المسرح المصرى قرن ونصف من الإبداع رؤية تحليلية فى كتاب د. عمرو دوارة

المسرح المصرى قرن ونصف من الإبداع  رؤية تحليلية فى كتاب د. عمرو دوارة

العدد 920 صدر بتاريخ 14أبريل2025

يُعَدّ المسرح أحد أهم الفنون التى تعكس التطورات الاجتماعية والسياسية والثقافية لأى مجتمع، ولا شك أن المسرح المصرى كان دائمًا فى طليعة المشهد الفنى العربى. ومن هذا المنطلق، يأتى كتاب المؤرخ والناقد د. عمرو دوارة، كمرجع شامل يؤرخ لحركة المسرح المصرى منذ نشأته وحتى العقد الثانى من القرن الحادى والعشرين. وقد صدر الكتاب بعنوان «المسرح المصرى.. قرن ونصف من الإبداع « (الطبعة الثانية) والصادر عن المجلس الأعلى للثقافة فى مصر، وكانت الطبعة الأولى قد صدرت عن المهرجان القومى للمسرح المصرى منذ ست سنوات, وقد اضاف د. دوارة بعض الإضافات للطبعة الثانية, حيث يعد هذا الكتاب نموذجًا للدراسة العلمية التوثيقية التى تسعى إلى تقديم رؤية تحليلية ممنهجة لمسيرة المسرح المصرى منذ عام 1870 حتى 2019. فى محاولة لاستكشاف تطور البنية المسرحية عبر الحقب المختلفة. يستند الكتاب إلى منهج إحصائي–تحليلى يتجاوز السرد التاريخى ليصل إلى مستوى التفسير البنيوى لدور المسرح فى تشكيل الوعى الجمعى المصرى.
 ففى مقدمته، يعيد د. عمرو دوارة تأطير المسرح المصرى كدعامة ثورية وثقافية، مسلطًا الضوء على انخراطه فى النضال ضد الظلم والاستبداد، وهى مقاربة تعكس ارتباط المسرح بالحركات التحررية ودوره فى تشكيل الخطاب السياسى والاجتماعى.
يعتمد الكتاب فى منهجية العرض على منهج التحقيب التاريخى، حيث يعالج كل عقد زمنى كمرحلة مستقلة تتفاعل فيها عناصر المسرح مع البيئة الثقافية والسياسية المحيطة. هذه المقاربة تسمح بتحليل التراكم الفنى وتفسير التحولات النوعية التى طرأت على المسرح المصرى عبر العصور، سواء من حيث الأشكال الدرامية أو البنية المؤسسية.

عرض الكتاب وتحليل مضمونه
يأخذنا د. عمرو دوارة فى رحلة طويلة عبر تاريخ المسرح المصرى، حيث يُقسّم الكتاب إلى مراحل زمنية تبدأ من النشأة الأولى فى القرن التاسع عشر، مرورًا بتطوراته فى العقود التالية، حتى يصل إلى العصر الحديث. يتناول المؤلف الأحداث السياسية والاجتماعية التى أثّرت على المسرح، إلى جانب استعراض الفرق المسرحية، الممثلين، المخرجين، والنصوص التى شكّلت هوية المسرح المصرى.

البدايات والتأسيس (1850 - 1910)
يركز المؤلف على الجهود الأولى التى بُذلت لإنشاء المسرح المصرى، متتبعًا محاولات الرواد الأوائل مثل يعقوب صنوع، وفرق التمثيل التى ظهرت فى نهاية القرن التاسع عشر. حيث يتناول الكتاب صعود فرق مسرحية جديدة مثل فرقة يوسف الخياط وسلامة حجازى بالتزامن مع الاحتلال البريطانى لمصر. كما يتناول المؤلف نشاط الفرق القديمة مثل سليمان الحداد وسليمان القرداحى وأبو خليل القبانى بالتوازى مع ظهور تجارب جديدة تحمل بصمات تعبيرية مبتكرة, يعتمد التحليل هنا على فهم المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية التى أسهمت فى استمرار بعض الفِرق مقابل توقف الأخرى.
كما يوضح كيف تأثرت العروض الأولى بالمسرح الغربى، سواء فى الأسلوب أو المحتوى، لكنه يشير أيضًا إلى ظهور ملامح مسرحية مصرية خاصة خلال هذه الفترة.

