«بــعــيـــد عنــك» شخصيات مغتربة تبحث عن السعادة الزوجية

«بــعــيـــد عنــك»    شخصيات مغتربة تبحث عن السعادة الزوجية

العدد 847 صدر بتاريخ 20نوفمبر2023

«نسيت النوم وأحلامه.. نسيت لياليه وأيامه»
“بعيد عنك حياتي عذاب.. ما تبعدنيش بعيد عنك»
“ما ليش غير الدموع أحباب.. معاها بعيش بعيد عنك»
“بعيد عنك حياتي عذاب.. ما تبعدنيش بعيد عنك»
بتلك الكلمات الرائعة لمأمون الشناوي من غناء كوكب الشرق أم كلثوم و من ألحان بليغ حمدي، والتي تعبر عن الوحدة ولوعة الحب والفراق بين الأزواج والأحباب يبدأ العرض المسرحي الذي استطاعت مها عمران من خلاله توظيف موسيقى أغنية “بعيد عنك” على مدار العرض بإتقان محسوب لتثير تفاعل الجمهور المتلقي وعاطفته مع أحداثه، ولتعبر بعمق عن رسالة المسرحية وهدفها وتصبح عنوانا مناسبا لها كما اختاره المخرج محمد عبد الستار حين كتابتها، والمسرحية من إنتاج مركز الإبداع الفني تحت إشراف المخرج الكبير والراعي الرسمي للمواهب المصرية خالد جلال، الذي جعل من ذاك المركز خلية نحل ومتنفسا لكل صاحب إبداع حقيقي تمثيلا وإخراجا، ولم يحتكر المركز للعروض التي من إخراجه فقط  بل يعطي الفرص طوال العام لأبنائه المخرجين من خريجي المركز، من أجل عرض مواهبهم الإخراجية من خلال عروض مسرحية منتجة وبالاستعانة بأبناء المركز القدامى والجدد من خريجي قسم التمثيل، مما يتحقق معه عنصر التواصل والاندماج بين أبناء كل الدفعات بعضهم البعض ومن كل الشعب وإتاحة الفرص الدائمة لهم للمشاركة والتواجد المستمر بشكل فعال وعملي.
العرض المسرحي مأخوذ عن مسرحية أجنبية تدعى “ليلة ساهرة من ليالي الربيع” وهي أول أعمال الكاتب الإسباني “إنريكي خارديل بونثيلا “ (1901- 1952)، والتي تم عرضها على أحد المسارح الكبرى بمدريد عام 1929، حيث حققت نجاحا منقطع النظير جعل من اسم المؤلف المسرحي واحدا من أهم كتاب الدراما الإسبانية الكبار في عصره: بينا فنتي، ولوركا.
المسرحية الأصلية من ثلاثة فصول استطاع عبد الستار بحرفية تحسب له تحويلها إلى مسرحية من فصل واحد فقط مدتها لا تزيد عن الساعة ونصف الساعة  و ذلك من خلال عمل إعداد لها بإضافة شخصيات جديدة وحذف الأخرى، حيث استعان المخرج بأربع شخصيات فقط من النص الأصلي هم بمثابة صلب الرواية؛ ألا وهم شخصية كلٍ من الزوج والزوجة والخادمة والجار، بينما باقي الشخصيات الثلاثة الأخرى هي من خيال المؤلف،و تبرز الحرفية للمخرج هنا في أنه ومع تلك الإضافات لم تتأثر الرواية الأصلية ولم تحد عن مسار الكوميديا الإسبانية غير التقليدية للمسرح الإسباني في ذاك الوقت والتي تعتمد على مزج الخيال مع الواقعية، وكذا رسالة العرض التي تدور حولها الأحداث.
