للثقافة بينما يحتضن مركز الهناجر للفنون حفل الختام الذى شهد حضور وزير الثقافة الأستاذ الدكتور أحمد فؤاد هنو، والدكتور أحمد الضاهر نائب وزير التعليم، حيث تعلن التوصيات النهائية للمؤتمر.

الجلسة الأولى: بعنوان (المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم)
المسرح التفاعلى كإطار علاجى للمسرح المدرسى المصرى المأزوم
بدأت الجلسة الأولى: فى قاعة المجلس الرئيسية، تحت عنوان (المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم) بحضور كل من: عاطف أحمد نوار، د. إبراهيم عبدالعليم حنفى، أصيل إبراهيم الجزار، د. الحسين حسن عبداللطيف، أدار الجلسة الأستاذ أمين الدسوقى.
فى البداية تحدث أ.عاطف أحمد نوار، قائلًا: يقدم هذا البحث تحليلًا نقديًا وتشخيصيًا للأزمة الهيكلية العميقة التى يعانى منها المسرح المدرسى فى مصر. فعلى الرغم من تاريخه التربوى الرائد. يعيش المسرح المدرسى اليوم حالة من التدهور المنهجى الذى يشمل الجوانب التمويلية، والبنية التحتية والموارد البشرية، والأهم من ذلك. أزمة فى التصور المؤسسى والمجتمعى لدوره مما حوله إلى نشاط هامشى يفتقر إلى الأثر التربوى الفعال. وفى ظل التوجهات العالمية نحو التعليم النشط وتنمية مهارات القرن الحادى والعشرين، تطرح الورقة المسرح التفاعلى كإطار منهجى وعلاجى متكامل قادر على إعادة إحياء هذا الدور الحيوى.
واضاف نوار، الإشكالية والفرضية الأساسية، تتجسد المشكلة البحثية الرئيسية فى غياب سياسة وطنية شاملة تضمن دمج المسرح المدرسى بوصفة مكونًا أساسيًا فى العملية التعليمية هذا الغياب يخلق فجوة هيكلية تتمثل فى أربعة أبعاد: فجوة تشريعية وتنظيمية، ونقص فى التأهيل والتدريب المتخصص وعجز فى التمويل والموارد وغياب لآليات تقييم الأثر.
وتابع نوار، تنطلق الدراسة من فرضية مركزية مفادها أن المبادئ الجوهرية للمسرح التفاعلى المستلهمة بشكل أساسى من نموذج “مسرح المقهورين” للمخرج البرازيلى أوجستوبوال” تشكل تؤيافًا فعالًا للأمراض التى تشل حركة المسرح المدرسى المصرى، فاعتماده على المشاركة الفعالة. وقلة تكلفته المادية، وتركيزه على تنمية التفكير النقدى، يقدم حلولًا عملية ومباشرة للتحديات القائمة.
المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم: التأثير والتأثر والأصل، بينما تحدث الأستاذ إبراهيم عبدالعليم حنفى، قائلًا: المسرح المدرسى هو المحرك الحقيقى للإبداع لدى الطفل، فهو أولى خطواته التى تشكلت فيها موهبته تدريجيًا. حاملًا فى جعبته التى تدعمه وتشكل وجدانه والكلمة التى تشكل عالمه. فهو يخرج من مسرح صغير فى شارعه متعدد الرؤى من الوعى واللغة والأشكال. إلى عالم متجانس معه فى السن داخل الفصل؛ حيث يرى تفاعلًا جديدًا ثم إلى بيئته المعيشية وبيئته التعليمية، وهنا تظهر الموهبة فى التنقل والاكتساب من العادات والتقاليد بأشكالها المختلفة التى يعيشها ويتعايش معها. هى المكون الأول للانسجام مع البيئة المكانية والزمانية. هذه الثقافة هى البداية الأولى لما يمكن أن نسميه مسرح الحياة، فهى تمثل نصًا وديكورًا يعيشه الطفل بمدركاته الحسية، ويتحرك من خلاله فى عالم من المشاهد. ولعل ما نسميه فن الفرجة يسهم فى ذلك فعندما يتكون شعوره ويرتقى وجدانه، يبدأ فى استشعار ما يشبه عالمه، فيتخرط فيه بكل حواسه.