التطورات الكبرى (1910 - 1939)
يشهد المسرح المصرى نضوجًا كبيرًا مع بروز ثلاثة اتجاهات رئيسية: المسرح الغنائى الذى طوره سلامة حجازى بناءً على تقاليد الإنشاد والتخت الشرقى، المسرح التراجيدى والميلودرامى الذى تناول قضايا اجتماعية ومأساوية، وأخيرًا المسرح الكوميدى الذى لجأ إلى الثقافة الشعبية لتقديم مادة خفيفة ومستقلة. يقدم الكتاب تحليلات فنية وتاريخية لهذه التيارات، لافتًا إلى مدى مرونة الحركة المسرحية واستجابتها لاحتياجات الجمهور.
ويناقش الكتاب عودة جورج أبيض من فرنسا، وتأثيره على تطور المسرح، حيث أحدث نقلة نوعية أدخلت المنهج الأكاديمى الغربى إلى أجواء المسرح المحلى، ما عزز من تحول الممارسات التقليدية إلى أسلوب علمى ومؤسسى. بالإضافة إلى دخول المرأة إلى مجال التمثيل. كما يستعرض دور المسرح فى ثورة 1919، وتأثير الأزمة الاقتصادية العالمية على انحسار المسرح الجاد. خلال هذه الفترة، ظهرت فرق مهمة مثل فرقة «رمسيس» ليوسف وهبى، وفرقة «فاطمة رشدي»، التى ساهمت فى تشكيل الهوية المسرحية المصرية.
كما برز دور الدولة كفاعل رئيسى لتعويض ضعف الإنتاج المسرحى الخاص، وذلك من خلال تأسيس الفرقة القومية عام 1935 بقيادة الشاعر خليل مطران. شكّل هذا التحول نقطة فاصلة فى العلاقة بين المسرح والسلطة، حيث أصبح المسرح مدعومًا رسميًا لكنه فى الوقت ذاته مرتبطًا بالتوجهات الثقافية للدولة. هذا الوضع أثار جدلًا حول مدى تأثير التوجهات الرسمية على حرية الإبداع فى المسرح الحكومي

الأزمات والانحسار (1940 - 1959)
يحلل الكتاب التأثير السلبى للأزمة الاقتصادية والحرب العالمية الثانية على المسرح، ما أدى إلى توقف العديد من الفرق المسرحية و تقلص عدد الفرق المسرحية التقليدية بشكل ملحوظ نتيجة للأزمات الاقتصادية والسياسية, وظهور اتجاه جديد يرتكز على شعبية النجوم بدلًا من العمل الجماعي, وأهمية النجوم فى استمرار الحركة المسرحية, فقد لعبت أسماء بارزة مثل نجيب الريحانى، على الكسار، يوسف وهبى، وفاطمة رشدى دورًا محوريًا فى الحفاظ على نشاط المسرح. إضافة لنشأة فرقة أوبرا ملك وفرقة الطليعة التى حاولت الابتعاد عن قوالب المسرح التجارى السائدة آنذاك.

النهضة المسرحية (1960 - 1969)
يُبرز الكاتب كيف شهدت الستينيات طفرة كبيرة فى المسرح المصرى، حيث ازدهرت حركة التأليف المسرحى، وزاد الاهتمام بالمسرح العالمى عبر الترجمة والنقد. كما عاد الفنانون الذين درسوا فى أوروبا ليُساهموا فى إثراء المشهد المسرحى المصرى. خلال هذه الفترة، تأسست فرق مسرحية مهمة مثل مسرح الجيب، المسرح القومى، والمسرح الحديث, التى قدمت تجارب متنوعة، منها الواقعى، الرمزى، والتجريبى. هذا التنوع أتاح الفرصة لتطوير الكتابة المسرحية والتفاعل مع القضايا الاجتماعية والسياسية، مما جعل المسرح أقرب لجمهوره مقارنة بمراحله السابقة.
كما يوضح كيف شهدت هذه الفترة تحديثًا ملحوظًا فى أساليب الإخراج وتصميم الديكور، مدفوعةً بتأثير التجارب الأوروبية. انعكس ذلك على شكل العروض المسرحية التى أصبحت أكثر جرأة وتجريبية.