المسرحية في الأصل اتخذ بونثيلا فكرتها من قصة واقعية لحدث عائلي خاص به شخصيا، ومن ثم جلس على المقهى وشرع في كتابتها، فقد ضاقت يده عن الإنفاق على زوجته، وفي ليلة دامعة اتفقا سويا على الطلاق والافتراق مؤقتا لمدة عامين، لعله ينطلق بحثا عن زيادة دخله، ليلتقيا في موعد ومكان محددين وقد كان، ولكن هذا الاتفاق – على طرافته – ليس مذكورا في المسرحية، إذ حدث تغيير يناسب الكوميديا، فالزوجة تعلن أنها لم تحب زوجها أبدا وأنه مشغول عنها دوما بعمله ولا يهتم بها أو بمشاعرها الرومانسية المتضادة مع طبيعته، وأنه متردد ليست له الشخصية الحازمة التي تشعر في جوارها بالحماية والأمان معه، والمسرحية كتبت بصيغة محبوكة، و بأساليب الكوميديا الراقية، حتى لقد ظن المخرج حين قرأها أن بونثيلا لا بد قد أخذ الفكرة أو الحبكة عن كاتب إنجليزي متمرس، ولكنه أكد للمخرج أنه لم يقتبس من أحد في أي عمل صنعه من قبل.
المسرحية تدور أحداثها حول فكرة الشعور بالوحدة والاغتراب والبحث عن السعادة الزوجية من خلال الصراع الدائر بين الأزواج، حيث العناد الناتج عن عدم الإنصات لبعضهم البعض في وجهات النظر مما ينتج عنه الشعور بالاغتراب فيما بينهم، حتى وإن كانوا في منزل واحد بل في غرفة واحدة مما يترتب عليه فتور الحب والمشاعر الرومانسية بينهم، وبالتالي تتزايد الخلافات الزوجية يوما بعد يوم حتى يصل الأمر في النهاية إلى الطلاق، فالزوج هنا في العرض المسرحي «بعيد عنك « مهندس معماري حياته كلها في مواقع العمل في الخارج من أجل توفير حياة كريمة لزوجته، مما لا يتوفر لديه وقت لمبادلتها مشاعر الحب خاصة إن كانت زوجته لا تعمل، وبالتالى يأتي من عمله مرهقا يرغب في الخلود إلى الراحة من أجل استعداده للعمل صباح اليوم التالي، بينما الزوجة ربة منزل لديها من وقت الفراغ ما يؤهلها لقراءة الكتب الحالمة والرومانسية التي تتأثر بها وتمني النفس أن يشاركها زوجها في تفاصيلها ومناقشتها حيث تشعر بتفضيل الزوج لعمله عليها، وبالتالي لا تتركه وشأنه وتزعجه دوما ببكائها المتواصل بلا توقف، بل تتهمه بخيانته لها مع جارتهما أيضا، مما يحتد معه النقاش والجدل بينهما حتى يصل الأمر في النهاية إلى مطالبتها له بالطلاق، وتتخلل الخادمة الأحداث بينهما بالدخول بين الحين والآخر وهي شخصية شديدة الطباع والصرامة يخشاها الزوج، كما أنها منحازة دوما للزوجة وضد الرجال بشكل عام حتى تتبدل عزلتها وحالها تماما وتتحول إلى الرقة واللطف حين تقع في حب الجار الذي يتسلل إلى منزلهم للراحة، ومن ثم يترك لها الزوج المنزل في تلك الساعة المتأخرة من الليل بدعوى إحضار المأذون معه  لتنفيذ رغبتها، ومع هجره وابتعاده عنها تشعر الزوجة بمدى حبها وشوقها لزوجها وإعجابها بشخصيته التي جعلته لم يتقبل الإهانة ليتخذ قراره فورا وبدون أدنى تردد بمغادرته المنزل، من أجل إحضاره للمأذون ليتخذ إجراءات الطلاق بينهما حسبما طلبت منه بينما كانت تتوقع منه ردود فعل بعكس ما شاهدته، وتتوالى الأحداث بعد ذلك بدخول الشخصيات الكوميدية المختلفة عن بعضها البعض إلى منزل الزوجة في غياب الزوج ومن هنا تبدأ المفارقات الكوميدية، بداية من دخول الجار الطيب من الشرفة مدعيا أنه لص