أضاف إبراهيم، المدرسة هى النواة الأول للتلقى التى تسهم فى تكوين وعيه، ويمثل جزءًا مهمًا فى حياته فالشعوب عمومًا تحن إلى تراثها وفنونها: لذا عندما يحسد الممثل شخصيات المجتمع بمختلف مستوياتها الفكرية وانطباعتها، فإنه يحيى التراث من جهة، ويرفع مستوى الوعى الجماهيرى من جهة أخرى، وذلك من خلال الأداء الفعلى. فهو ناقل وحافظ للتراث بطريقة غير مباشرة إذا يحمل المسرح المفتوح إلى مسرحه الصغير فى المدرسة, كما يتيح له هذا المسرح التعرف على ثقافات أخرى من بيئات مختلفة، فتتسع دائرة ثقافته وعالمه المتميز.
 المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم، قال أ. أصيل إبراهيم أحمد الجزار، يعد المسرح المدرسى من الفنون الأدبية التى لها عظيم الأثر فى تحقيق الكثير من الأهداف الفنية واللغوية والإنسانية: إذ إنه يسهم فى غرس العديد من القيم فى نفوس التلاميذ كالشجاعة والجرأة والصدق وتنمية الجوانب الابتكارية: ولذا يعد المسرح المدرسى من أحد أهم الأنشطة التربوية المسئولة عن بناء الشخصية الواعية المدركة لمتطلبات العصر الحديث: بالإضافة إلى دوره أيضًا فى اكتشاف المواهب البارزة وتنميتها والقيام برعايتها وبذلك يكون جيلًا من المبدعين. ويعد المسرح المدرسى من الأنشطة الفعالة. التى تجعل التعليم محببًا إلى عقول التلاميذ ونفوسهم فى المراحل التعليمية المختلفة: حيث ينمى الشخصية ويبلور أهداف الدراسية التى تؤكد المعلومة وتبسيطها فى قالب من الحوار الشائق.
وتابع، أصيل الجزار، انطلاقًا من الأهمية الكبرى التى يكتسبها المسرح المدرسى وأثره الفعال فى العديد من المهارات التى يكسبها للتلاميذ، ستهتم ورقة العمل هذه بتحديد مفهوم فنون ومجالات المسرح المدرسى وممارستها وتحديد ما المقصود بها وعلاقتها بالثقافة والتعليم.
وأوصى الجزار، تعزيز أنشطة المسرح المدرسى وتضمينه فى مناهج وبرامج جميع المراحل التعليمية، توظيف المسرح المدرسى لتحقيق الأهداف التربوية والتعليمية والتثقيفية وذلك من خلال نصوص مسرحية تتلاءم مع طبيعة كل مرحلة تعليمية من المراحل التعليمية المختلفة، توفير خشبة مسرح أو حجرة لممارسة انشطة المسرح بكل مدرسة لممارسة أنشطة المسرح المدرسى، نشر الوعى المسرحى بين تلاميذ المراحل التعليمية المختلفة، ضرورة تعاون مديرى ومعلمى المدارس مع إخصائى المسرح، وتحاشى الفهم الخطأ للنشاط المسرحى المدرسى على اعتبار أنه عمل ترويجى منفصل عن المنهج المدرسى. أو أنه إهدار لوقت التلاميذ ومضيعة للوقت.
تحدث د. الحسين حسن عبداللطيف، قائلًا: يعُد المسرح المدرسى من أهم الأدوات التربوية التى تجمع بين البعد الفنى والقيمى وتوظف الفنون الأدائية لتعزيز التربية الأخلاقية لدى الناشئة فهو ليس نشاطًا ترفيهيًا عابرًا، بل بيئة تعليمية متكاملة تسهم فى بناء الشخصية المتوازنة للطلاب من خلال إشراكهم فى مواقف حياتية تمثيلية تتيح لهم ممارسة القيم بشكل عملى وحى، فعلى خشبة المسرح يختبر الطالب معنى الصدق. والتعاون، العدل، الاحترام، عبر تقمص أدوار ومواقف تحاكى الواقع وهو ما يجعل تلك القيم جزءًا من خبرته الحياتية، وليس مجرد مفاهيم مجردة.