التحديات والتحولات (1970 - 1989)
يناقش الكتاب الأثر الذى تركته حرب أكتوبر وأزمة المثقفين مع الرئيس السادات على المسرح المصرى. ويشير إلى ظهور المسرح التجارى خلال الثمانينيات، حيث انتشرت العروض المسرحية الخفيفة التى استهدفت السياح العرب. لكنه يبرز أيضًا تأسيس فرق مستقلة مثل «الورشة» عام 1987، ودور «المهرجان الدولى للمسرح التجريبي» الذى بدأ عام 1988 فى دعم التجريب المسرحى.

التجريب والمسرح المستقل (1990 - 2009)
فى التسعينيات، برز المسرح التجريبى بشكل واضح، متأثرًا بمهرجان المسرح التجريبى. كما شهدت هذه الفترة تأسيس فرق مهمة مثل مركز الهناجر، فرقة الرقص الحديث، وفرقة الإسكندرية المسرحية. فى الألفية الجديدة، ظهرت تجارب مسرحية جديدة، مثل «مسرح بلا إنتاج»، إلى جانب تأسيس مركز الإبداع الفنى وفرقة «المتجول الجديد».

المشهد المسرحى الحديث (2010 - 2019)
يستعرض الكتاب أثر ثورة 25 يناير على المسرح المصرى، حيث ظهر اتجاه جديد نحو المسرح السياسى والتوثيقى. لكنه يشير أيضًا إلى ظاهرة «مسرح الفضائيات»، التى أثارت جدلًا واسعًا بسبب اعتمادها على العروض التجارية السريعة مثل «تياترو مصر» و»مسرح مصر». كما شهد العقد تأسيس فرق جديدة مثل «مسرح الشمس» لذوى الاحتياجات الخاصة، و»مسرح المواجهة والتجوال. وكذلك استمرار ازدهار المهرجانات وتنوعها حيث شهدت هذه الحقبة ولادة مهرجانات داعمة لاستقلالية المسرح، مثل: - مهرجان «شرم الشيخ الدولى للمسرح الشبابي”, “ملتقى القاهرة الدولى للمسرح الجامعي» , “مهرجان أيام القاهرة للمونودراما” وغيرها.

مراجعة نقدية وتحليلية
يقدم كتاب الدكتور عمرو دوارة “المسرح المصرى.. مائة وخمسون عاما من الإبداع” دراسة تاريخية شاملة ووثائقية للمسرح المصرى منذ بداياته وحتى عام 2019. وقد نجح المؤلف فى رصد التطور الزمنى للمسرح المصرى وعلاقته بالظروف السياسية والاجتماعية، وتقديم تحليل معمق للفرق المسرحية والمؤلفين والمخرجين الذين ساهموا فى تشكيل هذا المشهد الفنى.
يكشف التحليل الداخلى للكتاب عن هيكل بحثى متماسك، حيث يعتمد المؤلف على تقسيم زمنى راسخ يسمح بإبراز التحولات الدرامية فى كل عقد، مسلطًا الضوء على تأثير المتغيرات السياسية والاقتصادية والاجتماعية على الإنتاج المسرحى، ليس فقط من حيث الكمّ بل أيضًا من حيث التحولات النوعية فى الأساليب والتوجهات الفنية. هذه المقاربة تجعل الكتاب ليس مجرد توثيق أرشيفى، بل تحليلًا نقديًا للعوامل المساهمة فى ديناميكيات المسرح المصرى.
أحد الأطر التحليلية البارزة فى الدراسة هو التساؤل حول تواصل الأجيال المسرحية، حيث يستعرض المؤلف كيفية انتقال التجارب والخبرات عبر العقود المختلفة، ويقارن بين الفترات التى شهدت استمرارية وتفاعلًا بين الأجيال وتلك التى تميزت بفجوات معرفية وانقطاع فى عملية التوارث الفنى. هذه القضية تمثل إشكالية مركزية فى تاريخ المسرح المصرى، حيث تُثار دائمًا تساؤلات حول مدى قدرة الأجيال الجديدة على استيعاب وتطوير إرث من سبقهم.
علاوة على ذلك، يعتمد الكتاب على مقاربة بينية، حيث لا يعزل المسرح عن بيئته الثقافية والاجتماعية، بل يتعامل معه بوصفه انعكاسًا لتحولات المجتمع، وهو ما يجعل دراسته ذات قيمة مرجعية ليس فقط فى مجال النقد المسرحى، بل أيضًا فى دراسات الأنثروبولوجيا الثقافية والتاريخ الاجتماعى. بذلك، يقدم د. عمرو دوارة نموذجًا بحثيًا متكاملًا يمكن أن يكون أساسًا لدراسات مقارنة حول تفاعل الفنون الأدائية مع التحولات المجتمعية فى مصر والعالم العربى.
يتضح مما سبق أن كتاب د. عمرو دوارة يعد أول محاولة موسوعية شاملة لتأريخ المسرح المصرى، حيث يقدم تسلسلًا زمنيًا دقيقًا يوثق نشأة المسرح المصرى وتطوره على مدار 150 عامًا. يجمع الكتاب بين السرد التاريخى، والتوثيق الأرشيفى، والتحليل النقدى، ما يجعله مرجعًا بالغ الأهمية للباحثين والدارسين والمهتمين بالمسرح المصرى. ومع ذلك، فإن التحليل النقدى للكتاب يكشف عن عدد من النقاط الإيجابية والسلبيات التى تستحق التأمل:

المنهجية الأكاديمية والطرح التأريخي
الدقة والاتساع فى التغطية
يتميز الكتاب بمنهجية موسوعية شاملة، حيث يستعرض تاريخ المسرح المصرى بالتفصيل والإحصاء، بدءًا من الفرق الرائدة فى أواخر القرن التاسع عشر وحتى مسرح ما بعد الثورة المصرية فى 2011. يتجلى هذا فى تحليل العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التى أثرت على تطور المسرح، ما يجعل الكتاب ليس مجرد تأريخ للأحداث، بل دراسة معمقة فى بنية المسرح المصرى.

التوازن بين السرد التاريخى والتحليل النقدي
رغم أن د. دوارة ينجح فى تقديم تسلسل زمنى واضح ومفصل، فإن الطرح النقدى فى بعض الفصول يظل غير متعمق بما يكفى، حيث يركز بشكل كبير على الأحداث والوقائع دون أن يمنح القارئ تفسيرات معمقة حول تأثير هذه التحولات على شكل المسرح نفسه. فمثلًا، يتناول تطور الفرق المسرحية فى التسعينيات وأوائل الألفية، لكنه لا يعالج بشكل وافٍ التحولات فى جماليات المسرح وأسلوبه الإخراجى.

الاعتماد على المصادر والمراجع
يُحسب للكتاب اعتماده على مجموعة واسعة من المصادر، بما فى ذلك المذكرات الشخصية، والدراسات النقدية، والدوريات، مما يجعله أكثر توثيقًا ودقةً من معظم الكتابات السابقة عن المسرح المصرى. ومع ذلك، قد يلاحظ القارئ أن بعض التحليلات (وهى قليلة) تعتمد على التوثيق دون تقديم وجهة نظر تحليلية خاصة بالمؤلف.

تحليل المضمون والمحتوى
تقسيم الفصول وفق العقود الزمنية
يُعد تقسيم الكتاب وفق العقود الزمنية ميزةً وعيبًا فى آنٍ واحد. فمن ناحية، يسهل هذا النهج تتبع تطور المسرح المصرى بشكل واضح ومنهجى، ومن ناحية أخرى، قد يجعل القارئ يشعر بتكرار بعض الموضوعات، خاصة عند تناول الفرق المسرحية أو التغيرات السياسية وتأثيرها على المسرح فى عدة عقود متتالية.

