ختام الورشة التدريبية الأولى لمخرجي نوادي مسرح الطفل بقصور الثقافة

ختام الورشة التدريبية الأولى لمخرجي نوادي مسرح الطفل بقصور الثقافة

العدد 845 صدر بتاريخ 6نوفمبر2023

اختتمت الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة عمرو البسيوني، فعاليات الورشة التدريبية الأولى لمخرجي نوادي مسرح الطفل بقصر السينما، والتي حاضر بها مجموعة من المتخصصين في فنون مسرح الطفل، في الفترة من 22 إلى 29 أكتوبر 2023.
وأعربت الدكتورة حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، عن سعادتها بنجاح الدورة التدريبية، وحثت المخرجين على تطبيق ما حصلوا عليه خلال مدة البرنامج التدريبي.
وتحدثت الدكتورة جيهان حسن، مدير عام ثقافة الطفل، عن أهمية الدورة التدريبية فى تطبيق محتواها في أعمال مسرحية للطفل تعكس مدى تأثير البرنامج التدريبي على موهبة وإبداع المخرجين.
وتضمنت الفعاليات عرض فيلم تسجيلي عن فعاليات البرنامج التدريبي وآراء المدربين والمتدربين، كما عقدت محاضرة بعنوان «الاستخدام الأمثل للإضاءة فى مسرح الطفل» للفنان إبراهيم الفرن الذي استهل حديثه بتوضيح الفرق بين الإضاءة والإنارة بجملة «الإنارة لكي ترى، بينما الإضاءة لترى ما يرغب المخرج أن تراه»، موضحا أن العرض المسرحي الموجه لطفل الأيباد والإنترنت، ذو طبيعة وخاصة، يتطلب إيقاعا سريعا وجذابا ومبهرا، وهنا يأتي دور الإضاءة وكيفية توظيفها في العرض المسرحي باستخدام الألوان والإضاءة الذاتية بدرجاتها، 
وشرح «الفرن» كيفية استخدام أجهزة الإضاءة المختلفة وتوظيفها في العرض بشكل مناسب، وخاصة في اللحظات الدرامية، لتوضيح الدلالات وزمن أحداث العرض المسرحي، كما تحدث عن أجهزة استخدام الإضاءة وتقنية «الجوبو» التى يتم توظيفها كبديل لوحدة الديكور.
واختتم الفعاليات بفقرة فنية وتحريك عرائس أداء وتحريك المتدربين بالورشة التدريبية وبإشراف الفنان عمرو حمزة، إضافة إلى توزيع شهادات المشاركة على المتدربين وتكريم مدربي الورشة وهم الفنان أيمن حمدون، د. أسامة محمد علي، المخرج محمد حجاج، د. جمال ياقوت، الفنان إبراهيم الفرن، الكاتب المسرحي متولي حامد، المهندسة نهلة مرسي، المخرج عادل بركات، الفنان عمرو عجمي، وفريق عمل الإدارة العامة لثقافة الطفل.

طرق الإخراج في مسرح خيال الظل ودمج مشاهد خيال الظل في مسرح الطفل
وقدم المخرج أيمن حمدون، محاضرة بعنوان «طرق الإخراج في مسرح خيال الظل ودمج مشاهد خيال الظل في مسرح الطفل»، تحدث فيها عن أهم ما يميز مسرح الظل عن غيره من الفنون المسرحية وكيفية توظيف مشاهد خيال ظل في العمل المسرحي، وكذلك كيفية تصنيع عرائس خيال الظل والتي يعتمد تصنيعها على جلود الحيوانات مثل الحمار والجمل وهي أفضل الأنواع، وأخرى من الورق أو البلاستيك ولكنها أضعف في الاستخدام. 
وأكد «حمدون»، أن الحياة المسرحية والحالة التي ينفذها فريق العمل بهدف إنتاج محتوى هادف يبث رؤية ما لعقل الطفل تؤثر على عاداته ومعتقداته وفقا لاحتياجاته ومهاراته، سواء باستخدام خيال الظل أو الأراجوز حيث يعتمد كلاهما على الراوي، الذي يقوم بشرح الرواية ومساعدة الممثلين على تغيير المشهد، ويعد مسرح خيال الظل نقطة محورية وهادفة جدا لمسرح الطفل.
وعن مفهوم الإضاءة، أشار «حمدون» إلى أن بؤرة الإضاءة ثابتة ولكن استخدامها يؤثر على خطة الإخراج، والمؤثرات التي يتم تنفيذها في خلفية شاشة خيال الظل هي ما تساعد على إنجاح العمل ببساطة.
وتخلل المحاضرة عرض مشاهد من أفلام منفذة بتقنية خيال الظل بهدف التغذية البصرية والعصف الذهنى للمتدربين وشرح ميكانيزم تحريك العرائس وكيفية تسليط الإضاءة لإبراز أحجام الشخصيات ومكانتهم وذلك لإثراء خيال المتدربين.