واضاف الحسين، يمتاز المسرح المدرسى بكونه تفاعليًا: إذ يحول الطالب من متلق سلبى إلى مشارك نشط فى صناعة المعرفة والقيم. وهذا التحول ينعكس فى قدرته على التفكير النقدى وتحليل المواقف الأخلاقية. والتعبير عن الرأى بحرية ومسئولية. كما يتيح المسرح فرصًا واسعة لتنمية مهارات حياتية كالتواصل. والعمل الجماعى وضبط الانفعالات. واحترام التنوع وهى مهارات أساسية لإعداد مواطن صالح قادر على الاندماج فى المجتمع.  

الجلسة الثانية بعنوان (المسرح المدرسى والتعليم: دراسة تحليلية موسعة)
 بحضور كل من: د.خالد محمد إبراهيم، دمحمد عبدالرحمن الشافعى، صلاح راغب الزينى، وأدار الجلسة حسن غزالى.
فى البداية تحدث د. خالد محمد إبراهيم، قائلًا: مفهوم المسرح المدرسى وعلاقته بالعملية التعليمية يمكن تعريف المسرح المدرسى بأنه نشاط تربوى فنى يمارس فى بيئة المدرسة، ويشارك فيه الطالب تحت إشراف المعلمين أو مختصين بالفنون المسرحية. بهدف تنمية الجوانب الفكرية والوجدانية والاجتماعية إلى جانب تحقيق المتعة والفائدة، ويحفز الطالب على علاقته بالتعليم علاقة تكاملية: إذ يسهم فى إيصال المعلومات بطريقة تفاعلية، ويعزز التعليم النشط والبحث والاكتشاف وللمسرح المدرسى تاريخ طويل فى العملية التعليمية ففى العصور الإغريقية كانت العروض المسرحية جزءًا من الحياة الثقافية والتعليمية، أما فى العالم العربى فقد شهدت بدايات المسرح المدرسى فى أوائل القرن العشرين حين بدأت المدارس الخاصة والرسمية فى مصر ولبنان وسوريا بإدراج المسرح ضمن أنشطتها.
واضاف إبراهيم، أهداف المسرح المدرسى التعليمية والتربوية تشمل: الأهداف المعرفية والتى تعمل على ترسيخ المعلومات الدراسية من خلال تقديمها فى قالب قصصى تمثيلى، يسهل على الطالب تذكره، ربط المعرفة بالواقع: تحويل المفاهيم النظرية إلى مواقف حياتية واقعية، تنمية القدرة على التحليل والنقد: بالعروض المسرحية غالبًا ما تتناول قضايا قابلة للنقاش، الأهداف المهارية: تعمل على تطوير مهارات اللغة: الإلقاء النطق السليم، التوسع فى المفردات، مهارات التعاون والعمل الجماعي: المسرح يعتمد على تفاعل الفريق بأكمله مهارات الإبداع الفني: تصميم الديكور، كتابة النصوص، الإخراج، التمثيل، الأهداف الوجدانية: تنمية الثقة بالنفس: مواجهة الجمهور تكسر حاجز الخوف غرس القيم مثل الصدق الاحترام، العمل المشترك.
بينما قال الدكتور محمد عبد الرحمن الشافعى، إن الثقافة والفنون من العوامل المهمة فى تكوين وجدان المجتمعات وسلوكياتها، فكلما ارتفعت هذه الثقافة وما يمثلها من فنون مختلفة، ارتقى هذا المجتمع كذلك كلما ارتقى المجتمع فى سلوكه. ارتقت كذلك الحركة الفنية فى جودتها لذلك حرصت العديد من الدول المتقدمة على الحفاظ على القيم الثقافية والفنية والاهتمام بها وإعطائها دعمًا كبيرًا سواء كان ماديًا أو معنويًا لما لها من أهمية فى بناء المجتمع. ومن ضمن هذه الفنون فن المسرح: فقد اهتمت به المجتمعات والثقافات المختلفة منذ القدم، فأسسوا له مناسبات وأعياد رسمية، وكذلك التف حوله كبار الفلاسفة وأسسوا له نظريات نقدية بل وإنشاء معاهد وكليات لدراسة هذا التخصص الدقيق والتى جاءت أهميته ليس لدوره الجمالى فحسب، بل لدوره الاجتماعى والسلوكى والثقافى والسياسى.
واضاف الشافعى، كما أن بعض الحقب التاريخية ارتبطت أحداثها بازدهار الحركة المسرحية وانتكاسها مثل القرن الرابع قبل الميلاد باليونان، ثم العصور الوسطى وعصر النهضة فى أوروبا أو فترة الستينيات بمصر وغيرها.