التوازن بين المسرح التجارى والمسرح التجريبي
يعطى الكتاب اهتمامًا كبيرًا لتاريخ المسرح الرسمى ومسرح الدولة، لكنه لا يمنح نفس القدر من التحليل للمسرح المستقل والتجريبى. فمثلًا، رغم ذكره لمهرجان المسرح التجريبى وفرق الهواة، إلا أن النقاش حول أساليب الإخراج الحديثة والتجارب الطليعية لا يأخذ الحيز الكافى. وبالطبع يرجع هذا لأن المؤلف قد حدد هدفه منذ البداية حول طبيعة الكتاب والغرض منه بتوثيق أعمال المسرح الاحترافى.

 إبراز دور الأفراد والمؤسسات
يولى د. دوارة اهتمامًا كبيرًا بدور الفرق المسرحية الكبرى والشخصيات الرائدة مثل جورج أبيض، يوسف وهبى، نجيب الريحانى، وسعد أردش، لكنه لا يبرز بنفس القوة التأثير الفنى للمخرجين المعاصرين أو المسرح المستقل، ما يجعل بعض الفترات الحديثة تبدو فى حاجة إلى التحليل مقارنة بالعصور السابقة.


الأسلوب واللغة
الأسلوب الأكاديمى والتوثيقى
يكتب د. دوارة بأسلوب موضوعى وأكاديمى واضح، مما يجعل الكتاب مناسبًا للباحثين والدارسين. ومع ذلك، قد يجد القارئ العادى أن الأسلوب يميل إلى الجفاف أحيانًا بسبب كثرة المعلومات والإحصاءات، لكن فى نفس الوقت يتميز الكتاب بأسلوب سلس وواضح، ما يجعله قابلًا للقراءة من قبل مختلف الفئات.

الاستعانة بالصور الأرشيفية
إحدى نقاط القوة فى الكتاب هى الاعتماد على الصور الأرشيفية والتوثيق المصور، حيث تساعد القارئ فى تصور المشهد المسرحى عبر العصور. هذه الميزة تجعله مختلفًا عن الدراسات الأخرى التى تكتفى بالسرد النصى فقط.

الإضافات والقصور
الإضافات المهمة
يُعد الكتاب أول محاولة توثيقية متكاملة للمسرح المصرى، مما يجعله مرجعًا أساسيًا فى هذا المجال.
تقديمه لإحصائيات دقيقة حول عدد العروض والفرق المسرحية فى كل فترة، وهو أمر نادر فى الدراسات المسرحية العربية.
ربطه بين التطورات المسرحية والتحولات السياسية والاجتماعية، مما يعطى رؤية أشمل للحركة المسرحية.

القصور النقدي
لا يقدم نقدًا تفصيليًا للعروض المسرحية، بل يركز أكثر على التوثيق التاريخى.
يعالج المسرح المستقل والتجريبى بشكل سطحى مقارنة بالمسرح الرسمى.
رغم أن الكتاب يتناول المسرح المصرى حتى 2019، فإنه لا يناقش بعمق تحديات المسرح فى العصر الرقمى أو تأثير الإنترنت والبث الرقمى على العروض المسرحية.

أهمية الكتاب
يظل هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة المسرحية المصرية والعربية، حيث يقدم أول وثيقة تأريخية شاملة للمسرح المصرى. ومع ذلك، فإن الجيل القادم من الباحثين قد يحتاج إلى استكمال هذا العمل بتقديم تحليلات أعمق حول جمالية العروض المسرحية، واتجاهات الإخراج، ودور التكنولوجيا الحديثة فى المسرح المصرى.
 فى الختام لا يسعنا إلا أن نؤكد أن كتاب د. عمرو دوارة يعد مرجعًا أساسيًا لكل من يريد دراسة تاريخ المسرح المصرى، لكنه ليس بالضرورة المرجع النهائى. فهو يقدم إطارًا زمنيًا وتحليلًا توثيقيًا دقيقًا، يمكن اعتباره قاعدة قوية يمكن للباحثين أن ينطلقوا منها لإجراء دراسات أعمق حول المضمون الدرامى، وتطور تقنيات الإخراج، ودور المسرح فى المجتمع المصرى المعاصر.


أحمد محمد الشريف

ahmadalsharif40@gmail.com‏