الخط بين الدراما والتشكيل
وتناولت مهندسة الديكور نهلة مرسي، خلال محاضرة بعنوان «الخط بين الدراما والتشكيل» شرح العلاقة بين المخرج ومهندس الديكور وكيفية الوصول لنقطة إبداعية تلبي رؤية المخرج، مشيرة لضرورة توافر عناصر الإبهار في مسرح الطفل مع بعض العناصر التي يحب توافرها في العمل المسرحي ومنها ترشيد الإنفاق، تدوير الخامات، الحلول التشكيلية المبهرة، استخدام تقنيات ضوئية مغايرة لخدمة التشكيل في المنظر المسرحي.
وأكدت «مرسي»، أنه يجب على المخرج عرض رؤيته على مهندس الديكور وإعطائه الفرصة للتصميم وكذا مساحة إبداعية دون تحجيمها بفرض تصوره للنص، موضحة أن العلاقة بينهما تشاركية تهدف لإخراج عمل مسرحي مبهر يجذب انتباه الطفل ويلقى إعجابه و يؤثر على حواسه مما يساهم في تعديل سلوكه.

أساليب الإخراج في مسرح العرائس
وقام أسامة محمد خلال محاضرة بعنوان «أساليب الإخراج في مسرح العرائس» بالتعرف على مجالات دراسة المتدربين وأساليبهم في مجال الإخراج، وخبراتهم السابقة، موضحا أهم ركائز نجاح العمل المسرحي، التي لابد من تضافرها وتكاملها لإنجاح العرض، كما قام بتعريف المتدربين بخصائص بيئة العمل المسرحي، وكذلك الفرق بين دور الدراماتورج والمؤلف.
وعن الشخصية العرائسية، قال: تعتمد على ثلاثة عناصر وهي الشكل البصرى ويتوقف على صانع عرائس واعٍ، الأداء الصوتي ويتطلب شخصية تمتلك أدوات مناسبة، وأخيرا الحركة أو الأداء التعبيرى ويؤديه لاعب العرائس.
واختتم حديثه مؤكدا على ضرورة مراعاة اتساق وجمال شكل العرائس عند التصميم، واختيار النوع الذي يتناسب مع المرحلة العمرية المستهدفة لخلق الايهام البصري بين العرض المسرحي والطفل، والتغلب على مخاوفه من العرائس.

دور الموسيقى والأغاني والمؤثرات الصوتية في مسرح الطفل
وتحدث الملحن محمد مصطفى، خلال محاضرة بعنوان «دور الموسيقى والأغاني والمؤثرات الصوتية في مسرح الطفل» عن مفهوم السينوغرافيا وعناصرها و مدى أهميتها فى العمل المسرحى ومدى نجاحها واتساقها مع الأحداث المسرحية و رؤية المخرج.
كما تناول «مصطفى» تعريف الموسيقى ومكوناتها الرئيسة من الإيقاع والنغمات، والعناصر المكونة للإيقاع، موضحا كيفية استخدام تقنيات الأداء من الشدة، وتطرق لمدخل لعلوم الآلات وأنواعها ومحاولة استخدامها فى الموسيقى التصويرية بشكل جيد، وكذلك قدم مدخلا بسيطا عن كيفية تصنيف الأصوات البشرية. 
أوضح الفرق بين الموسيقى بوجه عام والموسيقى الدرامية تحديدا، وكيفية توظيفها في العمل المسرحي، والإشكاليات التى تقابل صناعة أغنية للعمل الدرامي وكيفية التغلب عليها.
وتطرق «مصطفى» لدور الملحن الموسيقي في عروض الطفل، وتحديد الوحدة الموسيقية داخل العرض المسرحي الواحد بما يتناسب مع خطة الإخراج وسيناريو العمل المسرحي، واختيار مواضع جيدة ومناسبة للأغاني والموسيقى ووحداتها في العرض المسرحي.
واختتم حديثه بشرح دور وعلاقة الملحن الموسيقي بالمخرج في مسرح الطفل، والموسيقى المناسبة للطفل من حيث الآلات والجمل الموسيقية والسرعة والشكل العام بما يحقق الجذب والمتعة والتشويق بالعرض المسرحي.