تطارده الشرطة قبل أن يعترف لها بأنه جارها، و لكنه يشعر بالوحدة في منزله ودوما يبحث عن النوم في الأماكن التي بها ضوضاء وصحبة من البشر بعد أن احتل كلبه سريره ولا يرغب في أن يزعجه، كما نجده يتقمص عدة شخصيات مختلفة كلما شاهده أحد من رواد المنزل، فتارة يتقمص دور السباك حين يتورط في الرد على الزوج تليفونيا، وتارة يتقمص دور المحامي وتارة أخرى دور المأذون، ويتعاقب بعد ذلك وصول الشخصيات تباعا مثل الطيار ابن خالة الزوجة الذي كان يحبها منذ الطفولة ويحاول بعلاقاته العاطفية المزيفة والمتعددة أن ينسى قصة حبه الوحيدة والحقيقية، ومن بعده تدخل شخصية خال الزوج والذي يتعامل معه وكأنه ابن له رغم ضآلة الفارق السني بينهما، ودوما يكذب ويدعي أنه الرجل الحكيم الذي لا يستعصي عليه إيجاد الحلول لأية مشكلة، بينما يفشل في حل مشكلة الزوج ليبدأ في البوح لهم بأسراه ويترجاهم بالصلح حيث أن حياته ستكون على وشك الانهيار حال عودته لزوجته وليس معه ما يثبت لها نجاحه في ذلك مثلما طلبت منه حيث أن زوجته لا تثق به، نهاية بشخصية موظف الأمن في المجمع السكني الذي يقطنه الزوج والذي دوما يخطئ في إحساسه الأمني مما يثير الضحكات، لنجد في نهاية العرض أننا أمام مجموعة من الشخصيات المغتربة التي تشعر بالبعد والوحدة والعزلة كل حسب ثقافته وبيئته لينتهي العرض بالنهاية السعيدة كما نشاهد في الأفلام الرومانسية بعودة الحب والسلام بين الزوج وزوجته، بينما تجد كل شخصية من الشخصيات الأخرى سعادتها أيضا على حسب ثقافتها وأفكارها.
لم يعتمد المخرج عبد الستار في اختياره للممثلين لذلك العرض المسرحي الكوميدي على الكراكترات كما يفعل العديد من المخرجين، بل كان القانون الذي وضعه في اختياراته لهم قائمة على التمثيل الجيد في المقام الأول، إيمانا منه بأن الممثل المحترف يستطيع أداء جميع أنواع الدراما التراجيدي منها والكوميدي ما دام هناك ورق جيد أمامه، فكوميديا الموقف تعتمد على الورق المكتوب بحرفية قبل اعتمادها على الكاركترات أو الإفيهات المبتذلة المصنوعة، لذلك وجدنا العديد من ممثلي العرض يثيرون ضحك الجمهور المتلقي بالرغم من أنهم لا يصنفون كاركترات ولا كوميديانات، فقط كان الأساس في الإضحاك قائم على الورق الجيد والممثل الجيد، لذا وجدنا هدير الشريف تلك الممثلة من قامت بدور الزوجة بالرغم من ملامحها البريئة والجادة في ذات الوقت وأدائها في السابق للعديد من الأدوار التراجيدية الجادة، إلا أنها استطاعت إثارة ضحك الجمهور المتلقي في العديد من المواقف الكوميدية بالعرض المسرحي دون أن يفقد الجمهور تعاطفه معها أيضا وهذا ذكاء يحسب لها، وإن دل لا يدل إلا على أن الممثل الجيد بدون أدنى تصنيفات يستطيع أداء جميع أنواع الأدوار أيا كانت نوعها أو مسمياتها، وتلك هي قناعاتي أيضا التي أتمنى أن تسود أفكارها لدى جميع المخرجين وعدم الاتجاه إلى حصر الممثلين في تصنيقات محددة في اختياراتهم تضيِّق عليهم مساحة الإبداع.
لفت انتباهي أيضا أداء محمد الدمراوي لدور الزوج بتلقائية مفرطة أدت إلى إثارة ضحك الجمهور المتلقي مع الموقف الكوميدي المكتوب بحرفية بالرغم من كونه ممثلا وسيما فارع الطول ليغير مفهوم الضحك لدى العامة.
