«خيال حلمي» كوميديا تليفزيونية فى قالب مسرحى

«خيال حلمي» كوميديا تليفزيونية فى قالب مسرحى

العدد 932 صدر بتاريخ 7يوليو2025

شاركت كلية الصيدلة جامعة الزقازيق فى مهرجان المسرح الجامعى لهذا العام 2025م بمسرحية كوميدية بالغة اللطف من تأليف كاتب صاعد فى عالم الدراما التليفزيونية هو مصطفى حمدى الذى كتب عدد من المسلسلات الكوميدية الجديدة، ولذلك يمكننا أن نستنتج أن ذلك العرض المسرحى خيال حلمى هو معالجة كوميدية لمشروع تلفزيونى لم يكتمل لأنه يتعلق بقصة حياة غير تقليدية بطلها شاب أفسد والدته حياته؛ لأنها كانت دائمًا تقارنه بالجميع ما جعله يكره أغلب أقرانه ويتجه إلى الوحدة والانفراد الذى قاده فى حلمه إلى الجنون ينبغى أن نستنتج أن هذا الشاب يدعى حلمى وقد شخص ذلك الدور فى هذا العرض الضاحك (أنس عساف)، وهو أحد صيادلة المستقبل وكان فى أدائه للدور وتقمصه للشخصية من أفضل وأهم عناصر العرض الذى شابه بعض الإطالة، لأنه فى الأصل مشروع مسلسل مصرى قائم على المط والتطويل وعلى العكس من ذلك كانت بداية العرض ونهايته جيدة ومثيرة للإعجاب والدهشة التى لو التزمها باقى العرض لكان له شأن آخر، لكن لأن الإطالة والإطناب وعدم القدرة على الحذف الواجب كانت من سلبيات هذه التجربة المسرحية الجامعية التى اشتملت على لحظات إبهار وإشراق غير عادية ورغم تعددها وتكرارها بالعرض فإنه فيما بينها كانت هناك دائمًا مشاهد تحتاج إلى ضغط وتكثيف لكى تكون العبرة بتطور المشاهد وتقدم الدراما وحدوث التعلية الدرامية، وبالرغم من أن النص أخضع لعملية إعداد متمثلة فى شغل «الدراماتورج» الذى قام به عبدالرحمن شلبى فإنه لم يدخل فى صلب الموضوع وترك مساحات كبيرة للإطالة التى صاغها الكاتب الذى يبدو أن موهبته الحقيقية فى الدراما التليفزيونية التى تقبل الإطناب والتطويل؛ لأن المشاهد يكون فى منزلة فوق أريكتة أو مستريحًا فى مخدعه لا يضيره أن ينتظر، كما أن الإطالة فى الدراما التليفزيونية تسمح للمشاهد بأن يترك المشهد ويذهب إلى هنا وهناك يقضى حاجاته ويعود ليجد المسلسل؛ حيث تركه لأن الحلقة الواحدة لها هدف واحد يعرضه الكاتب ثم يعزف على أوتاره طوال الوقت كى تتعدد الحلقات، ولولا أننا بصدد مخرج موهوب يقدم جملًا إخراجية جيدة تتناثر فى ارجاء العرض لما كنا اهتممنا بصياغة هذه الملاحظات التى عليه أن يلزمها لكى يحقق تقدم فى النشاط المسرحى لا سيما، وهو بالمصادفة توافرت له فى هذه التجربة المسرحية عدد كبير من المواهب التمثيلية الطلابية التى يندر توافرها فى مثل هذه الكليات العملية التجارية التى غالباً ما يهجر طلابها المسرح لكننا هذه المرة بصدد فرقة مسرحية جيدة وكواليس قائمة على المحبة أعطت فرصة لكل الطلاب فى التعبير عن مواهبهم فى ظل هذه الأجواء التمثيلية الكوميدية التى فرقها النص إذ يملك الكاتب قدرة غير عادية على إنتاج البسمة عن طريق المفاجآت المتتالية والمتوالية، وكتب دراما ذات أبعاد إنسانية حقيقية، منها ذلك الطفل الذى أفسدت أمه مستقبله فذهب يبحث عنها فى أحضان أمهات زملائه باحثًا عن أما تحبه ويحبها وعلى ذكر الحب فقد أحب كثيرًا من البنات والأمهات، لكنه تزوج من الفتاة الوحيدة التى لم يحبها والتى لولا حبها له ما كان استطاع أن ينجب ابنته الشاعرة وولده الفاسد الذى ضبط يتناول المخدرات فى حمام الجامعة وكل هذه المصائب كان لدينا كاتب يحصل على الكوميديا من وسط كل هذا السواد تلك الكوميديا التى حصلتنا أمام فرجة مسرحية ممتعة أخرجت مواهب الممثلين وامتعت المشاهدين، وقد اهتم المخرج ماركو فؤاد بالملابس فكانت جيدة بيضاء مزركشة بالألوان العشوائية التى تتناسب مع الأجواء التى أراد أن يحققها فيما كان الديكور عشوائى بلا داعى لكنه أراد أن يكون هناك ديكور حتى إن كان لا يفيد العرض الذى كانت تكفيه الملابس مع العمل على الايقاع والإضاء وغيرها من العناصر ويكفيه فخرًا أنه حرك المياه الراكدة بتلك الكللية العملية وكشف عن مواهب تمثيلية بالغة الجودة لفريق العمل المكون من أنس عساف وعماد الشاعر وآية باز، سارة حسام وتونى طارق، وأيمن جمال، وفاطمة حسام وكنزى عمر وعبدالرحمن رونى وجميعهم كوكبة جيدة ومبشرة من موهوبى الفنون التمثيلية بجامعة الزقازيق.


محمود كحيلة