قدمت فرقة قصر ثقافة شبين الكوم العرض المسرحى (الزيارة الأخيرة) على مسرح “المركز الثقافى لطنطا” ضمن المهرجان الاقليمى لفرق اقليم غرب ووسط الدلتا فرع ثقافة المنوفية، فى الموسم المسرحى الجديد 2024-2025 التى تنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة اللواء خالد اللبان وبإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة.قال المخرج يوسف النقيب فى بلدة “جولين” التى أنهكها الفقر وضربها الخراب، لا يجد أهلها غير الانتظار سلاحًا فى مواجهة الضياع. تنتشر البطالة، تنهار المصانع، وتتلاشى آمال الحياة، حتى تصل إليهم أنباء زيارة السيدة “كلارا” - أغنى امرأة فى العالم - التى كانت فيما مضى فتاة فقيرة عاشت بينهم، ثم رحلت بعد فضيحةٍ غامضة حطّمتها. تعود الآن بعد خمسٍ وعشرين سنة، وسط استقبال أسطورى، ومعها وعد بالخلاص.. لكن بثمن.فى أول ظهور لها، تفرض كلارا حضورًا ساحقًا: صلبة، ساخرة، محاطة بخدمها، وبدت وكأنها جاءت لا لزيارة بل لتسوية حساب. تعلن عرضها أمام الجميع: “أمنح البلدة مليار جنيه.. مقابل أن يُقتل ألفريد”.ألفريد، الرجل الذى أحبّته يومًا وخانها، والذى شهدت ضده شهادات زور أنه ليس والد طفلها. رجلٌ دمرها فدمر معها كل فكرة عن الرحمة فى داخلها.البلدة ترتجف، ترفض العرض صراحة، وتدين ما تراه “ابتزازًا أخلاقيًا”. لكن مع مرور الوقت، يبدأ التغيير. الناس، واحدًا تلو الآخر، يشترون أشياء جديدة “بالتقسيط”.. يتأنقون، يبدّلون مواقفهم.. والقاتل يظل حرًا، لكنه محكوم بالإدانة الصامتة.«المال يغيّر كل شيء».. شعار غير منطوق، لكنه يصرخ فى كل زاوية من البلدة.يتحول ألفريد إلى شبح حى، يسير فى شوارع تضيق به. يشعر بأن الكل قد باعه، حتى زوجته وأولاده. يحاول الهروب من مصيره، ولكن لا مفر. الضمير غائب، والمال هو السيد. يحاول أن يستعطف كلارا.. لكنها لم تعد تحب. عادت لتشترى العدالة.. أو ما تبقّى منها.وفى مشهد ذروة قاتم، يُقتل ألفريد - بصوتٍ صامت - بإجماع جماعى، مغلف بشهادة “قانونية”، وكأن الموت كان قدرًا لا قرارًا.وفى النهاية، تنال البلدة المليار. تبتسم كلارا، وتغادر. تظل البلدة، مثقلة بثمن الدم، وقد خلعت عنها فقرها.. وضميرها.قال مهندس الديكور والملابس محمد صلاح اردت كمصمم ديكور أن أؤكد على ما تم طرحه وعلى الفكرة الأساسية فى دراما زيارة السيدة العجوز لدورينمات أردت وأن يكون الديكور بمثابة مكمل لبقية العناصر فى العمل فاخترت بالته لونية من الرماديات والألوان الباهته التى تضفى على المنظر جمود ورتابه فهى قريه عفى عليها الزمن وتجمد فيها كل شىء حتى البشر أصبحوا مثل قريتهم كالموتى ينتظرون المخلص الآتى.. تعمدت على اظهار الخواء فى البانوهات فالابواب يكفى لها أن تكون بستائر وليست ابواب محكمه والنوافذ بلا شبابيك.. فيسهل التدخل فى حياتهم.. كالريح حين تدخل فتقلب البيت رأسا على عقب.. وكما فعلت كلارا حين ظهرت من جديد.. استخدمت موتيفات كمزلقان القطار الذى أغلق على أهل هذه البلده فى نهاية العمل.. وإشارة مرور القطار.. حين قمت بتصميم العمل لموقع قصر ثقافة شبين قمت بالعمل وفق لمقاسات المسرح لديهم لاتفاجأ لاحقا أنه سيتم تغيير مكان العرض لمسرح المركز الثقافى بطنطا لأجد اختلافًا كبيرًا فى عمق المسرح وفى مقاساته.. واريد التأكيد على أن هذا واجهته فى أكثر من مكان على مستوى الجمهورية فنريد وضع حد لهذا الأمر، وأن تعرض الأعمال حصرًا لمواقعها ولجمهورها.