«أبواب تونس».. تفتح طرقًا للقوى الباطنة نحو الخراب باستلهام السيرة الهلالية

«أبواب تونس»..  تفتح طرقًا للقوى الباطنة نحو الخراب باستلهام السيرة الهلالية

العدد 867 صدر بتاريخ 8أبريل2024

تشارك فرقة قصر ثقافة بهتيم بفرع ثقافة القليوبية بإقليم القاهرة الكبرى الصعيد الثقافي بتقديم عرض «أبواب تونس» بالموسم المسرحي 2023ــ 2024 بقصر قصر ثقافة شبرا الخيمة، والتقت مسرحنا بفريق العرض لتتعرف على ملامح وسمات تجربتهم الجديدة.
وقالت مخرجة العرض منال عامر: نقدم عرض «أبواب تونس» برؤية  جديدة ترتكز على استلهام السيرة الهلالية، والتي تمثل إحدى أشهر السير الشعبية العربية، تلك الملحمة الطويلة التي تنقل هجرة «بني هلال»، وتتناول تغريبتهم، وخروجهم من ديارهم من نجد إلى تونس، وهي السيرة الأقرب إلى ذاكرة الناس.
 وأوضحت «منال»:  لقد حاولت أن أتناول جانب آخر بالسيرة الهلالية وهو «خيانة الزناتي» ومرعي،  لنوضح خطة خداع سعدى لقبيلتها بني هلال، وفي الأحداث نتكأ على تقديم صورة لـ «غراب البين» وهو الأساس للنزاع الكبير الذي يحدث خرابًا لينتصر بالنهاية من خلال خداع  وخطط «دياب بن غانم» و مرورًا بالأحداث نحاول أن  نوضح أننا جميعًا قد نقع تحت وطأة إنسان كاره للخير  يحرك الأحداث في الباطن من أجل الانتقام بحجة استرداد حقه ومكانته واستعادة سيرته الأولى. 
وتابعت:  وتقدم الأحداث في إطار الحكاية من خلال الهلالية والزناتة، الذين يعودوا للحياة مرة أخرى في محاولة منهم  لتغيير ماحدث بالماضي،  وبالنهاية ندرك أنهم  ليسوا موتى هم أناس لايسمعون ولايرون تحاول أن تستجمع قواها للانتصار، ويستوا عليها الغربان، و النبؤات الخرافية ليس لها أساس بالواقع  وهذا إسقاط على الحياة اليومية  لنؤكد أن الكثير منا يسير خلف ما لايعلمونه جيدًا وهم في ذاك الطريق لا يبحثون عن الحقيقة.

لوحات تعبيرية
وأضافت «منال»: يتشكل ديكور العرض في لوحات تعبيرية باستخدام الفلاش باك لأحداث  السيرة، وتشكيل لوحة ما بعد الحرب والتي نؤكد من خلالها أننا من نهاية الأحداث من بعد موت الزناتي خليفة وخيانة سعدى لأبيها وقتل أبو زيد الهلالي  بيد «دياب بن غانم».

السير الشعبية
وقالت يوستيناعزت: أقدم شخصية «سعدى الزناتي»، من الشخصيات الرئيسية بالعرض مع «دياب»، في سيرة بني هلال، لكنا نشارك برؤية جديدة للمخرجة منال عامر، وكان أول وأكثر ما جذبني للمشاركة بالعرض، هو اختيار تقديم السير الشعبية لأنها المرة الأولى لي للتجربة في هذا الاتجاه، وسعدت كثيرًا بإعجاب الجمهور  بجميع ليالي العرض.

