العدد 922 صدر بتاريخ 28أبريل2025
- فى إطار الموسم المسرحى 2024-2025 بالهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان وبإشراف الكاتب محمد عبدالحافظ ناصف نائب رئيس الهيئة، يستعد إقليم غرب ووسط الدلتا لتقديم العرض المسرحى “زيارة السيدة العجوز” للكاتب السويسري: فريريش دورينمات من إعداد: حسام العجوز، الحان: على سعيد، إضاءة: محمد امين، ديكور وملابس: محمد صلاح، أستعراضات: كامل على واشعار: عبدالله نبيل، مخرج منفذ: أحمد الديب، مخرج مساعد: محمد جمال حماد، مساعد المخرج: أسامة وليد وإخراج: يوسف النقيب.
«زيارة السيدة العجوز» من بطولة: محمد زغلول، مصطفى كامل، ناهد عبدالنبي، محمود رشاد، نورهان أيمن، يوسف إدريس، رقية عادل، حمدى الشيخ، أحمد وجيه، عبدالكريم زغبي، محمد ناصر، بكر متولي، محمود وائل، وزياد نجم.
- قال المخرج يوسف النقيب عن عرض “الزيارة الأخيرة”: إن العرض يتحدث عن فتاة تقع فى حب شاب من قريتها ويقيم معها علاقة ثم يتخلى عنها وتحاول اللجوء الى القضاء لاجباره على الاعتراف بالجنين، لكنه يستخدم شهود زور ويهرب بفعلته ثم تترك المدينة لتعود بعد خمسين عاما واقد أصبحت شديدة الثراء فقد أستطاعت استمالة أهل القرية لها ووعدتهم بالمال الوفير فى حال قتل الحبيب السابق الذى رفض الاعتراف بابنه.
وأضاف النقيب: أن العرض لن يكون مجرد عرض مسرحى بل صدمة فنية مدروسة، فكان محط أستفزاز له طوال حياته فعلى الرغم من تقديمه قبل ذلك لكن سعى هذه المرة لتقديمه بشكل مختلف من خلال معالجة دراماتورجية مختلفة للكاتب حسام العجوز باسم “الزيارة الأخيرة”، فهذه المرة ليست مجرد قصة تحكى فى مسرحية بل لحظة مواجهة مع الانسان فى أقصى درجات هشاشته عندما تصدم فطرة الانسان الطاهرة والغرائز الذى تدفعه الى تلويث فطرته السليمة وارتكاب أبشع الأفعال رغبة فى الانتقام او طمع فى الأموال فالمال والسلطة إذا اجتمعا معا يخرجون أسوا ما فى البشر.
وتابع النقيب: إنه استعان فى العرض بالعديد من الأجيال الموهوبة الموجودة فى فرقة قصر ثقافة شبين الكوم سواء على مستوى التمثيل والإخراج وكذلك الديكور والاضاءة والملابس والاستعراضات فحاول جعل المدينة من مجرد مكان على المسرح إلى كيان حى يتنفس ليدخل المتفرج الى حالة العرض ويجعله يتسال هل حقا نحن كما ندعي؟ ام كما نتصرف حين تختبر قيمنا؟ فالصمت فهذا العرض يصرخ فقد قام ببناء مشاهد مستعين بإضاءة تقود الحكاية وحركة مشبعة بالتوتر وديكور كانه أطلال ليجعل خشبة المسرح كالمدينة الحية حقيقة فكل تفصيلها على الخشبة لتكشف الواقع لا لتجمله لأن الواقع فى الأساس قاس ومروع.
- بينما قالت الممثلة رقية عادل عن شخصية السيدة العجوز التى تقدمها فى العرض قائلة: العرض يناقش فكرة الغاية تبرر الوسيلة، فالسيدة كلير التى غادرت قريتها وهى شابة فى مقتبل عمرها حاملة فى أحشائها جنينا رفض أبوه الاعتراف به غادرت وهى تحمل فى قلبها الحقد والكره بعدما خذلها الحبيب والأهل تقرر العودة إليهم مرة أخرى، وهى سيدة كبيرة فى العمر ذات أطراف صناعية وقلب ملىء بالانتقام ومعاها ثروة طائلة تجعلها طوق نجاة لهم لتعرضت عليهم تحقيق العدالة التى فيها الخير لهم وهى الانتقام من السيد الفريد.
وتابعت: إنها عندما قرات النص كانت قوة شخصية السيدة العجوز محط اعجابها لقوتها وقسوة قلبها وقدرتها على تخطى الصدمات النفسية فهى ضحية قريتها ونتاج طبيعى للظلم التى تعرضت له، فالعرض يناقش فكرة الراسمالية فالأموال عموما هى المعيار الذى يقيس به الانسان من حوله ويجعله يتحكم فى مدى ولائهم له فالقرية المفلسة رحبت بالسيدة العجوز ظن منهم انها سوف تنقذهم من وضعهم المزرى فهى لا ترغب سوى بالانتقام الذى ستدفع فى مقابله الكثير من الأموال والجميع سوف يخضع طمعا فى المال.
- وأضاف مصطفى كامل عن شخصية الفريد التى يلعبها فى العرض والتى كان لها ماضى شديد القسوة مع كلير: شخصية الفريد تستعرض فكرة الانسان الذى ليس ضحية ولا جلادا بالكامل وانما نتاج تاريخ من التواطؤ والصمت والندم فالدائن لابد وأن يدان يوما ما، بالإضافة لكونه شخصية متلونة للغاية وليست بالثابتة على المبدا فهو فى الماضى رفض كلير وعرضها للكثير من المشاكل لكنه بعد سنوات أخذ صفها وذلك من اجل تحقيق أكبر المكاسب من خلال ثروة كلير التى تطمع لإقامة العدالة حتى ولو كان ذلك على حساب الفريد.
- وقال حمدى الشيخ أحد المشاركين فى العرض: العب دور كارل أبن الفريد، وهو شخصية غير سوية بالمرة لا يحمل داخله الا الغدر والخيانة وخصوصا لوالده فهو غير مكترث لأهله وكاره للحياة التى يعيشها ويطمح لحياة أفضل أيا كانت الوسيلة حتى لو هيقوم بخسارة أقرب الناس ليه حتى أهله وهذا يعتبر نموذج لتوضيح فكرة العرض الأساسية وهى انهيار المبادئ امام سطوة المال وتبرير الغاية سواء كانت فى تحقيق المكاسب التى تبررها الوسيلة المستخدمة سواء كانت غدرا أو خيانة.
- واختتم محمود رشاد: أجسد شخصية العمدة وهى شخصية نمطية للغاية تعبر عن أهل قريته فهو صاحب سلطة يسعى لاستمرار فى صراع السلطة متلون للغاية يرفض عرض كلير باسم الإنسانية على حد تعبيره يدرك أن هذه الأموال قد تكون مفيدة للبلدة وسكانها ويغير مفهومه عن الإنسانية واموال كلير ليرى أن مقتل ألفريد “ليس من أجل المال، ولكن من أجل العدالة، فالعمدة هو مثال واحد بين سكان القرية الذين اظهروا تحولا أخلاقيا بسبب جشعهم، ليصبح موت إيل بالنسبة للقرية ليس قتلا وحشيا وانما تصحيحا لخطا ما ارتكبوه ذات مرة.