قال محمود رشاد اجسد شخصية “العمدة” للوهلة الأولى، بدت لى الشخصية نمطية إلى حد كبير، وكان التحدى الحقيقى بالنسبة لى هو أن أحوّلها إلى شخصية حية تمتلك دوافع واضحة، ومبررات منطقية، وغاية تسعى لتحقيقها.قالت ناهد عبدالنبى العب شخصيه ماتيلدا، نص الزيارة” نُفِّذ سينمائيًا ومسرحيًا، وهو نص غنى للغاية يتناول قضايا نفسية عميقة. يناقش مفهوم العدالة وكيف يمكن أن يتحقق فى غياب الضمير، مؤكّدًا أن العدل، وإن تأخّر، لا بد أن يتحقّق يومًا، لأن الله عز وجل لا ينسى.كانت هذه الفكرة المتكررة التى تؤمن بها السيدة “ماتيلدا”، زوجة ألفريد، والتى لم يكن خوفها الأكبر من “كلارا” الثرية، بل من عدالة الله التى لا تغيب.ماتيلدا كانت تملك فقط زوجها وأبناءها وبيتها المستقر، الذى بدأ فى الاهتزاز مع عودة كلارا. لذا، كان من الضرورى ألا أخرج عن الخط الدرامى لهذه الشخصية، التى تحمل مشاعر كثيرة رغم هدوئها الظاهري.وفى النهاية، أتوجه بالشكر العميق للأستاذ يوسف، الذى منحنى فرصة أداء دور “ماتيلدا” فى مسرحية “الزيارة الأخيرة” للكاتب دورينمات، وهى تجربة استمتعت بها بكل تفاصيلها، وكنت فخورة بالمشاركة فيها مع فريق عمل متميز قدّم عرضًا مشرفًا على خشبة مسرح المركز الثقافى بطنطا.قال مصطفى كامل العب شخصيه «ألفريد»، وهى من الشخصيات الصعبة والمعقدة نظراً لما تمرّ به من تحولات درامية متعددة على مدار الأحداث. كنت حريصًا على التعمق فى أبعاد الشخصية لفهمها بشكل أعمق، حتى أتمكن من تقديمها بصورة طبيعية ومقنعة. من أكبر التحديات التى واجهتنى أن الشخصية تتواجد على الخشبة معظم الوقت، وهو ما تطلب منى دراسة كل مشهد بعناية، مع الحفاظ على التدرج الدرامى والتطور النفسى الذى يطرأ على الشخصية طوال العرض.المشاهد التى أقدمها تتنوع بين الرومانسية، والدهاء، والخوف، والانهيار، ما جعل من المهم جداً أن أوازن بينها جميعًا دون أن أفقد ترابط الشخصية. كذلك، عملت على دراسة علاقات “ألفريد” بباقى الشخصيات، خاصة أنه يتفاعل تقريبًا مع جميع من على الخشبة.أنا سعيد جدًا بهذه التجربة وبالدور الذى قدمته، وأتمنى أن يكون قد وصل إلى الجمهور بشكل جيد وترك لديهم أثرًا.«الزيارة الأخيرة» عن رائعه فريدريش دورينمات، ومن بطولة فرقه قصر ثقافه شبين الكوم إقليم غرب ووسط الدلتا فرع ثقافه المنوفيه، ومن بينهم: مصطفى كامل، رقيه عادل،ناهد عبدالنبى، محمد زغلول، محمود رشاد، احمد وجيه، نورهان ايمن، حمدى الشيخ عبد الكريم الزغبى، بكر متولى، يوسف ادريس عبد الستار محمد، يوسف محمود، تصميم ديكور وملابس محمد صلاح، تنفيذ ديكور احمد البحارى، تنفيذ ملابس حسام محمد، ماكياج إيمان مندور، إضاءة عبدالله شهاب توزيع توزيع موسيقى محمد جابر تنفيذ موسيقى عبدالله نبيل، غناء شهد البطاوى وهند رمضان دراما حركية كامل على مخرج مساعد محمد جمال، مساعد المخرج أسامة وليد مخرج منفذ أحمد الديب، إخراج يوسف النقيب.