وتابع الشافعى، فى العصر الحديث اهتمت العديد من المؤسسات الدولية المهتمة بالفنون بالتركيز على دعم وتمويل مشروعات ضخمة تعتمد على فنون الأداء والتى تؤثر بشكل ملحوظ على العديد من الفئات المجتمعية، وأنتجت هذه المؤسسات العديد من الأعمال الفنية مرتفعة التكلفة لتوامب عقول متابعيها ولتصل لأكبر عدد من المشاهدين مثل مؤسسة “ديزنى للعروض المسرحية”، والتى اهتمت بإنتاج العروض المسرحية الضخمة.
ومن جانبه قال أ صلاح راغب الزينى، تهتم التربية الحديثة بالجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية للتلاميذ: لذلك يجب أن تعتنى بالأنشطة التربوية والتعليمية. وبعد المسرح من أهمها. فهو إحدى أهم أدوات الاتصال التى نستطيع من خلالها تقديم الأفكار والمعارف بصورة شيقة إلى التلاميذ وغرس السلوكيات الإيجابية فى وجدانهم لما يتمتع به خصائص ترتقى به كنشاط تربوى وتعليمى وترويجى، تبدأ تجربتى فى بداية التسعينيات بمدرسة دمياط الإعدادية للبنين بمسرحية صلاة الملائكة، وكانت بداية ضعيفة لعدم وجود فرصة لتنمية مواهب الطلاب، لضيق الوقت المتاح حتى المسابقة.

الجلسة الثالثة بعنوان (المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم- دور التربية المسرحية لتنمية الوعي)
بحضور كل من: د. هبة عبد الرحمن الكيلانى، وفاء شعبان محمد سطوحى،محمد عطية مصطفى النجار، رمضان أحمد محمد شهاوى، أدار الجلسة أ/ سامح عثمان.
فى البداية تحدثت د.هبة عبدالرحمن الكيلانى، قائلة: دور التربية المسرحية فى تنمية الوعى بتطبيق أنشطة التوكاتسو داخل مدارس الحلقة الأولى من التعليم الأساسى فى مصر. منطلقًا من رؤية إصلاح التعليم المصرى وفقًا للأستراتيجية الوطنية لبناء مواطن قادر على التعلم والإبداع والمنافسة عالميًا، يأتى هذا التوجه متسقًا مع التعاون المصري- اليابانى الذى أثمر عن إدخال أنشطة التوكاتسو ضمن المناهج التعليمية باعتبارها أدوات فاعلة فى بناء شخصية المتعلم بصورة متكاملة وصقل مهاراته الحياتية والاجتماعية.
وأكدت هبة، أن أنشطة التوكاتسو ليست مقررات دراسية، بل ممارسات تعليمية عملية تهدف إلى تعزيز روح الجماعة وتدريب الطلاب على التفكير النقدى، وحل المشكلات، وبناء القيم الأخلاقية والاجتماعية، ومن ثم رأت الباحثة أن التربية المسرحية تمثل وعاء مناسبًا لتفعيل تلك الأنشطة لما تتسم به من طبيعة تفاعلية. قادرة على دمج الطلاب فى مواقف حياتية واقعية تشبع حاجاته فى الاكتشاف والمغامرة وتفتح أمامه أفاقًا للتعبير والإبداع والعمل الجماعى.
قالت أ وفاء شعبان محمد سطوحى: يعد المسرح المدرسى من أهم الوسائط التربوية والثقافية التى تسهم فى تنشئة جيل قادر على التعبير عن ذاته والاندماج الإيجابى فى المجتمع. وانطلاقا من ارتباط المسرح بالفن والهوية، جائت هذه الورقة بعنوان “المسرح المدرسى والهوية الثقافية” تجارب عملية فى ترسيخ القيم الوطنية والتراث المصرى، للتناول بالدراسة والتحليل الدور الحيوى الذى يؤديه المسرح المدرسى فى بناء الهوية الثقافية والوطنية لدى الطلاب استنادًا إلى خبرات عملية وتطبيقات ميدانية موثقة.