التقنيات الحديثة في إخراج مسرح الطفل
وتضمنت محاضرة «التقنيات الحديثة في إخراج مسرح الطفل» للمخرج الدكتور جمال ياقوت، والذي استهل حديثه بتوضيح عناصر الكتابة المسرحية والتي تنقسم إلى الفكرة، الشخصيات، الحوار، اللغة، الحبكة، الصراع، البناء الدرامي. 
وأوضح أن لكل عمل مسرحي خط درامي أو أكثر ينتج عنه الصراع، وأنه لابد أن تتلاقى الخطوط الدرامية، والمميزات الإيقاعية لكل خط درامي، مشيرا أن الصراع هو العلاقة بين الفعل ورد الفعل، وأن له أنواع عدة أفضلها الصراع ذو الحركة المتدرجة، وصراع الإرادات المعتدل. 
وشرح «ياقوت» الخطوط الدرامية في العمل المسرحي بتطبيقها على نموذج لمسرحية البؤساء وخطوطها الدرامية وبيئة الأحداث وكيفية تلاقيها وحلها.
وعن الدراماتورج ذكر «ياقوت» أنها وظيفة ممتدة أكثر من مستوى العرض، وتختلف عن مفهوم الإعداد للرواية وتحويلها لمسرحية، بينما الاقتباس هو فكرة من مسرحية أو رواية لكتابة عمل مسرحي، كما تحدث عن vedio  maping الذى يتم خلال إسقاط الإضاءة على مجسمات لانعكاس الصورة وخريطة الأحداث.
واختتم حديثه مؤكدا على ضرورة إجراء عدد من بروفات العمل المسرحي بأنواعها المختلفة وهي بروفة الترابيزة، بروفة الحركة، بروفة بدون نص، بروفة المشهد، البروفة السريعة، البروفة التقنية، والبروفة الفنيه النهائية.

ماهية النص المسرحي للطفل
وتحدث الكاتب متولي حامد، خلال محاضرة بعنوان «ماهية النص المسرحي للطفل» عن أهم العناصر الذى يجب أن يحرص المخرج أن تتوافر في العرض المسرحى بدءا من النص وصولا للعرض، كما تناول مفهوم الداراماتورج والفرق بينها وبين الإعداد.
ولفت حامد، إلى أن السيكودراما فى العروض المسرحية تعد إحدى طرق العلاج بالفن الدرامي من خلال وضع المريض النفسي الذى يقوم بدوره الممثل فى حالة مشابهة لمشكلتة النفسية الذى مازال يعانى منها نتيجة لتعرضه لموقف ما ويقدمه العمل المسرحي في قالب درامي يلعب فيه المخرج دور المعالج من خلال أحداث العرض المسرحي والفنانين المشاركين فى العمل.
وعن ماهية النص المسرحى ذكر «متولى» أنه يتكون من ركائز أساسية هى الحبكة والذروة، والحل، والذى يتم تقديمه من خلال تحديد الرؤية الاخراجية التى يسعى المخرج لتوصيلها للجمهور من الأطفال فى قالب من اللعب والغناء.
كما تناول بالشرح نماذج لعدد من النصوص تم تقديمها بدراماتورج مختلفة، مؤكدا أن دور الدراماتورج هو صناعة عمل مسرحى من مسرحية ما سواء بترجمتها أو إعدادها بأسلوب يتناسب مع عصر عرضها، أو اختصار عدد من الأحداث.

