«دراما الشحاتين» بين المأساة والكوميديا لفرقة قصر ثقافة وادي النطرون

«دراما الشحاتين»  بين المأساة والكوميديا لفرقة قصر ثقافة وادي النطرون

العدد 870 صدر بتاريخ 29أبريل2024

 في إطار الموسم المسرحي الجديد لعام 2023/2024، قدمت فرقة قصر ثقافة وادي النطرون العرض المسرحي «دراما الشحاتين» من تأليف: بدر محارب، وإخراج: غادة كمال، وذلك على مسرح قصر ثقافة وادي النطرون برئاسة وائل الشبكي، يأتي العرض تحت إشراف الهيئة العامة لقصور الثقافة، ويشارك بها إقليم غرب ووسط الدلتا برئاسة أحمد درويش وفرع ثقافة البحيرة برئاسة محمد البسيوني.

المخرجة غادة كمال
قالت المخرجة غادة كمال: أن نص «دراما الشحاتين» مكتوب باللغة العربية كما يوجد به جزء كبير من الكوميديا، لذلك عملت عليه باللهجة العامية لتقريب هذه الكوميديا من الجمهور. وتابعت: تدور الأحداث المسرحية بالنص داخل مسرح مهجور، وقد أضفت بعض الخيال حتى لا يظهر المسرح المهجور في شكل تقليدي، حيث إنه مسرح يضم جميع أنماط البشر، وبما إن المسرح المهجور فقد لعبت على فكرة أن الإنسان هو أيضًا مهجور وذلك من خلال مجسم ضخم لإنسان موجود بالمكان، ليبدو وكأنه ديكور قديم بالمسرح المهجور، فأردت توصيل فكرة أن الإنسان الذي يظهر بمظهر القوة والذي يتحكم فيمن حوله لكنه بداخله ضعيف، وهذه قضية أزلية حيث الإنسان يفرض قوته للبقاء لكنه مغيب عن حقيقته.

قصة «دراما الشحاتين»
تدور فكرة النص المسرحي «دراما الشحاتين» حول المهمشين بالحياة، حيث هناك العديد من الأشخاص التي تنقلب حياتهم ويصبحون مشردين بلا مأوى، لذلك يلجأ هؤلاء الأشخاص إلى التسول والشحاتة ، وبأحدى الأيام يهرب اثنين منهم خوفًا من بطش الشحاتين القدامى، ويلجأون إلى مكان مهجور ليتضح أن هذا المكان هو مسرح قديم يعيش به مجموعة من المشردين في عالم متكامل، وفي لحظة ما يلجأ إليهم شخص قد سرق شنطة ويريد الاختباء من الشرطة، وعندما يصل إليهم الضابط يقومون بعمل خدعة بأنهم فرقة مسرحية تقوم بعمل بروفات وبالتالي يمثلون مشهد من مسرحية هاملت لإقناع الضابط، فهل سينجحون في خداع الضابط أم أنه قد كشفهم؟
وفي سياق متصل تحدث حسين عبد الكريم الذي يقوم بدور كبير الشحاتين: تعد شخصية جلال كبير الشحاتين من أدنى طبقات المجتمع، فهو شخص غير مرتبط بأحد في الدنيا ماعدا حبيبته كاميليا وقد كانا يعيشان معًا بالمسرح المهجور، ولكن جلال كان يشعر بالغيرة الشديدة على حبيبته كما أنه كان يحبها لدرجة امتلاكها خوفًا من الشعور بالوحدة، ومع تطور الأحداث وظهور شخصية جميل بيه وانجذاب كاميليا إليه مما يدفع جلال إلى تهديدها بالقتل. وتابع: يعد «دراما الشحاتين» تجربة مريحة مع المخرجة غادة كمال وفرقة قصر ثقافة وادي النطرون من أهم الفرق المسرحية والتي تقدم أعمال متنوعة ذات تأثير قوي على المستوى الفني والجماهيري، وأيضًا مدير القصر وائل الشبكي الشخص المحب للعمل والثقافة الذي لا يكتفي بكونه موظف بل أنه يوهب وقته من أجل مواهب مدينة وادي النطرون. 
كما تحدث عماد الجزار منفذ الديكور بالعرض قائلا: فكرة تنفيذ الديكور أخذت الكثير من الوقت، حيث كنت أقوم بتصميم مومياء كبيرة الحجم من الخشب السويدي مع مراعاة تنسيق حالة المجسم من حيث ضخامة الجسم وأيضًا كان من الضروري الحفاظ على درجة الأمان في تثبيت هذا المجسم لعدم حدوث أي مكروه لأي شخص أثناء العرض وذلك من خلال أدوات معينة تتحمل ارتفاع وعرض المجسم، أما باقي الديكور والذي كان عبارة عن ستائر من الخشب والتي يجب أن تظهر في شكل مهلهل لتوضيح المدة الذي يبقى عليها المسرح المهجور. وقد أضاف: تعد هذه التجربة ممتازة، وقد كان هناك تواصل دائم مع المخرجة غادة كمال والفريق لتنفيذ الديكور كما يليق بالعرض. 
كما تحدث محمود خليل كاتب أغاني وأشعار العرض: سعيد جدًا بهذه التجربة مع المخرجة غادة كمال التي تمتلك أدوات الإبداع والنجاح، ويعد «دراما الشحاتين» ثاني تعاون معها، وأيضًا أهم وأحب العروض المسرحية لقلبي التي شاركت بكتابة الأشعار والأغاني لها خلال السنوات الماضية. وتابع: تم عمل عدة جلسات مع مخرجة العمل لدراسة النص ودراسة الشخصيات للكتابة الموازية للأحداث وللحالات الموجودة به والتعرف على رؤية الإخراج لدمج الحالة بالكامل في صورة شعرية لتعبر كل أغنية بالعمل عن كل حالة على حدا. 
ويختم هيثم مدحت بسيوني ملحن أغاني العرض: يعد «دراما الشحاتين» تجربة مسرحية لطيفة، حيث على الرغم من المأساة والتراجيديا التي يحملها العرض لكن تم تقديمه من خلال إطار كوميدي وموسيقي، فقد كان لكل شخصية مسرحية آلة موسيقية معينة تميزها عن غيرها، وقد تم الاعتماد على غناء الممثلين وهذا ما يسمى بالغناء التعبيري، ويعد العرض ثاني تعاون مع الممثلة والمخرجة الموهوبة غادة كمال وفرقة قصر ثقافة وادي النطرون. 
«دراما الشحاتين» من تأليف: بدر محارب، دراماتورج وإخراج: غادة كمال، أشعار وأغاني: محمود خليل، ألحان: هيثم بسيوني، استعراضات: إبرام مرقص، إضاءة: حسين جمال، ديكور وملابس: أمجد ماجد، منفذ ديكور: عماد النجار، مكياج: أميرة عبد السلام وثريا جمعة، مساعد مخرج: راغب درويش، هيئة إخراج: رايدان العيادي والسيد علي ومحمد زغلول، غناء: هيثم بسيوني وأمير ماهر وأحمد محسن.
تمثيل: حسين عبد الكريم - غادة إبراهيم - محمود زكي - أحمد حكم - ريهام رجب - محمود طارق - أدهم ممدوح - أسماء علي. راقصين: يوسف محمد - رودينا محمد – رضوى الحاروني – مروان حكم – حمزه محمد.
 


آيه سيد