وتابعت وفاء، مفهوم المسرح المدرسى وأهدافه التربوية والفنية وخصائصه المميزة التى تجعله وسيلة فعالة فى تنمية مهارات التواصل والعمل الجماعى والإبداع لدى المتعلمين. كما تطرقت إلى الدور والمحتوى لمشرف التربية المسرحية باعتباره المسئول عن تفعيل النشاط المسرحى داخل المدرسة وتوجيه الطلاب نحو القيم الإيجابية مع إبراز العلاقة الوثيقة بين الهوية الثقافية والهوية الوطنية، وكيف يمكن للمسرح أن يكون جسرًا لترسيخ الانتماء والاعتزاز بالوطن.
بينما تحدث أ محمد عطية النجار، قائلًا: هناك مصطلح متداول يطلق على نوعين من المسرحيات كانت تشاهد داخل جدران المدارس هو مصطلح الدراما المدرسية القديمة (School Drama) أو مسرحيات المدارس بإنجلترا، وهى مسرحيات ذات صفة تعليمية”تطورت تحت تأثير الحركة الإنسانية فى بداية تنشيط الحركات المسرحية ببعض بلدان أوروبا فى عصر النهضة وكان بعض الأدباء يكتبون تلك المسرحيات اللاتينية: كى يقوم طلبة المدارس بأدائها ممثلة باعتبارها جزءًا من المنهج الدراسى، هذا على المستوى العالمى، أما على المستوى المحلى فقد عرفت مصر المسرح المدرسى منذ عام 1936. عندما تقدم رائد المسرح المصرى العربى زكى طليمات بمذكرة إلى وزارة المعارف العمومية بشأن الفرق التمثيلية بالمدارس الثانوية واقترح إنشاء عدد من الفرق المسرحية المسرحية الملحقة بالمدارس، ولكن ظل المسرح المدرسى مجرد جمعية للتمثيل داخل بعض المدارس يقتصر نشاطها على عدد قليل جدًا من الطلاب يقدمون حفلًا فى نهاية العام.
قال رمضان أحمد الشهاوى، إن الهوية الثقافية ليست مجرد مفهموم جامد، بل تتطور عبر الزمن بناء على تأثيرات متعددة تشمل الموقع الجغرافى، والبيئة العائلية والتفاعلات الاجتماعية، والتجارب الششخصية التى يمر بها الفرد خلال حياته فى المراحل الأولى من العمر، تلعب الأسرة والمجتمع فى دورًا محوريًا فى صياغة هذه الهوية من خلال نقل القيم والتقاليد، بينما يأتى التعليم والسفر والعمل لاحقًا لإثراء هذا الشعور بالانتماء أو تعديله، فى سياق مصر. تتأثر الهوية الثقافية بعوامل أعمق مثل الهوية الوطنية والعرق والإثنية والدين وحتى الجنس: ما يشكل طريقة تفكير الأفراد وتصورهم لأدوارهم فى المجتمع. يبرز المسرح المدرسى كأداة تربوية وثقافية فعالة تتجاوز الهدف الترفيهي: ليصبح وسيلة لنقل التراث الثقافى وتعزيز الوعى بالهوية. من خلال تقديم عروض مستوحاة من الحكايات الشعبية والسير التراثية، والقيم الاجتماعية والفنون التقليدية والعادات المحلية يسهم المسرح فى تعميق الانتماء الثقافى لدى الطلاب.
واضاف الشهاوى، هذه الورقة البحثية المقدمة للؤتمر العلمى “نحو سياسية وطنية لتطوير المسرح المدرسي”يهدف إلى استكشاف هذا الدور عبر الأقاليم الثقافية المختلفة فى مصر تعتمد الدراسة منهجيًا وصفيا تحليليًا يعتمد على مراجعة الأدبيات العلمية، والمقالات الصحفية، والمراجع الثقافية مع التركيز على كيفية استخدام المسرح كجسر لربط الماضى بالحاضر.

الجلسة الرابعة بعنوان (قضايا المسرح المدرسى وأهدافه وسبل تطويره)
بحضور كل من: أ. أحمد سعيد أبوزيد، محمود مصطفى محمد عزب، د. مروة حامد، وأدارت الجلسة الأستاذة جيهان السيد عبدالله محمد.