أبو زيد الهلالي ..« البطل الشعبي»
وقال أحمد أبو الغيط: ممتن لتقديم شخصية البطل الشعبي «أبو زيد الهلالي سلامة» بالسيرة الهلاليلة، بالعرض والذي يرفض التغريب، والسفر والرتحال والهجرة إلى تونس، ولكنه مع تصاعد الأحداث يرضخ لرغبة الهلايل، ومن أقوى فرسان «بني هلال» هو يحمل الكثير من الصفات الحميدة،  وكانت قوته تكمن في رجاحة عقله، وفي رحلته يواجه حقد «دياب» الدفين، والذي يخطط  لقتل «أبو زيد الهلالي» مع نهاية العرض فقد كان دائما يحاول  الاستيلاء على السلطة في غياب « أبي زيد» الذي يردعه، وهو كان ما يفعله في تونس مع «الزناتي».

دياب بين الفروسية والانتقام
وقال محمود بيومي: قدمنا عرضًا ممتعًا مختلفًا، ومتميزًا من خلال الإعداد الجديد للعرض للمخرجة منال عامر، وكنا سعداء لاستقبال الجمهور لمسرحيتنا وإعجابهم الكبير بها.
وأوضح« بيومي»: أقدم شخصية «دياب بن غانم» بالعرض من قبيلة زغب وهي إحدى  قبائل بني هلال ويعود نسبها إلى زغبـة بن أبي ربيعـة بن نهيك بن هـلال بن عامـر بن صعصعـه، و«دياب» مع قوته وعنفوانه يحاول دائما الوصول إلى السلطة، بإعداد مختلف ورؤية مختلفة عن سيرة بني هلال، للمخرجة، حيث  حاول العرض تسليط المزيد من الضوء على شخصية «دياب»، فهو الفارس الرئيس، الذي قام بفتح تونس وقام بقتل «الزناتي» ومع ظهور«أبو زيد الهلالي»، يصير مهمشًا، وتأبى نفسه ذلك؛ فيشعر بالظلم الكبير الواقع عليه فتمتلأ نفسه بالغيرة والثأر والانتقام ويسعى جاهدًا لاستعادة مكانته وقيادته ويقوم بخطط  يملؤها الحقد من أجل ذلك.
وأضاف « بيومي»: قدمت دورًا متشبعًا بالسمات النفسية والاجتماعية له علاقة بكل شخصيات العرض الأخرى، وكان يثبت لهم أنه قائد كل ما يريده أن يشعر بهم، وهو  يمتلأ فقط   بالانتقام لاستعادة وإظهارمكانته.
مرعي .. من فرسان  الهلايل
وقال محمد أحمد السيد: أشارك بتقديم بدور «مرعي» أحد فرسان الهلايل وحفيد كبيرهم،  وهو محور رئيس للأحداث في العرض هو وقبيلته يسعون لتحقيق أهداف خاصة، ويحب ابنة قائد كبير وفي الوقت نفسه يتنهز الفرص تحقيقًا لأهدافه مع دفاعه وتمسكه بحبه، ورغم أن العرض وبعض الشخصيات الدرامية به تنقل مظاهر وأساليب العدوان على البلاد واستغلال الحب والحيل والدهاء والمكر من أجل الوصول للحكم، لكنا نهدف إلى كشف وتأكيد أن غير الشرفاء دائمًا هم من يسعون إلى الخراب من الباطن.

فريق العرض
«أبواب تونس» من تمثيل: شادي شديد، هالة محمد، حسام التوني، حسن يونس، محمد أبو علي، إبراهيم علام، يوستينا عزت، محمد النويهي، أحمد أبو الغيط، محمود بيومي، إسلام أحمد، محمد سيد، إلهام هيثم، فاطمة محمد.

خلف الستار
والعرض موسيقى وألحان وغناء عاشور الكيلاني، استعراضات وتصميم معارك محمود بحبح، ديكور وملابس فينوس علاء، أشعار هشام إبراهيم، إضاءة أحمد أمين، تصوير عبد الرحمن بودي، مساعد مخرج أحمد جمال، مخرج منفذ محمد علاء، من تأليف بكري عبد الحميد، وإخراج منال عامر.
 


همت مصطفى