فى إطار التوسع اللافت لأنشطة المهرجان القومى للمسرح المصرى يوليو 2025 برئاسة الفنان محمد رياض، بدورته الثامنة عشرة (فى كل مصر) خصص المهرجان ندوة توثيقية لمكرمين المحافظات لمسيرتهم الفنيية وهم: المخرج سمير زاهر، الفنان سمير زيدان، الفنان سعيد العمروسى. بحضور كل من: رئيس المهرجان محمد رياض، والمخرج عادل عبده، مدير المهرجان، واللواء خالد اللبان، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وعضو اللجنة العليا للمهرجان، وعدد من المسرحيين والمهتمين بالحركة المسرحية، وذلك فى تمام الساعة الخامسة عصرًا يوم الثلاثاء الموافق 5 أغسطس 2025، بالمجلس الأعلى للثقافة.فى البداية تحدث المخرج جمال عبد الناصر مدير الندوة، قائلًا: «مساء الخشب الذى صنعنا منه وطنًا، فى إشارة رمزية إلى خشبة المسرح التى تحولت عبر عقود إلى وطن بديل، وصوت بديل، وهوية بديلة لكثير من أبناء هذا الفن، وفى مقدمتهم سعيد العمروسى». اليوم لا نحتفى بشخص فقط بل بتجربة، لا نكرم فنانًا فقط بل نقف فى حضرة باكرة مسرحية تشبه الحلم، نحن اليوم فى حضرة الفنان السكندرى سعيد العمروسى. فارس الخشبة الشعبية الذى لم يكن مجرد ممثل فقط بل مخرجًا مسرحيًا وحكاية من الصدق والانتماء والجلد ظل وفيًا للمسرح حتى فى أحلك الظروف، وحين أنصرف عنه الآخرون، التكريم لم يكن مجرد احتفاء بشخص، بل وقفة أمام تجربة فنية طويلة ومتفردة خاضها العمروسى على مدى عقود بين القرى والمدن فوق مسارح الثقافة الجماهيرية، وفى صالات المدارس ومنصات الفرح الشعبى.وتابع عبدالناصر: دعونا نرحب بالكاتبة نسرين نور، مؤلفة كتاب الفنان سعيد العمروسى. التى التقطت هذه التجربة النادرة وغزلتها فى كتاب يشبه صاحبه، الكتاب ليس مجرد توثيق بل فعل حب ووفاء لجيل بأكمله وللمسرح الشعبى أيضا، ذلك الخشب الذى ظل وطنًا رغم الظلام والمسرح الذى لا تُقاس عظمته بالأضواء بل بالتجربة.ثم قدم المخرج جمال عبدالناصر، مؤلفة الكتاب فى سطور، قائلًا: هى كاتبة ومخرجة مسرحية، درست المسرح فى كلية الآداب، جامعة الإسكندرية، مدرس لأسس الكتابة فى المعهد العالى للإعلام التكنولوجى. حاصلة على عدة جوائز من وزارة الثقافة وعدد من المهرجانات المسرحية، ومن أبرز إنجازاتها. جائزة أفضل نص قصير عن مسرحية «ترتاشة شمس» من لاهاى 2012.، جائزة أفضل نص عن «الهوجة» مهرجان شرم الشيخ الدولى لمسرح الشباب، جائزة مهرجان الجنوب الدولى للمسرح 2023 عن مسرحية «مصر الحياة» فى أنحاء أخرى، عضو لجنة تحكيم فى المهرجانات الدولية، قدمت العديد من ورشات الكتابة فى عدة دول.تحدث الفنان سعيد العمروسى، قائلًا: «بداية أشكر الفنان الجميل محمد رياض الذى (تعب) جدًا فى هذا المهرجان، وأشكره على هذه الفكرة الجريئة والعميقة، لأنه اختار أن يذهب إلى المحافظات إلى بيوت الثقافة، ليكرم الفنانين الحقيقيين من كل مكان، وهذا إنجاز يجب أن يحتفى به».ثم تابع العمروسى: أما عن تجربتى فهى رحلة طويلة جدًا، من الصغر مليئة بالشغف والاشتياق، واجهت الكثير من الصعوبات والصراعات لكنها ممتعة، لأن المسرح ممتع، أنا أحببت المسرح جدًا، ولم أتخلَ عنه، ورغم كل التحديات كنت ثابتًا لا أمُل ولا أكُل، أهم ما فى حياتى (سكوت الجمهور بعد العرض) هذه هى الجائزة الوحيدة التى أسعى إليها، وقال العمروسى: المسرح علمنى الصبر والفرح. هذا الصمت هو تصفيق الروح، وهو ما كنت أبحث عنه دائمًا.وفى النهاية كانت أمسية تليق بتاريخ رجل أعطى للمسرح عمرًا ولجمهوره صدقًا، وكانت شهادة وفاء لتجربة تنتمى إلى زمن الجمال، زمن المسرح الذى لا يُقاس بالأضواء بل بما يزرعه فى الناس.