الرؤية والتفسير في مسرح الطفل وكيفية قراءة النص المسرحي
وجاءت محاضرة المخرج المسرحي عادل بركات بعنوان «الرؤية والتفسير في مسرح الطفل وكيفية قراءة النص المسرحي»، الذي استهل حديثه بتوضيح دور المخرج فى الإرشاد والتفسير ورسم الحركة، ولعب دور تربوي لتوجيه الطفل وتعديل سلوكه قبل أن يكون مخرجًا، حيث أوضح أن هناك فروقًا بين عرض مسرحي للطفل أو بالطفل، فالأول هو عرض موجه للطفل يناقش قضاياه وأحلامه، وأما الآخر هو عرض يشارك الأطفال في تمثيله، لذا يتمركز دور المخرج فى الوصول بالأساليب والعناصر والخطوط العريضة للطفل.
وشرح «بركات» كيفية قراءة النص المسرحي وما هي علاقة المخرج بكل من النص، وعلاقته بالشخصية الدرامية، وعلافتة بخشبة المسرح، مؤكدا أن المخرج هو المسؤول عن العلاقة التي تنشأ بين العرض المسرحي والطفل باعتبارها المفتاح السحري لنشأة طفل مبدع، واختتم حديثه مؤكدا أن الوصول لخيال الطفل من أدق الأمور التي تصل للكينونة العمرية.

الحركة وأهميتها في مسرح الطفل
وتحدث الفنان عمرو عجمي خلال محاضرة بعنوان «الحركة وأهميتها في مسرح الطفل» عن مفهوم الدراما الحركية والفرق بينها وبين الاستعراضات وأهميتها في العرض المسرحي الموجه للطفل، موضحا أن الدراما الحركية الهدف منها توصيل رسالة واختصار مشاهد من العرض المسرحي.
وأكد «عجمي» أنه لابد لمخرج مسرح الطفل أن يجيد توظيف الاستعراضات بشكل مبسط وانسيابي داخل العرض المسرحي، وقام بإجراء بعض التدريبات الاستعراضية للمتدربين ليوضح الفرق بين بعض الحركات مثل الشانية هو عدة لفات دورانية في أماكن مختلفة والبرويت هو الدوران في ذات المكان. 
وأوضح أن إيقاع الحركات وكيفية توحيدها، وتصميم حركات لاستعراض مستوحى من مصر القديمة، وكذلك شرح مسميات كل حركة استعراضية والاعتماد على ميول الأطفال في اختيار نغمات الاستعراض لتشجيعهم على تنفيذ الاستعراض.

أساسيات ومناهج الإخراج في مسرح الطفل
وعقدت محاضرة بعنوان «أساسيات ومناهج الإخراج في مسرح الطفل» للمخرج المسرحي محمد حجاج مدير عام الفنون الشعبية، الذى أوضح مفهوم الديكور التجريدي المستخدم في بعض النصوص، مشيرا أن مسرح الطفل خيال بلا حدود.
وأكد «حجاج» أن هناك فروقا بين نصوص الطفل ونصوص الكبار، لاعتماد نصوص الطفل على عدة ركائز مهمة مثل توحيد القضية والهدف الذى يسعى العرض لتوصيله، حيث إنه لا يحتمل الزخم الذي تقدمه نصوص الكبار، بالإضافة للغة المستخدمة في العرض، وكذلك الممثلين والحوار ومدته والديكور.
وعن عناصر العرض المسرحي، ذكر «حجاج» النص، والممثل، الجمهور، المخرج، وأكد أن مسرح الطفل مهمته توصيل المعلومة من خلال الصورة بكافة عناصرها، والاعتماد على عناصر الإبهار لتوصيل رسالة تؤثر على سلوك الطفل وأفكاره.
الورش نظمتها الادارة العامة لثقافة الطفل برئاسة د. جيهان حسن، وضمن برامج للإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى، وأقيمت الفعاليات على فترتين الأولى من 10 صباحا إلى 2 مساء، والثانية من 6 إلى 8 مساء. واستهدفت تدريب 24 مخرجا مسرحيا للطفل من مختلف أقاليم الهيئة، بهدف صقل خبرات مخرجي نوادى مسرح الطفل الذين تم اعتمادهم من قبل، سعيا لإعداد كوادر إخراجية ذات رؤية فنية ودراسة علمية يسهل تطبيقها لإنتاج أعمال فنية مميزة.
 


ياسمين عباس