بداية تحدث أ/أحمد سعيد أبوزيد، قائلًا: المسرح المدرسى بين الثقافة والتعليم: فهو عامل أساسى فى تنمية الثقافة وداعم للكثير من الأنشطة الإنسانية والتنموية والثقافية وهو أمر يرجع إلى كون المسرح المدرسى يمتاز عن غيره من الفنون بالظاهرة الجمعية والعلاقات السيكولوجية التى يؤسسها مع الدوائر الزمانية واهتمام المجتمعات البشرية بالمسرح المدرسى قديم وجدناه فى الحضارات القديمة وإلى يومنا هذا المسرح جزء لا يتجزا من ثقافة الشعوب التى ارتبطت به، ومما لا شك فيه أن المسرح المدرسى هو ركيزة أساسية لتعلم القيم من خلالها. وهو منبر قوى يمكن من خلاله الدفاع عن الأخلاقيات واستخلاص القوانين الضرورية للمجتمع.
واضاف أبوزيد، أن المسرح المدرسى والهوية الثقافية، أن اللغة هى أساس الهوية، وقد تعرضت الهوية للعديد من الصراعات فى العالم، وشغلت بال المفكرين والمؤرخين، فاللغة هى المعلم الواضح فى تحديد الهوية: حيث إن المسرح المدرسى له دور كبير فى تربية الأطفال على الوطن والمواطنة وتعزز ثقافة المشاركة والحوار والتعاون والتسامح والتعايش مع الآخر وتقدير المصلحة العامة للوطن وتقديمها على المصلحة الخاصة، ويربى الطفل على السلام والشورى والوطنية مركزًا على ترسيخ قيم التماسك الاجتماعى وانتماء الفرد وارتباط التلميذ بوطنه، تاريخًا وأرضًا وبشرًا وتصبح لديه مشاعر الفخر والانتساب لوطنه ولديه استعداد أن يضحى من أجل وطنه بالنفس والنفيس.
بينما تحدث د.محمود مصطفى محمد عزب، يعتبر النشاط فى المجال التربوى هو مجموعة الأنشطة التى يشترك فيها الطلاب والتى تعطيهم الخبرات والمهارات المطلوبة ضمن أطر المتعة والتسلية والفائدة مهمة من وسائل التثقيف والمعرفة والتعبير عن النفس ونمو الشخصية والتعود على الدفاع عن وجهة النظر وتنمية الاتجاهات الفكرية السليمة ونمو الشخصية والتعود على ممارسته، حيث أشارت بعض الدراسات إلى نقص الإمكانات والتجهيزات، ومن ثم غياب مقومات العمل اللازمة كالمسرح المدرسى فى بعض المدارس وقصور الميزانيات المخصصة للصرف على النشاط.
واضاف عزب، أصبح المسرح المدرسى ضرورة العملية التعليمية ولذلك يجب أن نبحث عن تفعيله داخل الحقل المدرسى من خلال الاهتمام بالأنشطة التربوية المدرسية وإبرازها حيث إنها تساعد فى تكوين شخصية التلميذ وإعداده إعدادًا شاملًا ومتكاملًا.
ومن جانبها قالت د. مروة عماد حامد، يعد المسرح المدرسى مكونا أساسيًا فى العملية التعليمية الحديثة. لما له من دور محورى فى تنمية الجوانب المعرفية والمهارية والوجدانية لدى الطلاب، فهو وسيلة تربوية تجمع بين الإبداع الفنى والتدريب العملى، وتعمل على صقل شخصية المتعلم وتنمية قدراته على التفكير النقدى والتواصل الفعال، والعمل ضمن فريق كما يسهم المسرح المدرسى فى تعزيز الانتماء الوطنى والوعى الثقافى، عبر تقديم أعمال تعكس القيم الأصيلة للمجتمع وتواكب فى الوقت ذاته متغيرات العصر.
وتابعت د. مروة، فى ظل التحديات الراهنة التى تواجه المؤسسات التعليمية، تبرر الحاجة الماسة إلى دراسة قضايا المسرح المدرسى وأهدافه وسبل تطوره،بما يضمن استمراريته وفاعليته كأداة تعليمية وثقافية مؤثرة، يمثل المسرح المدرسى إحدى الركائز الأساسية فى الأنشطة التربوية التى تسعى إلى بناء شخصية الطالب وصقل مهاراته، وتنمية وعيه الثقافى والقيمى فهو ليس مجرد نشاط فنى ترفيهى، بل يعد أداة تعليمية متكاملة تجمع بين الإبداع الفنى والتربية السلوكية، وتنمية القدرات الذهنية والاجتماعية. بما يسهم فى إعداد جيل قادر على التفكير النقدى والتواصل الفعال.


تغريد حسن