أحسن المخرج أيضا اختيار ريهام سامي في دور الخادمة نظرا لملامحها التي تبدو عليها الجدية بما يتناسب مع طبيعة وشكل الدور المكتوب، وقد استطاعت ريهام بحرفيتها وخبراتها ودراستها الجيدة لطبيعة كوميديا الدور أن تثير الضحك من خلال منتهى الجدية والصرامة في الأداء، دون محاولة لجوئها إلى أية إفيهات مساعدة للضحك وهذا يعد ذكاء يحسب لها ينم عن ثقتها بنفسها كممثلة جيدة تعي أن الضحك يأتي من الصدق في الأداء للدور الكوميدي المكتوب دون حاجة إلى أية عوامل أخرى مساعدة. 
والعكس هنا الصحيح فيما يتعلق باختيار أمجد الحجار في أداء دور الجار الخجول طيب القلب، والذي بالرغم من كونه كاركتر كوميدي في التصنيف المتعارف عليه لدينا في مصر، واستطاعته أن يثير ضحك الجمهور المتلقي بأدنى سهولة إلا أنه قد نجح أيضا في جذب تعاطفنا وشفقتنا عليه نتيجة صدقه في الأداء.
أما عن اختيار أحمد الشاذلي في أداء دور الطيار ابن خالة الزوجة فقد كان اختيارا موفقا لما يتسم به الشاذلي من حضور ووسامة مطلوب وجودها نظرا لطبيعة الوظيفة التي يشغلها، وهذا يدل على وعي من المخرج في اختياراته للأدوار بما يتناسب مع الواقع، ومع ذلك استطاع الشاذلي إثارة الضحك في بعض المواقف من خلال طبيعة الموقف الكوميدي الذي يتعرض له مع طبيعة شخصيته كمتعدد للعلاقات العاطفية مع الفتيات.
يعد وليد عبد الغني من قام بدور خال الزوج من أبرز من أثاروا ضحكات الجمهور، نظرا لما يتمتع به من حس كوميدي عالٍ قائم على درايته العميقة بكيفية صناعة الإفيه في مكانه الصحيح بأداء سلس وتلقائي.
وأخيرا لم يجد عبد العزيز حسين الشهير باسم زيزو أدنى صعوبة في إثارة وانتزاع ضحكات الجمهور في أدائه لدور موظف الأمن، نظرا لكونه كوميديان بالفطرة صاحب شكل وكاركتر مميز ولديه من الحضور الكوميدي والخبرات الطويلة بالسينما والمسرح، ما يؤهله لأداء مثل تلك الأدوار من خلال السهل الممتنع.
تصميم الديكور لنفس ذات مخرج العرض محمد عبد الستار عبارة عن غرفة نوم أنيقة وكلاسيكية تدل على ثراء صاحبها مما يضفس المصداقية على طبيعة عمله، وكذا طبيعة الزوجة الحالمة، وبما يتناسب أيضا مع رومانسية وزمن أغنية أم كلثوم التس اختارها المخرج لتعبر عن رسالة العرض المسرحي، وقد عمد المخرج في تصميمه لسينوغرافيا العرض أن يجعلك كمتلقٍ تشعر معه بسعة للمكان وتعدد أماكن التمثيل فيه بالرغم من وحدة الديكور وعدم تغييره طوال العرض، حيث نجد السرير يتوسط الغرفة بينما نجد شرفة المنزل على يمين الجمهور وإحدى الكنب عن يساره، وقد اكتفى المخرج هنا وبرؤية موفقة منه في إعداده للنص الأصلي للمسرحية بجعل سينوغرافيا العرض كاملا  تدور بغرفة  نوم الزوج مثل أول فصلين من رواية  «إنريكي»، بعكس الفصل الثالث حيث مكتب الزوج الذي يختلف لديه عن سينوغرافيا كلٍ من الفصلين الأول والثاني، كما جاءت أيضا الأزياء في منتهى الواقعية في التعبير عن الحدث الدراميٍ وكذا وظائف بعض الشخصيات المسرحية من خلال الزي الرسمي للوظيفة، وأيضا صفات كل شخصية من خلال ألوان ملابسهم مثل اللون الأسود لملابس الخادمة القاسية على سبيل المثال، وكذلك ألوان ملابس الزوجة التي تدل على رومانسيتها.
جاءت الإضاءة الصفراء الخافتة لوليد فوزي كطابع عام للعرض لتبرز جماليات ومعالم غرفة النوم الذهبية وكلاسيكيتها وتعطي إيحاء بالجو الرومانسي الحالم الذي يهدف إليه مخرج العرض كضرورة أساسية للعلاقات الزوجية، وبالتالي ساهمت كلٌ من الإضاءة والديكور في نجاح وتأكيد رسالة العرض المسرحي. 
استطاع المؤلف محمد عبد الستار أن يعيد الكتابة للنص الأصلي إن صح التعبير بما يتناسب مع شكل الأسرة المصرية وعاداتها وتقاليدها وطبيعة العلاقة الزوجية المترابطة فيها والتي تمقت الطلاق وتختلف نظرتها له، حيث يعد لدينا بمثابة كارثة مدمرة للأسرة ويعد مكروها أيضا تطبيقا لحديث رسول الله «إن أبغض الحلال عند الله الطلاق»، بعكس الأسر في الدول الأخرى التي يعد الطلاق فيها شيئا عاديا جدا وتستمر الحياة طبيعية من بعده، لذا كان ذكاء المخرج هنا في إعداده للنص المسرحي بأنه جعل الصلح بين الزوجين يحدث بعد قطيعة وابتعاد وليس طلاق بعكس الراوية الأصلية لأنريكي والتي حدث فيها الصلح بعد الطلاق، كما جعل الاغتراب سمة لكل شخصيات العرض المسرحي بلا استثناء، فالاغتراب هو اضطراب ذهني مؤقت أو دائم يجعل المرء غريبا عن ذاته أو عن محيطه حيث لا يقدر على التصرف بصورة عادية، وجميعهم هنا بالفعل لا يتصرفون بشكل طبيعي بسبب شعورهم بالوحدة والغربة عن ذواتهم سواء كانوا أزواجا أو باحثين عن الزواج، وكل ذلك يتم من خلال مواقف كوميدية مكتوبة بحرفية لا ابتذال فيها يخجل منه الجمهور المتلقي ولا ملل في الحوار أو أحداث مقحمة، بل على العكس جاء إيقاع العرض سريعا وكل عناصره متضافرة مع بعضها البعض تكمل كل منها الأخرى.
كما نجح المخرج محمد عبد الستار في اختيار النص الملائم لفكر مجتمعنا المصري والجاذب له، ولم يلجأ إلى نصوص مسرحية بعيدة عن همومنا وأحوالنا ومشاكلنا المجتمعية، فبصلاح الزوجين يأتي صلاح الأبناء ومن ثم يأتي صلاح المجتمع والدولة وقياداتها ككل، وتناوله بأسلوب كوميدى راقٍ يتناسب مع خفة ظل المصريين، كما كانت له رؤية ثاقبة في اختياره للممثلين كل منهم في مكانه المناسب، وكذا أيضا في الحركة المسرحية المعبرة عن الحدث الدرامي الكوميدي القائم على الموقف نفسه والسرعة والطاقة الكامنة لدى جميع الممثلين، ومن كل هذه العوامل السابقة التي حرص المخرج على اتباعها والالتزام بها في رؤيته الإخراجية ومن خلال العمل بروح الفريق جاء نجاح العرض المسرحي نقديا وجماهيريا.
في النهاية نقول إن العرض المسرحي «بعيد عنك» هو عرض مسرحي يبرز لنا المخرج من خلاله واقع ودراما مشاكل الحياة الزوجية بداخل الأسرة المصرية، وأن المودة والرحمة كما أخبرنا بها القرآن الكريم بعيدا عن الفراق أو الهجر أو البعد هي السبيل الوحيد للتعايش بينهم بحب وسلام.


أشرف فؤاد